قال الصحافي الأميركي اليهودي ريتشارد سيلفرشتاين في تقرير نشره اليوم الثلاثاء على موقعه الالكتروني إن الجنرال المتقاعد في الحرس الثوري الإيراني علي رضا أصغري الذي اختفى في تركيا عام 2007، عثر عليه ميتاً داخل سجن أيالون في إسرائيل.
وقال سيلفرشتاين، الذي تنشر مقالاته عدة صحف عالمية منها “الغادريان” البريطانية و”لوس أنجلس تايمز” الأميركية، إن مصدراً مقرباً من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أبلغه أن السجين “X” هو أصغري، الذي كان يشغل منصب نائب وزير الدفاع في حكومة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، وأوضح أن القصة المشاعة حول وفاته، تشير إلى أنه انتحر داخل زنزانته الأسبوع الماضي.
وكان سيلفرشتاين قد كشف في مقال قبل أسبوعين أن السجين “X” المعتقل في سجن أيالون هو الجنرال أصغري.
وشدد على أن المصدر الذي يعتمد عليه يلتزم بالقصة “الرسمية” للحكومة وهي أنه انتحر ولم يقتل.
ولم يتسن التحقق من المعلومات الواردة في مقال سيلفرشتاين .
وقال إن صحيفة “واي نيت” الإسرائيلية كشفت عن قصة الانتحار في مقال يخضع للرقابة، ما أدى إلى سحبه من موقعها الالكتروني، مؤكداً أنه يحتفظ بنسخة عن هذا المقال.
ولفت إلى إنه من المهم الدمج بين مقال “واي نيت” ومقال نشرته صحيفة “هآرتس” عن التحقيقات حول الأشخاص الذين يتوفون وهم رهن الاعتقال السرّي، ويجري التحقيق ما إذا كانت “وكالة حكومية” قد تسببت في موتهم.
وطرح سيلفرشتاين عدة أسئلة حول الأسباب التي قد تدفع بالموساد الإسرائيلي إلى تصفية الجنرال أصغري بعد أن كشف أنه معتقل في إسرائيل قبل أسبوعين، ورجح أنه سيصعب على السلطات الإسرائيلية كشف سبب اعتقالها المسؤول الإيراني بعد أن كانت تروج للعالم أنه انشق عن إيران ويستمتع بحياة هنيئة في فيرجينيا بالولايات المتحدة، كما أن ذلك سيساهم في تأزيم الأوضاع أكثر مع تركيا بما أنه اختطف على أراضيها، أو ربما استنفذ الموساد المعلومات التي يمكن أن يحصل عليها منه وبات بالإمكان الاستغناء عنه.
وكان جهاز الموساد قد أعلن في وقت سابق أن أصغري لم يختطف وانه ليس في إسرائيل، غير أن سيلفيرستاين شكك بنفي الموساد للاختطاف وبخبر الانتحار، مستشهداً باغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي حيث أوهم الموساد التحقيق في بادئ الامر أن المبحوح توفي نتيجة ازمة قلبية.
وقال إن اغتيال أصغري، قد يقوّض جهود الاستخبارات الأجنبية التي تسعى إلى إحداث انشقاقات في صفوف المسؤولين الإيرانيين، الذين قد يخشون المصير ذاته.
واشار إلى ان التقارير تشير إلى أن الاستخبارات الألمانية استدرجت أصغري إلى اسطنبول عام 2007 ثم تم تسليمه إلى الموساد.
غير أن سيلفرشتاين قال إن مؤسسة “زاكا” التي تبلغ عن الوفيات غير الطبيعية في إسرائيل تقول إن المعتقل في سجن أيالون الذي توفي 15 كانون الأول/ديسمبر الجاري عمره 32 سنة فيما أصغري هو في الخمسينات من العمر، وذلك يعني أن تقرير “زاكا” خاطئ أو أن القتيل ليس أصغري.
وكان تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” بعد اختفاء أصغري في اسطنبول أفاد أنه يتعاون بإرادته مع الاستخبارات الأجنبية ويقدم لها معلومات عن حزب الله وصلاته بإيران، كما هر!ب معه وثائق وخرائط تظهر علاقات إيران مع الجهاد الإسلامي وجيش المهدي ومنظمة بدر.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن أصغري أبلغ المحققين الأميركيين أن إيران تخطط سراً لتخصيب اليورانيوم بالدمج بين الليزر والمواد الكيميائية في منشأة للأسلحة في نطنز.
كما تشير التقارير إلى انه كشف أن إيران تمول برنامجا نوويا سوريا تطوره كوريا الشمالية، كما زود الإسرائيليين بمعلومات ساعدتها على قصف “مفاعل” في الكبر شرق سوريا عام 2008.
وقالت صحيفة “صنداي تلغراف” إن انشقاق أصغري كان في إطار برنامج “استنزاف الأدمغة” الذي أطلقته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
كما قالت تقارير صحفية إن أصغري قد يكون “شاهداً ملكاً” في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري الذي قتل بانفجار ضخم استهدف موكبه في بيروت في 14 شباط عام 2005.
(المصدر: يو.بي.آي)