رغم إعلان حزب الله أن “المياه عادت إلى مجاريها” مع “الأحباش”، فإن التسريبات التي نشرها موقع التيار العوني “نقلاً عن موقع “الثبات” (!) توحي بالعكس. في ما يلي نص مقال “التيار”:
بهاء النابلسي –
فجأة وجد حزب الله نفسه في قلب عاصفة جديدة هبّت عليه، ومن دون مقدمات فوجئ الحزب، بل تورط في مواجهة غير منتظَرة وغير محسوبة إطلاقاً، وهذه المرة من الخلف، أي من الحليف المفترض الذي يحمي الظهر، إلا أنه كان يتعرض لإطلاق نار خسر فيه اثنان من كوادره ذائعي الصيت الحسن في الأوساط الإسلامية عموماً، وفي الوسط السني البيروتي على وجه التحديد، فها هو الحاج محمد فواز سقط صريعاً على الأرض مضرجاً بدمائه، بعدما وُجهت إليه رصاصات غادرة قبيل الغروب الرمضاني الأليم، وعلى مقربة من أحد بيوت الله في برج أبي حيدر.
لقد اغتيل محمد فواز وعلي جواد.. نعم اغتيلا عن سابق ترصد، وكان المقصود اغتيال حزب الله وإخراجه من عاصمة لبنان، وقد أثبتت مجريات ووقائع الأيام الخمسة التي تلت الحادثة، أن المراد فعلاً هو انتزاع الحزب من قلب بيئته الحاضنة، ورُفعت شعارات بيروت منزوعة السلاح في سيل تحقيق تلك الغاية.. وعقدت من أجلها مراجلها الاجتماعات السريعة للنواب والتجار، وبدأت حملة تجييش مذهبي جديدة.
شعور بالعزلة.. وتهميش
لكن لقاءين تمّا في الأيام التالية، الأول بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الشيخ حسام قراقيرة، والثاني بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أعاد وضع الأمور ضمن السكة الطبيعية، ومن المتوقع أنها ستترجم على الأرض بشكل إيجابي.
لكن قبل كل ذلك، لماذا اندفع الأحباش نحو غريزة إطلاق النار بشكل متعمد، وأدى إلى ما أدى إليه من تطورات دراماتيكية كانت أكبر من الأحباش أنفسهم، ومن قدرتهم على التحمل.
لا شك أن الأحباش أو ما يسمى جمعية المشاريع عاشت في السنوات الخمس التي تلت اغتيال الرئيس الحريري والخروج السوري من لبنان عام 2005 حالة عزلة تامة، تُوِّجت بزج اثنين من مسؤوليها في السجن بتهمة اغتيال الرئيس الحريري، إلى أن خرجا بصفقة سرية لا أحد يعرف تفاصيلها ومغزاها.
عانى التنظيم من التهميش داخل المذهب السُّني، ورأت قيادة المشاريع أن الالتصاق بالحلفاء مهما كانوا أقوياء لن يجعلهم ذا أهمية، إلا إذا تموضعوا داخل بيئتهم المذهبية الصافية، وبالفعل هجر الأحباش سورية، وظلوا يتحملون سهام الاتهامات بقتل الحريري طوال ثلاث سنوات على الأقل، وقررت قيادتهم إجراء تحوُّل صامت، وهاهو التنظيم يشرع أبوابه على رياح لا يعلم إلا الله معالمها ومداها، ويقول صديق قديم للتنظيم، إن اتصالات فُتحت على كل الاتجاهات نحو تيار المستقبل والسعودية والأردن، بعلم مباشر من ألمانيا، التي يتركز فيها بضع مئات من أنصار التنظيم، يرفدونه بالمال وغيره، كل ذلك من أجل بدء العمل بسرية ضد سورية وحلفائها في لبنان، وحزب الله على رأس القائمة، وقد أثبتت الوقائع في السنوات والأشهر المنصرمة مصداقية هذه الرواية، حيث لم يكن الأحباش في 7 أيار 2008 هم الأحباش الذين يُعتمد عليهم، بل غابوا عن السمع كلياً، وقبلها أثناء حرب تموز، حيث لاذوا بالصمت ولم يُسمع لهم همس.
وفي اعتصام رياض الصلح الشهير، قاطع القوم، وكان لهم موقف واضح، كما أن انتخابات العام 2005 شهدت تدفقاً مشاريعياً نحو صناديق النواب المستقبليين بشكل فاجئ المراقبين، وهي موثّقة بالأرقام، ولهذا يقول مصدر مطلع، إن المشاريع تحولوا منذ ذلك الحين من العمل السياسي، وانكفاؤهم الإعلامي ملحوظ، وباتوا منظمة أمنية تعمل وفق أجندة تحرَّك من خارج النطاق اللبناني، وهذا هو أخطر ما في الموضوع، حيث تتمركز الجهود الآن على معرفة تحركات واتصالات وحركة سفر متواصلة بين بيروت واربيل عاصمة إقليم كردستان، الذي تتواجد فيه أجهزة استخبارات معادية، لذلك فإن اغتيال الشهيد محمد فواز لم يكن وليد حادث عرضي على ركن سيارة في أحد الشوارع على الإطلاق.
المشاريع.. غب الطلب
ثم إن الأحباش طوال سيرتهم لم تسجَّل لهم أية تضحية بوجه إسرائيل، وتصرفوا على أنهم حلفاء بالمعنى التموضعي وليسوا حلفاء بالقناعات والممارسة.
إن مجموعات الأحباش الآن هم الآن موضع رصد وعناية، وعليهم طلب عالمي، ظهر جلياً في العلن بعدما كان هؤلاء في مواجهة الوهابية السعودية طوال عقود من الزمن، ويقول أحد السياسيين الذين التقوا منذ فترة بالشيخ حسام قراقيرة، إن التحول الأساسي في مسار الأحباش، نسبة إلى مؤسسهم المدعو بالشيخ الحبشي الهرري،
حصل بعد اغتيال الحريري، حيث قرروا تطبيع العلاقة مع المذهب، وإزالة الجو السلبي القائم حولهم، وتحويل المشاريعيين إلى حالة مقبولة داخل المجتمع البيروتي، فدقت أبواب دار الفتوى، وعقدت لقاءات عدة، وكذلك مع سعد الحريري، وتم ضخ الأموال اللازمة لـ”مشروع” جديد يحين موعده، وبالفعل أتت حادثة برج أبو حيدر لتكشف أموراً غاية في الخطورة، وقد كان الأمين العام لحزب الله صريحاً مع الشيخ قراقيرة في لقائهما الأخير، حيث جرت مكاشفة طويلة، وقال لهم السيد نصر الله: “لكم حق وعليكم حق، شعرتم بالمظلومية طوال الفترة الماضية، لكن حذار من الدخول في الفتنة المذهبية وضرب المقاومة.. هذا أمر غير مقبول ولن نسكت عنه”.
ويستشهد السياسي حديثه بكلام منسوب إلى الرئيس عمر كرامي، أكد فيه ذات يوم أن التضحية داخل الطائفة في مكان ما لهي أقوى بكثير من التضحية بالمقاومة التي هي عمود لبنان، ومهما شعرنا بالظلم، فباستطاعة المقاومة الواقفة والثابتة إنصاف الجميع، وحماية الجميع وصون الوطن كله.
استغلال إلى أقصى الحدود
وفي المقلب الآخر، جاءت اللحظة المنتظرة لتيار وصقور المستقبل، الذين أظهروا حماسة أكثر من أقرانهم في 14 آذار بمواجهة المقاومة وسلاحها، وسطروا ملاحم إعلامية على الشاشات وفي الإفطارات، وقد أتت حادثة برج أبو حيدر كرَمْية من غير رام على طبق من فضة، وهدية، واستغل ذلك سعد الحريري والميديا الإعلامية الكبرى في لبنان وخارجه للتصويب على المقاومة، وإظهار عناصر حزب الله أنهم ميليشيات غير منضبطة، لتؤكد القول السابق للمحكمة الدولية بأن هناك عناصر من حزب الله أيضاً غير منضبطة متورطة في اغتيال الحريري.
إذاً، توضح المسار السياسي ذو الهدف المتمثل بضرب المقاومة في أي مكان، ومشاغلة حزب الله بعناصر جانبية، بعدما شعر سعد الحريري وفريقه أنهم في حالة حرج شديد ومأزق كبير بعد إطلالات السيد حسن الخمسة، والمؤتمر الصحافي التاسع من آب المنصرم.
الحزب بالمرصاد
لكن حزب الله الذي استعاد أنفاسه بعد تشييع الشهيدين، استطاع تصويب البوصلة
باتجاهات ثلاثة:
الأول: تحريك ملف العملاء، خصوصاً عملاء الاتصالات.
الثاني: اتهام إسرائيل المباشر باغتيال الحريري.
الثالث: إعادة ملف شهود الزور إلى الواجهة السياسية والإعلامية.
وتالياً أكد حزب الله أن الضجة مهما كبرت والصراخ مهما علا فلن يحرك ذلك بشيء، ولن يخرج حزب الله من بيروت لأنه متجذر ومتأصل فيها، مثله مثل أي عائلة بيروتية، وهناك تداخل عائلي واجتماعي من المستحيل شطبه باجتماع لكتلة المستقبل!
لكن كان على حزب الله تسديد ثمن باهظ في كل مرحلة، ومع الأسف فإن الحزب يدفع فواتير باهظة الثمن في كل مرحلة.
من جهته أرسل تنظيم المشاريع بعض الإشارات المعسولة تجاه حزب الله، بعد استدعاء قيادتهم إلى دمشق على عجل في اليوم التالي من وقوع الحادثة المفجعة، وسمع الوفد كلاماً من العيار الثقيل من أحد كبار المسؤولين السوريين، وحمّلهم كامل المسؤولية عن إراقة دماء بريئة واستهداف المقاومة، مؤكداً لهم أنهم يلعبون بالنار، والمقاومة بالنسبة إلى سورية هي خط الحماية الأول والأخير عند لبنان وسورية.
أما لعبة التذاكي والاستغلال الإعلامي والسياسي المفضوح التي قام بها سعد الحريري وفريقه، فلن تأتي أُكلها، رغم حكاياته الرمضانية من قريطم، والكل صار يعرف أن سعد الحريري يعمل ضمن أجندة خارجية، رغم التقارب السوري السعودي، لذلك فإن فريق المستقبل تحديداً يلعب لعبة تمرير الوقت حتى يصدر القرار الظني.
كما أن سعد الحريري لو كان يملك الجرأة الكاملة، ويثبت أنه رئيس حكومة لبنان وليس زعيم تيار، لقام أثناء جولات التحريض المذهبي في بعض شوارع العاصمة بزيارة منزل الشهيد محمد فواز، أو أرسل ممثلاً عنه إلى منزل أهل فواز، الذي يقع على مقربة أمتار من مسجد البسطة.
بقي كلام قليل إلى قيادة تنظيم المشاريع، ودعوة صادقة إلى أن تغلق الأبواب التي فتحتها للرياح الساخنة من الخارج، وأن تعي ماذا يخطط إلى عدم التلهي بالظهور على الشاشات واللعب على المفردات والكلام، وتبرير ما حصل، وسد الأبواب أمام أي استغلال مذهبي وأمني وسياسي لهم، لأن المشاريع القائمة هي مشاريع فتنة وليس جمع تبرعات في ألمانيا لبناء مدارسهم ومساجد يعرف الجميع من أي تأتي وإلى أين تذهب.
مشاريع تجرف “المشاريع”: إغتيلا عن سابق ترصّد وإتصالات فُتحت مع المستقبل والسعودية والأردن” علي.ش — janoblobnan@hotmail.com الهيئة أنك يا سيد بهاء كاتب هذه المقالة مش فاهم كوعك من بوعك وليس لديك الخبرة الكافية عن الأحباش ومن أسّس الأحباش مع فائق إحترامي لك والشيء المضحك في مقالتك بأن الأحباش أو جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية أصبحت تغرد خارج السرب السوري كما قلت أنت. ليس هذا صحيحاً وتصحيحاً لمعلوماتك الأحباش تم تأسيسهم سنة 1979 على يد المخابرات السورية بواسطة “عبد الله الهرري” الملقب ب “عبد الله الحبشي” و”عبد الله الحمصي” وهو من حماة السورية طبعاً مع المرحوم الشيخ “زكريا الحلبي” الذي قتل على… قراءة المزيد ..
موقع “التيار” مشاريع تجرف “المشاريع”: إغتيلا عن سابق ترصّد وإتصالات فُتحت مع المستقبل والسعودية والأردن”
ابو الحسن — m_sherble@hotmail.com
والله لبقرا المقال بقول انو الكاتب كان جاالس مع القيادة في الحزب والمشاريع والقيادة في سوريا؟1 كفاكم كذبا ومزايدة وتحليلات لا معنى لهاوكانو المشاريع هي التي هاجمت مراكز الحزب وبيوت قياداتها بل وقصفت الضاحية اللي كان حادث فردي والحزب بتحمل التطورات الي صارت
موقع “التيار” مشاريع تجرف “المشاريع”: إغتيلا عن سابق ترصّد وإتصالات فُتحت مع المستقبل والسعودية والأردن”
عهد كنعان ورستم غزالة قد عاد إلى لبنان.