“الشفاف”- بيروت- خاص
ابلغ راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد إرجاء زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والتي كانت مقررة في 11 الجاري الى قرطبا الى اجل غير مسمى، حيث كان من المقرر أن يقيم سعيد مأدبة غداء على شرفه في دارته في قرطبا دعا إليها فاعليات المنطقة.
البطريرك صفير وكما ذكرت مصادره الغى جميع زياراته الرعوية التي كان بدأها مؤخرا وشملت عكار وزحلة وفتوح كسروان وبعلبك وكان مقررا ان يستكملها في مناطق لبنانية أخرى من بينها الزيارة التي كانت مقررة الى جرود جبيل.
مصادر مقربة من الصرح البطريركي أشارت الى تضافر اكثر من عامل وعلى غير مستوى ما حمل البطريرك صفير على إلغاء الزيارة.
وفي اول العوامل هو “الحادث الفردي” الذي نشب فجأة في مثلث افقا المنيطرة مجدل العاقورة بين شباب من “آل عساكر” وآخرين من المجدل كان “الشفاف” أشار (منذ يوم السبتت الماضي) الى انه يستهدف، من ضمن ما يستهدف، التشويش على زيارة غبطته المرتقبة الى المنطقة، خصوصا وان الموكب البطريركي سوف يعبر هذا المثلث.
وفي العوامل ايضا النصائح الامنية التي تم إبلاغها للبطريرك بضرورة الحد من تنقلاته العلنية والشعبية وان هناك من يتربص به شرا! وكان هناك من عزف لغبطته على وتر ما جرى في “أفقا” ليبلغه بان الجيش يداهم وهناك فارّون من بين من تسببوا بالاشكال، الى ما هنالك….
وفي العوامل ايضا موقف التيار الوطني الحر والاشكال الذي وقع داخل التيار بسبب عزم العماد عون على اللحاق بالبطريرك صفير الى جرود جبيل، جريا على عادته في تفقد المناطق التي يجول فيها البطريرك محاولا إلغاء مفاعيل الزيارات الراعوية بالتعمية السياسية عليها, حيث نصح عونيون زعيمهم بزيارة المنطقة قبل زيارة البطريرك صفير او بعد أسبوعين على الزيارة على الاقل، تجنبا لحصول إشكالات قد تبدأ مع رفع الصور واللافتات المرحبة بصفير وعون، خصوصا ان الاخير كان يعتزم التجول في المنطقة بعد يوم واحد من الزيارة الراعوية.
وفي العوامل ايضا والابرز إستهداف منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار، النائب السابق فارس سعيد، الذي بدا ان مواقفه الوطنية والجبيلية أثمرت تعاطفا سياسيا والتفافا شعبيا حوله بحيث وجد سياسيون ان هذا الالتفاف بدأ يهدد مواقعهم. خصوصا ان سعيد نجح في خلال عمله السياسي في نقل جبيل من الموقع القروي الضيق الى الافق الوطني الارحب عبر حركته السياسية في الامانة العامة لقوى 14 آذار وبتناغم مع المواقف البطريركية على المستوى الوطني العام فشكل محورية سياسية وطنية ومعبرا للمواقف الوطنية وحارسا على قيم ومكتسبات ثورة الارز التي نجح ايضا في دفع الجبيليين الى الانخراط فيها بفاعلية.
ولا يخفى ان سعيد نجح في الانتخابات البلدية والاختيارية الاخيرة في رد الصاع صاعين للعماد عون بعد ان نازله في القرى المسيحية في قضاء جبيل وفي المدينة والحق بتياره هزيمة مدوية خصوصا في مدينة جبيل وقرى جرد القضاء ووسطه في العاقورة وقرطبا وبجه وسواها.
غدا البطرك في قرطبا أم في عمشيت؟َ!
في ضوء ما سبق يرى جبيليون ان النائب السابق فارس سعيد أظهر ممانعة وقدرة ضد محاولات إلغاء دوره المحلي والوطني وان الزيارة الرعوية للبطريرك صفير الى المنطقة واستضافته الى مائدة سعيد سيعني بالضرورة تكريسا لموقع سعيد ودوره الوطني، الامر الذي ازعج بعض الجبيليين ممن يعتبرون ان مرجعية القضاء ليست في قرطبا بل في مكان آخر، وان البطريرك صفير إذا اراد ان يجول في جبيل فعليه ان يراعي الاولويات وان الغداء حتما لا يكون الى مائدة النائب السابق سعيد بل في مكان آخر قد يكون اولها في دارة الرئيس سليمان في عمشيت او في أي مكان آخر، ولكن لا لتكريس دارة سعيد في قرطبا بطريركيا.
إلغاء الزيارة البطريركية الى جرود جبيل أثار إستياءً لدى الاهالي الذين كانوا ينتظرونه وبدأوا إعداد العدة لاستقباله بما يليق به موقعه الرعوي الديني وموقعه الوطني، خصوصا ان الزيارات الراعوية السابقة كانت أظهرت إلتفافاً مسيحيا حول مرجعيتهم الدينية والوطنية ورد إعتبار للبطريرك صفير بعد الحملات التي طاولته شخصيا وطالت مواقفه الوطنية.
والزيارة، وإن تم الغاؤها أو إرجاؤها الى أجل غير مسمى، حققت للنائب السابق فارس سعيد المبتغى. فهو اكد انه عَصي على الإلغاء وان مواقفه الوطنية في حد ذاتها تلغي المشككين بالوطن وبالمؤسسات وببناء الدولة التي يسعى كل من سعيد والبطريرك صفير والامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار وسائر المؤمنين ببناء الدولة على تكريسها نهجا سياسيا وفعل إرادة يومي.
*
سعيد نفى اي طابع أمني لتأجيل زيارة صفير للمنيطرة: البطريرك ليس بحاجة الى اي حماية وجبته تحمي لبنان كله
السنة والشيعة والموارنة كانوا مرحبين ويتحضرون لاستقباله
وطنية – 2/9/2010 عقد منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار النائب السابق فارس سعيد مؤتمرا صحافيا في دارته في قرطبا، تحدث فيها عن اسباب تأجيل زيارة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير الى جبة المنيطرة في جرد جبيل، والتي كانت مقررة في 11 ايلول الجاري.
استهل سعيد مؤتمره بتوجيه “تحية وشكر كبيرين الى البطريرك الكاردينال مار نصرالله صفير الذي قبل هذه الدعوة من كل فعاليات ووجوه هذه المنطقة والذي رغب ان يخصص هذه المنطقة بزيارته الابوية والرعائية من اجل اعادة وضعها على الخارطة الوطنية الكبرى اذ لا يجب ان ننسى ان قداس سيدة يانوح لم يكن ليشاهده اهل جبة المنيطرة فقط انما كان سيشاهده اللبنانيون من اوستراليا الى مونتريال ويعيد لهذه المنطقة مكانتها اذ لا يكفيها انها مهمشة في السياسة وفي الانماء “.
واشار الى “الاهمية الكبرى لهذه الزيارة التي كان سيقوم بها البطريرك مشكورا لقبوله الدعوة لان هذه المنطقة صمدت منذ 1600 سنة في وجه كل شيء، صمدت في جرد العاقورة وفي الغابات ولاسا وقهمز وقرطبا ومجدل العاقورة والمغيري ويانوح وان احدا من ابناء هذه البلدات الا وكان يتحضر من اجل استقبال ارفع واكبر شخصية وطنية معنوية في لبنان وسائر المشرق”.
وشكر سعيد “المطران بشاره الراعي الذي سعى مع كهنة المنطقة من اجل انجاح الزيارة لانه يدرك كما ندرك ايضا اهميتها على المستوى الكنسي، وكذلك رؤساء بلديات العاقورة ويانوح والمغيري ومجدل العاقورة ومزرعة السياد ـ عبود وقرطبا والمخاتير والفعاليات والكهنة الذين كانوا يتحضرون من اجل اقامة افضل استقبال لافضل رجل على الارض اللبنانية المقدسة”.
وقال: “لقد حصل تأجيل للزيارة وليس الغاء ربما لان هناك مصطادين في المياه العكرة، هناك اشخاص لا يريدون العودة بالمنطقة الى الخارطة الوطنية على المستوى المعنوي وعلى المستوى الماروني العريض، ومهما كانت الاسباب صغيرة او كبيرة فالنتيجة اننا حرمنا من استقبال البطريرك الماروني، مهما كانت التبريرات التي تعطى فهي ليست مقنعة. هناك من يقول ربما لان البطريرك قبل ولبى دعوة الغداء في منزلي بقرطبا وهذا من شأنه ان يثير الحساسيات. لكن الزيارة اهم من الغداء في منزل فارس سعيد”.
واضاف: “نحن ندعو مجددا البطريرك الماروني لزيارة هذه المنطقة واذا تغدى في اي بيت من بيوت العاقورة او مجدل العاقورة او قرطبا يكون قد تناول الغداء في بيتي، المطلوب ليس ان يكون هناك زيارة الى فارس سعيد بل ان تكون الزيارة الى جبة المنيطرة والى القرى التي صمدت خلال مرحلة الحرب ورسخت العيش المشترك مع جيرانها والتي صمدت خلال الحرب وما بعدها ولم تنزلق الى اي استفزاز طائفي او غيره، والتي صمدت ايضا في وجه من اراد التطاول عليها اكان في جرودها او في داخل بلداتها بديموقراطية وسلام وشجاعة وثبات”.
وجزم ان “التبريرات التي صدرت عبر وسائل الاعلام عن الغاء الزيارة لضرورات امنية هي معيبة لكل من يقول بأن البطريرك الماروني بحاجة الى حماية في هذه المنطقة، جبة البطريرك تحمي لبنان وليس فقط هذه المنطقة، والبطريرك ليس بحاجة الى اي حماية”.
وسأل: “من كان ضد زيارة البطريرك الى هذه المنطقة؟ عرب اللقلوق السنة الذين كانوا سيستقبلونه على الاحصنة والجمال؟ المغيري الشيعية التي اعرب رئيس بلديتها الدكتور غسان الحاج عن استعداد البلدة لاستقبال البطريرك كما استقبلت قرطبا الامام موسى الصدر في العام 1973؟ وهل هناك من شيعي في المنطقة الا وكان مرحبا ومستعدا لاستقبال البطريرك؟”.
وقال: “ان المتضررين من هذه الزيارة ليسوا الا اقلية في هذه المنطقة زعموا بأن هناك احداثا امنية ستحصل، ليس هناك من احداث امنية ستحصل، هذه المنطقة عاصية على مثل هذه الاحداث وقد مرت بالحرب الاهلية وبعدها ولم يحصل فيها احداث امنية. وان احدا ليس بمقدوره ان يمنع غبطة ابينا البطريرك من ان يكون موجودا في هذه المنطقة ايا تكن هذه التبريرات سواء كانت سياسية او غير سياسية لكن النتيجة واحدة لقد حرمنا من زيارة البطريرك. واذا كان القصد لان يكون هناك سوء تفاهم بين البطريرك الماروني والمنطقة، اؤكد ان هذه الزيارة التي كانت ستحصل في 11 ايلول 2010 اي بعد عشر سنوات من اطلاق نداء مجلس المطارنة الموارنة في 20 ايلول 2000 لشرارة الاستقلال في لبنان وتثبيت السيادة وقد واكبت هذه المنطقة هذا النداء وايدته وتعتبر ان البطريرك هو الرمز المعنوي والوطني والكنسي والماروني والسياسي، وان احدا لا يستطيع ان يكون له كرسي تعلو فوق كرسي البطريرك لا في لبنان ولا في سائر المشرق”.
وختم: “نؤكد التزامنا بكل ما يقوله البطريرك الماروني ويسعى اليه من خلال تثبيت السيادة والاستقلال وقيام الدولة والجيش الواحد وبسط سيادة الدولة على كامل التراب اللبناني وان لا يكون في لبنان الا بندقية الجيش اللبناني وان لا يكون في لبنان اي سلاح غير شرعي خارج سلاح الجيش اللبناني، وبالتالي نؤكد ايضا التزامنا بهذه المبادئ التي كرسها البطريرك الماروني والكنيسة المارونية ونحن نستمر ونعتبر ان هذه الزيارة والغداء في منزلي بمجرد قبول غبطته يعني انهما قد حصلتا”.
حوار
سئل: من هي الاقلية المتضررة من زيارة البطريرك صفير؟
اجاب: “لا اقصد اي فريق من الافرقاء السياسيين او اي فريق آخر، ان التبريرات التي صدرت عبر وسائل الاعلام والتي هي من طبيعة امنية هي اصطياد بالمياه العكرة وهذا معيب على الدولة اللبنانية ان لا تكون قادرة على تأمين الامن في هذه المنطقة في وقت اعتبر ان الدولة قادرة وموجودة والامن مستتب في هذه المنطقة، وبالتالي فان اي تبرير اعطي لتأجيل الزيارة سواء كان امنيا او سياسيا او غير ذلك فان النتيجة كانت حرمان هذه المنطقة التي في اساس الكنيسة المارونية والتي سبقت مراكز البطريركية في كل مناطق لبنان”.
سئل: هل هناك رابط بين تأجيل زيارتي البطريرك صفير والعماد ميشال عون التي كانت مقررة في اليوم التالي؟.
اجاب: “الحجر في محله قنطار، البطريرك الماروني فوق الجميع وان احدا ليس قادرا على الغاء زيارته، ولا اعتقد ان هناك توازنا بين الزيارات، البطريرك كانت ستستقبله هذه المنطقة من البحر الى “عين بحر”.
سئل: “الطريق بين الديمان وجبة المنيطرة هي اقصر من الديمان الى عكار او الى زحلة، هل المقصود فارس سعيد؟
اجاب: “الزيارة الى المنطقة اهم من اي شيء آخر، وان الفريق السياسي المناهض لم يكن يريد مقاطعة هذه الزيارة، واعتقد ان التبريرات التي صدرت عبر وسائل الاعلام غير كافية وغير مقنعة وعلى الدولة اللبنانية ان تقوم بالتدابير اللازمة”.
إقرأ أيضاً:
إشكال أفقا “الفردي”: استكمال “الربط الشيعي” وتشويش على زيارة البطريرك