لم يبق أحد إلا وتاجر وناور وغامر بشعب فلسطين وقضية فلسطين وتراب فلسطين ودماء فلسطين و”مقدسات فلسطين” بدءا بالفلسطيني ذاته – أعني قياداته – مرورا بكل العرب وجيران العرب من العجم، وأخيرا ها هو السيد رجب طيب أردوغان يدخل المزاد من أوسع الأبواب ويحقق بضربة معلم وبزمن قياسي ما عجز التجار الأخرون من تحقيق ربع ربعه في سنوات.
ربما سيكون الفلسطيني، العادي والقيادي، أقوى بكثير مما هو عليه الأن في مواجهة تدخلات الآخرين القميئة والدنيئة والرخيصة في أدقَ شؤونه وأكثرها خصوصية، لو لم يكن له السبق في التدخل بشؤون الآخرين في الأردن ولبنان والعراق والكويت وغيرها من البلدان، وهذا موضوع طويل لكنه لا يتطلب إلا نزرا بسيطا من المصارحة والمكاشفة مع الذات يتمخض عنهما علاقة جديدة مع أطراف كثيرة يدين الفلسطيني لها باعتذارات تاريخية واضحة عما بدر منه من تجاوزات وصلت الى مستوى الجريمة في بعض الحالات خلال حقبة الثورة.
تاجر بنا القومي العروبي الشوفيني، وتاجر بنا الماركسي اللينيني الشمولي، وها نحن الآن سلعة تتقاذفها أيدي التجار الاسلاميين الكارهين للحياة والآخر وكل شيء.
وقبل هؤلاء جميعا، تاجر قادتنا بنا. فبعضهم باعنا لأجل رمزية جُبلت بدماء كثيرة ما كان يجب أن ينزف عُشرها للوصول الى أكثر مما وصل اليه “الرمز” الراحل. والبعض الآخر باعنا في بازارات المعسكر الاشتراكي، وها هم رجال الدين يعرضون بضاعتهم – دماءنا – تارةً على مجنون ايراني وتارة أخرى على مراهق سوري.
النظام الايراني يقايض بنا للحصول على زمن كاف لبلوغ جنونه النووي. والنظام السوري يريد من وراء الامساك بنصف الورقة الفلسطينية الحفاظ على حالة اللاحرب واللاسلم التي أمّنت له سيطرة على رقاب الشعب السوري ستدخل عقدها الخامس قريبا، و لا بأس لديه من خوض الحروب بدماء الأخرين حتى أخر عراقي في العراق، وآخر لبناني في لبنان، وآخر فلسطيني في فلسطين.
وأخيرا أردوغان يريد أن يواجه عسكره وجهازه القضائي بشعبية كاسحة حصل عليها بدماء تسعة أتراك وبعلم فلسطين، آملا أن يمرر تعديلاته الدستورية التي تحد من فعالية جهازي القضاء والعسكر بسلاسة، وهو لا يحتاج من “اسطول الحرية” أكثر من ذلك، في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة “حريات” وهي كبرى الصحف التركية، ما يستشف منه دليل براءة لاسرائيل مما حدث، وهو عبارة عن صور لجنود اسرائيليين مضرجين بالدماء على سفينة “مرمرة” يتلقون اللكمات والاهانات من قبل “رواد السلام” حتى ان هؤلاء الرواد قاموا بخلع بنطال أحد الجنود. هذه الصور لم ينشرها الجانب الاسرائيلي على أهميتها في تبرئته خوفا من فضيحة تطال وحدته البحرية الخاصة التي بدت هشة الى أبعد الحدود في القتال الفردي القريب، وهو سبب يضاف الى مليون سبب آخر للاطاحة بالحكومة الاسرائيلية.
ناشر الصور التركي ضرب عصفورين بحجر واحد. فهذه الصور بالنسبة للجان التحقيق القانونية هي دليل براءة اسرائيلية كاملة، ستكون حجة بيد اردوغان ان لا يذهب أبعد مما ذهب اليه في انتقاد اسرائيل بعد أن حصل على أكثر بكثير مما كان يحلم بتحقيقه من وراء التصعيد الكلامي مع اسرائيل. أما بالنسبة للغوغائيين والمغيبين وما أكثرهم على امتداد عالمنا العربي والاسلامي، فهي معركة انتصر فيها التركي المسلم على الاسرائيلي اليهودي بغض النظر عن النتيجة العملية النهائية وهي قتل تسعة من “المتضامنين” وجر الباقي مع سفينتهم الى ميناء اسرائيلي.
لو وصلت كل سفن “الحرية” المزعومة الى غزة فانها لن تُغير شيئا بواقع شعب غزة المحاصر من الداخل، أكثر بكثير مما هو محاصر من الخارج. فأهلنا في غزة يحتاجون الى الحرية من تسلط أبناء جلدتهم “الحمساويين” بعد أن حصلوا على حريتهم عمليا من الاحتلال الاسرائيلي بانسحاب اسرائيل الكامل من قطاع غزة، وسفن “الحرية” كانت النتيجة من ورائها وللاسف الشديد مزيد من تقوية حركة “حماس” واحكام قبضتها على القطاع وأبنائه واطالة أمد هذه السيطرة الى أجل غير معروف. لقد ربحت “حماس” ومعها اردوغان، وخسر الجميع وعلى رأسهم وفي مقدمتهم شعب غزة.
صفق شعبنا كثيرا وطبل وزمر أكثر، ورفع بعض الشخصيات الى مستوى الرسل والأنبياء، ولن نتفاجأ اذا ما بدأ أبناء العالم العربي والاسلامي ومعهم أبناء شعبنا يشاهد صور أردوغان في القمر. فقد شاهد هؤلاء من قبل صور صدام حسين وأسامة بن لادن وجمال عبد الناصر وأحمدي نجاد وحسن نصر الله وهوغو تشافيز.
ما يميز اردوغان عن هؤلاء الديكتاتوريين والثيوقراطيين، انه اضافة لكونه يعمل لمجده الشخصي والحزبي، فانه يعمل قبل ذلك للمصلحة التركية العليا. ومجد الزعيم هو مجدٌ للوطن في دولة المؤسسات والدستور. ومع كل صورة ترفع لاردوغان ومع كل هتاف باسمه يتمدد نفوذ تركيا الاقليمي والدولي، بحيث تصبح أكثر قوة مما هي عليه من قوة، وأكثر احتراما بين الأمم مما هي محترمة أصلا، بينما نظل نحن نجتر الهتافات ذاتها والشعارات ذاتها مع تبديل الأسماء فقط.. جاعلين من هذا رسولا وذاك مخلصا والثالث منقذا والرابع نبيا، في ظل استمرار ثبات حالنا على ما هي عليه من ضياع وتشرذم وانقسام وتخلف وضياع حقوق.
لن تتغير هذه المعادلة إلا باعتمادنا على قوانا الذاتية وهي كبيرة جدا اذا ما تم تنظيمها واستغلالها على أحسن وجه، والتعامل بمنطق عقلي وليس عاطفي مع مجريات الأحداث الخاصة بقضيتنا، والتوقف عن التصفيق لكل من يدغدغ عواطفنا والهتاف باسمه ورفعه الى مستوى الانبياء وآخر هؤلاء التركي رجب طيب أردوغان.
كاتبة فلسطينية
zena1903@hotmail.com
أردوغان.. لعله يكون آخر الأنبياء زكي — zakiyoosef@yahoo.com الى riskability حتى متى تستمر باتحافنا بردودك التي تعطي الانطباع على انك ملمّ بكل شاردة وواردة ولكنك تمتنع عن اتمام افكارك وآرائك التي تتهم الجميع بالعمالة والتبعية وووو دون ان نتمكن من فهم قصدك. لماذا لا تكتب مقالات كاملة لتسمح للقراء بالرد عليها ايجابيا او سلبيا؟ انت تعيش في الغرب وتهاجم المواطنين الذين فضلوا البقاء في ارضهم وبلادهم على الحياة الرغيدة والرفاهية التي تتمتعون بها في الغرب. لماذا لا تصدق ان هناك اناسا عقلاء وصلوا الى نتيجة لا توائم ما تتوصل اليه انت في الخارج ويريدون ان يعبروا عنها بحرية في موقع… قراءة المزيد ..
أردوغان.. لعله يكون آخر الأنبياءzakiyoosef@yaho.com الى riskability حتى متى تستمر باتحافنا بردودك التي تعطي الانطباع على انك ملمّ بكل شاردة وواردة ولكنك تمتنع عن اتمام افكارك وآرائك التي تتهم الجميع بالعمالة والتبعية وووو دون ان نتمكن من فهم قصدك. لماذا لا تكتب مقالات كاملة لتسمح للقراء بالرد عليها ايجابيا او سلبيا؟ انت تعيش في الغرب وتهاجم المواطنين الذين فضلوا البقاء في ارضهم وبلادهم على الحياة الرغيدة والرفاهية التي تتمتعون بها في الغرب. لماذا لا تصدق ان هناك اناسا عقلاء وصلوا الى نتيجة لا توائم ما تتوصل اليه انت في الخارج ويريدون ان يعبروا عنها بحرية في موقع الشفاف دون ان… قراءة المزيد ..
أردوغان.. لعله يكون آخر الأنبياءالى riskability حتى متى تستمر باتحافنا بردودك التي تعطي الانطباع على انك ملمّ بكل شاردة وواردة ولكنك تمتنع عن اتمام افكارك وآرائك التي تتهم الجميع بالعمالة والتبعية وووو دون ان نتمكن من فهم قصدك. لماذا لا تكتب مقالات كاملة لتسمح للقراء بالرد عليها ايجابيا او سلبيا؟ انت تعيش في الغرب وتهاجم المواطنين الذين فضلوا البقاء في ارضهم وبلادهم على الحياة الرغيدة والرفاهية التي تتمتعون بها في الغرب. لماذا لا تصدق ان هناك اناسا عقلاء وصلوا الى نتيجة لا توائم ما تتوصل اليه انت في الخارج ويريدون ان يعبروا عنها بحرية في موقع الشفاف دون ان يأتي… قراءة المزيد ..
أردوغان.. لعله يكون آخر الأنبياء– القصة في الصحافة العالمية – وليس في الجزيرة طابوركم الخامس – يا زينب رشيد ان اسرائيل ليست مدانة فقط بالمجزرة والقرصنة , بل بسرقة تسجيلات ضحاياها من الصحفيين المشاركين في (غزوة حرية الانسانية العالمية : كتعبير اكثر دقة) ودبلجتها واستعمالها دون اذن او ترخيص .. وقد كف رؤسائك والرؤوس الكبار في آلة الدعاية الاسرائيلية الجرارة عن استخدام هذا “المنطق” لارتداده عليهم .. واعتصموا بخط الدفاع الأخير وهو ان “في اسرائيل اعلى نسبة حائزين على جائزة نوبل , واكثر المساهمات تطورا في علاج السرطان , الدولة الوحيدة التي ارسلت فرق انقاذ ومعونات لمنكوبي اعصار هاييتي …”… قراءة المزيد ..