صدرت حديثا رواية جديدة لهنرييت عبودي عن مذبحة السريان وتهجيرهم في تركيا في مطلع القرن العشرين تحت عنوان:
وداعاً يا ماردين
الناشر دار بترا / دار الفرات بيروت
قصة صورة غلاف: إضغط على الصورة
صورة الغلاف التقطت في ماردين عام 1901 وفيها تظهر عائلة الروائية بما فيها والدتها(الطفلة الجالسة في حضن الجدة)وخالها (الفتى في أقصى اليسار) الذي سيشغل منصب تحصلدار والذي سيلقى مصرعه ذبحاً مع زوجته الحامل وسيسبى ابنه الوحيد الذي لن تتمكن الاسرة من استرداده إلا بعد بضع سنوات بفضل تدخل الكاردينال تبوني.
كلمة الغلاف
الذاكرة لا تخمد ما دام الراهن يستدعيها. وعندما تمتلئ الذاكرة البعيدة بصور القهر والاضطهاد وعندما تطغى على الذاكرة القريبة الصور ذاتها، مع اختلاف الناس والزمن والجغرافيا، لا يمكن لحاملتها- إن كانت كاتبة -إلا أن تعيد تظهير جميع الصور المتناثرة في ذاكرتها، سواء منها ما عاشته وما عايشته من خلال ذاكرة الآخرين . فالذكريات الأليمة ما لم تُبلسَم بالتسامح تبقى كالجرح غير المندمل تنكأه أبسط الأحداث فيعاود نزّ الآلام.
بعمق الروح المتسامحة، غير الغريبة عن هنرييت عبودي التي كانت ترجمت للقارئ العربي رسالة فولتير عن التسامح، تروي لنا الكاتبة بسرد مشوق تاريخ أسرتها السريانية وحكاية مدينة ماردين، وحكاية ديار بك وولايات الاناضول الشرقية ، بل حتى حكاية أهالي مدينة حلب التي فتحت صدرها للمنكوبين. فنتعرف من خلال أحداث الرواية على جانب مهم ومؤثر من تاريخ المجتمع السوري الحديث.
وتصور لنا الرواية على لسان أبطالها، وبلغة نابضة بالواقعية، درب الآلام الذي سلكه السريان العرب هرباً من المذابح وحملات التهجير التي تعرضوا لها في الربع الأول من القرن العشرين عندما عصفت بالامبراطورية العثمانية المحتضرة الرياح المجنونة للعصبية الاثنية والطائفية التي ما برحت تضرب بالجنون نفسه في شتى أرجاء منطقتنا وكأنها قدرنا الذي لا تخمد ناره تحت الرماد.
“من الظلم أن تكون آلاف مؤلفة من الضحايا البريئة قد قضت في لحظة من لحظات جنون التاريخ من دون أن تجد من يرثيها ويروي فاجعتها”؛ فللحقيقة حقها وللتاريخ حقه، وكذلك لروح التسامح الذي ترى هنرييت عبودي فيه وسيلتنا لمواجهة ذلك القَدَر: لهذا كتبت روايتها مودِّعةً ماردين.
الإهداء
إلى أمي
وإلى جميع الذين عانوا، ومن ثم سامحوا.
لماذا هذه الرواية
كانت إذا ما استذوقت حبة عنب سارعت إلى القول: “يبقى عنب ماردين أحلى وأزكى”.
وكانت إذا ما أكلت قطعة من الجبن الشهي عقّبت على الفور: “لا شيء يمكن أن يضاهي جبن ماردين نكهة”.
وكانت إذا ما أعدّت لنا شواءً، يسيل اللعاب لما يفوح منه من الروائح، ضحكت من إقبالنا النهِم عليه وقالت: “ماذا كنتم ستفعلون لو قدمت لكم طبقاً من قليّة ماردين؟ كنتم ستلتهمون اللحم والطبق معاً”.
حتى قمر حلب – ويعلم الله كم هو جميل قمر حلب في لياليها الصيفية – ما كان ينال كامل رضاها: فأين هو من “قمراية” ماردين؟ ذلك أنها ثابرت على التكلم بلهجة ماردين مع أنها غادرتها وهي طفلة.
وما من مرة أتت فيها بذكر مدينتها، التي تتفوق على سواها بمناخها وبساتينها، بأهلها وعاداتها، بطعامها وسهراتها، إلا وكنت أمازحها قائلة: حتى لو بقي من عمري يوم فسأذهب لزيارة ماردينك هذه.
عندما كنت أتعمد تكرار هذه العبارة كانت أمي لا تزال على قيد الحياة وكنت أنا لا أزال في مقتبل العمر. عمر كان يبدو لي مديداً، مطاطاً، له نهاية ولا شك، ولكن بعيدة… ومضت السنوات، وشسعت المسافات الفاصلة بيني وبين مدينة أمي، وتضاءلت، إلى حد التلاشي، فرص زيارتها. ولكن بقي العهد الذي قطعته على نفسي يلازمني ويلّح عليّ بالتنفيذ. فعزمت على النهوض بتلك الرحلة، بتلك العودة إلى ينابيعي الأولى، ولكن بالوسيلة الوحيدة المتاحة لي: أعني المخّيلة، فانكببت على كتابة هذه الرواية.
ثمة اعتبار آخر دفعني إلى محاولة إعادة إحياء أجواء وأحداث لم أكن، بالطبع، شاهدة عليها: شعوري بأن للماضي حق الحضور في ذاكرتنا، وبأن علينا واجب السهر عليه. فمن الظلم أن تكون آلاف مؤلفة من الضحايا البريئة قد قضت في لحظة من لحظات جنون التاريخ من دون أن تجد من يرثيها ويروي فاجعتها. ذلك أن ماردين، التي اختارت أمي ألا تحتفظ عنها إلا بالذكريات الحلوة، كانت في مطلع القرن الماضي مسرحاً لجرائم همجية وتصفيات جماعية أسوة بسائر مناطق ولايات الأناضول الشرقية. ولئن حفظت ذاكرة التاريخ المجزرة الرهيبة التي حلّت بالأرمن، بل حرب الإبادة التي هدفت إلى استئصالهم، فقد أسقطت من حسابها مأساة السريان الذين قدمّوا عشرات الآلاف من الضحايا، لا على مذبح التمييز الإثني، بل على مذبح التمييز الطائفي: فقد جرى الفتك بهم وتهجيرهم لا لسبب إلا لكونهم من دين مغاير.
عندما كنت أصغي إلى الفواجع التي ألمّت بهم، ترويها عليّ خالة مسنّة كانت في عداد من هاجر إلى حلب واستقر فيها، كنت، رغم تأثري الشديد بكل ما أسمع، أشعر أن هذه المآسي هي ملك ماضٍ ذهب إلى غير رجعة. أفلم نكن نردد، منتشين: “الدين لله والوطن للجميع”، ساخرين من الطائفية، محيلينها، في أذهاننا، إلى متحف التاريخ؟
ولكن أحداث لبنان جاءت توقظنا من حلمنا الجميل! فقد عاد “القتل على الهوية” يحصد الضحايا البريئة؛ في بلاد الأرز أولاً، وفي بلاد الرافدين والعديد من الأقطار العربية الأخرى لاحقاً. وما عادت آلة القتل تكتفي باستهداف التمايز الديني، بل غدت تبحث عن وقودها في التمايز الطائفي داخل الدين الواحد، وهي لا تني تزداد شراسة وضراوة حتى غدا شبه مستحيل أن ينقضي يوم واحد بدون أن نسمع عن سقوط ضحايا لم تقترف من ذنب سوى أنها تمثل “الآخر” الذي أمسى ممقوتاً لأسباب يتأبى العقل عن فهمها، فكم بالأحرى عن المصادقة عليها.
“وداعاً يا ماردين” رواية، وهذا يعني أن للخيال فيها دوراً رئيسياً. لكن رجال السياسة والإدارة من أبطالها حقيقيون، كما أن أحداثها المأسوية هي وقائع تاريخية مثبتة. وفي مطلق الأحوال، كان الخيال سيخونني، كما كان سيخون أي روائي آخر، في تخيّل نظائر تلك الجرائم الهمجية التي اقترفت بحق أبرياء: فالواقع، هنا، يفوق بالفعل كل خيال.
يبقى أن أقول إن بعض المصادر تقدّر إجمالي عدد الضحايا من السريان، في سلسلة الاضهادات والمجازر التي شهدها الربع الأخير من القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين، بأكثر من خمسمائة ألف.
باريس آذار/مارس 2009
ﻫ. ع
رواية هنرييت عبّودي عن مذبحة السريان وتهجيرهم من تركيا في مطلع القرن 20
انا أحدأحفاد جدي حنا كوريا الذي شارك وعاشر بالمأساة سنة 1915 وهجر الى العراق الى زاخو ومن ثم البصرة نحن لا ننسى ارض أجدادنا ابدا ولدي الكثير من المعلومات والصورلجدي وجدتي الارمنية ان تراث اجدادنا يجب ان يبقى خالد وشكرا للروائية عبودي
رواية هنرييت عبّودي عن مذبحة السريان وتهجيرهم من تركيا في مطلع القرن 20
انا سرياني من ام ارمنية من مدينة الموصل – العراق ، انا احد احفاد الناجين من مذابح الارمن ، جدي وجدتي من مدينة مرعش، ولي الكثير من الاقارب السريان الناجين من ذات المذابح ونحن ناجين من مذابح الشواف في الموصل 1963 ونسكن الان بغداد،وما نزال من الناجين من الارهاب بعد2003 .اعرف واحفظ الكثير من القصص الحقيقية عن مآسي الشعب السرياني و الارمني وصدقوني الحق الحق اقول: لو كتب كل ما حصل لهذه الشعوب فلن تكفيه كل اوراق العالم البيضاء…شكرا هنرييت عبودي بنت السريان البارة
رواية هنرييت عبّودي عن مذبحة السريان وتهجيرهم من تركيا في مطلع القرن 20
انا من سكان بيت لحم جدي هاجر ابان مدبحة ازخ وشاءت الاقدار ان اللتحق ببرنامج الماجستير في جامعة القدس ورسالتي الان هي حول ( مدابح السريان في فترة 1900 – 1915 ) ارجو تزويدي بمراجع لاستكمال رسالتي الماجستير
شكرا لك استاذه
رواية هنرييت عبّودي عن مذبحة السريان وتهجيرهم من تركيا في مطلع القرن 20
.
سوسن
الكتاب جميل جدا والاسلوب يجذب القارئ على الاستمرار في القراءة حتى النهاية وانا اقرأ احسست وكأنني اعيش الوضع وذلك باعتقادي لان الكاتبة استطاعت وبكل جدارة الى ان تروي الحدث وتجعلنا نذوب بالقصة والشخصيات لقد اثرت في القصة وانا اسفة جدا على ما حدث لاخواني الأرمن ولاخواني المسيحيين بجميع طوائفهم
رواية هنرييت عبّودي عن مذبحة السريان وتهجيرهم من تركيا في مطلع القرن 20
سرياني — elieranda@yahoo.com
كل الاحترام والتقدير لمن يتذكر تاريخه انت امراءة عظيمة لطالمة احترمتي تاريخك وما كتب في الرواية هو جزء من الحقيقة المرة التي تعرض لها الشعب السرياني والارمني على يد العثمانين والبعض من الجهلة الاكراد الذين صدقوا ان دولة سوف تكون لهم في هذه البقعة
رواية هنرييت عبّودي عن مذبحة السريان وتهجيرهم من تركيا في مطلع القرن 20
ابن شهيد — alchahid .de
أقدر عاليا ما كتبت هنرييت عبودي عن مذبحة السريان في جنوب شرق تركيا ومن مقدمة الكتاب ارى ان الرواية جديرة بالقراء شكرا لك يا هنرييت واتمنى الحصول على الكتاب
رواية هنرييت عبّودي عن مذبحة السريان وتهجيرهم من تركيا في مطلع القرن 20
ابن شهيد
لأول مرة أشعر بكلام موزون ويستاهل القراءة عن ما جرى لأباءنا شهداء المسيحية في جنوب شرق تركيا اقدّر عاليا هذه الكاتبة وأكثر الله من أمثالها
رواية هنرييت عبّودي عن مذبحة السريان وتهجيرهم من تركيا في مطلع القرن 20
مغترب سوري — bn1299_as@yahoo.com
مع أحترامي الكامل للكاتبة و للرواية ولكن العنوان الاساسي للرواية يجب ان يكون مذبحة الأرمن و هذا ما سجله التاريخ على يد الأتراك في عام 1915. عمل جيد و يستاهل القراءة
رواية هنرييت عبّودي عن مذبحة السريان وتهجيرهم من تركيا في مطلع القرن 20
سوري قرفان
هادا هوي تاريخنا كلو كراهيه وعنف ودماء وتارات سواء بين اثنيات أو أديان أو طوائف. دولة المواطنه مستحيلة المنال دون الإعتراف والكشف عن الجرائم التي ارتكبناها بحق بعضنا البعض وخاصة جرائم الأغلبيه بحق الأقليات بما في ذلك مذبحة بني قريظه ومنه مصالحه وطنيه لجميع دول الشرق الأوسط وبالخصوص سورية لبنان العراق ومصر مع ضميرها اقباطها