في الوقت الذي سجّل فيه التيار الوطني الحر بعض الخسارات في الانتخابات الطالبية والنقابية الاخيرة، وغداة تفاهم بين “التيار” و”التقدمي الاشتراكي” قد يتحول الى تحالف، وعشية اقرار قانون الانتخابات البلدية والاختيارية الذي يتزامن مع بروز خلاف بين رئيس مجلس النواب نبيه بري و”حليف حليفه” النائب ميشال عون، كان للقيادي في التيار الوطني الحر النائب ناجي غاريوس الذي عمل خلال السنوات الماضية على محور المختارة- الرابية مواقف من كل هذه المواضيع.
حاوره: رياض طوق (الشفاف- بيروت)
س: ما هو موقفكم من اجراء الانتخابات البلدية وما هي حقيقة اتهام رئيس مجلس النواب نبيه بري للنائب ميشال عون بأنه يتهرب من اجراء الانتخابات؟
ج: هذه الاتهامات عارية عن الصحة. فالعماد ميشال عون كان اول من طالب بضرورة اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، ونحن مصممون على ذلك. وبالرغم من أهمية ادخال بعض الاصلاحات التي طرحها وزير الداخلية زياد بارود، فاننا سنطالب باعتماد القانون القديم اذا كان من شأن هذه الاصلاحات تأخير موعد الانتخابات. وفي الوقت الذي اقترح فيه رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية تأجيل الانتخابات من أجل تعديل بعض المواد المتعلقة بقانون الانتخابات، كان لنا موقف مغاير انطلاقاً من مبدأ احترام المهل الدستورية، كي لا يكون هناك أعذار وحجج للتهرب من الاستحقاقات في كل مرة.
س: هل تؤيدون خفض سن الاقتراع من 21 عاماً الى 18 عاماً؟
ج: أظهرت الاحصاءات الاخيرة ان التوازن الديموغرافي منعدم عند الذين تتراوح أعمارهم بين سن الـ18 والـ21 عاماً، فنسبة المسلمين هي 75% من هؤلاء الشباب في حين أم المسيحيين لا يزيدون عن 25%. وفي هذا السياق نتفق مع طرح “القوات اللبنانية” بضرورة الربط بين خفض سن الاقتراع واعطاء حق الاقتراع للبنانيين المقيمين في الخارج.
س: ولكن ماذا سيكون موقفكم في حال اتفق حلفاؤكم على ضرورة تأجيل الانتخابات وعدم اجرائها في موعدها المحدد؟
ج: يبدو حتى الآن أن هنالك قسماً من الاكثرية وقسماً من الاقلية يعمل على تأجيل الانتخابات. أما نحن فلا يوجد التباس في موقفنا وسنعمل جاهدين من أجل اجراء الانتخابات من دون تأخير.
س: ما هي حقيقة الخلاف بين النائب ميشال عون والرئيس نبيه بري؟
ج: لقد تفاجأنا بكلام الرئيس بري الذي صدر بحق العماد عون. وأنا لا أخفي وجود بعض التباينات في وجهات النظر، وهذا ما ظهر للعيان في الانتخابات النيابية الاخيرة، ولكننا تجاوزنا هذا الموضوع، ولسنا مستعدين للدخول في سجالات مع أحد ولا سيما مع حلفائنا.
س: لماذا تعترضون على طرح الرئيس بري لتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية؟
ج: نحن لسنا ضد هذا الطرح بالمطلق. ولكننا اعترضنا على التوقيت، ولا سيما أن هذا الطرح تزامن مع موعد التعيينات الادارية. فالرئيس بري الذي ينادي بتشكيل هذه الهيئة صرّح أنه سيطالب بحصته مثل غيره في التعيينات الجديدة. فنحن لا نعارض هذا الموضوع ولكننا ننتظر الظرف المناسب، واليوم لا نرى ان هذا التوقيت يناسب هكذا طروحات. فالنجاح في تعيينات ادارية خارجة عن محاصصة الزعامات السياسية والروحية هو الامتحان الاول لمعرفة اذا كان موضوع الغاء الطائفية السياسية هو طرح جدّيّ أو للمناورة فقط. فاذا تم التعاطي من قبل جميع الاطراف بشفافية، وتم اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة من ضمن المناصفة التي ينص عليها الدستور وبغضّ النظر عن الانتماءات الحزبية والمذهبية نكون قد أدخلنا مشروع الغاء الطائفية السياسية حيّز التنفيذ.
س: كيف تقيمون موقف أمين سر “حركة فتح الانتفاضة” “أبو موسى” بشأن عدم موافقته على نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، مع العلم أن ابو موسى يأتمر بالنظام السوري؟ وما هو موقفكم من حلفائكم الذي سمحوا له باعتلاء منابرهم لرفض ما تم التوافق عليه على طاولة الحوار الوطني؟
ج: نحن موقفنا واضح من السلاح خارج المخيمات، فهذا الموضوع هو مطلب وطني أقر على طاولة الحوار ونحن ملتزمون بتطبيقه. ولكنني أرى أن موقف “أبو موسى” يبدو ضرورياً اليوم من أجل أن تتحرك الحكومة اللبنانية وتعمل على انهاء هذا الملف.
س: اعتير البعض ان هذا الكلام هو رسالة سلبية من قبل الجانب السوري؟
ج: نحن لا نعتبرها كذلك. بل نعتبرها رسالة حتى تتحرك السلطات اللبنانية وتحسم هذا الموضوع لأن التوافق بشأنه قد تحقق، ولا أعتقد أن هناك نية من قبل اطراف لبنانية للتراجع عنه.
س: شهد التيار الوطني الحر تراجعاً شعبياً انعكس في الانتخابات الطالبية والنقابية. هل خياراتكم السياسية هي السبب في ذلك، وهل باتت طروحاتكم وتحالفاتكم غير منسجمة مع الواقع المسيحي؟
ج: نحن نعترف بأننا شهدنا تراجعاً في الآونة الاخيرة. ولكن لا علاقة بذلك بخيارات التيار السياسية، والسبب الوحيد هو الوضع التنظيمي داخل التيار. وهذا أمر طبيعي داخل التيارات والاحزاب الناشئة حديثاً، اذ يؤدي التزاحم والتنافس على المناصب والمراكز الى خلق بعض الازمات الداخلية. وقد تفاقمت بعض هذه الخلافات وظهرت الى العلن وهذا ما أثّر بعض الشيء على ادارة التيار لا سيما خلال الانتخابات. ولكن العماد ميشال عون عمل على حلّ هذه الخلافات ومنعها من التفاقم. ولكنني أؤكد أن هذه الخلافات أخذت الطابع الشخصي وليس لها علاقة بالموقف السياسي.
س: ماذا عن علاقاتكم المستجدة بالنائب وليد جنبلاط، وهل سنشهد تحالفاً انتخابياً بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر في الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة؟
ج: لا وجود لتحالف حتى الآن، ونحن نعمل على تفاهم بيننا نأمل أن يتحول الى تحالف، وفي سلم أولوياتنا اليوم اعادة المهجرين الى الجبل.
س: ولكن لماذا اخترتم هذا التوقيت؟ وهل أسقطتم اتهاماتكم بحق النائب جنبلاط كاتهامكم له أنه لم يِعد الأجراس الى الكنائس؟
ج: ما كنّا نعنيه باعادة أجراس الكنائس هو اعادة المسيحيين الى الجبل. وأنا أؤكّد أن التفاهم بيننا وبيم جنبلاط سيعيد المسيحيين الى قراهم، وبعضهم بدأ يلمس نتائج عملية لأن اللجان المشتركة تعمل بوتيرة سريعة جداً.
س: هل انّ اقتراب جنبلاط من سوريا ومن حزب الله سرّع بتفاهمكم معه؟
ج: لا علاقة لنا بالصراع القائم بين جنبلاط وسوريا. ولكن المصالح السياسية قد تتقاطع بيننا وبين العديد من القوى السياسية. فأنا كنت أول من واكب العلاقة مع النائب جنبلاط طيلة المرحلة السابقة. وكان الحوار يصل الى مراحل متقدمة جداً. أما اليوم فالظروف أصبحت ناضجة أكثر والعلاقة مع التقدمي الاشتراكي تتطور بشكل تدريجي.