إسرائيل تعيد ترتيب حروبها: الهجوم على غزة يتقدم الهجوم على لبنان

0

الشفاف مروان طاهر خاص

بادر المسوؤلون الاسرائيليون الى التقليل من اهمية المناورات التي اجراها الجيش على الحدود اللبنانية الاسرائيلية الشمالية بالتزامن مع الاستعدادات الجارية لاجرائها في الجنوب، على طول الحدود مع قطاع غزة.

هذه المناورات قالت عنها مصادر عسكرية مختلفة بما في ذلك قائد الجيش الاسرائيلي في الجنوب “موتي مردخاي” أنها تأتي لاختبار جاهزية الجيش لأي احتمال قد يطرأ في تلك الجبهيتن الساخنتين، حيث توقع الجنرال مردخاي ان تندلع الحرب في قطاع غزة في اية لحظة، مضيفا انه تم اخذ العبر من تقرير غولدستون حول الحرب الاخيرة على قطاع غزة و”أن جيشه سيكون اكثر دقة هذه المرة”.

اما المناورات التي اجرها الجيش الاسرائيلي بصورة سرية، أوغير معلنة على الاقل في وسائل اعلامه الرسمية، فانها جاءت، وكما قالت مصادر عسكرية رفيعه المستوى، “لفحص جاهزية الجيش الاسرائيلي في اي مواجهة مرتقبة مع حزب الله” مع إقرارها بأن حزب الله اصبح اكثر قربأ من الحدود مع اسرائيل وانه قام باعادة بناء قدراته العسكرية انطلاقا من القرى الشيعية الحدودية، تلك القرى التي اكدت المصادر الاسرائيلية بانها ستكون ساحة المعركة القادمة في حال اندلاعها.

وفي سياق متصل، بثت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي مساء الجمعة تقريرا موسعا حول الاوضاع على الحدود اللبنانية ونقل التقرير تصريحات لقادة عسكرين جاء فيها ان حزب الله اصبح جاهز لجولة جديدة من المواجهة، تلك المواجهة وصفها القادة العسكرين الاسرائيليين بانها ستكون اكثر ايلاما واكثر عنفا لأن كل لبنان سيدفع ثمنا لها وليس حزب الله وحده، بحيث ان قائمة الاهداف العسكرية التي سيتم ضربها توسعت بصورة غير مسبوقة لتشمل كل لبنان. ووفقا لتصريحات تلك المصادر العسكرية فان هذه المعادلة التي فرضتها اسرائيل ستكون عنصر ردع لحزب الله وتمنعه من القيام بمغامرات غير محسوبة.

في هذه الاثناء من المقرر ان تبدأ في اسرائيل خلال الاسابيع القادمة عملية توزيع الاقنعة الواقية على السكان ابتدءا من القرى والمدن الشمالية والوسطى والتي تعتقد الجهات الامنية الاسرائيلية انها ستكون أهدافاً لصواريخ حزب الله.

مصادر عسكرية اسرائيلية اشارت الى ان اسرائيل اعادت ترتيب اولوياتها العسكرية لجهة الحروب المرتقبة بحيث تقدمت الحرب على غزة على عملية عسكرية في لبنان.

وأشارت تلك المصادر الى ان اسرئيل فوتت فرصة ذهبية لتلقين حزب الله درسا قاسيا وذلك خلال فترة إنكشاف الحزب امام الشبكات الامنية الاسرائيلية التي تهاوت تباعا و احدثتـ في الوقت نفسه، بلبلة وضعضعة في صفوف الحزب خصوصا انكشاف شبكة اتصالات الحزب وتوقيف عدد من العملاء من بينهم مروان الفقيه وسواه ممن استطاعوا تحقيق خروقات جدية وخطيرة في صفوف حزب الله على مستويات مختلفة قيادية وغير قيادية.

ورجحت المصادر ان تكون اسرائيل ما تزال تخشى سقوط صواريخ حزب الله على القرى والبلدات لهذا السبب، وليس لاي اعتبار آخر، تعيد الحكومة الإسرائيلية إجراء حساباتها مرارا وتكرارا قبل الدخول في مغامرة عسكرية مع حزب الله، خصوصا ان حزب الله يلتزم التهدئة على طول الحدود الجنوبية منذ حرب تموز عام 2006 وان تهديد الحزب بردّ مدوِّ على اغتيال عماد مغنية لم يظهر الى الآن. إضافة الى ان اسرائيل لم تعد تشعر بتهديدات حزب الله ولا بهجماته الحدودية ولا تلك تلك التي هدد بالقيام بها خارج الحدود، لذلك فإنها صرفت النظر عن مهاجمة لبنان وتحولت نحو غزة خصوصا وان إزاحة حركة حماس من قطاع غزة تعزز موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على المستوى الداخلي الفلسطيني كما انه تعزز ايضا ارتهان عباس لمشيئة الاسرائيليين مما يتيح، حسب المصادر، إمكان التوصل الى اتفاق من اي نوع مع ابو مازن يخرج إسرائيل من مأزقها التفاوضي مع الفلسطينيين ومن الإحراج الدائم مع الادارة الاميركية.

Comments are closed.

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading