كلمة “اعلام” تعنى اعطاء “المعلومة” ولكن الاعلام المصرى فى تناوله للمعركة الكروية بين مصر والجزائر وبعدها فى هجومه “الشوارعى” ضد الدكتور البرادعى نفاقا للنظام وحفاظا على مراكز الإعلاميين الرسميين “الكبار” قد اثبت بشكل مفضوح انه اعلام لايملك من المعلومة ولامن العلم شيئا وانه قد هبط بأدائه البائس اليائس الى اسفل السافلين، ملطخا بسمعته وسمعة مصر كلها فى الطين- طين الجهل والحماقه والاسفاف.
إذ راح نجوم هذا الاعلام المريض يلوثون الفضاء التلفازى والورقى والسياسى والاجتماعى المصرى والعربى بكم هائل من البذاءات والتشنجات العاطفية والتراهات الكلامية والتنطعات الفجة التى كنا نراها فى الازمان السابقة فقط فى فئات البلطجية وفتوات الحوارى، فإذا بنا نراها اليوم فى فئات محسوبة ظلما وعدوانا على الاعلاميين ومحشورة –إفتئاتا- فى غمرتهم.
ان كمية الكذب والتدليس والصراخ المتشنج الارعن الذي صاحب مهزلة المعركة الكروية المصرية الجزائرية هي فضيحة إعلامية وسياسية على اعلى المقاييس- فالاعلام المنوط ان يكون موضوعيا وصادقا ودقيقا وقادما بالخبر اليقين راح يشترك فى مهرجان الكذب والتدليس والاثارة العاطفية للمشاعر الفجة ولم يرسل محررين ومصورين ليصورا لنا وصول الفريق الجزائرى للقاهرة فى المباراة الاولى ولم يحقق فى اسطورة ان اللاعبين الجزائريين ضربوا انفسهم بالحجاره!! والتى اعترف وزير مصرى واحد وحيد بعد المهزلة بأسبوعين أن هذه كانت قصة ملفقة ! وهو ماتوصلت اليه الفيفا ايضا وعاقبت على اساسه مصر. لقد اشترك الاعلام المصرى بأسره تقريبا- فيما عدا استثناءات نادرة سأتحدث عنها – في حفله الزار السياسية والاعلامية التى نصبوها فى مصر قبل المبارتين وبعدها.
البرادعي رئيسا
وتكرر المشهد الاعلامى البذئ عندما اعلن الدكتور البرادعى استعداده للترشيح لرئاسة مصر ان توفرت شروط الشفافية والنزاهة فى العملية الانتخابية. فما ان نطق بهذا حتى انطلقت الاقلام التى تدين بمراكزها ولقمة عيشها ومزاياها لنظام الرئيس مبارك الذى منحها ماهى فيه من عز وهيلمان تهاجم الدكتور البرادعى وتنعته بكل مافى قاموس الشتائم من بذاءات فالرجل الحاصل على نوبل للسلام وعلى ارفع وسام مصرى – وهو قلادة النيل- والذى ترأس وكالة الطاقة النووية لثلاث مرات اكثر من اى رئيس آخر فى تاريخها والذى اجتمع مع عدد كبير من رؤساء ووزراء وقادة العالم المتقدم والمتخلف على السواء بتاريخ سياسى وادراى ودبلوماسى دولى تجاوز الثلاثين عاما اصبح فجأة على لسان كتبة النظام رجلا غير مؤهل عديم الخبرة فاقدا للصلاحية!! بل وقالوا فيه انه لايشعر بألم المصريين المطحونين لأنه لم يعش عيشتهم ولم ” يتمر مط ” في مواصلات القاهرة ولاسكن فى مساكنها العشوائية غير الآدمية وكأن مرشحهم الذي لا يكفون عن التطبيل والتزمير له – السيد جمال مبارك- صعد من فئات الكادحين ولم يركب سوى حافلات “النعوش الطائرة” والتوك توك في حياته! لقد كان المنافقون فى الماضى ينافقون على استحياء وببعض الخجل ولكننا اليوم نرى المنافقين يفعلونها بلا خجل ولاوقار “وعلى عينك يا تاجر”!
لقد قامت الصحف الحكومية بحملة مفضوحة مخجلة ضد الدكتور البرادعى الذى قابله الاعلامى الاستثنائى المميز احمد المسلمانى فى برنامجه “الطبعة الأولى” وما أن سأله المسلمانى سؤاله الاول حتى راح الدكتور البرادعى يتحدث لمدة ربع ساعه متصلة مقدما رؤية عقلانية مستنيرة واعية وشاملة لمصر ومشاكلها واحتياجاتها وتاريخها الحديث بانتصاراته وانكساراته بلا زخارف ولاتدليس ولا تردد. وبعد ان تستمع الى الرجل يتحدث لاكثر من ساعة تسأل نفسك كيف لا يكون رجل كهذا رئيسا لمصر؟ كيف يكون بمصر رجل على هذا المستوى من الأفق الفكري والتوازن العاطفي والقدرة على الرؤية السليمة والقيادة الحكيمة والمحبة الحالمة لمصر ولشعبها بكل اطيافه والاهتمام بعلاقات مصر مع العرب وغير العرب والحنكة السياسية والدبلوماسية فى التعامل مع الغرب المتطور والتحدث بلغة العصر وفكره ثم ان يكون على هذا القدر من النزاهة والنظافة والنصاعة اى يكون على هذا القدر من الاختلاف مع المشهد السياسى البائس التعس والفاشل فى مصر اليوم- المسئول عن حالة الانحدار والتردى المتواصلة المستمرة على مدى ثلاثين عاما- كيف لايكون رجل كهذا رئيسا لمصر؟!
هذا هو السؤال الذى يجب ان يسأله كل مصرى مخلص اليوم.
الاعلام الجديد – منى الشاذلي نموذجا
اكون ظالما لمصر ولاعلامها ولقدراتها لو استسلمت لليأس والاحباط وتصورت ان الاعلام المصرى اليوم كله على هذا الشكل من الفساد والبؤس فالحقيقه انه فى وسط الحالة العامة المظلمة والقبيحة هناك شموع قليلة ولكن باهرة تمنحنا الامل وتجدد لدينا الثقة واليقين فى مصر الجميلة وقدرتها الدائمة على ولادة مصريين بالغى الجمال والعذوبة والدفء والذكاء وقد اشرت الى احد هؤلاء وهو الاعلامى المثقف المميز احمد المسلمانى وبرنامجه الجرئ الجميل “الطبعة الأولى” وأود في هذا المقال ان اتناول بالتحليل نموذجين آخرين هما الاعلاميين منى الشاذلى ومحمود سعد.
تقدم لنا منى الشاذلى فى “العاشرة مساء” برنامجا اعلاميا راقيا وبمفهوم متقدم لمعنى “الاعلام” ودوره فى اى مجتمع. وتطرح منى الشاذلى فى كل ماتقدمه وتقوله مفهوما جديدا للإعلام –جديدا فى مصر وان لم يكن جديدا بالطبع فى الدول الغربية- هو الاقرب لمفهوم الاعلام الغربى فى ملاحقة الحدث وتقديم الخبر المجرد بلا رتوش او تزويق او تشويه واتخاذ موقف محايد بين المتصارعين فى الساحة والقاء الضوء على الاشخاص لمعرفة افكارهم وادوارهم والاجتهاد فى الابتعاد عن شبهة الانحياز لهذا الضيف ضد ذاك او هذا الطرف ضد ذاك أو الحكومة ضد الشعب مع انحياز غير مخل وغير متطرف للمصلحة العامة وللجماهير والمواطنين ضد اصحاب النفوذ والسلطان.
والعبقرية العفوية التى لدى منى الشاذلى تجعلها تنجح فى تقديم هذا كله فى اسلوب مصرى صميم لايخرج عن اطار وحدود اللياقة والادب والدماثة المصرية المحببة فهي لا تتورع عن مجابهة المسئولين ومحاورتهم بما يكشف اكثر مما يقولون ولكنها ابدا لاتنزلق الى ماينزلق اليه البعض من التهجم والشطط فهى تظل دائماً الاعلامية القديرة التى لاتفلت من يديها خيوط الحدث ولا الحديث ولاتسمح لضيوفها –بمجرد وجودها الواثق المحافظ على آداب عمله والمتقن لادواته ايما اتقان- ان يخرج اى منهم عن ادبه او طوره او حدوده – وبذلك نجحت فيما فشل فيه آخرون كثيرون ان تقدم اعلاما حقيقيا يزيد من معارف جمهوره ويكشف لهم خبايا الاحداث والسياسات بشكل بالغ النزاهة والموضوعية مما يعطى مصداقية لشعار البرنامج “الثقه قبل الخبر”
فى اهتمامها بتقديم الخبر الحقيقى كما هو، تسارع منى الشاذلى لتغطية الاحداث فى مواقعها اكثر من اى برنامج آخر بما فى ذلك نشرة الاخبار فى تلفزيون مصر الرسمى. تجد ان العاشرة مساء فى شارع الحدث تنقله على الهواء بالكاميرا مباشرة. عندما خرج المعارض المصرى الشهير ايمن نور من السجن فجأة اسرعت منى الشاذلى اليه ونقلته بسيارتها الى الاستديو ليعطى العاشرة مساء اول حديث له بعد خروجه وصف فيه كيف تدار مصر بالتليفون!
مفهوم التواجد بالكاميرا فى موقع الاحداث هو مفهوم مازال غريبا وبعيدا عن فكر معظم “الاعلاميين” المصريين ونشرات الاخبار المصرية لم تفعله إلا تقليدا للرائدة “الجزيرة” التي ارسلت مراسليها الى اقصى الارض ينقلون لمشاهديها الاخبار من قلب الاحداث بينما كانت نشرة الاخبار فى التلفزيون المصرى لاتخرج عن مذيع او مذيعين فى جلسة خشبية يقرأ كلاما على المشاهدين فى اسلوب تجاوزه العالم منذ نصف قرن!
منى الشاذلى تقدم فى مصر هذا المفهوم العصرى للاعلام ولأسلوبه ودوره ورسالته. ولاشك ان دراستها الامريكية ساعدتها على تخطى الاسلوب المحلى الذى لايعرف الاعلام سوى باعتباره بوقا تجميليا للسلطة وصوتا صارخا للنظام دون اعتبار على الاطلاق لملايين المشاهدين.
ولم يكن غريبا بعد ذلك ان تكون منى الشاذلى هى الاعلامية الوحيدة التى حصلت على سبق مقابلة الرئيس الامريكى بوش. ولم يجعلها ذلك تفقد توازنها ولادفعها للشطط فى مواقفها لامع ولا ضد “امريكا” ولا انساقت مطلقا وراء الهياج الاعلامى العام فى اية قضية. و هى احد الاستثناءات الوقورة التى تحافظ على اتزانها وحرفيتها العالية فهى بحق مفخرة للإعلام المصرى الجاد والجميل الجدير بهذه الصفة وهى ايضا نموذج بديع للمرأة المصرية الذكية المعاصرة المتألقة التي لا تفقد دماثتها ودفئها وهى ترتفع الى افق العمل الاعلامى بكل مافيه من منافسة شرسة كثيرا ماتكون غير شريفة.. فإذا بمنى الشاذلى مثالا للشرف الاعلامى والانسانى معاً.
محمود سعد وعبقرية التواصل
فى اعتقادى ان اهم مايميز محمود سعد كإعلامى لعله هو الاكثر شهرة فى مصر اليوم هو قدرة فطرية هائلة وجميلة على التواصل مع المشاهدين- فهو يدخل مباشرة فى قلب مشاهديه بلا واسطة ولا رخصة ولاتقديم ولا حواجز .ان محمود سعد هو الشخصية المصرية الحميمة ففى شخصه تتجمع وتتجلى مكونات وخصائص الشخصية المصرية الاصيلة بكل مابها من حميمية ودفء انسانى غير محدود ومابها من عبقرية الذكاء الفطرى –ذكاء ابن البلد الذى لايخفى عليه شئ ولايلعب عليه احد. ولكن هذا الذكاء ليس هو ذكاء الداهيه اللئيم الحاقد المراوغ –بل ذكاء الانسان المحب الجميل البسيط السهل الممتنع وهذا ما يحبب فيه مشاهدينه ومايجذبهم اليه. انهم يجدون انفسهم فيه فهو رغم شهرته الطاغية متواضع يعامل الجميع باحترام وبندية تلقائية يستشعرها البسطاء فيقابلونها بالحب والتقدير .انه بسيط متباسط مع البسطاء لكنه قوى عنيف مع الاقوياء والاغنياء يمنحهم الاحترام اللائق ولكنه لايمنحهم النفاق الممجوج أو المجاملة على حساب الحق.
ليس مبالغة القول ان محمود سعد تتجلى فيه عبقرية الشخصية المصرية الحقة – فهو مثل المصريين جميعا يتفجر دفئا انسانيا يجعلك تشعر انه صديقك وحبيبك من اول كلمة عند اول لقاء. محبة الناس والعلاقة بالناس عند كل مصرى هى كل شئ وهى الملمح الاول والاساسى للشخصية المصرية لاتنافسها فى ذلك سوى ملمحان آخران اساسيان هما الشغف بالمرح والضحك والتفكه حتى فى اكثر المواقف جدية ثم التدين الشديد والاستغراق فى الشعائر والعبادات الدينية العامة.
وهذه الملامح الانسانية الثلاثة للشخصية المصرية- الدفء والمرح والتدين -موجودة كلها بشكل قوى وواضح فى شخص محمود سعد وتظهر بتلقائية فى مونولوجه وحواراته ومواقفه فى برنامجه المصرى الشهير “البيت بيتك”. ولايستطيع محمود سعد الا ان يكون بسيطا وتلقائيا وصديقا ودودا فى مقابلاته للناس البسطاء وللفنانين والادباء ورجال الدين من مسلمين واقباط فهو دائما الكاسر لجليد الكلفة والمسارع الى التبسط والترحيب والتنكيت مما يمنح الضيوف راحة وصفاء وثقة لايستشعرونها سوى وسط الاهل والاحباب فيفيضون بالحديث الصريح الصادق فيعرفهم المشاهد على حقيقتهم وبهذا يكون الاعلامى الماهر قد ادى دوره بدون الحاجة الى محاصرة الضيف او مطاردته بالاسئلة.
ان حب محمود سعد للمرح والنكتة ظاهر وحاضر ابدا حتى انك تجده وهو فى اعمق المحاورات الدينية مع ضيفه الاسبوعى الشيخ خالد الجندى تحضره نكتة او تعليق ساخر مفاجئ فيقول ضاحكا ويشاركه ضيفه الضحك فهو لايقل عنه حبا للمرح والفكاهه هو الآخر فالشيخ خالد الجندى هو احد الشيوخ القلائل الضاحكين فى التلفزيون المصرى – ان لم يكن الوحيد!
ويستخدم محمود سعد النكتة والمرح والتعليق الضاحك بذكاء وليس فقط بتلقائية فهو يستخدمه عمدا للخروج من مأزق الحوار الساخن الجاد الذى يقترب من حافة الخروج عن المعقول والوصول الى الشطط . محمود سعد يكره الشطط ويحب الوسطية والمعقولية وهو فى هذا ايضا نموذج للشخصية المصرية الاصيلة التى تحب الحياة والناس وترفض التطرف فى اى شئ. وهو يقدم لنا حالة نموذجية لذلك الجمع المدهش بين عالم الفن وعالم الدين فهو صديق الفنانين والفنانات الذى يحضر معهم بروفات الاغانى وتصوير الافلام والمسلسلات ويسهر معهم فى السهرات الفنية والغنائية ويكون وسطهم على طبيعته السجية عاشقا للفن مقدرا للفنانين اعظم تقدير.. وهو صديق منذ شبابه لعدد كبير من الفنانين من الراحلين عبد الحليم حافظ واحمد زكى الى المعاصرين عادل امام وعدد كبير من الفنانات.
وفى نفس الوقت فمحمود سعد هو المصرى المتدين الحافظ للقرآن العارف والمردد للقصص الدينى ولسيرة الصحابة وهو المحاور الجيد للشيخ خالد الجندى القابل للاحكام الدينية ولكن المتسائل عن كل مايحير العقل ويثير الشك والشبهة فهو متدين عاقل لايسمح لمن يفسرون الدين تفسيرا متطرفا او متشددا ان يقنعوه بأن الفن حرام. والذى يراه فى جلسات الود والحب الحقيقى لما يسمعه من الشيخ خالد الجندى قد يستغرب مايراه منه من نفس الود والوله لما تقوله له وتغنيه نانسى عجرم عندما كانت ضيفته ..ولكن كانت هذه هى دائما الشخصية المصرية الاصيلة الجميلة الى تعشق الحياة وكل ماتقدمه من متع كالفن والادب والفكر فى الوقت الذى تتقرب فيه الى الله فى تدين تلقائى وسطى يرى فى الشعائر الدينية نوعا اخر من الجمال الروحى العميق المريح.. وكان ذلك قبل طغيان الافكار الدينية المستوردة من الخارج من باكستان وافغانستان والسعودية التى تحارب الفنون وتطارد المرأة وتقمع الحريات وتقتل العقل والفكر وتقدم لونا قاتما كئيبا من التدين المقترب من حاله نفسية مريضة تكره نفسها وغيرها وتكره الحياة.
اما ماينفرد به محمود سعد بعد ذلك كإعلامى بل ويختلف فيه عن المصرى التقليدى فهو مواقفه الجريئة ضد كل مايجافى العقل والمنطق والكرامة الانسانية حتى وان صدر ذلك عن وزير او كبير فى السلطة، فقد شاهدناه ينقلب الى اسد جسور وهو يحاور – بل يحاسب- الكثير من الوزراء والمحافظين فى شجاعة ومنطق ومصداقية عالية تجبر من امامه على التراجع اذ يمتلك محمود سعد عقلا هو عقل ومنطق ابن البلد الذى لاتفوته حركة او لعبة فهو يخترق بسرعه وجرأه الكلام الحكومى الرسمى المنمق ليسأل: ولكن لماذا تأخرتم فى هذا ياسيادة الوزير؟ وماذنب المواطن البسيط ان يأكل خبزا غير صالح للاستهلاك الادمى؟ كيف ترضى بهذا ياسيادة المحافظ؟ كيف تدخلون نظاما جزائيا باهظا لمن يسير عكس الاتجاه بسيارته فى الشارع وانتم لاتعلقون شارات تحدد الاتجاه المطلوب؟ اى منطق هذا ياسيادة اللواء؟ ورغم هذا الهجوم الحاد والحار من ممثل الشعب الحقيقى محمودسعد فإن اغلب محاوريه ينصرفون شاكرين مقدرين دور هذا الاعلامى الشعبى النخبوى، الفنى الدينى، السياسى الاجتماعى، الجاد الفكاهى، المحب المتسامح الا فى الحق والواجب، المصرى الجميل حقا محمود سعد.
كاتب من مصر يقيم في نيويورك
fbasili@gmail.com