اخذتني السيارة عبر الجنوب من اقصاه الى اقصاه، هكذا سنحت لي فرصة بعد طول غياب للتعرف على ابعاد جديدة في واقع صعب متغير وجديد في جنوب لبنان، تلك البقعة التاريخية المتاخمة لفلسطين/اسرائيل حيث جوهر الصراع العربي الاسرائيلي شهدت الكثير في الماضي وسوف تشهد الكثير من المستقبل. ففي تلك المنطقة الجنوبية لا زالت آثار الدمار المخيفة التي سببتها الاعتداءات الاسرائيلية شاهد عيان على ما وقع عام ٢٠٠٦. من جهة اخرى، لا زالت تلك المواجهات وطريقة قتال حزب الله والخسائر التي اوقعها في صفوف الاسرائيليين شاهداً على جرأته ودقة خطته، وشاهداً ايضا بأنه لا يوجد حل عسكري تفرضه اسرائيل على محيطها. لقد نجح حزب الله بتحييد القوة العسكرية الاسرائيلية في تلك الحرب وانتج نتائج نفسية ومعنوية جديدة في وسط الجنوبيين.
ولو كان للمرء ان يصف معنى ما وقع في حرب ٢٠٠٦ للجنوبيين بالتحديد: لقد حررتهم تلك الحرب من الخوف من اسرائيل. ففي تلك المناطق الجنوبية سادت قبل ٢٠٠٦ الرهبة وساد الخوف من ما قد يأتي من وراء الحدود. لقد خضع الجنوبيون لنمط من الارهاب الاسرائيلي ادى لمقتل الالوف، واعتقال الالوف في فترات مختلفة طوال العقود الماضية. بل حتى مع تحرير ما تبقى من الجنوب عام ٢٠٠٠، لم يصدق المواطن الجنوبي بأنه قادر على الاستقرار في القرى الحدودية التي لا تبعد عن اسرائيل سوى امتار، او انه قادر على التجول وسط الليل دون خوف من اعتقال او اعتداء او اطلاق نار. ففي ذلك الجنوب، تتداخل الاراضي اللبنانية مع فلسطين/اسرائيل. المسافة تكاد لا تتجاوز خمسة امتار بين الشارع اللبناني والاراضي الاسرائيلية، او كما يصر الجنوبيون حتى اليوم على تسمية: فلسطين المحتلة. بل، والاهم، ان الجنوب في الكثير من الطرق والقرى حول الشريط الحدودي تقف فوق السهول والاراضي والمواقع الاسرائيلية وفوق فلسطين المحتلة مباشرة حيث تشاهد مناطق شاسعة من فلسطين التاريخية من تلال وقرى وشوارع الجنوب.
في تلك المناطق الجنوبية يسير الجنوبيون مسلمين ومسيحيين يثقة كبيرة في الشوارع، يحتفلون في الاعياد، يعيشون حياة بناء واعادة بناء. في تلك المنطقة، ورغم شبح الحرب، هناك بناء وهناك حركة زراعية وحركة تشجير وثقة بالمستقبل. غريب هذا الامر، ففي لبنان الأوسع شعور بعدم الاستقرار. اما في الجنوب اللبناني، فشعور بالاستقرار.
ان اهم نتائج حرب ٢٠٠٦، رغم الدمار الهائل الذي سببته، خاصة وان اسرائيل دمرت مدن وقرى وحياء كاملة، انها حررت المواطن الجنوبي من الخوف والشعور بعدم الثقة. يشعر الجنوبيون انهم اسياد الجنوب الان، وانهم ليسوا اقل من نظيرهم الاسرائيلي، وانهم ان تعرضوا لاهانة فهم قادرون على ردها بالمثل، وان هوجمت قراهم فهم ايضا قادرون على الرد. هذه هي القيمة الاكبر التي جاء ت بها قدرات حزب الله العسكرية وقدرته تحقيق صمود وقتال حقيقي في حرب ٢٠٠٦. اذ يعبر عن كل هذا بصورة موسعة وشعبية وانسانية السيد حسن نصرالله.
لكن امام الجنوب مهام كبيرة لا تقل عن المهام التي تقف امام لبنان. فلحزب الله نفوذ كبير واحترام كبير في الشارع الجنوبي لا يقابله نفوذ. لقد حرر هذا الحزب الجنوبيين من الاحتلال الاسرائيلي بعد مقاومة طويلة وباسلة، كما انه اسقط الشريط الحدودي بقيادة لحد المتعامل مع اسرائيل. ان الاعتداءات التي قام بها لحد وجيشه وقبله سعد حداد وجيشه لا تعد ولا تحصى. فقد ارتكب هذا الجيش الممول والمدرب اسرائيليا عشرات المجازر بدم بارد في عشرات القرى الجنوبية في الخيام وكفركلا ويارين وحانين وغيرها. كما ساهم بسجن واعتقال الوف الجنوبيين في سجن الخيام الشهير. فقد اشتهر ذلك الجيش بالاغارة على القرى والقيام بقتل كل من يشاهد في الطريق، وحرق منازل تقع في طريقه. من هنا ان كلمة المقاومة في الوسط الجنوبي عنت التصدي لاسرائيل وعملائها والتصدي لم يقتل الناس ويعتدي على الاملاك ويرهب.
ان جنوب لبنان بقعة خلابة . فيها طبيعية متميزة، وجبال شاهقة، وتتداخل عند احد نقاطها سوريا واسرائيل وجنوب لبنان عند سفوح جبل الشيخ حيث مزارع شبعا المتنازع عليها. في تلك المنطقة للتاريخ حضور، وللصراع العربي الاسرائيلي ايضا حضور، ولكن في تلك المنطقة بامكان كلمة المقاومة ان تتحول للبناء.
و حتى الان يشعر الجنوبيون ان سلاحهم عزهم، وانه يحميهم من العدوان المرتقب ومن التوسع الاسرائيلي ومن افاق مشروع جديد لانتاج عملاء يعملون مع اسرائيل كما حصل مع حداد ولحد. لا زال شبح الماضي موجودا رغم التحرر منه. لهذا سيكون من غير الممكن تجريد الجنوبيين من السلاح او تجريد حزب الله من السلاح. لكن هذا السلاح لن يقف حجر عثرة امام سلام اقليمي حقيقي يشمل لبنان. حتى الان، ان البوادر تقودنا الى امكانية قيام هدنة اقليمية مختلفة تتخللها توترات عسكرية وامنية وربما حروب. لا زال الطريق للسلام العادل طويلا.
shafgha@hotmail.com
استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
حزب الله والجنوبيين الى السيد رامز صاحب الرد رقم 3…. عجبت من تحليل يخجل حتى الصهاينة من كتابته..لان العدو يحترم من تهاجمم وتتهجم عليه اكثر منك.. تحليلات العدو الاسرائيلي اكثر صدقية وواقعية من شطحات افكارك.. قد تستطيع ان تحمل حقدا مخيفا لا تبرير له ولا خلفية الا الخلفية المعروفة مسبقا..عليك ان توفر تحليلاتك لنفسك وللمجموعة التي تنطق باسمها ..ليس في كتابتك اي واقعية او حتى عقلانية او حقيقة ..مجموعة من الاكاذيب تضحضها الوقائع والحقائق..وما كتاباتك الا تهجم تفوح منه رائحة الحقد والافتراء والتمنيات وهاتوا برهانكم ان كنتم صادقين.. الموؤسف لدى البعض ان يتحولوا الى صهاينة بكل ما بالكلمة من معنى… قراءة المزيد ..
حزب الله والجنوبيين
غريب ان يتبنى دكتور ، ما يسوف له الاعلام دون التاكد من صحته وخاصة في كلامه عن مجازر نفذها جيش لبنان الجنوبي في بلدات الخيام وكفركلا ويارين وحانين مع العلم ان تلك البلدات كانت الرافد الاهم لهذا الجيش على صعيد القوى البشرية فيا ليتكم تهتموزن بشؤون مقاومات الكويت قبل لبنان او بالاصح ليتكم تقراؤون التاريخ من عة اتجاهات قبل اصدار اي مقطوعة ادبية .
حزب الله والجنوبيين: مقاومة؟..في مصطلحات الشعوب وتواريخها كافة وتحت أي سماوات وخلال أي فترات، المقاومة ظاهرة تلقائية لشعب محتل، هدفها محاربة المحتل حتى إنهاء احتلاله، وإعادة سيادة الدولة المعنية على الأراضي المحتلة سابقاً. ليس حزب الله ظاهرة شعبية تلقائية، إنما هو فريق طائفي إحادي اللون، أي شيعي هنا، أنشئ في الثمانينات في سورية لا في لبنان. وإن حارب الإحتلال الإسرائيلي، فلكي يضع الأراضي اللبنانية، المحررة، تحت سيادة الغرباء، أي سورية وإيران، لا تحت سيادة الدولة اللبنانية. ويغنى عن القول إن حزب الله، عقائدياً، وتبعاً لعرّابَيه المذكورَين، عدو للهوية السياسية الاجتماعية اللبنانية، القائمة في الأصل على النظام الديمقراطي التنوّعي القانوني، المكروه… قراءة المزيد ..
حزب الله والجنوبيين
لن تهدأ المنطقة وتينع فيها زهور السلام إلا بزوال الكيان اللقيط. ولنا فى الحروب الصليبية العبرة. فبعد مائتى عام تم استرجاع الأرض ورد شرف العرض. ولقد دالت دولة الإنكسار وقريبا تشرق شمس العزة والإقتدار
حزب الله والجنوبيين
ا
لدكتور العزيز شفيق الغبرة… الف تحية لك من الجنوب اللبناني..والله انا نشهد لك انك قد بلغت.. وما قصرت..شكرا لك ايها الصديق والف تحية من شعب المقاومة..ومهما طال الزمن لن يترك الجنوبي السلاح لان الجنوب اخر ثغور المقاومة في هذا الزمن العربي الرديء..وسلاحنا هو عزنا..هو عرضنا ..هو كل امجادنا ..سلاحنا باق ..صواريخنا مسلطة..والى نصر جديد انشاء الله..والمجد لكل العرب….