ربما شاهد الكثير منا المسلسل الكويتي “أم البنات” التي تقوم ببطولته الفنانة القديرة سعاد عبد الله بالاشتراك مع الفنان القدير غانم الصالح، ولعل العنصر النسائي أكثر من يتابع هذا العمل الفني باعتباره يطرح قضية متعلقة بالمرأة الخليجية في المقام الأول، ولعل الفتيات السعوديات سيسجلن نسبة مشاهدة مرتفعة لهذا المسلسل، والسبب قد يكون واضح للكثيرين، فالمرأة السعودية تعيش واقعا شبيها بشريفة وبناتها، إن لم يكن اشد منهن وطأة وأكثر حرمانا وقهرا وإذلالا وتعاسة، وإذا ما صحت التوقعات في نسب المشاهدة المرتفعة بين السعوديات فان تفسيرها العلمي أو شبه العلمي! هو ما تعانيه المرأة السعودية من قهر واضطهاد، وتوجه النساء السعوديات لمتابعة هذا المسلسل ليس سوى ردة فعل مباشرة وواعية لرفضهن الداخلي الواعي للقهر الذي يعشنه من عقاب! سواء كان أبا أو زوجا أو أخا، تماما مثلما أقبلت السعوديات من قبل على المسلسلين التركيين ” نور ومهند” و” ميرنا وخليل” فجميع هذه المسلسلات تطرح نموذجا لنساء وفتيات تمردن على السلطة الذكورية المستبدة والظلم الاجتماعي المستحكم والقوانين الدينية والاجتماعية المتغطرسة، وتعرض نمطا اجتماعيا قائما على التفاعل الايجابي والحرية المسئولة والعطاء الواسع النطاق، وهذا هو سر نجاح مثل هذه الأعمال التلفزيونية التي قد لا تلقى إقبالا في دول المصدر، ولكنها تلقى إقبالا واسع النطاق في المجتمعات المتخلفة، التي تكبل أبنائها وتحرمهم من حقوقهم وحرياتهم، جراء فرض مجموعة من التعاليم الدينية والمفاهيم الاجتماعية والقيم المتحجرة، التي ليس لها أي آثار ايجابية حقيقية، سوى تدمير منهجي للشخصية الفردية والإبداع الإنساني وتحطيم للكيان البشري في ذات الأنثى والذكر أيضا، والنظر للرجل والمرأة من خلال نطاقهما الجسدي الجنسي، وحصرهما في زوايا ضيقة ومعتمة، مما يجعل الحياة الاجتماعية قائمة على التمييز والقمع السلطوي والتقديس المشحون بالخوف للتعاليم والنصوص الدينية ورموزها الحية، على حساب حقوق الأفراد وامتيازاتهم ومكتسباتهم، وتدميرا فعليا لطاقاتهم ومواهبهم، لذلك فان أي عمل تلفزيوني يخرج بالفرد ذكر وأنثى في المجتمع النكوصي إلى آفاق جديدة قريبة من آماله وتطلعاته الظاهرة والباطنة، فإنها سوف تحظ بإقبال كبير، وهذا ما حدث مع نور ومهند وميرنا وخليل وأخيرا أم البنات شريفة.
بيد انه في واقع الأمر وحقيقته فان الفروقات صادمة بين شريفة السعودية وشريفة الكويتية لحد المأساة! فشريفة السعودية لن تستطيع الخروج عن طاعة زوجها عقاب! وتستقل بأمرها وأمر بناتها، ولن تحوز باعتراف أجهزة تطبيق القانون بشخصيتها كمواطنة (كنظيرتها شريفة الكويتية) ولن تحظى برعاية وحماية الشرطة وسوف تعاد قسرا إلى بيتها راكعة ذليلة لولي أمرها الفحل الحاكم بأمر الله عقاب!!
شريفة السعودية لن تستطيع أن تعمل في مهنة شريفة كنظيرتها شريفة الكويتية، لأنها أنثى، نعم قد يسمح لها بان تتسول في الشوارع والأسواق، ولكنها قط لن يسمح لها بان تؤسس لها منشاة تجارية متواضعة في السوق وان تسعى في رزقها كأي مواطن شريف!!
شريفة السعودية لن يسمح لها بقيادة السيارة لتسهل عليها شئون حياتها المختلفة، كشريفة الكويتية، التي تقود السيارة الخاصة، وتستخدم وسائل المواصلات العامة، وتستفيد من فرص الحياة بكل تلقائية وانسيابية.
شريفة السعودية لن يسمح لها بدخول الدوائر الحكومية والبنوك والشركات لأنها امرأة تثير الفتنة وتهيج الغرائز الساكنة، بعكس نظيرتها الكويتية التي تعامل في كافة مرافق البلاد على قدر المساواة مع عقاب والآخرين!!
شريفة السعودية لن يسمح لها بتناول وجبة سريعة في الكافتيريا أو تناول طعام الغذاء أو العشاء في المطعم، حيث يعتبر ذلك تبرج وسفور وخروج على الأخلاق والقيم!! على العكس من شريفة الكويتية التي تجلس كل مساء مع صديقاتها وأصدقائها وزملائها وزميلاتها لتبادل الأحاديث وتناول المشروبات والوجبات الخفيفة والثقيلة في المطاعم والمقاهي.
شريفة السعودية لن يسمح لها بالعمل في الحكومة أو القطاع الخاص إلا بموافقة ولي أمرها، وفرص عملها قليلة جدا مقارنة بالعنصر الرجالي، فشريفة لا يجوز توظيفها على قدر المساواة بعقاب! بعكس نظيرتها شريفة الكويتية التي تعمل بجانب عقاب في كافة المرافق والمنشئات العامة والخاصة.
شريفة الكويتية تمشي في الطرقات والشوارع ووجهها مكشوف للجميع، لأنه يعبر عن شخصيتها وكيانها الآدمي وموقعها الاجتماعي، بينما شريفة السعودية لم تخرج للتو من حديث حول شكل عباءتها!! وجواز كشف عينيها!! وحلية كشف وجهها من حرمته!!
شريفة الكويتية ستتمكن- متى شاءت- من استئجار شقة والحصول على وظيفة وبناء حياتها الشخصية كما تريد، من دون سيطرة من احد، بينما شريفة السعودية لا يمكنها أن تخطوا خطوة واحدة في شارع أو زقاق إلا بأمر ولي أمرها المعز لدين الله عقاب!!
شريفة الكويتية تستفيد من الخدمات العامة باعتبارها مواطنة مسئولة، أما شريفة السعودية فلن تتمكن من العلاج في مستشفى أو إكمال دراستها أو سحب شهادته الأكاديمية من الجامعة أو العمل أو السفر إلا بإذن سيدها عقاب!!
شريفة الكويتية يمكنها أن تمارس أي عمل تجاري أو استثماري كأي مواطن آخر، أما الشريفة السعودية فلا يجوز لها أن تعمل في كافة المجالات المتاحة مثل نظيرها عقاب! ويجب عليها أن تولي عقاب إدارة منشئتها وكافة أنشطتها التجارية، لأنها أنثى، والأنثى لا يجوز لها مخالطة الرجال من موظفين وتجار ومستثمرين وعملاء!! وبصريح العبارة فان شريفة السعودية غير مؤهلة للإشراف بنفسها على إدارة أموالها وان تكون عنصر مؤثر في مجتمع المال والأعمال!!
شريفة السعودية لا يمكنها أن تغير نمطها الاجتماعي وتنتقل بسهولة من نمط لأخر في إطار حماية القانون، بينما شريفة الكويتية يمكنها ممارسة السياسية أو إن تصبح داعية ! أو فنانة! أو صحفية! أو مذيعة! بإمكانها ارتداء العباءة أو الجلباب، أو ارتداء الحجاب أو خلعه متى أرادت ذلك، فهي حرة في اختياراتها وقراراتها.
شريفة السعودية من الممكن أن تزوج وهي طفلة لم تبلغ الثامنة بأمر أبيها عقاب!! أما شريفة الكويتية فان القانون يحظر زواجها قبل إكمالها الخامسة عشر من عمرها.
شريفة الكويتية يمكنها أن تجتهد وتصل إلى أعلى المراتب والمراكز، فمن الممكن أن تصبح وزيرة أو سفيرة أو عضوه في برلمان أو مجلس بلدي، أو تترأس جمعية خيرية أو مدنية أو ثقافية، أو إن تكون رئيسة نقابة أو اتحاد طلابي أو وطني، أما شريفة السعودية فهي أنثى الإنسان! وليست الإنسان على حقيقته!! لذلك ليس لها أي حقوق سياسية أو اجتماعية، لأنها ليست سوى حرمة ! يخجل عقاب حتى من ذكر اسمها ولمح طيفها وسماع وقع أقدامها!!
شريفة الكويتية تتحدث مع عقاب أي كان موقعه في دائرة حياتها بقوة وشموخ، وتتصرف معه كمواطنة وشخصية معتبرة أمام الآخرين، أما شريفة السعودية فتنظر لنفسها على انها أنثى، والأنثى اقل منزلة ومكانة من الذكر، وان عقاب والآخرين ليسوا سوى ذكور يتربصون بها الدوائر في كل وقت وحين، لذلك يجب عليها الابتعاد والانعزال عنهم طوال حياتها لتأمن على عرضها وشرفها.
لتصبح شريفة السعودية بذلك إنسانة عديمة الجذوا، تحسب كل من في الأرض يريد بها شرا، وان عليها دائما وابدأ أن تنعزل في بيتها وتعيش في حماية فحلها، ولو كان الأمر بيدها لأوصت بان تشيد مقبرة خاصة بالنساء !! لتدفن فيها !! فلا تجاور قبر رجل!! فذاك اقرب للعفة والفضيلة والتقوى!!
شريفة الكويتية ستربي أبنائها بناء على ثقافتها وخبراتها في الحياة، علاوة على النمط الاجتماعي الذي تنتمي إليه، أما شريفة السعودية فستربي أبنائها وخاصة بناتها على ما يريده زوجها ويفرضه محيطها الاجتماعي من دون ادني اعتبار لقناعاتها وخبراتها، لتغرس في بناتها قيم وأعراف وتقاليد هي في أعماقها غير مقتنعة بها، لتكون في النهاية جيلا مشوها، أولياء أمره أنشئوه على قيم هم غير مقتنعين بها من الأساس!!
لا شك عندي إن شريفة السعودية تتمنى أن يكون نهاية المسلسل هو في استعادة شريفة الكويتية لحريتها وحقوقها ومكتسباتها كإنسانة ومواطنة وامرأة…
شريفة السعودية تنتظر على أحر من الجمر أن تكون خاتمة المسلسل انتصار الخير والحق والحرية، المثمتلة في شريفة وبناتها، وسوف تصاب شريفة السعودية بصدمة مهولة إذا ما كانت نهاية المسلسل هو في أن تهزم شريفة الكويتية في معركة الحرية والاستقلال وان تعود إلى سيطرة عقاب مرة أخرى، ليصبح مصيرها ما هي عليه شريفة السعودية!!
إن شريفة السعودية تريد أن تحقق حلمها في الحرية ولو من خلال عقدها الأمل على عمل فني، لذلك فإنها تعقد الآمال الواسعة على شريفة الكويتية في معركة الحقوق والحريات، وتتابع الأحداث بشغف، وتتطلع إلى النصر المؤزر الذي سيضع حدا لطغيان عقاب وحصول شريفة على كل ما تتمناه لنفسها ولبناتها بكل أريحية وإباء.
شريفة السعودية اطمئني، فشريفة الكويتية لن تهزم، وسوف تنتزع حقوقها وتحقق أمنياتها ولكن ماذا عنك؟ متى سوف تثورين ضد عقاب أنت أيضا؟
متى ستنتزعين حقوقك وتغنمين حريتك؟
متى ستحظين بالعيش إلى جانب عقاب كإنسانة وزوجة وابنة حرة وكريمة؟
بيد انه حتى ذلك اليوم ستظل شريفة السعودية تتابع شريفة الكويتية بعين تدمع في اللاوعي على الحرمان الذي تعيشه .. وقلب حزين في اللاشعور على القهر الذي تحياه… ورغبة مدفونة في عقلها الباطن تناديها للمضي في طريق الحرية والعنفوان والكرامة.
raedqassem@hotmail.com
• كاتب من السعودية
شريفة السعودية وشريفة الكويتية !!
من انت عشان حكمت على بنات السعوديه
اذا انت متوقع ان بنات السعوديه متخلفات فأنت لاتعرف التاريخ الماضي والحاضر
العلم وصلو له شريفه السعوديه ولا شريفه ديرتك
الحين بنات اشرف وابيض من بياض اللبن تجي انت تبيهم تزني او تطلع على اهلها اذا اهلها ما خافو عليها من يخاف عليها انت والا حقوق الانسان
ماني ملتزم ولا ليبرالي
انا من الارض هذي