قال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم الاربعاء ان الوزراء يرون في الخطاب الذي وجهه الرئيس الامريكي باراك أوباما الى العالم الاسلامي “نافذة أمل” للسلام.
وقال موسى في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع الان هناك نافذة أمل لم تكن موجودة في السنوات الثماني الماضية (من حكم الرئيس السابق جورج بوش).”
وفي بيان صدر قبل عقد المؤتمر الصحفي قال وزراء الخارجية ان خطاب الرئيس الامريكي تضمن “عناصر ايجابية لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع العالمين العربي والاسلامي.”
أكد الوزراء “استعداد الجانب العربي للتعامل بايجابية مع طرح الرئيس أوباما لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي واتخاذ ما يلزم من خطوات لدعم التحرك الامريكي في هذا الاتجاه على أساس تحقيق السلام الشامل وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.”
وأضافوا أنهم يتطلعون “الى الاعلان عن الخطة الامريكية للسلام على كافة المسارات ضمن أطر زمنية محددة واليات مناسبة للاشراف على عملية تنفيذ ومراقبة مدى تقيد الاطراف المعنية بالتزاماتها ازاء جهود تحقيق السلام في المنطقة.”
وقال موسى انه يتوقع الاعلان عن مثل هذه الخطة الامريكية خلال الاسابيع المقبلة.
ولم يتضمن بيان وزراء الخارجية المكون من احدى عشرة نقطة سوى اشارة غير مباشرة الى خطاب ألقاه بعد خطاب أوباما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وقال فيه انه يوافق موافقة مشروطة على دولة فلسطينية منزوعة السلاح كما طالب الفلسطينيين بالتخلي عن حق عودة اللاجئين وأصر على استمرار الاستيطان.
وقجاء في البيان “ان استئناف المفاوضات يتطلب الالتزام الاسرائيلي بالوقف الكامل للانشطة الاستيطانية بأشكالها كافة في كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية.”
وقال موسى “الاهمية أعطيناها للطرح الجدي المتوازن الذي قام به الرئيس أوباما وهذه هي المسيرة التي سنسير فيها.”
وأضاف “بالنسبة لخطاب رئيس وزراء اسرائيل… تم التعرض اليه في النقاش ولا نرى أن الامر يحتاج الى رد لان كل ما طرحه يدخل في اطار تحدي الشرعية الدولية وتحدي التوافق العام بالنسبة لاسس التسوية.”
وتابع “نصر على مواقفنا ونعتبر أن كل ما ذكر على لسان نتنياهو غير مقبول. مشيرا الى انه في رأي الكثيرين (أن) هذا خطاب موجه الى الادارة الامريكية. لا يمكن أن يوجه الينا أبدا أن نفكر في… أن تكون هناك دولة بالشكل المتهريء المطروح.”
وشدد موسى على استبعاد التفاوض مع اسرائيل في وجود التوسع في الاستيطان. وقال “التفاوض مع استمرار الاستيطان عبارة عن تسليم لاسرائيل بأمور لا نستطيع التسليم بها.”
وأضاف “الاستيطان يدمر السلام. الاستيطان يمنع التفاوض… اذا لم يوقف الاستيطان تكون هناك كارثة كبيرة على (عملية) السلام.”
وشارك في الاجتماع عشرة وزراء خارجية فيما اعتبر تمثيلا ضعيفا نادرا. ومثل الوزراء الغائبين وزراء دولة ومندوبون دائمون لدولهم في مقر الجامعة العربية وسفراء لبلادهم في القاهرة ومدير ادارة في الجامعة العربية.
لكن موسى قال ان السعودية وسوريا تلعبان دورا نشطا في عملية السلام وان عذرين حالا دون حضور وزيري خارجية الدولتين الامير سعود الفيصل ووليد المعلم.
وجدد موسى الانتقاد العربي لطرح نتنياهو الداعي لاعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة يهودية.
وقال “موضوع دولة يهودية أو دولة لليهود (كانت) أول اشارة له في قرار التقسيم (الصادر من الجمعية العامة للامم المتحدة)… القرار حدد جغرافية دولة اليهود. (لهم) 50 في المئة (من فلسطين التاريخية) اذا كانوا يريدون (الدولة اليهودية).”
وأضاف قيام دولة يهودية يعني “خلق حالة فورية من التفرقة ضد العرب (أي) ضد المواطنين غير اليهود… وعددهم مليون ونصف مليون.”
وتابع أن قيام دولة يهودية يثير “علامات استفهام لا تستطيع اسرائيل أن تجيب عنها.”