كتب بنيتّو موسوليني هذا النص في العام 1932، وهو بعنوان “ما هي الفاشية؟”.
هل يصلح نص بنيتو موسوليني لفهم بعض ظواهر الحياة السياسية اللبنانية الراهنة، وبعض الشعارات الرائجة: من تقديس “الحرب” و”الشهادة” و”العسكرة” إلى شعار “يا أشرف الناس”، و”الدولة القوية”، و”الجمهورية الثالثة”، و”مجتمع المقاومة”، و”ولاية الفقيه” أو ولاية”الأمين العام” أو ولاية “الزعيم العوني”..؟ وهل تعبّر “ورقة التفاهم” الإلهي-العوني عن إنسجام “فاشي” يتجاوز الإنتهازية السياسية؟
بكلام آخر، هل يصلح نص “ما هي الفاشية؟”، بعد 80 عاماً، لتصوّر الدولة التي يطمح “سماحة السيّد” وتابعه “الجنرال” لبنائها بعد إنتخابات 7 حزيران؟
أحمد شاه مسعود تحدث قبل 3 أسابيع من إغتياله (في 7 سبتمبر 2001) عن “الفاشية السوداء” (أي عن فاشية الملات). والطالب في جامعة طهران الذي أرفقنا صورته بهذا النصّ يحمل يافطة تقول “رئيس جمهورية فاشستي” لمناسبة زيارة أحمدي نجاد للجامعة.
نحن نتوقّع أن يردّ البعض بأن إيطاليا ثلاثينات القرن العشرين كانت مجتمعاً صناعياً متقدّماً.. إلى آخره. لكن الفاشية نفسها “إنتهازية” في بنائها الفكري وليست نظاماً شاملاً كاملاً على غرار الماركسية الستالينية مثلاً. أي أنها تستعير مفاهيمها من هنا وهناك وتطوّرها حسب الظروف. ولذلك، فهي قابلة لـ”الإستعارة”.
في أي حال، نعتقد ان الموضوع يستحق النقاش.
“الشفاف”
*
بقدر ما تتأمل في مستقبل البشرية وتطوّرها، بمعزل عن الإعتبارات السياسية الآنية، فالفاشية لا تؤمن لا بإمكانية السلام الدائم ولا بمنفعته. ولذا فإنها ترفض عقيدة السلم ونبذ العنف- هذه العقيدة التي تولد من التخلّي عن الكفاح والتي تمثّل فعل جُبن بإزاء (واجب) التضحية. فوحدها الحرب تستدعي كل الطاقة الإنسانية وترفعها إلى درجة توتّرها العليا وتدمغ بالشرف الشعوب التي تملك الشجاعة للترحيب بها. وكل التجارب الأخرى هي بدائل قاصرة لا تضع الرجال في الموقع الذي يوجب عليهم أن يتخذوا القرار الكبير: قرار الإختيار بين الحياة والموت..
الفاشي يقبل الحياة وبحبّها، ويتجاهل الإنتحار ويحتقره: بالأحرى، فإنه يتصوّر الحياة واجباً ونضالاً وفتحاً، ولكن من أجل الآخرين بالدرجة الأولى: من أجل الأقربين و الأبعدين، أي من أجل المعاصرين ومن أجل الأجيال اللاحقة.
…. الفاشية هي النقيض الكامل.. للماركسية، والإشتراكية، والتصوّر المادي الذي يسعى لتصوير تاريخ الحضارة البشرية بصراع المصالح بين جماعات إجتماعية مختلفة وبتغيّر وتطوّر وسائل وأدوات الإنتاج. الفاشية، الآن ودائماً، تؤمن بالقداسة وبالبطولة؛ أي أنها تؤمن بالأعمال التي لا تملك حافزاً إقتصادياً، مباشر أو غير مباشر. وإذا كانت الفاشية تنكر التصوّر الإقتصادي للتاريخ، تلك النظرية التي تعتبر الناس مجرّد دمى تتقاذفها أمواج الصُدَف.. فإنه ينجم عن ذلك إنكار وجود حرب الطبقات الدائمة التي تمثّل النتاج الطبيعي للتصوّر الإقتصادي للتاريخ. والأهم من ذلك كله، فالفاشية تنفي أن تكون حرب الطبقات هي القوة الأساسية لتغيير المجتمع.
وبعد الإشتراكية، فإن الفاشية تحارب كل نظام الإيديولوجية الديمقراطية، وترفضها، سواء في مقدّماتها النظرية أو في تطبيقها العملي. فالفاشية ترفض فكرة أن الأكثرية، لمجرّد أنها أكثرية، قادرة على توجيه المجتمع البشري؛ وهي ترفض فكرة أن الأعداد يمكن أن تحكم بالإعتماد على أسلوب الإستشارات الدورية، وتؤكّد على اللامساواة الأزلية والمفيدة والمثمرة للجنس البشري، هذه اللامساواة التي لا يمكن أزالتها بصورة دائمة بواسطة وسائل ميكانيكية من نوع حق الإنتخاب الشامل للجميع.
إن الفاشية تنكر، في الديمقراطية، مغالطة المساواة السياسية المزعومة التي ترتدي زي اللامسؤولية الجماعية، وتنكر فيها أسطورة “السعادة” وفكرة التقدم بلا حدود…
وحتى لو قبلنا بأن القرن التاسع عشر كان قرن الإشتراكية، والليبرالية، والديمقراطية، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن القرن العشرين سيكون قرن الإشتراكية، والليبرالية، والديمقراطية: فالعقائد السياسية عابرة في حين أن البشرية باقية أبداً. بالأحرى، نحن نتوقع أن يكون القرن العشرين قرن السلطة.. قرن الفاشية. فإذا كان القرن التاسع عشر هو قرن الفردية، فإنه يمكن توقّع أن القرن الحالي سيكون قرن الجماعية، وبالتالي قرن الدولة….
إن الأساس الذي تقوم عليه الفاشية هو تصوّرها للدولة، وطبيعة الدولة، وواجبها، وهدفها. فالفاشية تعتبر الدولة أمراً مطلقاً، يصبح كل الأفراد والجماعات نسبيين بالمقارنة معه، ولا يصح النظر إليهم إلا من زاوية علاقتهم بالدولة. إن فكرة “الدولة الليبرالية” لا تعتبر الدولة قوة موجِّهة، تقود التطوّر المادي والروحي للجسم الإجتماعي، وإنما تنظر إليها كمجرّد قوة ينحصر دورها في تسجيل النتائج: بالمقابل، فإن الدولة الفاشية تملك وعياً وإرادة وشخصية خاصة بها- أي أنها يمكن أن تُعتَبَر دولة “إخلاقية”..
…. الدولة الفاشية تنظّم الأمة، ولكنها تترك هامشاً كافياً من الحرية للفرد؛ فالفرد يُحرَم من كل حرية غير مفيدة بل وضارة أحياناً، ولكنه يحتفظ بما هو أساسي. والدولة وحدها هي التي تملك الكلمة الفصل في هذا المسألة، وليس الفرد نفسه…
وتعتبر الفاشية أن نمو الإمبراطورية، أي توسّع الأمة، هو التعبير الأساسي عن الحيوية، وأن عدم نمو الإمبراطورية هو دليل إنحطاط وتدهور. إن الشعوب الناهضة، أو الشعوب الناهضة بعد فترة إنحطاط تكون دائماً شعوباً إستعمارية؛ والتخلّي عن فكرة الإمبراطورية هو دليل إنحطاط وموت. إن الفاشية هي العقيدة الأمثل للتعبير عن نزعات وتطلعات شعب مثل الشعب الإيطالي الخارج من قرون من الذل والإستعباد الأجنبي. ولكن بناء إمبراطورية يتطلّب نظاماً صارماً، وتنسيق جميع القوى، وشعوراً حاداً بالواجب وبالتضحية؛ وذلك ما يفسّر جوانب عديدة في نظامنا، وطبيعة عدد من القوى التي تحتويها دولتنا، وضرورة إتخاذ إجراءات صارمة ضد أولئك الذين يقفون ضد هذه الحركة العفوية لإيطاليا في القرن العشرين، والذين سيعارضونها إستناداً إلى الإيديولوجية الفاسدة للقرن التاسع عشر.. فلم يسبق أن كانت الأمة في أي وقت سبق مثلها الآن في حاجتها الماسة إلى السلطة والتوجيه والنظام. وإذا كان لكل عصر عقيدته المميّزة، فهنالك علامات بالألوف على أن الفاشية هي العقيدة المميزة لعصرنا. وإذا كان واجباً أن تكون العقيدة شيئاً حيّاً، فإن ذلك حاصل لأن الفاشية خلقت إيماناً حيّاً؛ ولأن هذا الإيمان قوي جداً في أذهان الناس بدليل أعداد الناس الذين تألّموا وماتوا في سبيله.
“ما هي الفاشية؟” بقلم بنيتّو موسوليني
شو بالك فاضي و الركعات الخمسة .
“ما هي الفاشية؟” بقلم بنيتّو موسوليني
شو بالك فاضي و…شفاف
“ما هي الفاشية؟” بقلم بنيتّو موسولينيأسطورة “السعادة” تكمن مفهوم ” السعادة المطلقة” في اسس التنظير المقدسات بجميع انواعها , بل هي مركز ومحور أي نشاط يريد الانفراد بالقرار باسم المقدس , قوميا او دينيا . سعادة البشرية على الكرة الارضية هو احد اهم شعار الديانات السماوية الثلاث. اما اسطورة سعادة شعب واحد , دولة , نظام هو من الشعارات المحببة للانظمة ( الفاشية , النازية, الدكتاتورية, الشيوعية , اليسارية , الاسلامية الوهابية , الخيمينية ………) . ويتم تطبيق هدة النظرية من خلال القوة العسكرية او عبر الانتخابات اولا, من اجل السيطرة على جهاو الدولة كاملا كهدف ثانيا لا هدف آخر… قراءة المزيد ..
“ما هي الفاشية؟” بقلم بنيتّو موسوليني
لا ادري لماذا يذكرني هذا المقال بالاتهامات الموجهة الى المثقفين العرب من نوع “اضعاف الشعور القومي”
لقد ماتت الفاشية في موطنها ولكنها خلًفت في عالمنا العربي فراخاً سمينة…
ان هناك من الفاشية ما قتل…