(الصورة: شعار “الجنرال الأصلي” يزعج الجنرال الآخر الذي أعلن قبل يومين أن عنده “شهوة السلطة”)
*
هل يتّخذ الرئيس سليمان القرار الحكيم بالإيحاء للائحة جبيل “المستقلة” بالإنسحاب من معركة الإنتخابات التي باتت على الأبواب؟ السؤال بات مطروحاً بإلحاح في ضوء رفض الدكتور فارس سعيد إقتراحات “تبادل أًصوات” ضمنية، ولأن الرئيس سليمان سيخرج “خاسراً” من المعركة، بصورتها الحالية، أيا كانت النتائج.
فإذا فازت لائحة المستقلين بالكامل، فسوف يُتّهم الرئيس يتسخير نفوذه وموقع الرئاسة لتأمين نجاح فوز اللائحة التي حسبت نفسها عليه. وقد ردّد الجنرال عون هذا الإتهام مسبقاً يوم أمس. وهو، ان خسر مقعدا مسيحيا من ثلاثة مقاعد، فسوف يتم تناول سمعته وصدقيته ايضا، وسيُقال انه لا يمثل سوى بعض المسيحيين، خصوصا ان النائب الشيعي الثاني سوف يكون فائزا عن الشيعة اكثر مما هو عن الكتلة المستقلة. اما في حال فاز نائب واحد من اللائحة المستقلة، فسوف يتم ايضا تناول الرئيس وتمثيله الذي لن يتجاوز 30 في المئة من اصوات الناخبين في مسقط رأسه.
وفي جميع الأحوال، فلم يعد طبيعياً أن يُترك منسّق الأمانة العامة لـ14 آذار بمفرده، بحجّة مسايرة رئيس الجمهورية. وبات مطلوباً أن تعلن قيادات 14 آذار وقوفها بقوة إلى جانب فارس سعيد، لأن خسارة هذه المعركة ستُحسَب ضد 14 آذار في جميع الأحوال.
فقد ظلّت لائحة قوى 14 آذار في دائرة جبيل يتيمة وعرجاء حتى الساعة. وهي تضم منسق الامانة العامة لقوى النائب السابق فارس سعيد، والنائب السابق محمود عواد، وينقصها المرشح المسيحي الثاني بعد ان اعلن رئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل انسحابه من السباق الانتخابي في جبيل في ضوء فشل الاتفاق بين المستقلين وقوى 14 آذار على تشكيل لائحة مواجهة لتيار العماد عون.
ميدانيا يعرب الدكتور سعيد عن ارتياحه للوعي الجبيلي لاهمية المعركة الانتخابية وعن ارتياحه لسير معركته الانتخابية حيث نجح في نقلها الى مسارها الطبيعي، أي من معركة زواريب وإصلاح طرقات وتوظيفات في جبيل وكازينو لبنان الى معركة سياسية بامتياز بين مشروع الدولة والدويلة.
ميدانيا ايضا يبدو توازن القوى اقرب الى توازن الرعب بين القوى الثلاث: 14 آذار، و8 آذار، واللائحة المستقلة، بحيث يصعب التكهن بمسار التصويت في السابع من حزيران. أي ان التصويت في دائرة جبيل مفتوح على جميع الاحتمالات.
وإزاء ذلك يرى المراقبون ان على الرئيس سليمان ان يتحرك قبل فوات الاوان، وان يبادر، حرصا على سمعته وصدقيته، الى سحب ترشيح اللائحة المستقلة، وان يتم صياغة تحالف جديد بين قوى 14 آذار والمستقلين في مواجهة لائحة عون وحزب الله. والصيغة المثلى في هذا الحالة ستجمع النائبين السابقين المرشحين فارس سعيد ومحمود عواد إلى رئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل.
ويشير المراقبون الى ان هذه اللائحة سوف تخرج الرئيس من السباق الانتخابي الذي وضعه فيه العماد عون، لغاية في نفس يعقوب، وسوف تعطي كل من سعيد وباسيل مرونة اكبر في التحرك ميدانيا وسياسيا لمواجهة لائحة عون وإسقاطها.
ويختم هؤلاء في انه بما ان الرئيس قرر عدم التدخل في الشأن الانتخابي فإنه من باب الحرص على الرئيس وموقع الرئاسة، ان يكون انسحاب الرئيس من الشأن الانتخابي شاملا جميع الدوائر الانتخابية، وان يكون مستشاره المرشح النائب السابق ناظم الخوري خارج دائرة التنافس هذه.
وفي انتظار ان تتبلور ملامح المعركة الانتخابية في دائرة جبيل يستمر توازن القوى في الاقتراب من معدلات متساوية بين الافرقاء الثلاثة