لهذا البيان “نكهة” خاصة:
لأن بعض من يمثّلهم كانوا أبناء “المقاومة” قبل سنوات مما بات يسمّى “المقاومة”.. حالياً.
ولمن لا يعرف (ولمن لا يذكر!) من قرّاء “الشفّاف”: فالمقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان كانت خلال السبعينات وقسم من الثمانينات مقاومة “وطنية” رفضت الغرق في أوحال الحرب الأهلية في بيروت، ومقاومة شعبية ديمقراطية، ومقاومة يلتقي فيها “اليمين” و”اليسار”، والإسلامي والماوي والماركسي، واللبناني والفلسطيني والعربي والأوروبي. والأهم، أنها كانت مقاومة لا يسأل فيها “المقاوِم” رفيقه “المقاوِم” إذا كان مسيحياً، أو شيعياً، أو سنّياً. المقاومة كانت فعلاً “فردياً”، وفعلاً “طوعياً”، قبل أن تتحوّل إلى “حزب حديدي” يفرض إرهابه على جمهوره قبل أن يفرضه على بقية الوطن. “تلك” المقاومة كانت تتصوّر نفسها (أو تتوهّم نفسها..) جزءاً من “نهضة عربية”. وسيفاجأ كثيرون لو علموا أن بعض أبرز الشخصيات العربية حالياً كانوا “أفراداً” في “تلك” المقاومة!
ينتهي هذا النداء بـ”نداء”:
“يا شيعة موسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين وراغب حرب وعباس الموسوي.. يا شيعة أهل البيت، أهل الكرامة والحق والعدل.. انتم على موعد مع تاريخكم الحقيقي، مع حريتكم وكرامتكم في 14 شباط
“الشفّاف”
*
نداء باسم المجلس الاسلامي للحوار والعدالة والديمقراطية
في يوم 14 شباط نحن مدعوون لاستذكار كل الشهداء وكل التضحيات، وذلك بالمشاركة بقوة في التعبير عن وحدة المسلمين وعن وحدة كل اللبنانيين، في وجه الظلم والطغيان، وضد الجريمة والبهتان، ومن أجل الحقيقة والعدالة…
إن المطلوب اليوم، في الذكرى الاليمة لجريمة 14 شباط، تجديد التزامنا المسلمين اللبنانيين والتزام وحدتهم وكرامتهم. وهذا يعني توحيد الرؤية والتوجه، ضمن الالتزام الأعمق بالشعب اللبناني وبالكيان الوطني النهائي، وبالديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة والكرامة لجميع اللبنانيين والعمل على تحقيق الانخراط القوي والواعي والمسوؤل في عملية بناء الوطن الحر السيد المستقل، العربي الهوية والانتماء، والدولة العادلة المتوازنة الجامعة المانعة التي لا شريك لها في السيادة وفي رعاية أمن لبنان واللبنانيين… إن واجبنا اليوم هو المساهمة من موقعنا الاسلامي الشيعي في صياغة رؤية إسلامية لبنانية معاصرة تنطلق من المشروع الوطني الجامع لتأصيله في الدين والتراث، وترتكز إلى قيم وأصول الدين الحنيف لتوطينها في الحياة العامة وفي الممارسة السياسية، وبناء العيش المشترك على أساس الاعتراف بالآخر والاحترام المتبادل والعدالة والكرامة والمساواة للجميع وبين الجميع..
ان المقاومة هي مقاومة الشعب اللبناني، كل الشعب اللبناني، لا فئة واحدة منه، وكل المناطق اللبنانية، لا منطقة واحدة منها، وهي مقاومة الدولة والمجتمع والجيش والأهالي والأحزاب.. وكل ذلك تحت سقف، وفي ظل، المشروع الوطني الذي هو الحصن والحضن والمرجع والمآل… إن المقاومة ليست غاية بحد ذاتها، وليست مشروعاً خاصاً بحد ذاته، ناهيك عن أن تكون حزباً أو فئة خاصة خارج مشروع الدولة والمجتمع في لبنان..ان المقاومة أداة ضغط سياسية لها غاية تحرير لا غير، ووظيفتها أن تخدم هدف التحرير الذي يقوم به المجتمع بجميع مؤسّساته السياسيّة والأهليّة.. إنّ هذه الرؤية هي الرؤية الوطنيّة الحقيقيّة للمقاومة..
إن المسلمين الشيعة مدعوون اليوم إلى تصليب الرؤية الوطنية التي روتها دماء موسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين وراغب حرب وعباس الموسوي وكل شهداء المقاومة الوطنية والاسلامية، كما روتها دماء حسن خالد وصبحي الصالح ومحمد عساف ومحمد شقير ورياض طه وسليم اللوزي وناطم القادري.. والى الوفاء لدماء الرئيس الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وانطوان غانم وبيار الجمبل ووسام عيد وفرنسوا الحاج وكل رفاقهم شهداء الغدر والخيانة الجبانة. ان المطلوب اليوم هو ترسيخ الوحدة الوطنية التي تجسدت في 14 آذار وذلك على قاعدتي الحقيقة والعدالة..إن الحقيقة تحرر وان العدالة تبني وتؤسس لمجتمع مدني حقيقي ولجمهورية ديمقراطية برلمانية حقيقية….
يا شيعة موسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين وراغب حرب وعباس الموسوي.. يا شيعة أهل البيت، أهل الكرامة والحق والعدل.. انتم على موعد مع تاريخكم الحقيقي، مع حريتكم وكرامتكم في 14 شباط، فلا تتركوا الساحات ولا تخونوا الامانة، ولا تهنوا ولا تحزنوا، فإن الله مع الصابرين من أهل الحقيقة والعدالة..
بيروت في 5 شباط 2009
الدكتور سعود المولى
رئيس المجلس الاسلامي للحوار والعدالة والديمقراطية