فصل من كتاب “هرطقات 2”
أ – الحرب على الجبهة السنية
بلسان أهل السنة يقول البخاري في خلق أفعال العباد: “ما أبالي صليت خلف الجهمي أو الرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى، لا يسلم عليهم ولا يُعادون [= لا يزارون في المرض] ولا يناكحون ولا يُشهدون [= تتلى الشهادة على أمواتهم] ولا تؤكل ذبائحهم”.
وبدوره يقول أحمد بن حنبل في كتاب السنة: “ليست الرافضة من الإسلام في شيء”. وروي على لسان علي بن عبد الصمد أنه قال: “سألت أحمد بن حنبل عن جارٍ لنا رافضي يسلِّم عليّ أردُّ عليه، قال: لا”.
وبديهي أننا لا ننكر وجود أدبيات معادية للشيعة قبل عصر البخاري وابن حنبل، ولكنها لم تكن أخذت بعد طابعاً معمماً، كما أن الكثير منها موضوع لاحقاً كما سنتبين عما قليل. ومن هذه الأدبيات ما رُوي على لسان طلحة بن مصرّف المتوفى سنة 122هـ: “الرافضة لا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم لأنهم أهل ردّة”. ومما روي على لسان عبد الرحمن بن مهدي المتوفى سنة 198هـ: “ما فتشت رافضياً إلا وجدته زنديقاً”. وما قيل أيضاً على لسان عبد الرزاق الصنهاجي بمنتهى الاختصار: “الرافضي كافر”.
إلا أنه ابتداء من القرن الثالث الهجري مع ظهور الحنبلية، ثم انتصارها عقب الانقلاب المتوكلي، ستتصاعد لهجة الحرب السنية على الشيعة وسيتكرس في الاستعمال تعبير الرافضة.
فالإمام عبد الله بن إدريس الأودي سيقول: “ليس للرافضي شفعة، لأنه لا شفعة إلا لمسلم”.
وسيقول الإمام الفريابي: “ما أرى الرافضة والجهمية إلا زنادقة”.
وسيحكم أحمد بن يونس بارتدادهم ونجاسة ذبيحتهم: “لو أن يهودياً ذبح شاة وذبح رافضي، لأكلت ذبيحة اليهودي ولم آكل ذبيحة الرافضي، لأنه مرتد عن الإسلام”.
وذلك أيضاً ما سيقوله أبو بكر بن هانئ: “لا تؤكل ذبيحة الروافض والقدرية كما لا تؤكل ذبيحة المرتد، لأن هؤلاء يقومون مقام المرتد”.
وسيقول أبو زرعة الرازي: “إن الجهمية كفار، وإن الرافضة رفضوا الإسلام”.
وعلى لسانه أيضاً سيضع عبد الرحمن بن حاتم القول: “سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين… فقالوا أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً فكان مذهبهم أن الرافضة رفضوا الإسلام”.
وستتصاعد اللهجة مع الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام: “عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام، فما رأيت أوسخ وسخاً، ولا أقذر قذراً، ولا أضعف حجة من الرافضة”.
وكذلك سيقول الإمام الآجري: “الرافضة أسوأ الناس حالة، وإنهم كذبة فجرة… وقد برأ الله علياً وذريته الطيبة من مذاهب الرافضة الأنجاس الأرجاس”.
وسيحكم الإمام البربهاري: “اعلم أن الأهواء كلها رديئة، وأردأها وأكفرها الرافضة والمعتزلة”.
وبدوره سيحكم الإمام الاسفرايبني في التبصير في الدين بخروج عموم الشيعة من الإسلام بقوله: “إن جميع فرق الإمامية… ليسوا على شيء من الدين، ولا مزيد على هذا النوع من الكفر”.
أما الإمام الحنبلي ابن بطة العكبري فسيقول في كتابه الإبانة الكبرى: “وأما الرافضة، فأشدّ الناس اختلافاً وتبايناً وتطاعناً، فكل واحد منهم يختار مذهباً لنفسه ويطعن من خالفه عليه ويكفر من لم يتبعه… ولولا ما نؤثره من صيانة العلم الذي أعلى الله شأنه ونزَّهه أن يخلط به نجاسات أهل الزيغ وقبيح أفعالهم ومذاهبهم التي تقشعر الجلود من ذكرها وتجزع النفوس عن استماعها، وينزه العقلاء ألفاظهم وأسماعهم من لفظها، لذكرت من ذلك ما فيه عبرة للمعتبرين”.
وسيصوغ الإمام القحطاني هجاءه لهم شعراً:
إن الروافض شر مَنْ وطئ الحصى
من كل إنسان ناطق أو جان
وفي الفرْق بين الفِرق سيقول الإمام البغدادي: “وأما الإمامية فإنا نكفّرهم ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم”. وسيضيف في الملل والنحل: “ما رأينا وسمعنا بنوع من الكفر إلا وجدنا شعبة منه في مذهب الرافضة”.
وسيفتي ابن حزم بأن “الروافض ليسوا من المسلمين، وليس قولهم حجة على الدين… وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر”. وسيتكلم في الفِصَل في الملل والنحل عن “حمق الرافضة” و”جنون الرافضة” و”شدة ظلمة جهلهم وقلة حيائهم” مؤكداً أن ذلك كله هو “ما رماهم في الدمار والبوار والعار والنار… وما نعلم أهل قرية أشد سعياً في إفساد الإسلام وكيده من الرافضة”.
ولن تكون اللغة التي سيستخدمها القادر بالله –الخليفة العباسي المنسوب إليه البيان الاعتقادي المشهور المكفِّر للمعتزلة- في توصيف “الرافضة” أقل قسوة وعدوانية من لغة ابن حزم المعاصر له. ففي كتاب رسمي وجهه إلى صاحب الجيش بمناسبة فتنة وقعت في مسجد براثا سنة 420هـ سيصفهم بأنهم “كفرة فجرة” و”زنادقة مرتدة عن سنن الإسلام”، وسيصف مسجدهم بأنه “يجمع الكفرة والزنادقة ومن قد تبرأ الله منهم، فصار أشبه شيء بمسجد الضرار” ومعقل “الغلو المبتدع الذي تقشعر منه الجلود وتنخلع قلوب المسلمين ويرون الجهاد فيه كجهاد الثغر”.
وفي عهد ابنه وخليفته القائم بأمر الله سيجمع السلطان ألب رسلان علماء بغداد ويعيد تلاوة بيان الاعتقاد القادري ليشمل بأحكامه لا المعتزلة وحدهم، بل كذلك الشيعة مفتتحاً الجلسة بالقول: “على الرافضة لعنة الله، وكلهم كفار، ومن لا يكفرهم فهو كافر”.
وابن الجوزي، الذي روى هذه الواقعة في المنتظم، هو أيضاً من يستشهد أيضاً في تلبيس إبليس بقول لابن عقيل الحنبلي: “إن من وضع مذهب الرافضة قصد الطعن في أصل الدين والنبوة”؛ وهو أيضاً من يدرج “الرافضة” في عداد من “لبّس عليهم إبليس”، ويختم بالحكم عليهم: “ومقابح الرافضة أكثر من أن تحصى”.
وباستقراء هذه الشواهد ومئات غيرها من أمثالها –كما سيأتي في البيان- لنا أن نلاحظ أن هذه الحرب القولية هي، بعامل التراكم الزمني، حرب تصاعدية.
بل نستطيع الذهاب إلى أبعد من ذلك لنقول إنها حرب ذات مفعول رجعي. وعلى هذا النحو نسبت إلى بعض أعلام الإسلام من العصر الأول أقوال في هجاء الرافضة، وهذا قبل أن يرى هذا التعبير النور. وممن وضعت على ألسنتهم أمثال هذه الهجائيات عامر الشعبي، فقيه الحجاز ومحدث القرن الأول المشهور الذي كانت وفاته عام 102 هـ، أي قبل أن يكون مفهوم الرافضة قد رأى النور، ناهيك عن أن يكون دخل الحقل التداولي للغة. فقد روى ابن عبد ربه في العقد الفريد أن الشعبي قال مخاطباً مالك بن معاوية: “يا مالك، إني درست الأهواء كلها فلم أر قوماً أحمق من الرافضة، فلو كانوا من الدواب لكانوا حميراً أو كانوا من الطير لكانوا رخماً… يا مالك إني أحذرك الأهواء المضلة، وشرّها الرافضة… لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة من الله، ولكن مقتاً لأهل الإسلام وطعناً عليهم… فالسيف مسلول عليهم إلى يوم القيامة، لا ينبت لهم قدم، ولا تقوم لهم راية، ولا تجتمع لهم كلمة، ودعوتهم مدحوضة، وجمعهم متفرق، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله عز وجل”.
ونُسب إليه ارتجاعياً قوله أيضاً: “فضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين: سئلت اليهود: من خير أهل ملّتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وسئلت النصارى: من خير أهل ملّتكم؟ قالوا: حواريو عيسى، وسئلت الرافضة: من شرّ أهل ملّتكم؟ قالوا: حواريو محمد”.
وفي سياق هذه الحرب الارتجاعية ضد الشيعة نسبت إلى كبار أصحاب المذاهب الفقهية أحكام وأقوال في هجاء الشيعة ما كان يمكن أن تصدر عنهم لا لرصانتهم فحسب، بل كذلك لأنهم كانوا متهمين هم أنفسهم بالميل إلى العلويين -وذلك هو الاسم الذي كان يطلق على أنصار علي وأهل بيته قبل أن يعرفوا باسم الشيعة. وفي مقدمة هؤلاء مالك بن أنس الذي ذكر أبو حاتم الرازي على لسانه أنه: “سئل مالك عن الرافضة؟ فقال: لا تكلمهم ولا تروِ عنهم، فإنهم يكذبون”. ومنهم أيضاً الشافعي الذي نسب إليه أبو حاتم الرازي أيضاً قوله: “لم أرَ أحداً أشهد بالزور من الرافضة”- وهو القول الذي طالما كان يطيب لابن تيمية الاستشهاد به بدون أن يخضعه لأي فحص نقدي. ومنهم أخيراً أبو يوسف القاضي، صاحب أبي حنيفة المتهم بمظاهرة زيد بن علي، فقد قيل إنه قال: “لا أصلّي خلف جهمي أو رافضي”.
ولكن أبشع ما اُختلق ارتجاعياً في هذا المقام ما نُسب إلى الرسول نفسه من حكمٍ على “الرافضة” بالشرك ومن أمرٍ بتقتيلهم. وعلى هذا النحو أسند الطبراني –وهو من كبار محدثي القرن الرابع- في المعجم الكبير إلى الرسول هذا القول الموجَّه إلى علي بن أبي طالب على شكل نبوءة: “يا علي، سيكون في أمتي قوم ينتحلون حبنا، أهلَ البيت، يسمون الرافضة، فاقتلوهم فإنهم مشركون”. كما أورد على لسان ابن عباس نبوءة مماثلة للرسول تقول بالحرف الواحد: “يكون قوم في آخر الزمان يسمون الرافضة، يرفضون الإسلام ويلفظونه، فاقتلوهم فإنهم مشركون”. بيد أن الحرب الكلامية ستعرف تصعيداً جديداً، أشد سمّيّة بما لا يقاس، بعد اجتياح التتار لبغداد وسقوط الخلافة العباسية، وعلى الأخص بعد بدء حروب الاسترداد المناهضة للصليبيين التي جعلت العامل الخارجي يتداخل تداخلاً وثيقاً مع العامل الطائفي وأفضت، في ما أفضت إليه، إلى القضاء على حكم الفاطميين واسئصال شيعتهم ومذهبهم من الجذور. ثم كانت مرحلة أخرى من التصعيد أشد حدّة وخطورة بعد مع انقسام الإسلام انقساماً جذرياً ابتداء من القرن التاسع الهجري إلى إسلام صفوي شيعي وإسلام عثماني سني.
ففي ذلك العصر الذي يطلق عليه، حسب التحقيب التاريخي السائد، اسم عصر الانحطاط، تعدى نقض “الرافضة” نطاق الأحكام والإشارات والشذرات المتناثرة هنا وهناك في متون الكتب ليغدو موضوعاً مستقلاً وقائماً بذاته للتصنيف. ومن هذا القبيل الرسالة التي صنفها أبو حامد المقدسي (ت 888هـ) في الرد على الرافضة والتي قال فيها في ما قاله: “لا يخفى على ذي بصيرة من المسلمين أن عقائد هذه الطائفة الرافضة على اختلاف أصنافها كفر صريح، وعناد على جهل قبيح، لا يتوقف الواقف عليه عن تكفيرهم والحكم عليهم بالمروق من دين الإسلام”.
ومن جملة التآليف التي وصلتنا من عصر الانحطاط والتي بات فيها نقض الشيعة والمذهب الشيعي عنواناً قائماً بذاته:
1 الرد على الرافضة الروافض لأبي القاسم القفطي.
2 الرسالة المعاضّة في الرد على الرافضة ليوسف بن مخزوم الأعور الواسطي.
3 الحجج الباهرة في إفحام الطائفة الكافرة الفاجرة لمحمد الدواني.
4 اليمانيات المسلولة على الرافضة المخذولة لزين العابدين الكوراني.
5 شم العوارض في ذم الروافض لعلي القاري.
6 الحجة الرابضة لفرق الرافضة لابن القليوبي.
7 الصواعق المحرقة في الرد على أهل الرفض والزندقة لابن حجر الهيتمي.
ولكن يبقى الكتاب الأضخم والأشمل والذي قدم –ولا يزال- السلاح الإيديولوجي الأشد أذية وفتكاً في الحرب على الشيعة ومذهبهم هو كتاب ابن تيمية: منهاج السنة النبوية في نقض دعاوى الرافضة والقدرية. ففيه أفتى في الإمامية بأنهم “شر من عامة أهل الأهواء وأحق بالقتال من الخوارج” لأنه إذا “كان الخروج من الدين والإسلام أنواعاً مختلفة فإن خروج الرافضة ومروقهم أعظم بكثير”. وفضلاً عن وجوب قتالهم جماعةً فقد أفتى بوجوب قتل الواحد المقدور عليه من الخوارج والرافضة… لأن الرافضة إن لم يكونوا شراً من الخوارج فليسوا دونهم… وقد اتفق أهل العلم بالأحوال أن أعظم السيوف التي سُلَّت على أهل القبلة ممن ينتسب إليها، وأعظم الفساد الذي جرى على المسلمين إنما هو من الطوائف المنتسبة إليها… إنهم أشد ضرراً على الدين وأهله وأبعد عن شرائح الإسلام من الخوارج، ولهذا كانوا أكذب فرق الأمة… وهم يوالون اليهود والنصارى والمشركين على المسلمين… وليس لهم عقل ولا نقل ولا دين صحيح”.
والواقع أن كتابات ابن تيمية، من حيث هو الصائغ الأول والفعلي للإيديولوجيا الإسلاموية الحديثة، لعبت دوراً خطيراً في التعبئة النيو-وهابية ضد الشيعة. وكتابه منهاج السنة هو بمثابة فتوى استئصالية متعددة الفصول ومحكمة الأحكام، ضد المذهب الشيعي ومعتنقيه. ومن جملة هذه الأحكام على من لا اسم لهم لديه سوى الرافضة أنهم “أساس كل فتنة وشر، وهم قطب رحى الفتن، ليس لهم سعي إلا في هدم الإسلام ونقض عراه… وهم أصل كل بلية وفتنة… وهم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً، يعادون خيار أولياء الله… ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين… ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم… والذي ابتدع مذهب الرافضة كان زنديقاً ملحداً عدواً لدين الإسلام وأهله… والرفض مشتق من الشرك والإلحاد والنفاق… وهو أعظم باب ودهليز إلى الكفر والإلحاد… ومن له أدنى خبرة بدين الإسلام يعلم أن مذهب الرافضة مناقض له… ولما كان أصل مذهبهم مستنداً إلى الجهل كانوا أكثر الطوائف كذباً وجهلاً… والكذب فيهم وفرط الجهل وقلة العقل… لا يوجد مثله في طائفة أخرى”.
ولعلنا لا نغالي إذا قلنا إن ابن تيمية كان مؤسساً لسلفية جديدة في الإسلام تميزت عن سالفتها بمنزع جهادي متجه إلى الداخل لا إلى الخارج، منزع يعتبر أن الثغر الأول الأولى بالقتال من كل ثغر آخر هو الثغر الداخلي –الطابور الخامس باللغة الاستراتيجية الحديثة- المتمثل بفرق الإسلام المخالفة، وفي مقدمتها الشيعة الإمامية.
وعلى خطى ابن تيمية وفي مدرسته سيشن ابن القيم الجوزية في شتى كتبه الهجوم تلو الهجوم على الشيعة، جنباً إلى جنب مع الفرق المخالفة الأخرى مثل الخوارج والمعتزلة في نظره، ولن يتردد في كتابه مفتاح دار السعادة أن ينسب “الرافضة” إلى “خنزيرية القلب” وإلى “الخيانة” التي هي في نظره قدرهم أيضاً بوصفهم طابوراً خامساً. هكذا يقول بالحرف الواحد في مقطع طويل: “الرافضة [مع الخوارج والمعتزلة] قلوبهم ممتلئة نحلاً وغشاً، ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص للأئمة وأشدهم بعداً عن جماعة المسلمين بشهادة الرسول والأمة عليهم وبشهادتهم على أنفسهم بذلك، فإنهم لا يكونون قط إلا أعواناً وظهراً على أهل الإسلام، فأي عدو قام للمسلمين كانوا أعوان ذلك العدو وبطانته… وإن كنت من المتوسمين فاقرأ… نسخة الخنازير من صور أشباههم، ولاسيما أعداء خيار خلق الله بعد الرسل وهم أصحاب رسول الله، فإن هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن، وهي تظهر وتخفى بحسب خنزيرية القلب وخبثه، فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعاً ومن خاصيته أنه يدع الطيبات ولا يأكلها… فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده منطبقاً عليهم، فإنهم عمدوا إلى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم وتبرؤوا منهم، ثم والوا كل عدو لهم من النصارى واليهود والمشركين، فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله بالمشركين والكفار وصرحوا بأنهم خير منهم، فأي شبه ومناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير، فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المؤمنين”.
وربما كانت أقذع وأشرّ فتوى صدرت ضد الشيعة بعد فتوى ابن تيمية هي تلك التي أصدرها في أواسط القرن الحادي عشر الهجري أحد علماء بلاط مراد الرابع العثماني، ويدعى نوح أفندي، في الشيعة من سكان الإمبراطورية العثمانية، ولاسيما أهالي حلب الذين كانوا في كثرة منهم إلى ذلك العهد من الشيعة منذ أيام الحمدانيين. وقد جاءت هذه الفتوى في سياق الحرب الصفوية-العثمانية التي كانت دارت على مدى سبعة أشهر وأوقعت في صفوف شيعة إيران وسنّة تركيا ألوفاً وألوفاً لا تحصى من القتلى. فبحكم هذا التداخل بين العامل الخارجي والانقسام الطائفي الداخلي، وتحت عنوان “من قتل رافضياً واحداً وجبت له الجنة” أصدر ذلك المفتي البلاطي بالتركية فتوى استئصالية حقيقية دفع ثمنها غالياً شيعة حلب. وقد جاء فيها: “من توقف في كفرهم وإلحادهم ووجوب قتالهم وجواز قتلهم فهو كافر مثلهم… فيجب قتل هؤلاء الأشرار الكفار، تابوا أو لم يتوبوا… ولا يجوز تركهم عليه [= على كفرهم] بإعطاء الجزية ولا بأمان مؤقت ولا بأمان مؤبد… ويجوز استرقاق نسائهم لأن استرقاق المرتدة بعد ما لحقت بدار الحرب جائز، وكل موضع خرج من ولاية الإمام الحق فهو يسمى دار الحرب، ويجوز استرقاق ذريتهم تبعاً لأمهاتهم”.
وفي القرن التالي، الثاني عشر الهجري، ستصدر من داخل ما سيُعرف لاحقاً بالديار السعودية فتوى لا تقل أذيّة بالنسبة إلى سكان الداخل، هي تلك التي أصدرها، في سياق التتلمذ الإفقاري على ابن تيمية، مؤسسً الوهابية محمد بن عبد الوهاب. ففي رسالته في الرد على الرافضة قال: “إن الرافضة أكثر الناس تركاً لما أمر الله وإتياناً لما حرّمه، وإن كثيراً منهم ناشئ من نطفة خبيثة، موضوعة في رحم حرام، ولهذا لا ترى منهم إلا الخبث اعتقاداً وعملاً، وقد قيل: كل شيء يرجع إلى أصله… فهؤلاء الإمامية خارجون عن السنة بل عن الملة، واقعون في الزنا، وما أكثر ما فتحوا على أنفسهم أبواب الزنا في القُبل والدُبر، فما أحقهم بأن يكونوا أولاد الزنا… والرافضة أشد ضرراً على الدنيا من اليهود والنصارى… قبحهم الله… ومن عجب أنهم يتجنبون التسمية بأسماء الأصحاب ويتسمون بأسماء الكلاب، فما أبعدهم عن الصواب وأشبههم بأهل الضلال والعقاب… وإنهم جعلوا مخالفة أهل السنة والجماعة أصلاً للنجاة، فصاروا كل ما فعل أهل السنة تركوه، وإن تركوا شيئاً فعلوه، فخرجوا بذلك عن الدين رأساً، فإن الشيطان سوّل لهم وأملى عليهم… فانظر أيها المؤمن إلى سخافة رأي هؤلاء الأغبياء… فالمجادلة مع هؤلاء الحمير تضيِّع الوقت، ولو كان لهم عقل لما تكلموا أي شيء يجعلهم مسخرة للصبيان… ومن قبائحهم تشابههم باليهود… الذين مسخوا قردة وخنازير، وقد نُقل أن وقع ذلك لبعض الرافضة في المدينة المنورة وغيرها، بل قيل إنهم تمسخ صورهم ووجوههم عند الموت… فقد شابهوا اليهود، ومن خالطهم لا ينكر ذلك”.
وبالتواقت مع الوهابية النّجدية صدرت عن ديار إسلامية أخرى فتاوى لا تقع تحت حصر في تكفير “الرافضة” وإخراجهم من ملة الإسلام، أشهرها تلك التي صدرت عن الإمام الشوكاني، فقيه ديار اليمن، الذي حكم على “الرافضة” في كتابه نثر الدر بأنهم “فرقة مخذولة أجمع على تضليلهم علماء الإسلام، وإن أصل دعوة الروافض كيد الدين ومخالفة الإسلام… وإن كل رافض خبيث يصير كافراً بتكفيره لصحابي واحد، فكيف بمن يكفر كل الصحابة؟”. وقد قال أيضاً في كتابه أدب الطلب: “أما تسرّع هذه الطائفة إلى الكذب وإقدامهم عليه فقد بلغ من سلفهم وخلفهم إلى حد الكذب على رسول الله وعلى كتابه وعلى صالحي أمته ووقع منهم في ذلك ما يقشعر له الجلد”. وأضاف: “لا أمانة لرافضي قط على من يخالف مذهبه ويدين بغير الرفض في أن يستحل ماله ودمه عند أدنى فرصة تلوح له لأنه عنده مباح الدم والمال، وكل ما يظهره من المودة فهو تقية يذهب أثره بمجرد إمكان الفرصة”.
ومن الهند يطالعنا شاه عبد العزيز الدهلوي في التحفة الاثني عشرية بأن “من استكشف عقائدهم [= الرافضة] وما انطووا عليه علم أن ليس لهم في الإسلام نصيب، وتحقق كفرهم لديه”. ورغم تعمده أن يعطي كتابه طابع المناقشة الموضوعية، ما كان يملك أن يدفع عن نفسه التحول بين الحين والآخر نحو الهجاء كما عندما ينسب أصل الشيعة إلى “الطينة الخبيثة المجوسية” وإلى المؤامرة اليهودية-المجوسية الساعية، على مدى التاريخ، إلى “زوال نور الإسلام”، منتهياً إلى الاستنتاج بأن “الشيعة لما أضلّهم الشيطان عن طريق الصواب وتركهم تبعاً لهؤلاء الشيوخ المضلِّين، جعلوا دينهم وإيمانهم على رواية هؤلاء الكفرة، أو بدلوا إيمانهم في سبيل متابعة أولئك الأبالسة، ومن يضلل الله فلا هادٍ له”.
ولئن يكن محمد شكري الألوسي، مترجم التحفة، قد كتب هو نفسه أكثر من رد على الشيعة نقضاً لعقائدها، فإن جده الألوسي الكبير [شهاب الدين] لم يتردد في تفسيره المعروف باسم روح المعاني في الحكم بـ”تكفير الرافضة”. وفي كتابه نهج السلامة في مباحث الإمامة قال: “قد ذهب معظم العلماء… إلى كفر الاثني عشرية وحكموا بإباحة دمائهم وفروج نسائهم”.
ورغم المنطق التصالحي لعصر النهضة، الذي حاول أن يفرض نفسه ابتداء من مطلع القرن العشرين في مسعى منه إلى أن يكرر على الصعيد العربي الإسلامي مبدأ التسامح الذي كان أذاعه عصر النهضة الأوروبي، فإن أدبيات النصف الأول من القرن العشرين لا تخلو مع ذلك من هجائيات مقذعة دوماً بحق الشيعة، ولسوف نكتفي بأن نورد منها ثلاثة نماذج.
فمن هذه الأدبيات التي تنتمي إلى عصر النهضة زمناً، لا روحاً، ما خطه قلم موسى جار الله، شيخ الديار الروسية، الذي فرّ من النظام البلشفي واستقر به المقام في مصر. ففي كتابه الوشيعة في نقض عقائد الشيعة، الذي عرف في حينه رواجاً عظيماً -كما استدعى ردوداً من الجانب الشيعي- يقدم خلاصة عن رحلته الاستكشافية إلى موطن الشيعة في العراق وإيران، ويرسم لهم صورة عيانية من خلال حياتهم اليومية تضعهم في خانة الغرباء عن الملة، المخالفين لمعتقداتها الأساسية، كما لو أنهم من سكان كوكب مريخي مغاير. وقد كانت هذه الصورة صادمة حقاً للوعي الإسلامي السائد في مصر وسائر البلدان العربية ذات الغالبية السنية بقدر ما صوّرت شيعة العراق وإيران لا بصورة “المسلمين” الذين لا يقرؤون القرآن ولا يقيمون لنصوصه وأحكامه اعتباراً فحسب، ولا بصورة “المسلمين” الذين يقاطعون المساجد ولا يصلون حتى صلاة الجمعة فحسب، بل أيضاً –وهذا أصدم للوعي وأجرح للمشاعر- بصورة “المسلمين” الذين لا شأن لهم ولا همّ سوى أن ينتهكوا مقدسات الإسلام كما استقرت في وعي أهل السنة. هكذا يقول: “جلتُ في بلاد الشيعة طولاً وعرضاً سبعة أشهر وزيادة، وكنت أمكث في كل عواصمها أياماً أو أسابيع… وكنت أستمع ولا أتكلم بكلمة، وكنت أجول في شوارع العواصم وأحيائها ودروب القرى وأزقتها، لأرى الناس في حركاتهم وسكناتهم على أحوالهم العادية وأعمالهم اليومية. وكنت طول هذه المدة أرى أموراً منكرة لا أعرفها، ثم أستفهمها ولا أجد جوابها، وأنكر شيء رأيته في بلاد الشيعة أني لم أرَ طول هذه المدة في مسجد من مساجدها جماعة صلت صلاة الجمعة يوم الجمعة… ولم أزل أتعجب إلى اليوم: كيف أمكن أن أرى مذهباً أو اجتهاد فرد أو رأي فقيه يرسخ متمكناً في قلوب أمة حتى تجمع على ترك نصوص الكتاب تركاً كأنها تجتنب الحرام؟ لم أر في يوم من أيام الجمعة في مسجد من المساجد أحداً من خلق الله ساعة الجمعة. وكنت أرى المساجد في بلاد الشيعة متروكة مهملة، والأوقات غير مرعية، والجمعة متروكة تماماً… لم أر فيهم لا بين الأولاد، ولا بين الطلبة، ولا بين العلماء من يحفظ القرآن ولا من يقيم تلاوته ولا من يجيد قراءته. وأول شيء سمعته وأكره شيء أنكرته في بلاد الشيعة هو لعن الصديق والفاروق وأمهات المؤمنين، السيدة عائشة والسيدة حفصة، ولعن العصر الأول في كل خطبة وفي كل حفلة ومجلس في البدء والنهاية، وفي دبابيج الكتب والرسائل، وفي أدعية الزيارات كلها؛ حتى في الأسقية ما كان يسقي ساق إلا ويلعن، وما كان يشرب شارب إلا ويلعن، وأول كل حركة وكل عمل هو الصلاة على محمد وآل محمد، ولعن الصديق والفاروق وعثمان الذين غصبوا حق أهل البيت وظلموهم. ولا أنكر على الشيعة في كتابي هذا إلا هذا الأمر المنكر، وهو عندهم أعرف معروف، يتلذذ به الخطيب ويفرح عنده السامع وترتاح إليه الجماعة، ولا ترى في المجلس أثر ارتياح إلا إذا أخذ الخطيب فيه، كأن الجماعة لا تسمع إلا إياه أو لا تفهم غيره”.
ومن هذه الأدبيات الهجائية ثانياً ما كتبه محمد رشيد رضا في المنار عمن كان يصرّ على تسميتهم بـ”الرافضة”: “إنهم كانوا أشد النقم والدواهي التي أصيب بها الإسلام، فهم مبتدعو أكثر البدع الفاسدة التي شوهت نقاءه، وهم الذين صدعوا وحدته، وأضعفوا شوكته، وشوهوا جماله، وجعلوا توحيده وثنية، وأخوّته عداوة وبغضاء”.
ومنها أيضاً وأخيراً ما كتبه محب الدين الخطيب في الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية، فتحدث عن “الخرافات الشيعية”، وعن سخافة عقائد الشيعة التي “لا يليق بأهل العقول تصديقها”. ولم يتردد حتى في الكلام عن “الروح النجسة التي يصدر عنها فجورهم المذهبي”.
ولكن لئن يكن محب الدين الخطيب قد حافظ في الخطوط العريضة على لهجة شبه علمية في عرضه لمذاهب الشيعة وفرقها، فقد انتقل بالمقابل إلى الهجاء المحض في المقدمة التي وضعها لترجمة الألوسي لكتاب مختصر التحفة الاثني عشرية، فقال بالحرف الواحد وهو يتحدث عن بعض أعلام الشيعة من أمثال عبد الله بن سبأ وعبد الله بن يسار وهشام بن الحكم وهشام الجواليقي “الأحول الخبيث شيطان الطاق”: إن الأشرار ممن سمينا، وألوفاً كثيرة من أمثالهم، قد أبغضوا من صميم قلوبهم أصحاب محمد وأحبابه، لأنهم أطفأوا نار المجوسية إلى الأبد وأدخلوا إيران في نطاق الإسلام… وحين أيقن المجوس واليهود [بعد انتصارات جيوش الإسلام وفتوحاتها في عهدي عمر وعثمان] أن الإسلام إذا كان إسلاماً محمدياً صحيحاً لا يمكن أن يحارب وجهاً لوجه في معارك شريفة سافرة… أزمعوا الرأي أن يظاهروا بالإسلام وأن ينخرطوا في سلكه وأن يكونوا الطابور الخامس في قلعته. ومن ذلك الحين رسموا خطته على أن يحتموا بحائط يقاتلون من ورائه الرسالة المحمدية وأهلها الأولين، فتخيروا اسم “علي” ليتخذوه ردءاً لهم. وأول من اختار ذلك لهم يهودي ابن يهودي من أخبث من ولدتهم نساء اليهود… والتحق بهم واندس في صفوفهم الكفرة والحمقى والغلاة وضعاف العقول والكاذبون في إسلامهم… وإذا تتبعت أعلام الشيعة في زمن أئمتهم رأيتهم بين كذابين وملاحدة وشعوبيين وفاسدي عقيدة ومذمومين من أئمتهم، أو عابثين بأثداء جواري أئمتهم وكل ما يخطر ببالك من نقائص. وسبب ذلك أن دينهم من أصله فاسد، وهل يثمر الدين الفاسد إلا الفساد؟”.
ونحن لا نورد هنا شواهد إلا لمن زامنوا عصر النهضة بدون أن يكونوا من النهضويين وممن صنفوا في الوقت نفسه كتباً بكاملها في نقض الشيعة وهجائها. أما من اكتفى منهم بكتابة مقالات وتعليقات فلا حصر لهم، ونموذجهم يقدمه الشيخ الأزهري والرئيس السابق لجماعة أنصار السنة الشيخ عبد الرزاق عفيفي، المشهور بنزعته السلفية التي قادته إلى الهجرة من مصر إلى السعودية حيث درَّس في كلياتها الشرعية وتقلد منصب نائب رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء. فقد كتب يقول في معرض تعليقات مشهورة له على كتاب الإحكام في أصول الأحكام للآمدي: “من تبين حال الرافضة ووقف على فساد دخيلتهم وزندقتهم بإبطال الإسلام وإظهار الكفر، وأنهم ورثوا مبادئهم من اليهود ونهجوا في الكيد للإسلام منهجهم، عرف أن ما قالوه من الزور والبهتان إنما كان عن قصد سيء وحسد للحق وأهله وعصبية ممقوتة دفعتهم إلى الدس والخداع وإعمال معاول الهدم سراً وعلناً للشرائع ودولها القائمة عليها”.
والواقع أن مثال الشيخ عبد الرزاق عفيفي يقودنا إلى الدور الخطير الذي لعبته الوهابية –ولا تزال- في تأجيج الصراع الإيديولوجي وحرب الكلمات بين كبريي طوائف الإسلام. فالوهابية، المتحدرة سلالياً من التيمية، ولكن المتخلفة عنها فكرياً تخلف البداوة عن الحضارة، قُيِّض لها أن تعرف استمرارية غير متوقعة منذ أن تحولت، مع قيام حكم آل سعود، إلى إيديولوجيا دولة بكل ما في الكلمة من معنى. وقد كان من ثوابت هذه الاستمرارية ممارسة ثقافة الكراهية والتكفير والإقصاء تجاه الأقلية السكانية الشيعية المتمركزة في القطيف والأحساء، ولكن المتواجدة أيضاً في مدن المملكة الكبرى الأخرى، ولاسيما المدينة التي يقطنها، فضلاً عن الشيعة الأشراف من سادة بني هاشم، ألوف عديدة من فقراء الشيعة يعرفون باسم النخاولة ويقيمون في أحياء خاصة بهم أشبه ما تكون بالغيتوات، ويقال إنهم متحدرون من نساء الأنصار اللواتي اغتصبن في وقعة الحرة في عهد يزيد بن معاوية (ولهذا أصلاً لا تخجل بعض المصادر الوهابية من وصفهم بأنهم “أولاد زنا”). هذا مع العلم أن ليس جميع شيعة المملكة إمامية اثني عشرية. فهناك أيضاً شيعة كيسانية ممن لا يزالون ينتظرون رجعة محمد بن الحنفية من غيبته في منطقة جبل رضوى، وشيعة زيدية وإسماعيلية (تعرف باسم المكارمة) في نجران، فضلاً عن أسر وعشائر بكاملها اعتنقت مذهب السنة تقية، ولكنها ما زالت مقيمة في دواخلها على معتقدها الشيعي. وأياً ما يكن من أمر، ومنذ أن كتب محمد بن عبد الوهاب رسالته في الرد على الرافضة، غدا الإفتاء ضد الشيعة تقليداً راسخاً في الوهابية، ولاسيما منذ أن اكتسبت، بفضل تدفق الدولارات النفطية، قدرة هائلة على الفعل التاريخي، وأعادت تأسيس نفسها في إيديولوجيا شمولية ناجزة يمكن أن نسميها بالنيو-وهابية. ولئن ورثت هذه الوهابية المجددة عن القديمة نزعة العداء للمذهب الشيعي، فقد زرقتها بحيوية جديدة أخذت شكل حصار لاهوتي وفقهي معمم للمذهب الشيعي ولمعتنقيه في حظائر التمييز السالب الذي يمكن وصفه بلا مبالغة بـ”الأبارثيد الطائفي”. وحسبنا هنا أن نورد باقتضاب بعض الفتاوى أو المشورات الإفتائية ذات المنحى الأبارثيدي التي صدرت عن الورثة الفكريين لمحمد بن عبد الوهاب.
فمن أقدم ما وصلنا من هذه الفتاوى ما جمعه الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية في الأجوبة النجدية ،ومنها الفتوى التالية التي صدرت عن “مجموعة من العلماء رحمهم الله”:
“أما الرافضة فأفتينا الإمام أن يلزموا بالبيعة على الإسلام، ويمنعهم من إظهار شعائر دينهم الباطل، وعلى الإمام أيده الله أن يأمر نائبه على الأحساء يحضرهم عند الشيخ ابن بشر ويبايعونه على دين الله ورسوله، وعلى ترك الشرك: من دعاء الصالحين من أهل البيت وغيرهم، وعلى ترك سائر البدع: من اجتماعهم على مآتمهم وغيرها مما يقيمون به شعائر مذهبهم الباطل، ويُمنعون من زيارة المشاهد… ويرتب فيهم أئمة ومؤذنين ونواباً من أهل السنة. وكذلك إن كان لهم محالّ بُنيت لإقامة البدع فيها فتهدم، ويمنعون من إقامة البدع في المساجد وغيرها، ومن أبى قبول ما ذكر فينفى من بلاد المسلمين”.
وعن اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة عبد العزيز بن باز ونيابة عبد الرزاق عفيفي صدرت الفتوى التالية رداً على سؤال من سأل عن “حكم أكل ذبائح من يَدْعُون الحسن والحسين عند الشدائد”:
2 “إن كان الأمر كما ذكر السائل من أن الجماعة الذين لديه من الجعفرية يدعون علياً والحسن والحسين وسادتهم فهم مشركون مرتدون عن الإسلام، والعياذ بالله، لا يحل الأكل من ذبائحهم لأنها ميتة ولو ذكروا عليها اسم الله”.
ورداً على سؤال مماثل صدرت فتوى ثانية:
2 “إذا كان الواقع كما ذكرت من دعائهم علياً والحسين ونحوهم فهم مشركون شركاً أكبر يخرِج من ملّة الإسلام، فلا يحل أن نزوجهم المسلمات ولا يحل لنا أن نتزوج من نسائهم، ولا يحل لنا أن نأكل ذبائحهم”.
وعن محمد بن ابراهيم المفتي الأسبق للديار السعودية صدرت الفتوى التالية:
4 “أما طلب الرافضة أن يعينوا كمدرسين في المدارس فهذا لا يجوز، ولو كان ذلك في المواد غير الدينية”.
وعنه أيضاً:
7 “رافضة هذه الأزمان مرتدون عبدة أوثان… لكن إذا أُلزموا بالإسلام والتزموه، وتركوا الشرك ظاهراً، فالظاهر أن حكمهم حكم المنافقين”.
ومن الفتاوى التي أصدرها الشيخ عبد الرحمن البراك رداً على سؤال من سأل: “ما حكم دفع زكاة أموال أهل السنة لفقراء الشيعة؟”:
9 “لقد ذكر العلماء في مؤلفاتهم في باب أهل الزكاة أنها لا تدفع لكافر… والرافضة بلا شك كفار… وعلى هذا، فإن من وُكِّل في تفريق الزكاة حُرِّم عليه أن يعطي منها رافضياً”.
وفي لقاء “الباب المفتوح” أيضاً أفتى الشيخ ابن عثيمين رداً على سؤال سائله: “رجل عاش مع الرافضة مدة من الزمن… هل يجوز أن يسلم عليهم وهل يجوز أكل طعامهم وشرب مائهم؟”.
11 “الجواب: هؤلاء الرافضة الذين يسكن معهم يجب عليه أولاً أن يناصحهم ويبين لهم أن ما هم عليه ليس بحق، فإذا عاندوا ولم يتقبلوا الحق فإنه يتركهم ولا يجلس معهم… ولا يزورهم”.
ومما أفتى به الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ:
14 “مؤاكلة الرافضي والانبساط معه وتقديمه في المجالس والسلام عليه لا يجوز، لأنه موالاة ومودة، والله تعالى قطع الموالاة بين المسلمين والمشركين بقوله: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء… أما مجرد السلام على الرافضة ومصاحبتهم ومعاشرتهم مع اعتقاد كفرهم وضلالهم فخطر عظيم وذنب وخيم يُخاف على مرتكبه من موت قلبه وارتكاسه”.
ومن فتاوى عبد الله بن جبرين في “لقاء الباب المفتوح”:
“سؤال: أحسن الله إليكم، أنا موظف في أحد الأجهزة الحكومية، ويوجد في القسم الذي أعمل فيه حوالي خمسة أشخاص من الرافضة فكيف يمكنني التعامل معهم بصفتي مشرفاً عليهم؟
“الجواب: يكثر الابتلاء بهم في كثير من الدوائر من مدارس وجامعات ودوائر حكومية. في هذه الحال نرى إذا كانت الأغلبية لأهل السنة أن يظهروا إهانتهم وإذلالهم وتحقيرهم، وكذلك أن يظهروا شعائر أهل السنة، فيذكروا دائماً فضائل الصحابة والترضي عنهم… لعلهم أن ينقمعوا بذلك وأن يذلوا ويهانوا وتضيق بذلك صدورهم ويبتعدوا. أما معاملتهم فيعاملهم الإنسان بالشدة، فيظهر في وجوههم الكراهية ويظهر البغض والتحقير والمقت لهم، ولا يبدأهم بالسلام ولا يقوم لهم ولا يصافحهم”.
ورداً على سؤال مجموعة من الموظفين يعملون في دائرة حكومية ويعمل معهم موظف من “الرافضة”: “ما حدود العلاقة الشرعية مع هذا الموظف؟ هل يعامل معاملة المسلمين في السلام ورده والتهنئة بالأعياد وغيرها من شعائر الإسلام؟” أجاب ابن جبرين:
18 “لا بد من إظهار مقته وتحقيره وبغضه وإهانته، ولا يجوز تهنئته ولا بدؤه بالسلام، وإذا سلم يرد عليه: “وعليكم”، والأولى الحرص على التضييق عليه حتى يشعر من نفسه بالصغار والذل والاحتقار من أهل السنة”.
بل إن ابن جبرين يذهب في فتوى أخرى إلى أبعد من ذلك فيقول بوجوب الجهاد ضد الشيعة من حيث هم شيعة، مقدماً بذلك الأساس النظري للحرب الأهلية بين كبريي طوائف الإسلام، وإن شرط فتواه “الجهادية” بميزان القوى. فرداً على سؤال: هل يجوز الجهاد بين فئتين من المسلمين؟ أجاب: “إن كان لأهل السنة دولة وقوة وأظهر الشيعة بدعهم وشركهم واعتقاداتهم، فإن على أهل السنة أن يجاهدوهم بالقتال… وإذا لم تكن لأهل السنة قدرة على قتال المشركين والمبتدعين، وجب عليهم القيام بما يقدرون عليه من الدعوة والبيان”.
ومن هذا المنطلق “الجهادي” كان طبيعياً أن يفتي ابن باز بعدم جواز التقريب بين السنة والشيعة. فرداً السؤال التالي: “من خلال معرفة سماحتكم بتاريخ الرافضة، ما هو موقفكم من مبدأ التقريب بين أهل السنة وبينهم؟” أجاب: “التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة غير ممكن، لأن العقيدة مختلفة. فعقيدة أهل السنة والجماعة توحيد الله وإخلاص العبادة لله… ومحبة الصحابة جميعاً والترضي عنهم والإيمان بأنهم أفضل خلق الله بعد الأنبياء… والرافضة خلاف ذلك. فلا يمكن الجمع بينهما. فكما أنه لا يمكن الجمع بين اليهود والنصارى والوثنيين وأهل السنة، فكذلك لا يمكن القريب بين الرافضة وبين أهل السنة لاختلاف العقيدة”.
لكن إذا تجاوزنا نطاق الفتاوى الشرعية الخالصة، التي لها في المملكة السعودية مفعول القانون، إلى ما يمكن أن نسميه بالفتاوى الإيديولوجية ذات المفعول التحريضي الشديد السُّمية، فإن الصورة التي تحضر إلى أذهاننا ليست صورة عزل من طبيعة غيتوية، بل استئصال أو دعوة إلى الاستئصال من طبيعة هولوكوستية. وحسبنا الشواهد التالية من الكتابات الرائجة اليوم في الأوساط النيو-وهابية:
1 “دين الشيعة مختلف كلياً عن الإسلام” (محمد مال الله: الشيعة والمتعة).
2 “قد تضافرت الأدلة النقلية والعقلية والمرئية على أن الشيعة الروافض الاثني-عشرية طائفة شرك وردة، خارجة عن ملة الإسلام، دينهم يقوم على الكذب والتكذيب والحقد الدفين على الإسلام وأهله” (عبد المنعم حليمة: الشيعة الروافض طائفة شرك وردّة).
3 “إن مكمن الخطورة في المذهب الشيعي أنه مذهب قد بُني على الحقد والعداوة للمسلمين بذرائع متعددة، وعلى تحيُّن الفرص للطعن والقتل ومدّ اليد لأعداء المسلمين” (عبد الرحمن دمشقية: التكفير عند الرافضة).
4 “إن التقريب بين السنة والشيعة مستحيل إذ كيف يمكن الجمع بين الحق والباطل، والإيمان والكفر، والنور والظلام؟” (عبد الله الموصلي: حتى لا ننخدع، المعروف أيضاً باسم: حقيقة الشيعة).
5 “شُبهة لا بد من الردّ عليها وهي أننا والشيعة الرافضة أهل كتاب واحد، ونتبع نبياً واحداً، ونستقبل قبلة واحدة… وهذه مسألة أُبتلينا بها في هذه الأزمنة، فخرج علينا دعاة التقريب من كل مكان يدعون إلى التقريب بين السنة والشيعة، وقد يكون هذا الأمر هيناً إن صدر من شخص لا تأثير لفكره على الأمة، وأما إن صدر من اتجاهات إسلامية لها وزنها على الساحة الإسلامية فتلك هي المصيبة العظمى… لأن الرافضة يتحدثون في الأمة بلسان الإسلام، لكنهم أصل كل شر وبلاء، بل إنهم أخطر من اليهود والنصارى” (موسى الزهراني في تقديم كتاب: اعتقاد أهل السنة للإمام أبي بكر الرحبي).
6 “الرافضة شركهم واضح جلي… أفناهم الله وأبادهم” (محمد صديق القنوجي: الدين الخالص).
7 الخلاف بين الشيعة والسنة هو خلاف بين الكفر والإسلام” (محماس الجلعود: الموالاة والمعاداة).
8 “الرافضة أمة ضالة تنتمي إلى الإسلام وما هي بمسلمة” (أبو بكر الجزائري، تقريظ كتاب الرافضة في سطور).
9 “الرافضة شر الطوائف وأخبث الفرق… فأبعد الله الرافضة وأقمأهم” (الشيخ المغراوي: من سب الصحابة ومعاوية فأمه هاوية).
10 “الرافضة هؤلاء المجرمون الأفاكون… الذين قام دينهم على التقية والكذب… وهم مع كل عدو لهذه الأمة عبر تاريخها الطويل” (علي ابن نايف الشحود: الرد على أصول الرافضة).
11 “الرافضة أعداء الإسلام في كل مكان… لا زالوا مستمرين في الكيد والتخطيط للنيل من أهل السنة والجماعة، يحملهم على ذلك الكره والحسد والحقد الدفين على أهل الدين الحق” (عبد الأحد الحربي، تقديم كتاب الرافضة في سطور).
12 “الروافض خُونة ليس لهم دين ولا ذمة ولا إمام ولا بيعة، ولا يشهدون جمعة ولا جماعة، وقد كانوا سبباً في سقوط الدولة الإسلامية في بغداد، يتولّون المشركين وأهل الكتاب، ويعاونونهم على المسلمين” (سليمان بن ناصر العلوان: الاستنفار للذبّ عن الصحابة الأخيار).
13 “إن مؤسسي مذهب الرافضة –ولا شك أنهم من الزنادقة الحاقدين على الإسلام- جعلوا من عقائد الرافضة تكفير أهل السنة والقول بنجاستهم واستباحة دمائهم وأموالهم وتحريم الجهاد معهم، فصار الرافضة بسبب ذلك بلاء عظيماً على الإسلام وشراً كبيراً فاق ضرر من لا ينتسب إلى الإسلام أصلاً… وتاريخ الرافضة أسود، فإنهم لم ينصروا الإسلام يوماً ولا فتحوا بلاداً ولا دفعوا عدواً، بل العكس هو الصحيح، فجهادهم دائماً ضد أهل السنة في القديم والحديث” (غالب الساقي: فوائد من ردود الشيخ عثمان الخميس على الشيعة).
14 “هؤلاء أنصار التتار والمغول وأنصار الصليبيين والاستعمار، يظهرون من جديد، ينصرون كل عدو للإسلام والمسلمين، وينفذون بأيديهم كل ما عجز عنه غيرهم من أعداء الإسلام والمسلمين” (سعيد حوى: الخميني شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف).
15 “إن الهدف [=عند الشيعة] هو القضاء على الإسلام، خصم اليهودية والمجوسية وعدو كل شرك ووثنية، وإن الغاية هي إعادة دولة المجوس الكسروية… وفي هذه الرحم المشؤومة تخلق شيطان الشيعة، .. وعلى هذا الأساس وضعت عقائد الشيعة وسُنَّ مذهبها، فكان ديناً مستقلاً عن دين المسلمين” (الشيخ أبو بكر جابر الجزائري: هذه نصيحتي لكل شيعي).
16 “تحت ظل الرفض تجمعت الشعوبية والأهواء والكيد للإسلام، فأدخلت على الإسلام الطامات… ومن خلال الرفض والأهواء بثت الشعوبية الحاقدة على العرب والإسلام سمومها… والحاقدون على الإسلام لم يجدوا شيئاً يبثون فيه سمومهم ويخرجون الناس من الإسلام كمثل العمل تحت شعار الرفض” (الشيخ سعيد حوى في تقديمه كتاب محمد البنداري: التشيع بين مفهوم الأئمة والمفهوم الفارسي).
17 “بين غضون هذه الدراسة بيّنا ضلالات الشيعة الاثني عشرية حتى لا يغترّ أحد بدعاويهم الساقطة، ولا يقذّر قلبه بمحبتهم وموالاتهم، ويعلم أنه لا سبيل للاجتماع بهم أو التقارب معهم” (أحمد فريد: الفوائد البديعة في فضائل الصحابة وذم الشيعة).
18 “الرافضة يحيكون المؤامرات ضد المسلمين… ومن أجل كشف هذه الحقيقة قمت بتأليف هذا الكتاب… عن تاريخ الباطنيين الرافضة وبينت أن دعوتهم هي نفس دعوة المجوس، وتحدثت عن القائمين على هذه الدعوة وكيدهم للإسلام والمسلمين، وكيف كانوا ضد الإسلام والمسلمين” (عبد الله محمد الغريب: وجاء دور المجوس).
19 “إن الباعث على إعداد هذا الكتاب هو ما لوحظ من زيادة نشاط الدعوة للشيعة الاثني عشرية.. ولما حصل من غفلة كثير من عوام المسلمين عن خطر هذه الفرقة على الدين الإسلامي” (صالح الرقب: الوشيعة في كشف شنائع وضلالات الشيعة).
20 “من بواعث إعداد هذا الكتاب ما لوحظ في الآونة الأخيرة من زيادة في النشاط إلى الدعوة للشيعة الإمامية في عديد من الدول المسلمة السنية، وساعد الشيعةَ في ذلك جهلُ كثير من عوام المسلمين وغِفلتهم عن خطر هذه الفرقة على الدين الإسلامي، وما في عقيدتها من كفريات وبدع وضلالات… وتعد الرافضة اليوم من أخطر المذاهب على الأمة وأشدها فتنة، وخاصة مع دعوتهم الكاذبة إلى التقريب بين السنة والشيعة” (وليد نور: الردود السلفية على الشيعة الإمامية).
21 “آخر من يطالب بالتحلي بالأخلاق الإسلامية هم الرافضة لأنهم أبعد الناس عنها قولاً وفعلاً، فإن دينهم يقوم على السب والشتم واللعن” (الشيخ عبد الرحمن السحيم: الإجابات الجلية عن الشبهات الرافضية).
22 “الرافضة زناة يعيشون بين المسلمين، ويحملون اسم الإسلام… وإباحيتهم شاملة” (ناصر القفاري: أصول مذهب الشيعة).
23 “الرافضة بما هم عليه الآن من العمل والمعتقد ليسوا من المسلمين في شيء، ولا يطلق عليهم اسم الإسلام إلا جاهل أحمق لا يدري ما يقول” (عبد الله المطلبي: الرافضة وخرافة عيد الغدير).
24 “الشيعة هم ثغرة الخيانة والغدر التي دائماً تكون السبب في هزيمة الأمة الإسلامية وانتكاسها” (عماد علي حسين: خيانات الشيعة).
25 “لقد تحول التشيع إلى وكر للحاقدين والناقمين والمرتدين عن الإسلام” (جمال بدوي: الشيعة قادمون).
26 “أما أن اليهود والنصارى والمشركين وسائر الكفار أعداء للإسلام والمسلمين فهذه حقيقة يقررها الإسلام ويدركها كل من تمسك بإسلامه ودينه… ولكن هناك أيضاً أعداء آخرون خطرهم كبير وشرهم عظيم، يظهرون الغيرة على الدين وهم يحطمونه، يتحدثون باسم الإسلام وهم أعداؤه… هم المنافقون” (شحاتة محمد صفر: الشيعة هم العدو فاحذرهم).
27 “جميعنا الآن سمع بشرور شيعة المجوس وفعلهم بأهل السنة في العراق وما يفعلونه من إبادة عرقية بمناصرة الصليب لهم، وهذا ليس بالغريب عنهم، فهو حالهم من قديم الأزل: إبادة السنة ولو حالفوا إبليس اللعين في سبيل تحقيق ذلك” (شيعة ممدوحة وأشياع مذمومة لأحمد السعيد العزيزي).
28 “الأيدي اليهودية هي وراء الشيعة الإمامية” (سالم البهناوي: السنة المفترى عليها).
29 “صدق ما قاله بعض العلماء حينما قال: التشيع بذرة نصرانية ، غرستها اليهودية، في أرض مجوسية” (الشيخ سفر عبد الرحمن الحوالي: الباطنية).
30 “إن من أخطر الأساليب التي اتبعها اليهود في كيدهم للمسلمين زعزعة العقيدة في نفوسهم، وما ابتلي المسلمون بأعظم مما ابتلوا به من قيام الرافضة والباطنية اللتين هما نتاج المخططات اليهودية” (الشيخ عبد الله الجميلي: بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود).
31 “إن الشيعة ليست إلا لعبة يهودية ناقمة على الإسلام وحاقدة على المسلمين” (الشيخ إحسان إلهي ظهير: الشيعة والسنة).
32 “الشيعة المارقة الرافضة ما زالوا يفتكون بالإسلام وأهله منذ أكثر من ثلاثة عشر قرناً مستخدمين أخبث فنون المكر والكيد والكذب والتزوير” (عبد الله إسماعيل في تقديم كتاب: حتى لا ننخدع).
33 “لا يخفى أن هذا العصر شاع فيه الإلحاد والزيغ والفسوق والطعن في الإسلام، وانتشرت الفتن، وأخطر هذه الفتن وأخبثها فتنة الرفض والتشيع” (وليد كمال شكر: عقيدة الشيعة وتاريخهم الأسود).
34 “من أعظم المنكرات خطراً وأفسدها للإيمان وأضرها على الدين فتنة الشيعة الروافض” (محمد عبد الستار التونسوي: بطلان عقائد الشيعة).
35 “في هذا الزمان، وبعد قيام دولة الرافضة، ازداد خطر الشيعة واستفحل ضررهم وتفاقم شرهم في غفلة من أهل السنة” (أبو محمد الحسيني: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب).
36 “لقد أطل الرفض على كل بلد من بلاد الإسلام وغيرها بوجهه الكريه، وكشر عن أنيابه الكالحة، وألقى حبائله أمام من لا يعرف حقيقته… والغالب على مذاهب أهل البدع والأهواء أنها تتراجع عن الشطح وعظيم الضلال ما عدا مذهب الرفض، فإنه يزداد بمرور الأيام تطرفاً وانحداراً” (الشيخ عبد الله غنيمان: مختصر منهاج السنة).
37 “لقد تفاقم كيد روافض عصرنا وخفي على كثير من المسلمين أن أعمالهم وجرائمهم إنما تصدر عن اعتقاد… وأسأل الله أن يبصر المسلمين بحقيقة أعدائهم ويرد كيد الباطنيين والزنادقة في نحورهم” (عبد الله الغفاري: بروتوكولات آيات قم).
38 “أتعرفون يا ورثة محمد أية جريمة بشعة ترتكبونها إذا منحتم التشيع فرصة العيش أو هيأتم له أسباب الحياة؟” (ابراهيم الجبهان: تبديد الظلام وتنبيه النيام إلى خطر الشيعة على الإسلام والمسلمين).
tarabichi5@yahoo.fr
كاتب سوري- باريس
العلمانية كإشكالية إسلامية – إسلامية (2-3)
ماورد هنا بلامكان مواصلة القراءة على العنوان التالي .
http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?t=282198
لم من يهمة موضوع الروافضة في اليمن ,