(الصورة من جريدة “الأخبار” الإلهية: العميد وفيق شقير و”الصلّوخ”..)
ماذا حدث في الجيش اللبناني أثناء أزمة الأسبوع الماضي؟ مديرية التوجيه في الجيش تنفي حدوث إستقالات، ولكن الصحافة اللبنانية والعربية تعطي معلومات تفصيلية عن بعض ما جرى، وهذا أمر نادر في المؤسسة العسكرية.
تغطية “الشرق الأوسط” كانت الأوفى عبر مقالين نوردهما في ما يلي. مع تعليق وحيد: اللبنانيون مستاؤون من سلوك الجيش، ولكنهم حريصون على وحدته وتماسكه.
الجيش ينفي استقالة ضباط
صدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه ما يلي:
منذ اسبوع، يقوم بعض وسائل الاعلام بما فيه مواقع الكترونية، بنقل معلومات وتصريحات لمحللين سياسيين، تنم عن عدم ثقة بدور المؤسسة العسكرية وتشكيك بتماسكها، وتهديد البعض بتقسيم الجيش وذلك من خلال الايعاز لعدد من الضباط بتقديم استقالتهم، مما حدا بقائد الجيش الى توجيه رسالة للضباط والعسكريين يثني فيها على وحدة الجيش ومناعته.
ان قيادة الجيش، اذ تؤكد على تماسك المؤسسة العسكرية ووحدتها، تنفي جملة وتفصيلا المزاعم المتعلقة باستقالة بعض الضباط، وتهيب بوسائل الاعلام كافة، عدم التطرق الى امور تتعلق بالشأن الداخلي للجيش، وعدم نشر مثل هذه الاخبار من دون العودة الى مصادرها المأذونة. كما تدعو جميع المتعاطين بالشأن السياسي والاعلامي الى التحلي بالمسؤولية الوطنية العالية في هذه المرحلة الخطيرة، وعدم التشكيك بوحدة الجيش المصمم على متابعة دوره الوطني الجامع.
*
40 ضابطا في الجيش اللبناني لوحوا باستقالات تحذيرية
نائب رئيس المخابرات لـ«الشرق الاوسط»: حصل شيء في بيروت وجرت معالجته وإلا لما كنت في مكتبي
لندن: راغدة بهنام
يواجه الجيش اللبناني واحدا من أصعب الامتحانات لإبقاء المؤسسة العسكرية متماسكة وموحدة، اذ علمت «الشرق الاوسط» أن الضباط الاربعين، وعلى رأسهم نائب مدير المخابرات العميد غسان بلعة، الذين قدموا استقالات تحذيرية وغير رسمية الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان قبل بضعة أيام، سيأخذون قرارهم النهائي بالانفصال عن المؤسسة او البقاء فيها، استنادا الى طريقة تصرف الجيش على الارض خلال اليومين المقبلين.
وتحيط بهذه الاستقالات هالة من التكتم من جانب المؤسسة العسكرية وتحرص على عدم تسريب معلومات وتفاصيل عنها. وعلى الرغم من ان العقيد انطوان بشعلاني، رئيس قسم الصحافة والعلاقات العامة في مديرية التوجية في الجيش، نفى في اتصال مع «الشرق الاوسط» علمه في البداية بهكذا استقالات، إلا انه عاد وقال إنه ليس هناك «من استقالات رسمية» داخل الجيش. أما مدير المخابرات العميد غسان بلعة، الذي ورد اسمه على رأس لائحة المستقيلين، فقد أكد لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في وزراة الدفاع أنه «حصل شيء في بيروت وهذا الامر جرت معالجته، وانتهى». وقال بلعة ردا على سؤال عن صحة استقالته: «انا موجود في مكتبي»، الا انه اضاف معتذرا عن عدم قدرته على اعطاء اجابة محددة. وأضاف: «هذا موضوع يتعلق بالجيش ونحن في الجيش نعالج امورنا بعيدا عن وسائل الاعلام، لأن التداول به في وسائل الاعلام يسيء الى الجيش. هذه المواضيع الامنية والعسكرية تبحث داخل المؤسسة». وأكد ان الوضع داخل المؤسسة أكثر من ممتاز». وتابع: «طبعا حصل شيء في بيروت وهذا الامر جرت معالجته، وانتهى. لا خوف من انقسام الجيش وكل شيء يعالج وإلا لما كنت مكاني اليوم».
وأصدرت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني بيانا أمس قالت فيه:” منذ اسبوع تقوم بعض وسائل الاعلام بما فيها مواقع الكترونية بنقل معلومات وتصريحات لمحللين سياسيين تنهم عن عدم ثقة بدور المؤسسة العسكرية وتشكيك بتماسكها وتهديد البعض بتقسيم الجيش وذلك من خلال الايعاز لعدد من الضباط بتقديم استقالاتهم، ما حدا بقائد الجيش الى توجيه رسالة للضباط والعسكريين يثني فيها على وحدة الجيش ومناعته”.
وشددت قيادة الجيش على «تماسك المؤسسة العسكرية ووحدتها»، نافية «جملة وتفصيلا المزاعم المتعلقة باستقالة بعض الضباط». ودعت جميع المتعاطين بالشأن السياسي الاعلامي «الى التحلي بالمسؤولية الوطنية العالية في هذه المرحلة الخطيرة وعدم التشكيك بوحدة الجيش المصمم على متابعة دوره الوطني الجامع».
الا ان مصدرا واسع الاطلاع اكد لـ«الشرق الاوسط» ان هذه الاستقالات «تحذيرية وغير نهائية ومشروطة» وقال: «هي استقالات أشبه بطلب مأذونية لتوجيه رسالة الى قيادة الجيش تقول انهم لا يستطيعون التفرج على أهلهم تستباح كراماتهم وأمنهم، في حين ان الجيش، بحجة الدفاع عن وحدته، لا يتدخل في الدفاع عن سلامة اللبنانيين».
واشار المصدر الى ان غالبية هؤلاء الضباط هم من الطائفة السنية، وهناك بعض الضباط من المسيحيين. واضاف: «هي استقالات مشروطة، ومطلبهم ان يقوم الجيش بواجباته ولا يكون فقط متفرجا بل يكون حاسما في منع التعديات ولا يسمح لأحد ان يرفع السلاح بوجه احد او يعتدي على احد». وتحدث المصدر عن رسالة شخصية وجهها قائد الجيش الى كل ضابط ليشرح خلفية عدم تدخل الجيش في الاشتباكات في بيروت، «على امل ان يتفمهوا ويحافظ الجيش على وحدته». وقد نشرت «الشرق الاوسط» في عددها الصادر امس نسخة من رسالة شخصية كتبها سليمان بخط يديه، وجاء فيها ان «ما جرى في الشارع اللبناني هو حرب أهلية حقيقية لا يمكن لأي جيش وطني في العالم مواجهتها وقمعها، وان اكبر الدول عانت حروبا كهذه ولم تستطع جيوشها ان تحسم القتال، بل انقسمت بين فريقي نزاع او اكثر».
وأكد النائب السابق خالد الضاهر الذي أطلق قبل عدة ايام «جبهة المقاومة السنية والوطنية»، حصول هذه الاستقالات، وقال: «هناك أربعون ضابطا من السنة من كبار الضباط قدموا استقالاتهم، وانا جاءني ان هناك افرادا كثيرين في الجيش مستاؤون من تصرف الجيش». وأضاف: «هذه المعلومات دقيقة جدا جدا، وانا اعرف الضباط الذين استقالوا». كذلك قال مصدر مقرب من الحكومة ان هذه الاستقالات مبدئية وسيتم التراجع عنها، إلا انه شدد على ضرورة ابقائها بعيدا عن التداول الاعلامي «لان التداول بها لا يخدم مصلحة الجيش ووحدته».
وقد أصدر الجيش اللبناني قبل يومين في تاريخ 12 مايو (ايار)، أي تماشيا مع بدء انتشار خبر الاستقالات، بيانا لاحتواء التململات من عدم تدخله فيما يجري في شوارع بيروت، أكد فيه أن «وحدات الجيش ستعمد إلى ضبط المخالفات على أنواعها، فردية كانت أو جماعية، بالوسائل المعتمدة، ووفقاً للأصول القانونية، حتى ولو أدى ذلك إلى استعمال القوة، ويبدأ العمل بهذه الإجراءات اعتباراً من الثالث عشر من أيار، الساعة 6.00 صباحاً».
ويبدو ان هؤلاء الضباط ليسوا الوحيدين الذين ينتظرون اداء الجيش اللبناني خلال اليومين المقبلين، ومدى التزامه ببيانه هذا، اذ بدأت تعلو أصوات داخل الموالاة، تحذر من امكانية اعادة الحسابات بترشيح قائد الجيش العمال ميشال سليمان كمرشح رئاسي توافقي.
وقال النائب في القوات اللبنانية أنطوان زهرا ان «القوات تنتظر اداء الجيش لترى اذا كانت ستعيد النظر بترشيح سليمان». وأضاف: «الكل صدم بأداء الجيش، ولكن موقفنا النهائي متعلق بكل موقف 14 آذار، ونحن بدأنا ننبه الى ان الامور ليست مسلمات بغض النظر عن التصرفات، وترشيحنا للعماد سليمان وإجماعنا عليه جاء من مبدأ انه على مسافة واحدة من الجميع وانه مرشح توافقي ويضمن امن الجميع. اما اذا كان سيكون لديه موقف مغاير، فهناك حسابات أخرى».
وأضاف: «نحن نطلب من الجيش ان يقوم بواجباته وليس ان يشن حربا ضد احد، ولكن كان يكفي قوله انه لن يتفرج على حزب الله يجتاح بيروت كي لا يجتاحوها. لم يفت الاوان بعد، نحن ننتظر اداء الجيش في اليومين المقبلين».
وشدد على ان الجيش حدد في بيان كيف سيتعاطى مع الازمة، واضاف: «نحن مطلبنا سيكون واضحا امام اللجنة العربية وهو ان تتبنى قيادة الجيش بيان الحكومة للتعاطي مع قضية العميد شقير وشبكة الاتصالات بالمقابل، تزال كل مظاهر العصيان». وقال ان «الموقف من العماد سليمان ليس نهائيا، ونحن لا زلنا نأمل ان تكون ثقتنا بمحلها».
**
مقرب من قائد الجيش: الجيش لا يملك عديدا ضخما وما جرى كان أقل الضرر
قال إن القيادات السنية لعبت دورا في إقناع ضباط بعدم الاستقالة
لندن: فاطمة العيساوي
يقول احد المقربين من قائد الجيش العمال ميشال سليمان ان قائد الجيش اللبناني الذي وجهت اليه انتقادات واسعة بعدم المبادرة الى حماية المدنيين في وجه اعتداءات مسلحي المعارضة في بيروت وصولا الى حد تلويح ضباط سنة بالاستقالة، يتفهم الغضب الذي تشعر به شريحة كبيرة من اللبنانيين وخصوصا في الشارع السني الا انه يعتبر ان موقف الجيش شكل اقل قدر ممكن من الضرر لجهة الحفاظ على تماسك المؤسسة العسكرية.
ويقول المصدر المطلع على اجواء العماد ميشال سليمان والذي فضل عدم الكشف عن هويته ان قائد الجيش اوضح في رسالة شخصية بعث بها الى كل ضابط في الجيش موقفه خلال الاحداث شارحا ان الحرب الاهلية لا يمكن ردها بقوة السلاح بل بوعي المواطن كاشفا ان تدخل قيادات سنية حال دون استقالات في صفوف الضباط السنة بعدما اعربت مجموعة منهم عن نيتها الاستقالة كرد فعل غاضب على موقف الجيش من احداث الايام الماضية.
يقول «العماد سليمان يعتبر انه يقف فعلا على مسافة واحدة من الجميع، البعض اعتبر ان الجيش مقصر في حماية مواطنين غير مسلحين في وجه اخرين مسلحين، الجيش حاول ان يشكل قوة فصل بين الفريقين وقد حاول ان يستوعب الصدمة فرجع الى الوراء ثم عاد وأمسك بزمام الامور».
ويضيف «لا احد بإمكانه ان يقدر ظروف الجيش الا الذي يعرف ماذا يدور من داخله» متابعا «مؤسسة الجيش هي صورة مصغرة عن الشعب اللبناني بطوائفه وفئاته وكان الخوف كبيرا ان ينقسم الجيش على نفسه في لحظة من اللحظات». وبحسب المصدر نفسه، فان الجيش اللبناني لم يكن لديه العديد الكافي من الجنود لاستيعاب ما جرى وصد مسلحي حزب الله وحركة امل والحزب القومي السوري. ويشرح «الجيش تصرف بحكمة اذ ترك الشعور الغرائزي المستفحل بوقتها يعبر عن نفسه من باب «فشة الخلق» ثم عاد واستوعب الصدمة واخذ زمام الامور واليوم بدأت الامور تأخذ حجمها الطبيعي».
ويشرح «ما جرى كان مدروسا اي ان الجيش يتجه شمالا فتشتعل الامور يمينا ثم يذهب يمينا فتعود وتشتعل المعارك شمالا، ما جرى كان يتطلب اعدادا هائلة من الجنود، لا يمكن للجيش ان يضع جنديا للفصل بين كل لبنانييَن».
ويستنتج «رغم كل شيء نعتبر ان الضرر الحاصل كان اقل بكثير من لو ان الجيش اختار استعمال قوة السلاح ضد فريق» من اللبنانيين.
وعن كيفية ادارة قائد الجيش للاوضاع الميدانية على الارض، يقول «لا اتمنى لأحد ان يكون في موقفه، الكل يريد ان يطلق الجيش النار الى جانبه، كان يتلقى اتصالات من كل الاطراف» مضيفا انه «يتفهم نقمة الناس» مما جرى. ويؤكد ان الحديث عن استقالة ضباط من الجيش من الطائفة السنية وعلى رأسهم نائب مدير المخابرات غسان بلعة امر غير صحيح لم يتجاوز مجرد النية للاستقالة تحت تأثير الغضب.
ويشرح «في رسالته الى الضباط، حاول قائد الجيش ان يشرح ان الحسم لم يكن ممكنا في المعركة وان معالجة ما جرى لا يكون بالتخلي عن المؤسسة العسكرية تعبيرا عن الغضب بل على العكس عبر التمسك بالمؤسسة لتبقى موحدة».
ويضيف «قال بعض الضباط الذين شعروا بغضب كبير ازاء ما جرى انهم هم ايضا يهددون بالاستقالة ردا على التهديدات المستمرة من جانب الشيعة بالانسحاب من مؤسسات الدولة وقد اثيرت الاستقالات في اليوم الاول للمعارك لكن القيادات السنية لعبت دورا كبيرا في اقناعهم بالعودة عن الامر».
ويشدد المصدر على انه لم تحصل بوادر فعلية على انقسام داخل الجيش خلال الايام الماضية مشيرا الى ان قائد الجيش الذي لازم وزارة الدفاع خلال الايام الماضية «بالبذلة العسكرية» يتفهم المرارة التي شعر بها هؤلاء الضباط الا ان «غيرهم شعر بالمرارة نفسها في اوقات ماضية».
وبحسب المصدر، فان العماد سليمان غير مهتم بحظوظه للرئاسة بقدر ما يهمه مصير الجيش شارحا «قبل يومين، ابلغ احد سفراء الدول الكبرى انه غير مهتم بالرئاسة بقدر ما هو مهتم بالجيش، اعتقد ان الموضوع لا يتعلق بالشعبية، العماد سليمان لم يأت من خلفية سياسية بل عسكرية وجاء ترشيحه للرئاسة على اساس انه الاكثر قدرة على فهم التوازنات على الارض، اذا اتفقوا على مرشح توافقي آخر فهو اول من سيؤيده».
نائب رئيس مخابرات الجيش اللبناني يؤكّد: حصل شيء في بيروت وجرت معالجته وإلا لما كنت في مكتبي بصريح العبارة دولة بها حزب أقوى من الدولة والدولة لا تستطيع حماية نفسها والحزب هو الذي يرى أنه اهلا للذود عن الدولة وله وسائل اتصالات مستقلة وإدارة شؤون داخلية للمنطقة التي يعيش فيها مستقلة فهذه ليست بدولة مطلقا ولكنها عبارة عن عصابات تدير شؤونا خاصة تتقاطع مصالحها وتتعارض وتلك العصابات تسمى أحزاب وتتكتل حسب المصلحة والشعب الذي يعيش ليعيش فقط ليس الا وقود تصارعات مصالح قذرة وأحزاب تعمل لحساب آخرين ,فبئس لها حياة وبئست من دولة وأولى أن تقسم وهذا ما احسبه آت… قراءة المزيد ..
نائب رئيس مخابرات الجيش اللبناني يؤكّد: حصل شيء في بيروت وجرت معالجته وإلا لما كنت في مكتبي
اليس فيكم رجل رشيد نقول للنظام الايراني المليشي كفى مليشيات سرطانية وتصديرها فلا سلاح الا سلاح الجيش-السؤال الهام هل حزب الله الطائفي الارهابي استخدم شبكة اتصالات ومدير أمن مطار بيروت العميد وفيق شقير في قتل الرئيس الحريري وغيرهم في التفجيرات؟ لماذا لا يكون هناك تحقيق دولي في ذلك بعد ان تجرا علنيا جهار نهارا حزب الله في قتل الابرياء وحرق منابر الاعلام في بيروت وغيرها