تحرص أطراف عديدة في مصر على التستر على المشاكل المتسترة بالدين في مصر خلف كومة من المغالطات. ولا بد والحالة هذه أن تتحول ما كان يسمى بحوادث فردية إلى مسلسل تكاد تتصل حلقاته. فما يصر الكثيرون على تسميته بفتنة طائفية، لا ينطبق عليه بأي حال ذلك التوصيف. فالفتنة الطائفية صراع بين جماهير طائفتين، وهذا غير حادث بمصر على الإطلاق -حتى الآن على الأقل. فالجماهير المصرية العريضة من مسلمين ومسيحيين مازالوا رغم الشحن الذي تمارسه رموز التأسلم السياسي ليل نهار، مازالوا يعيشون معاً في وئام. لكن ما يحدث ويعرفه الجميع -ويخفونه بالمغالطات- هو أن عناصر معينة -معروفة في كل قرية ومدينة- لا هم لها إلا التحريض والنفخ في نيران الكراهية، ولا تفوت أي مناسبة –أو تخترع المناسبات- لإشعال النيران في منازل ومتاجر وكنائس الأقباط، دون أن يواجهوا في كل مرة بسيادة الدولة والقانون، وإنما يجد المخربون من يتستر عليهم بدعوة المصالحة!!
الآن وبعد أحداث “إسنا”، عندما يرفض بعض الأقباط -والكثيرون من إخواننا المسلمين معهم- مسألة الصلح هذه، يقوم بعض المغرضين بتصوير الأمر كأن البعض مع الصلح والبعض الآخر ضده!!
ألا يحق لنا أن نطرح بعض الأسئلة حول هذا الصلح؟
• صلح من مع من؟ إذا كان المقصود هو صلح جماهير الأقباط مع جماهير المسلمين، فإن الدعوة تكون بلا معنى، لأن عامة الجماهير من مسلمين ومسيحيين لم ولن يتخاصما، فهم يعيشون معاً على هذه الأرض من آلاف السنين، ومازالوا رغم كل ما يحدث من تخريب، هم جيران وزملاء وأصدقاء، وأنا أقول هذا من واقع المعايشة اليومية لا أكثر ولا أقل.
• أم هو صلح الضحايا مع المخربين؟ أي صلح هذا، وكيف يمكن أن يتم؟
• لو تجاهلنا أننا في القرن الواحد والعشرين، وتناسينا أننا في دولة حديثة ذات سيادة، ومن ثم عدنا بعلاقاتنا إلى شريعة القبيلة ومجالسها العرفية، فإن ما نعرفه عن تلك المجالس أنها كانت تحق الحق، وتلزم الظالم ومن أفسد، بالتعويض المناسب والمضاعف عما أفسده، بشرط أن يقبل المظلوم ذلك عن طيب خاطر، وترتاح نفسه إلى النتيجة العادلة.
• أما مجالس الصلح العرفية التي يعقدها رموز دولتنا المركزية الحديثة ذات السيادة، فأمر غير هذا تماماً. هي مجالس إذعان للمظلوم، يخضع فيها لشروط من يتصدون لحماية المخربين والمحرضين، وهم هنا لا يملكون غير القبول وإلا . . . . .!!!
• إذا وافقنا دولتنا على تخليها عن واجباتها في إقرار سيادة القانون، ورضينا بالمجالس العرفية، بشرط أن تكون مجالس عدل حقيقية، ألا يحق لنا بعدها أن نسأل دولتنا الرشيدة عن الإجراءات التي تتخذها لوقف هذا المسلسل التدميري؟
• إن كانت قد اتخذت إجراءات لوقف التخريب، فإن الواقع -لا نحن- يقول لها أن إجراءاتها فاشلة فاشلة فاشلة!!!
• وإن كانت لم تتخذ أي إجراءات، وتترك النار تشتعل في كل أنحاء مصر، لتقوم في كل مرة برش مياه الصلح المثلجة عليها، ألا يكون من حقنا إزاء هذا أن نسألها لماذا تقعد عن أداء مهمتها؟
• إن كانت تقعد عجزاً، فأولى بها أن تخلي مناصبها لمن هم قادرون على القيام بمهام الدولة.
• وإن كانت تقعد تواطؤاً – معاذ الله- فإنه يحق لنا أن نطالبها بتطهير صفوفها من المتواطئين!!
ارحموا مصر والمصريين يا سادة يا كرام
kghobrial@yahoo.com
* الإسكندرية
مسألة الصلح: تساؤلات بريئة
It is the forced reconciliation between the innocent sheep & it slaughtering wolf because he was generous enough to devour her. This is the law of the jungle. No wonder God said, “Blessed be my people Egypt.” It is because what they have to live with since the time of Anwer (may God never forgive him for what he done to this country. It might have been better for him to hand a stone around his neck and throw himself in the sea). A