كان “الشفاف” قد اقتبس، قبل يومين، تغطية مهرجان دبي عن موقع “العربية نت”، وبقلم الصديق حكم البابا، بعد أن بلغتنا معلومات غامضة حول “زعبرة” ما.. ما يلي من “العربية” أيضاً، ويبدو أن للزعبرة وجهاً سياسياً “إلهياً”، نسبة للحزب الإلهي.
دبي – فراج اسماعيل
انتقدت د.ميرال الطحاوي عضو لجنة التحكيم بمهرجان دبي السينمائي في نسخته الرابعة طريقة اختيار الأفلام الفائزة وخصوصا جائزتي السيناريو والمونتاج، وقالت إنها لم تعتمد على معايير فنية أو سينمائية، بل منحت بأسباب سياسية بحتة لأعمال لبنانية سيئة المستوى.
وقالت الروائية المصرية الشهيرة الطحاوي إنها صوتت ضد أفلام تمثل بلدها لأنها لم تكن جيدة فنيا، لكنها فوجئت بأن غيرها من أعضاء لجنة التحكيم صوتوا لأفلام لبنانية لا تقل سوءا، وأعطوها معظم الجوائز تعاطفا مع قضية الجنوب وحزب الله.
واعتبرت في حديث مع “العربية.نت” إن تسييس جوائز المهرجان بمثابة اساءة كبيرة له بعد أن استطاع خلال دوراته الثلاث الماضية تحقيق مكانة متقدمة بين المهرجانات العربية والعالمية.
وسجلت ميرال الطحاوي اعتراضها بشكل خاص على منح جائزة أفضل سيناريو وأفضل مونتاج لفيلم”خلص” للمخرج اللبناني برهان علوية، وأكدت أنها سجلت رأيها في مستوى السيناريو السيئ، لكن البعض استند فقط على الماضي النضالي لهذا المخرج كسبب وحيد لمنحه الجائزة، ولاخراجه من حالة الاحباط التي يعيشها منذ سنوات، وهي مقاييس غير فنية على الاطلاق، على حد قولها.
وأضافت: قلت لرئيس المهرجان أن جائزة السيناريو سيئة، فأخبرني بأن النتيجة تعتمد على الأصوات، أربعة لصالحه مقابل ثلاثة معترضين، حيث أن صوت رئيسة اللجنة التي صوتت للفيلم يعادل صوتين، وهي صديقة لبرهان علوية وسبق لها زيارة جنوب لبنان أثناء الحصار واستضافوها هناك.
وتابعت الطحاوي: كمتخصصة لا أرى اطلاقا إن سيناريو فيلم “خلص” يستحق. لا يوجد شئ جيد فيه، فهو أردأ سيناريو، ولا أريد أن يحملني أحد مسئولية اختياره، باعتباري المتخصصة في هذا الجانب بين أعضاء لجنة التحكيم.
وقالت إن أسبابا سياسية بحتة وليست فنية وراء فوز فيلم “تحت القصف” لللبناني فيليب عرقتنجي بالجائزة الأولى كأفضل فيلم روائي عربي خلال هذا العام، وهو يتناول الدمار الذي حل بالجنوب اللبناني خلال حرب يوليو 2006 بين حزب الله واسرائيل.
واستطردت أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسييس مهرجان فني محايد كمهرجان دبي السينمائي، يفترض أنه يركز على التقنية والمعايير الفنية وليس تحويله إلى مظاهرات سياسية أو اثارة النعرات، وهو ما حدث بشكل صارخ وحاد مع موضوع الجنوب اللبناني وحزب الله.
وكشفت الطحاوي أن هناك أفلاما بالغة الجودة اتفق بشأنها أعضاء لجنة التحكيم، لكنها لم تحصل على جوائز لأسباب غريبة، منها أنها حصدت أو ستحصد جوائز في مهرجانات أخرى نظرا لجودتها، مثل فيلم “البيت الأصفر” وهو انتاج جزائري فرنسي.
فيلم كل عناصره سيئة
وأكدت أنها “تحفظت وما زلت اتحفظ على منح جائزتي السيناريو والمونتاج لفيلم (خلص) واعتبرها جريمة في حق النتائج التي أعلنتها لجنة التحكيم، فهو ردئ من حيث الصناعة والحوار والسيناريو ومليئ بالكليشهات السياسية وكل عناصره سيئة”.
وقالت: منح الفيلم تلك الجائزتين تعاطفا من لجنة التحكيم مع شخص المخرج اللبناني الكبير برهان علوية نفسه، وله أفلام عظيمة خلال الحرب الأهلية اللبنانية الأولى، وطرحت اللجنة اسمه وخاصة رئيستها لدوره النضالي في تقديم قضايا سياسية، وهذا خطأ لا يغتفر، فأنا لا يجب أن امنح جائزة تعتمد على معايير فنية بحتة، لمخرج لمجرد دور نضالي سابق، بينما الأراء أجمعت على أن فيلمه المشارك في المهرجان بالغ الرداءة.
تحدثت ميرال الطحاوي أيضا عن الاعتبارات الأخرى غير الفنية التي غلبت منح الجوائز الأخرى مثل منح جائزة أحسن ممثل تغليبا لفكرة السن، أي أن الكبير عمرا يمنح الجائزة فربما لا يسعفه ما بقي من حياته لكي يتحصل على فرصة أخرى، في حين أن هناك ممثلا شابا اعترض على ذلك أمام لجنة التحكيم وقال “هل يجب أن تكون أعمارنا كبيرة لكي نحصل على الجائزة”.
وانهي مهرجان دبي السينمائي دورته الرابعة السبت 15-12-2007 بسيطرة لبنانية على جوائزه الرئيسية، إذ حصل فيلم “تحت القصف” على المهر الذهبي، وبطلته ندى فرحات بجائزة أفضل ممثلة، وحصد “خلص” جائزتي أحسن سيناريو وأحسن مونتاج.
ومن أهم الأفلام العربية التي شاركت فيه، المغربي “البيوت المحترقة” والجزائري “البيت الأصفر” و التونسيان “آخر فيلم وأسرار الكسكس” والمصرية “شقة مصر الجديدة، وألوان السما السبعة وبلد البنات” والسوري “خارج التغطية”.