ردّت أسقف مدينة “هانوفر” الألمانية، مارغوت كاسمان، على نائب رئيس كتلة المسيحيين الديمقراطيين في البرلمان الألماني، الذي كان طرح للنقاش فكرة مراقبة الألمان الذين يعتنقون الإسلام باعتبار أن معظمهم يقيم علاقات مع جماعات إسلامية عنيفة ومتعصّبة.
وفي موقف لافت، قالت أسقف “هانوفر” في تصريح نشرته “دير شبيغل”: “ينبغي علينا ألا نقع في الهستيريا. وعلى الذين يدعون إلى مراقبة الذين يغيّرون دينهم أن يفكّروا في العواقب. فنحن ننتقد دولاً إٍسلامية مثل إندونيسيا وتركيا لأنها لا تسمح بحرية تغيير الدين ولأن بعض الناس يتعرّضون للإضطهاد.
“ولهذا السبب، فأنا لا أعتقد أنه ينبغي النظر إلى الألمان الذين يغيّرون دينهم كأشخاص مشبوهين لمجرّد أنهم غيّروا دينهم، وهذا ما أنني أفهم مخاوف الناس”.
وينبغي مقارنة هذا الموقف البروتستانتي بمواقف بعض رجال الدين المسلمين (الشيخ القرضاوي مثلاً) الذين، رغم معرفتهم بأن الإٍسلام لا يقبل “الإكراه في الدين”، فقد تذرعوا بأنه يمكن ممارسة ما يسمى “حد الردّة” إذا شكّل المرتدّ “خطراً على المسلمين”. وهذا الخطر المزعوم هو ما ترفض أسقف هانوفر إعتباره مبرراً لاضطهاد المرتدين عن المسيحية.
من جهة أخرى، أوردت “الشرق الأوسط” المعلومات التالية:
المشتبهون الثلاثة كانوا يعرفون أنهم تحت رقابة الأجهزة الأمنية قبل اعتقالهم
لندن ـ برلين: «الشرق الأوسط»
ذكرت صحف المانية امس ان المتطرفين الاصوليين الثلاثة الذين اعتقلوا في المانيا كانوا يعتزمون تفخيخ شاحنات مستعملة مستوردة من فرنسا فيما يعرف باسم مؤامرة فرانكفورت. واكد ناطق باسم المدعي العام الفيدرالي امس ان المتطرفين الثلاثة الذين اعتقلوا الثلاثاء الماضي استوردوا ثلاث شاحنات صغيرة تحمل لوحات فرنسية. وكان الموقوفون وهم تركي والمانيان يقيم احدهم قرب الحدود الفرنسية قد خططوا لمهاجمة اهداف في المانيا منها مطار فرانكفورت واماكن يرتادها اميركيون بسيارات مفخخة. من جهة أخرى، ذكرت مجلة دير شبيغل في عددها الصادر امس ان الشرطة الجنائية الالمانية التقطت في نهاية شهر اغسطس (آب) اتصالا هاتفيا مصدره شمال باكستان يعطي المتهمين الاوامر بالتنفيذ خلال عشرة ايام. وقالت دير شبيغل ان موعد تنفيذ العمليات الارهابية كان يوم 15 سبتمبر (ايلول) الجاري. وكانت السلطات تراقب المتهمين في مؤامرة فرانكفورت منذ اشهر قبل ان تعتقلهم امس في قرية صغيرة في غرب البلاد حيث استأجروا منزلا. وطبقا لتفاصيل المراقبة التي نشرتها مجلة دير شبيغل فان الرجال اعطيت لهم مهلة اسبوعين لشن الضربات المزمعة من خلال اتصال هاتفي اجري من شمال باكستان في اواخر أغسطس ورصدته الشرطة الالمانية.
وقالت وسائل الاعلام الالمانية ان المتشددين وهم فريتز جيلوفتز ودانييل مارتن شنايدر وادم يلمظ كانت لديهم مواد كافية لصنع قنابل بقوة تصل الى 550 كيلوجراما من مادة «تي ان تي» ويعتقد انهم كانوا يخططون لشن تفجيرات متزامنة بسيارات ملغومة في انحاء المانيا.
وقد اسرعت السلطات بتوقيفهم بعد ان رصدت، عبر جهاز دسته في سيارتهم، شرطيا يبلغهم بان اسماءهم واردة على لائحة اشخاص تراقبهم الشرطة الجنائية. وقالت المصادر المقربة من جهات التحقيق ان المشبوهين الثلاثة تدربوا في باكستان قبل عودتهم للالتحاق بخلية لاتحاد الجهاد الاسلامي «وهي جماعة سنية غير معروفة على صلة بالقاعدة ولها جذور في اوزبكستان». وطبقا لما ذكرته دير شبيغل فان جيلوفتز ويلمظ اشارا الى ديسكو يكتظ بالاميركيين «الحثالة» بالاضافة الى مطارات ونواد ليلية او قاعدة عسكرية أميركية كأحد الاهداف خلال مكالمة جرت في 20 يوليو (تموز) وسجلتها الشرطة. وقالت دير شبيغل ان المشتبه بهم الثلاثة كانوا على علم بانهم تحت الرقابة الشديدة من الشرطة. وفي احدى المرات ترجل واحد من المشتبه بهم من سيارة في اشارة مرور وسار في هدوء الى سيارة شرطة كانت خلفه ولا تحمل ارقاما وشق اطاراتها.
وجاءت الاعتقالات في ذروة تحقيق بدأ قبل عام عندما حذر مسؤولون أميركيون السلطات الالمانية من رسائل بالبريد الالكتروني تم اعتراضها من باكستان. وقالت المجلة ان الرئيس الاميركي جورج بوش كان يتابع القضية عن كثب. وسأل المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بخصوصها في يونيو (حزيران) خلال قمة مجموعة الثماني التي عقدت في هايليجيندام.
وشنت الشرطة حملة المداهمة يوم الثلاثاء بعد ان اوقف ضابطا مرور لا علم لهما بالتحقيق اثنين من المشتبه بهما في حملة روتينية لتنظيم حركة المرور بسبب اضاءة الكشافات القوية لسيارتهما.
وقال ضابط بعد مراجعة اسميهما من خلال كمبيوتر تابع للشرطة في حديث سمعه المشتبه بهما: «انهما على قائمة الشرطة الاتحادية». وقالت السلطات ان الثلاثة ضمن عشرة اشخاص على الاقل يخضعون لتحريات.
وصدمت انباء الاعتقالات المانيا التي لم تتعرض لأي هجوم كبير في السنوات الماضية. وكانت المانيا قد رفضت الاشتراك في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق لكنها تشارك بنحو ثلاثة الاف جندي في افغانستان ورفعت حالة التأهب تحسبا لوقوع هجمات.
ونقلت صحيفة دي فيلت امس عن مصادر امنية في المانيا قولها ان عدد المشتبه بهم ربما يصل الى 49. وقال جورجي زيركي رئيس مكتب الشرطة الاتحادية للصحيفة : «لسنا خارج دائرة الخطر». ولم يعلق لا مكتب الشرطة الاتحادية ولا ممثلو الادعاء الاتحاديون على تفاصيل الاعتقال او التحريات.
(الشرق الأوسط)