وطنية- 2/9/2007 (سياسة) ادلى عميد حزب الكتلة الوطنية اللبنانية كارلوس اده بتصريح، قال فيه: “كنت أفضل ألا أضطر الى التعليق على بعض المواقف الاخيرة للعماد ميشال عون، الا ان ما ورد من كلام خبيث في البعض منها، وهو يخفي الجزء من الحقيقة التي تزعجه جعلني أشعر بضرورة إيضاح كل ذلك: يقول الجنرال عون انه يرفض اليوم رئيسا مصنوعا في الخارج، وهو ما كان رفضه في العام 1988، لكنه لم يذكر انه طلب آنذاك من دمشق وواشنطن ان تساعداه في الوصول الى الرئاسة الاولى، وانه لو وصل لكان تفاهم مع النظام السوري، ولعب دور الرئيس اميل لحود”.
وتابع: “يقول الجنرال عون انه الاكثر إلماما بالمفهوم الديموقراطي، لكنه لا يخفي على أحد انه رجل سلطوي، يعاني من جنون العظمة، خصوصا لجهة قوله اما انا الرئيس واما الفوضى، وهو لا يقبل نقدا من احد، وتظهر تصرفاته انه فاشي، يريد تحول لبنان الى نظام توتاليتاري، او أقله الى ما يشبه النظامين السوري او الايراني، وما يرفضه اللبنانيون والنظام الدولي”.
وسأل: “هل يمكن ان نتصور منذ الآن، وفي حال وصل عون الى الرئاسة كيف يتعامل مع اي نوع من المعارضه في عهده؟ من سيكون قادرا على وضع حد لتجاوزه المفرط للسلطة، وللصلاحيات التي تناط به؟
اضاف: “يتكلم الجنرال عن استعداده للجوء الى كل الوسائل، التي تتيح وصوله الى الرئاسة الاولى، وان كان ذلك يقضي باستعمال العنف، واستباحة القانون، والدستور والاعراف، والوحدة الوطنية. كلما أظهرت الوقائع السياسية ان معدل التأييد المسيحي للجنرال يهبط، كلما تعمد أكثر تأجيج الغرائز الطائفية ونعراتها من خلال إطلاقه شعارات واهية مثل توطين الفلسطينيين”.
وقال: “اما حديثه عن الوصاية الغربية الجديدة على لبنان فهذا يتناقض كليا مع خطابه، الذي دأب على تكراره من باريس، حيث كان يطلب المساعدة من الدول الاوروبية، ومن واشنطن، حتى من داخل لبنان، وكان يقول باستمرار ان خروج سوريا من لبنان لا يعني وضع حد لتدخلها في الشؤون اللبنانية. فهي تمسك بالمنظمات الارهابية وها هو الجنرال اليوم ينتقد سياسة الامم المتحدة، ويدافع بطريقة غير مباشرة عن التدخل السوري والايراني، وها هي المساعدة الغربية تصب في خانة إنقاذ الدولة اللبنانية، بينما تأتي المساعدة المالية، والعسكرية من ايران لدعم فئة من اللبنانيين على حساب الآخرين”.
وتابع: “ان الثابتة الوحيدة في مواقف عون، وخطاباته تكمن في دفاعه عن مصالحه، وطموحاته الشخصية. فهو لا يجد رادعا اخلاقيا في التحالف، حتى مع الشيطان، اذا كان ذلك يحقق له أحلامه، الامر الذي أفقده صدقيته امام الشعب اللبناني، والدول العربية، والغربية، كما ان حلفاءه يستخدمونه من دون قناعة بما يقول لهم الآن، وقد يفقد قيمته امامهم غدا. يقول الجنرال ان بعض الاطراف السياسية تستخف بعقول الناس، والحقيقة الساطعة هي انه هو الذي يستخف بعقول اللبنانيين والمجتمع الدولي، حتى حلفاءه. ونحن نستغرب كيف انه لا يزال هناك أناس يثقون به في شكل أعمى. يتكلم عون عن حرب اهلية، بينما يعرف الجميع ان حلفاءه هم الذين يتسلحون، وانه هو يعد منظمة ميليشياوية، تصل الى أفرادها أسلحة”.
وقال: “وفي موضوع الفساد يتساءل الناس كثيرا في هذا المجال. واذا كان ذلك صحيحا لا يكون عون موضوعيا في تحميل كل الاطراف المسؤولية عما حصل، بدءا بالنظام السوري، الذي كان يتسلم كل شيء، في لبنان وصولا الى حلفائه الذين كانوا في الدولة، وفي كل المؤسسات. لما يركز عون على فئة من دون سواها؟ لما لا يتكلم عن المرحلة منذ العام 1988 حتى الامس القريب ويقتصر كلامه منذ العام 1992 وهو كان ايضا في الحكم. وهناك تساؤلات حول ادارة الاموال في عهده، كيف يفسر انه كان يملك بين وصوله الى رئاسة الحكومة في ايلول 1988، وكانون الاول 1990، حسابات مصرفية طائلة باسمه خارج لبنان، لا تتوافق قيمتها مع رواتبه ؟ من اين له كل ذلك؟ بعد نفيه الى فرنسا اقيمت دعاوى ضد عون امام القضاء اللبناني، الا ان النظام السوري ألغى كل هذه الدعاوى بعدما اتفقا”.
وقال: “منذ عامين والنظام السوري يمدح بالجنرال عون وهو ما ذكره الوزير السابق سليمان فرنجية بوضوح، ونحن ندرك ان النظام السوري لا يمدح الا من يدافعون عن مصالحه، ان كل هذا خير دليل على عمق التعامل بين عون ودمشق . اذا أردنا إطلاق تهم بالفساد، فان كثيرين يمكن ان يصبحوا موضوع اتهام. الا ان ما هو غير محمول هو إعطاء عون للجميع دروسا في الاخلاق والنزاهة، وقد نسي ان منزله من زجاج، فكيف يرمي الآخرين بالحجارة. لهذا السبب، ولكن ما تقدم ذكره، وباسم كثيرين من اللبنانيين، أطالب بالتدقيق الشامل في حسابات المالية العامة اللبنانية، غير ان رفع السرية المصرفية هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك، وهو ما كان عون رفضه كليا عندما طرحته عليه في الرابية بعيد عودته الى لبنان”.
وختم: “وفي موضوع المهجرين، فاننا نتوقف عند الواقع التهجيري السائد في الضاحية الجنوبية، إعادة المهجرين الى هذا البلد، فكيف سيكون قادرا على معالجة ملف المهجرين في الجبل؟ اي مسيحي يستطيع التنقل او العيش في الجبل كما يريد، بينما هل يستطيع اي مواطن ان يتنقل في الضاحية مثلما يريد، واينما يريد، او ان يستعيد ملكه فيها؟ يستغرب الجنرال ان كثيرين لا يريدونه رئيسا للجمهورية. فهل يمكن ان نقبل به رئيسا، وهو رجل حقود، عاجز عن لجم لسانه غير الاخلاقي، وعن ضبط أعصابه، وان جن جنونه، او غضب ثائرا، على المنابر، وشاشات التلفزة وفي اجتماعاته الخاصة والمفتوحة”.