تستحق “الوطن” السعودية وصحف سعودية أخرى الإطراء “بين حين وآخر” لجرأتها في نشر بعض المواضيع المثيرة للسجال، مثل المقابلة المنشورة أدناه. ونأمل ألا تتسبّب هذه “الجرأة” في الإطاحة برئيس تحريرها الجديد القديم، علماً أن رئيس تحرير سابق فضّل الإبتعاد إلى إيطاليا بحجّة الدراسةوخوفاً على حياته كما وردنا من مصادر سعودية!
قارئ “الشفّاف” يستطيع الإطلاع على الرواية التي نشرناها قبل أسابيع، كما وردتنا من قارئ سعودي.
*
الرياض:عضوان الأحمري
(العنوان ليس مثيراً لمن يعرف اللغة العربية وقرأ الثقافة الإسلامية) هكذا برر الروائي الذي سمى نفسه “شيخ الوراقين” عنوان روايته الجديدة (عيال الله ) التي أصدرها قبل 4 أشهر عن دار التنوير العربي بلندن.
وتقع الرواية في 100 صفحة مقسمة على (12) فصلاً, مكتوبة بلغة حادة ضد بعض التيارات الفكرية في السعودية وتناولهم لقضايا المجتمع والدفاع عنها,كما كان لبعض أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نصيب في فصول الرواية,وتطرق كذلك لكفاءة النسب وقضية “منصور وفاطمة” و”فتاة القطيف” وغيرها من القضايا,وكيف تعامل الإعلام معها.
يقول شيخ الوراقين في أول حديث صحفي له لـ” الوطن” عن دوافع كتابة الرواية ” دعنا نسأل أولاً: لماذا يكتب شخص ما في هذا العالم رواية ؟ هناك من يبحث عن الشهرة والمجد الأدبي وهذا بالطبع لا ينطبق على من ينشر رواية باسم مستعار مثل (شيخ الوراقين) وهناك من يبحث عن المال وهذا المثال لا ينطبق على المؤلف العربي فكلنا نعلم أن أشهر الروائيين العرب من أفقر مخلوقات الله بل إن أفضلهم حظاً من تستطيع روايته أن تغطي تكلفة طباعتها.
وأضاف قائلاً: من ناحية العنوان فهو قد يعتبر مثيراً بالفعل عند من يفتقرون إلى الثقافة اللغوية والإسلامية أيضاً ويفهمون كلمة (عيال) بغير معناها الحقيقي وهو ما حدث مع الكثير ممن انهالوا على العمل بالتجريح وتكفير المؤلف في مواقع الإنترنت التي انتشرت فيها الرواية بشكل كبير وغير متوقع ولو استخدمت أي باحث على شبكة الإنترنت اليوم فستجد عشرات المواقع التي نشرت العمل ومئات التعليقات عليه , على الرغم من أن “عيال الله” في لغة العرب تعني الفقراء إليه وهو تعالى من يعيلهم, أضف لذلك أنها مصطلح إسلامي ورد في الحديث النبوي (الخلق عيال الله…) بغض النظر عن مدى صحة الحديث”.
وعن أسباب الاختباء خلف اسم مستعار وهل هو خوف أم هروب تساءل “لماذا تسميه اختباء ؟ ربما كان تزيناً أو لعدم الرغبة في الظهور بمظهر الروائي وتفضيّل شخصية الورّاق الذي كان في أزمان سابقة مجرد كاميرا أو آلة تصوير بيد أنه هنا حاول تصوير ما سيكون لا ما كان.
وعن تطرقه في الرواية لقضية تصرفات بعض أعضاء هيئة الأمر بالمعروف التي انتقدتها الرواية قال:إنها قضية عامة ولاقت الكثير من الجدل، كما أن الانتقادات التي يعتبرها البعض قاسية جداً جاءت على ألسن شخصيات من العمل لها نماذج مماثلة تماماً وعلى أرض الواقع ولا تعبر بالضرورة عن رأي المؤلف..”.
ولا يرى “شيخ الوراقين” أن لغة النقد حادة في الرواية, فكل ذلك – حسبما يقول – يعود للتوتر المسبق الذي يصاب به بعض القراء ويجعل الحكم عندهم على العمل سريعاً وجاهزاً.
ومن خلال الرواية يرى المؤلف أن بعض من يصفون أنفسهم بـ” الليبراليين” أو”الإسلاميين” يعتبرون من المزايدين على القضايا الاجتماعية ويضيف “في كل صراع على هذا الكوكب هناك المزايدون والوصوليون والمتثاقفون”.
الحرية المطلقة دون رقيب هي ما طبقها شيخ الوراقين – كما يقول – على شخصيات العمل,وهذه الحرية هي التي أخرجت العمل بهذه الصورة , ويستطرد قائلاً ” شخصيات العمل مارست حريتها كاملة في الانتقاد دون أي رقابة من المؤلف الذي ظل يتابع تسلسل الأحداث ويستمع للجميع بشكل محايد فمن انتقد الإسلامويين وليس (الإسلاميين) وصفهم بالمتطرفين, ومن انتقد الليبراليين كانت لديه أسبابه الوجيهة في ذلك”.
وعن روح الإثارة في الرواية وعدم مطابقتها للواقع الاجتماعي قال “من غير المقبول أدبياً أن يكون العمل ككل نسخة مطابقة للروايات الاجتماعية المتداولة في الصحافة وبين الناس لكن هذا لا يعني أن بعض شخصيات العمل لم توظف للاستشهاد بها ضمن أحداث الرواية التي جاءت مستقلة تماماً عن الواقع والهدف من كتابة الرواية هو تخيّل ما يمكن أن يحدث في يوم ما بأكثر من مخيلة منها المخيلة المتشائمة والمخيلة المتفائلة والمخيلة الفنتازية”.
(الوطن السعودية)