وزارة الدفاع السعودية تعطي إجازات للمتشددين.. حينما يصل مدرّبون أميركيون!
تحت عنوان “الخطاب المناوئ للغرب ما يزال مغرياً”، كتبت جريدة “الفيغارو” الفرنسية مقالاً أشارت فيه إلى أنه ” بعد موجة العمليات الإرهابية التي وقعت في العامين 2003 و2004، نجحت السلطات السعودية نجحت في قطع رؤوس “القاعدة”، التي لم تقم بعملية واحدة في المملكة خلال العامين الماضيين. ولكن “شهوة الجهاد” لم تندثر، كما لم تندثر المشاعر المناوئة للغرب.
ومع أن الرؤوس الكبيرة في الشبكة الإرهابية قُتِلت، أو تم أسرها، أو فرّت من البلاد، فإن كتلة المناصرين لها ما تزال موجودة. وتتواصل عمليات التجنيد التي تقوم بها “القاعدة”، بدليل أن أجهزة الأمن اعتقلت 136 إرهابياً مزعوماً في نهاية العام 2006، وقامت بتفكيك 8 خلايا كان بين أعضائها 20 أجنبياً، بينهم مواطنان بلجيكيان كانا قد جاءا إلى السعودية بحجة “الدراسة” في جامعاتها.
وحسب المقال، الذي يحمل توقيع الصحفي جورج مالبرونو، فإن “القاعدة” في السعودية اعتمدت طريقة الإختفاء. ونقلاً عن خبير غربي مقيم في الرياض: “فالقاعدة تعرف أن الأجهزة المقابلة لهم تملك موارد ضخمة”. وقد حصلت السعودية على أجهزة مراقبة متطوّرة جداً سمحت لها بإحباط عدد من العملايت الإرهابية. سوى أن الإرهابيين الذين طاردتهم السلطات داخل بلدهم رحلوا إلى العراق حيث قاموا ببناء شبكاتهم من جديد. وقد رحل بضعة ألوف من الجهاديين السعوديين إلى العراق بهدف المشاركة في القتال ضد الأميركيين وضد “أصحاب البدع من الشيعة”.
وفي العراق، اكتسب هؤلاء الجهاديون كفاءات تثير الآن ذعر السلطات السعودية. وتخشى الرياض من عودة هؤلاء إلى المملكة. فحتى بعد تدمير كوادرها، ما تزال “القاعدة” قادرة على توجيه ضربات في السعودية. وينقل صحفي “الفيغارو” عن “الإسلامي الإصلاحي عبد العزيز القاسم” قوله: “حتى إبنة عمي، مع أنها ليست عضواً في “القاعدة”، ستكون قادرة على بناء خلية إرهابية. فليس عليها سوى أن تقرأ نشرات القاعدة التي يتم تداولها سرّاً، وخصوصاً النشرة الخاصة بالنساء”.
ومع أن منفّذي العملية الإرهابية التي أودت بحياة 3 فرنسيين يوم أمس لم يكونوا على صلة رسمية بـ”القاعدة” السعودية، فإن الخطاب المناوئ للغرب ما يزال منتشراً في أوساط عديدة من المجتمع السعودي- بما في ذلك المراتب العليا من السلطة وكذلك في القوات المسلحة. ويسجّل ديبلوماسي غربي أنه “حينما يصل مدرّبون أميركيون إلى الرياض لتدريب زملائهم السعوديين، فإن أجهزة وزارة الدفاع السعودية تعمد إلى إعطاء إجازات للعسكريين “الملتحين” الذين لا يطيقون التعامل مع “الكفّار”.
نزعات جهادية
من جهة أخرى، فأجهزة الإستخبارات الغربية على قناعة بأن عدداً من الهجمات الإرهابية التي تعرّض لها الأجانب قد تمّت بفضل معلومات وفّرها للإرهابيين أعضاء في “الهيئة”، أي “مطوّعون”.* ومع أن السلطات تكرّر الدعوات إلى التعقّل، فإن إقناع “العناصر المنحرفة”(حسب التسمية الرسمية لأعضاء “القاعدة” في السعودية) ليس سهلاً. يضاف إلى ذلك أن النزعات الجهادية لدى هؤلاء تتغذّى من “الظلم والعدوان” الذي توحيه لهذه العناصر مشاهد المدنيين الذين يسقطون قتلى برصاص الأميركيين في العراق، الذي يقع على حدود السعودية مباشرةً.
* هذه الإشارة إلى دور محتمل لـ”المطوّعة” تبدو منطقية في حالة الهجوم على الفرنسيين، الذين لم يتعرّضوا للإعتداء في أماكن عملهم أو في مساكنهم، وإنما أثناء “إستراحة” في طريق العودة من زيارة مواقع أثرية. مما يعني أنها لم تكن مخطّطة، بل “بنت ساعتها” بفضل معلومات سريعة وفّرتها عناصر مهمّتها مراقبة الأجانب، مثل جهاز “الهيئة”— “الشفّاف”