يواجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، انتقادات متزايدة بسبب سياسياته الخارجية والعزلة الدولية التي تحيط بطهران من جراء تلك السياسات. وتصاعدت الانتقادات ضد احمدي نجاد خلال الايام الماضية، بعدما بدأت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا، بالعمل على مسودة مشروع جديد لفرض عقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي.
ووجه الرئيس الايراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، تحذيرا أمس من «الاستهانة» من موقف الولايات المتحدة التي شبهها بـ«النمر الجريح»، من اجل تفادي مواجهة عسكرية.
ونقلت الصحف الايرانية عن رفسنجاني، الذي يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام، هيئة التحكيم السياسي العليا للنظام الإيراني، قوله: «علينا ان نكون اكثر حذراً، فإنهم (الأميركيين) مثل نمر جريح، ويجب عدم الاستهانة بهم». واضاف: «الجمهورية الاسلامية هي العقبة الرئيسية في وجه الولايات المتحدة في المنطقة. فهم يواجهون اينما ذهبوا جداراً كبيراً مرتبطاً بشكل ما بإيران».
ودعا رفسنجاني الى العمل لتعبر «سفينة الثورة» فترة التوتر الناتجة عن البرنامج النووي. وهذا التحذير موجه بصورة واضحة الى أحمدي نجاد، الذي لا يتوقف عن الادلاء بتصريحات معادية للولايات المتحدة.
وتشير تقارير اخبارية الى ان المرشد الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي، يشعر بامتعاض متزايد من تصرفات أحمدي نجاد. ووجه خامنئي انتقادات لحكومة أحمدي نجاد الاسبوع الماضي، ومن ثم عقد اجتماع مع عدد من الوزراء الايرانيين ونواب الرئيس من دون حضور احمدي نجاد. وحملت الصحف الايرانية، مقالات عدة منتقدة لأحمدي نجاد أول من أمس، عقب تصريحاته الأحد الماضي بأن البرنامج النووي الايراني «قطار بلا مكابح». وردت صحيفة «اعتماد الملي» الاصلاحية في افتتاحيتها قائلة: «القطار يحتاج الى المكابح للوصول الى وجهته بأمان»، مضيفة: «انت تمثل ناخبي هذه الدولة الإيرانية العظيمة، فتكلم بما يساوي اسم وكرامة هذه الأمة».
ووجهت صحيفة «رسالة» المحافظة انتقادات لسياسة احمدي نجاد وتصريحاته المثيرة للجدل، قائلة في افتتاحيتها: «الضعف واللغة المهينة من دون سبب امران غير مقبولين في السياسة الخارجية». وقال المحلل السياسي الإيراني اراج جامشيدي لوكالة «رويترز» انه يبدو بأن «القيادة العليا قد حذرت أحمدي نجاد من تصريحاته»، مضيفاً انها «جزء من شخصيته».
لندن: «الشرق الأوسط»
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=10319&article=408425