وكتب أحد ضباط قسم الاقتصاد في منظمة استخبارات الجيش الإسرائيلي، أمان، في الملف السري لهذه المنظمة عن “رئيسي” أن هذا الرئيس البالغ من العمر 63 عاما قد تعهد بتحسين الاقتصاد الإيراني، ومحاربة الفساد، ومساعدة الفقراء، وزيادة الإنتاج المحلي، على الرغم من العقوبات ودون إحياء الاتفاق النووي.
ووفقا لما قاله ضابط المخابرات الإسرائيلي هذا، فقد التزم “رئيسي” بالوفاء بوعود لا يفهمها على الإطلاق.
وقال أيضا إن “رئيسي” يعمل بمثابة “إسعافات أولية مؤقتة”، والمثال على ذلك أن سياسته الخاصة بالعملة التفضيلية نجحت لفترة من الوقت، ولكن بعد ذلك انقلبت الأمور على الفور وارتفع التضخم.
وبحسب جهاز الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، فإن “رئيسي” لا يملك القدرة والشجاعة لإجراء جراحات اقتصادية، بما في ذلك تصحيح أسعار البنزين.
ووفقا لأحد ضباط المخابرات الإسرائيلية، فإن “رئيسي” قال في اجتماعات خاصة إنه لا علم له بالسياسة الخارجية، ولهذا السبب عهد بإدارة الملف النووي العسكري الإيراني إلى آخرين.
ويؤكد التقييم الاستخباراتي الإسرائيلي أن “رئيسي” أوكل إدارة الكثير من الأمور إلى النائب الأول للحكومة، محمد مخبر، في حين تولى آخرون إدارة الأمور ويقودونها في اتجاهات مختلفة.
واعتبر “أمان” أداء الحكومة في الأحداث المحتملة في ذكرى اغتيال مهسا أميني بأنه مصيري.
وبحسب رئيس القسم الداخلي والاقتصادي الخاص بإيران في منظمة “أمان”، في التقييم السنوي للتهديدات التي يواجهها النظام الإيراني، يعتبر “الحجاب الإجباري” التهديد الأول بالنسبة لجميع المؤسسات الأمنية في إيران.
وتقول وكالة المخابرات التابعة للجيش الإسرائيلي إن الحكومة الإيرانية تمكنت من استعادة الشارع من المتظاهرين من خلال السيطرة على وسائل الإعلام ومنع تشكيل قيادات محلية خلال احتجاجات العام الماضي.
ويجمع ضباط المخابرات الإسرائيلية في تقريرهم على افتقار إبراهيم رئيسي للذكاء، لكنهم لا يرون أن هذه المشكلة عائقا أمام خلافة المرشد.
وفي هذا التقرير يقول رئيس القسم الداخلي والاقتصادي الخاص بإيران في منظمة “أمان” إن علي خامنئي لم يكن شخصية كاريزمية عندما أصبح مرشدا عام 1989، لكنه اليوم حاكم إيران.
وبطبيعة الحال، فإن جهاز استخبارات الجيش الإسرائيلي لم يأخذ في الاعتبار، في تقديره، دور هاشمي رفسنجاني في دعم خامنئي ووصوله إلى السلطة.
وفي الوقت نفسه، يدعي مجتبى خامنئي أيضًا أنه خليفة المرشد، وعلى عكس الخميني، لم يتخذ خامنئي موقفًا ضد الدور السياسي لابنه.
وقيّم بعض المحللين رئاسة “رئيسي” بأنها ناتجة عن خطة مشتركة لمجتبى خامنئي وحسين طائب، الرئيس السابق لجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، لاستبعاد “رئيسي” من السباق لخلافة مرشد النظام.
في الوقت نفسه، يرى مراقبون سياسيون أن كل الحسابات قد تتعطل يوم وفاة مرشد النظام.
ويقول الرائد آي، مساعد القسم الداخلي والخاص بإيران في جهاز استخبارات الجيش الإسرائيلي، إنه بعد وفاة خامنئي، سيغير النظام الإيراني شكله بالكامل. وقال إنه مع وفاة خامنئي، ستكون هناك مجموعات قوة ستتنافس على التفوق في حرب الخلافة.
ووفقا لتحليل وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، يمكن أن يكون رئيسي “دمية” في أيدي أصحاب السلطة الرئيسيين.
وأشار الرائد آي إلى أنه لا ينبغي الاستهانة برئيسي، لأنه على الرغم من أنه ليس عبقريا، إلا أنه يمكنه التأثير على القضايا.
ويقول مسؤولو المخابرات الإسرائيلية إن المسؤولين الغربيين يعتقدون أيضًا أن “رئيسي” سيحل محل خامنئي.
وقبل عامين، حذر الموساد وكالة المخابرات المركزية الأميركية من أنه لا يمكن التفاوض مع “رئيسي” لأنه شخص “غير مستقر ومضطرب عقليا”.
ومع ذلك، فإن تقييم إمكانية خلافة “رئيسي” كمرشد له شرطان مهمان: الأول هو أن الجمهورية الإسلامية ستستمر في الوجود حتى وفاة خامنئي، والثاني هو وفاة مرشد النظام.