المعارضة الشرسة والمواجهة البرلمانية التي توعد بها نواب الرابع عشر من آذار لم تكن على قدر طموح جمهور الحرية والسيادة والإستقلال. خاصة بعد بيان البريستول الذي أعلن صراحة توجّهه نحو إسقاط الحكومة ما لم تعلن التزامها الواضح بالقرار 1757 المتعلق بالمحكمة الدولية.
للإنصاف، فقط بعض صقور الرابع عشر من آذار، ولا سيما النواب مروان حمادة، نهاد المشنوق، سامر سعادة، هادي حبيش، انطوان زهرا، نديم الجميل، سامي الجميل و دولة الرئيس فؤاد السنيورة، كان لهم كلام شديد اللهجة اثلج قلوبنا. حتى انه استنفر النواب “الموصون” ادارة الأذن الصماء واستدعى ردودا إنفعالية و تخوينية، لائقة و غير لائقة منهم.
في المضمون، ما من احد يشك في قناعات نواب الفريق الإستقلالي و ثوابتهم. أما في الشكل فقد جاء كلامهم مفندا للبيان الوزاري، منتقدا التباس بعض بنوده حينا او عدم واقعية بعض البنود احيانا. و هو كلام، و إن صح، إلا أنه في غير موقعه من حيث التوقيت. إذ بدا و كأنه خضوع للأمر الواقع المتمثل بتشكيل الحكومة، و انتقالا من موقع الرافض لتشكيل الحكومة اساسا الى موقع الرافض لبيانها الوزاري.
إن الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد تتطلب خطابا موحدا من قبل قوى الرابع عشر من آذار. فإما هي حكومة اكثرية مغتصبة بانقلاب مسلح غير مشروع، او هي حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي اتت بانقلاب سياسي مشروع. و لكل من الانقلابين طريقة مختلفة تماما قي التعاطي معهما و الرد عليهما.
إن ما يميز حركة 14 آذار هو هذا التنوع الفكري و التعدد في الآراء و المواقف من احزاب و تيارات و جمعيات مدنية و افراد، كما و بعدها عن الحزب الواحد الحاكم بأمره. هذا التميز نفسه قد يشكل نقطة ضعف قاتلة في حال عدم ضبطه. وهو ما تفتقده اليوم هذه الحركة: “ضابط ايقاع” يعمل على توحيد الصفوف و الخطاب. و هنا لا يسعني الا ان اوجه تحية الى روح الشهيد الكبير سمير قصير و اقول له: 14 تبدو 7 في غيابك. على أمل ألا تمثل الـ 7 إلا علامة النصر.
m.chreyteh@gmail.com
كاتب لبناني