رعاك الله يا دمشق!
رعاك الله يا سوريا..
إن ما أصابك ويصيبك لمما يُسيّل الدموع فلا تُكفكف، ويُدمى القلوب فتنبض وهي تنزف.
درة العروبة، وموئل الشجاعة، ورمز البطولة، لم تعد حاميةَ الفكر السديد، وراويةَ الشِعر العذب، ورافعة لراية البطولة والشجاعة، بل تحولت لتكون قطاراً للموت ينطلق نحو الخلود، وطائرة للعذاب الذى يتجلى مثلاً رائعاً للفداء فى سبيل الحرية. وباتت مأساتها تقيم فى الجفون أرقاً لا ينتهي، وتُدمي القلوب عذاباً بلا نهاية.
لقد قضيت في ربوع سوريا وفى رحاب دمشق أياماً لا تُنسى من فرط دفء المحبة ويُسر التعامل مع الناس؛ حتى أدركت أن سوريا هى أقرب البلاد إلى مصر. وقد وضَعَت على رأسى تاجاً من التقدير حين ألقيت محاضرة فى المدرج الكبير بجامعة دمشق، والذى كان ممتلئاً بمحبى الثقافة ومقدّري المعرفة، فاستطالت المحاضرة ثلاث ساعات وربع، حظيت بعدها بتصفيق من العقول وتصفيف من المشاعر.
إن الربيع العربى آل إلى رياح خماسينية حارة محملة بالرمال، كتلك التى تهب على مصر خلال شهرى إبريل ومايو، وهما شهرا الربيع تفسده الرياح الخانقة. والمشكل أنه لا يمكن إيجاد حل من الداخل، لأن الشعوب الثائرة تتعلق بالحرية والشفافية فى حين أن أغلب الحكام تتحقق مصالحهم فى الإستبداد والتعتيم. وما في ذلك حل لمعادلة الثورة إلا بإلغاء أحد طرفى المعادلة؛ والشعوب الباسلة – مهما تكبدت – فإنها أبدأ لا تزول ولن تزول.
ولم يكن حل هذه المعضلة إلا بتدخل خارجي، كان الصعب فيه والحرج دول من خارج المنطقة ودول من داخلها. وقد لاح أفق السلام حين توافقت القوى الخارجية على حل لحقن الدماء وحفظ الأبرياء، فهل تأمل أن يكون فيما ابتدأ أن ينتهي إلى حل بالسلام.
ذلك ما نرجوه ونأمل فيه. وصبراً صبراً يا شعب سوريا، فإن لرياح الخماسين فترة تنتهى بعدها، ويعود الربيع العربي إلى زهوه ونجاحه.
saidalashmawy@hotmail.com
القاهرة