تمخض “جبل تدوير الزوايا”، ومن المرتقب ان يولد فأراَ! فالحكومة التي طال انتظارها رجحت مصادر سياسية ان تبصر النور اليوم، وان تتم مراسم دفنها في خلال ثلاثة أيام، حيث يُتوقّع ان يستقيل وزراء ٨ آذار منها، وان يتمسك وزراء 14 آذار والوسطيون بوزاراتهم.
المصادر أشارت الى ان الحكومة ستأتي على قاعدة “اللهم أشهد أني بلغت”، حيث التزم الوسطيون و14 آذار بالتزاماتهم مع نبيه بري ووليد جنبلاط والرئيسين سليمان وجنبلاط، ووضع “مون جنرال” عصاة جبران باسيل وزيرا للطاقة في مسار التشكيلة الحكومية، آخذا معه حزب الله ومن خلفه وزراء حركة امل، وسليمان فرنجيه وارمن الطاشناق.
الحكومة المرتقب صدور مراسيمها اليوم، سوف تمر بالمحطات التالية:
حكومة “جامعة” من اربعة وعشرين وزيرا تتوزع مثالثة بين القوى السياسية، على قاعدة 8 وزراء لقوى 14 آذار، ومثلهم لقوى 8 آذار، ومثلهم للوسطيين والرئيسين سليمان وسلام.
فور إعلان المراسيم يستقيل وزراء 8 آذار الثمانية، فلا تسقط الحكومة لان إسقاطها في حاجة الى 9 وزراء.
وزراء النائب جنبلاط لن يستقيلوا وكذلك الوزير الشيعي من حصة الرئيس سليمان.
يرفض الرئيس سلام إستقالة الوزراء الثمانية، مما يفسح لهم في المجال لمن يرغب من بينهم في العودة عن استقالته.
بعد رفض الاستقالة يتم تعيين وزراء بدلاء للمستقيلين من بين الوزراء غير المستقيلين.
الحكومة الجديدة تتولى تصريف الاعمال فور اكتمال تعيين البدلاء.
الرئيس بري لا يحدد جلسة للحكومة لنيل الثقة، ولن يكون هناك بيان وزاري.
في حسابات الربح والخسارة:
ينقل حزب الله إدارة البلاد من حكومة الرئيس ميقاتي التي يضع يده بالكامل على مكوناتها الى يد قوى 14 آذار والوسطيين؟!
لا تتحمل حكومة ميقاتي وزر أي أزمة سياسية او امنية تجاه اللبنانيين او تجاه قوى 8 آذار، لانها لم تنل ثقة المجلس، وهي حكومة تصريف اعمال؟
العماد عون وضع البلاد امام مأزق دستوري، وميثاقي فريد من نوعه، وخسر “وزارة الطاقة وكل الطاقات” ومعها الوزارات السيادية والخدماتية التي عرضت عليه.
المصادر السياسية تضيف ان حزب الله سيلتزم الصمت الميداني، ولن يكون في مقدوره الاعتراض على الحكومة، لانه التزم التفاوض والاتفاق على شكلها مع الرئيس بري والنائب جنبلاط، وهي جاءت تلبية لمقتضيات الاتفاق بعد ان التزم الوسطيون وقوى 14 آذار بالتزاماتهم.
وتضيف ان حزب الله المستهدف عقر داره لن يكون في مقدوره توسيع رقعة انتشاره في شوارع العاصمة او سواها، حيث سيكون هدفا سهلا للانتحاريين الذين يتربصون به، وبمراكزه، داخل مربعاته الامنية فكيف الامر خارجها! والتيار العوني أعجز من ان يخرج الى الشارع من دون الحزب الالهي، كما انه فاقد الحجة والمنطق، من خلال تعليق مصالح الناس والعباد على تسليم جبران باسيل وزارة الطاقة.
ومع ذلك تبقى تساؤلات عدة برسم الرئيسين سليمان وسلام، وسعاة تدوير الزوايا:
إذا كان انتظار عشرة اشهر تمخض عن حكومة تصريف اعمال، لماذا لا يصار الى تشكيل حكومة تكنوقراط، تدير شؤون البلاد فعلا لا قولا؟
إذا كان حزب الله أعجز عن المبادرة الى تحريك الشارع، وإذا كان جنبلاط “مذهولا” كما نقل عنه اليوم من ردة فعل عون وحزب الله، ومثله الرئيس نبيه بري، وإذا كانت قوى 14 قدمت جميع التسهيلات المطلوبة للرئيسين وللوسطاء لتشكيل الحكومة، لم لا يبادر الرئيس سليمان والرئيس سلام ومعهم الرئيس نبيه بري والنائب جنبلاط بدعم من قوى 14 آذار الى تشكيل حكومة تكنوقراط تنال ثقة المجلس النيابي وتدير البلاد في هذه المرحلة المصيرية؟
أين تكمن مصلحة حزب الله في نقل الصلاحيات الحكومية من ميقاتي الى حكومة برئاسة تمام سلام المحسوب على قوى 14 آذار؟
هل أصبح حزب الله من الضعف بمكان نتيجة انغماسه في الوحول السورية ليسلم البلاد الى أخصامه ولو شكلا؟
يستقيل ثلثها فور تشكيلها: أخيراً.. حكومة اليوم!
ليؤلف سلام حكومة, وإذا وقّع رئيس الجمهورية المرسوم, تعتبر هذه ميثاقيه, دستورية, ونحن نثق برئيس الجمهورية. وإذا إستقال ثمانية منهم عهراً, فليذهبوا الى الجحيم. على الأقل بتنظف الحكومة من التجار والكذّابين والسماسرة. وستين عتيقه وراهم.
خالد
khaled-stormydemocracy