“السؤال الآن ليس إذا ما كان الأسد سوف يسقط بل كيف سيسقط.”
لقد أصبحت المعارضة قوية بما يكفي لتحرير أجزاء من البلاد من حكم بشار الأسد بل ووصلت إلى ضواحي دمشق. والسؤال الآن ليس هو هل سيسقط الأسد بل كيف سيسقط. ومصير الطغاة الآخرين من سلوبودان ميلوسيفيتش في صربيا وجان كلود دوفالييه في هايتي يقدم قائمة سياسية من خمسة خيارات للكيفية التي ربما يرحل بها الأسد.
1. “حقوق ميراندا” لميلوسيفيتش: يواصل الأسد قبضته على السلطة ويُحوّل الانتفاضة الشعبية إلى صراع طائفي بين العلويين والسنة وتنحدر سوريا إلى حرب تطهير عرقي. ولكن على المدى الطويل سيؤذن ذلك ببدء انهيار اقتصادي ومعنوي لنظامه بصورة مماثلة لما حدث لنظام ميلوسيفيتش في صربيا. ورغم أن ديكتاتور بلغراد ساهم بدور فعال في انفصال يوغوسلافيا كأداة لإثارة حرب عرقية والتشبث بالسلطة في أوائل التسعينيات إلا أنه قد فشل في النهاية. فالعقوبات الدولية واستمرار الاضطرابات قد أسقطت نظامه في عشر سنوات. وقد انتهى المطاف بميلوسيفيتش معتقلاً في عام 2001 ثم تم تسلميه إلى “المحكمة الجنائية الدولية” في لاهاي والتي تلت عليه “حقوق ميراندا” (حق المتهم في السكوت وأن يكون له محام “المترجم”). وفي عام 2006، بعد خمس عشرة سنة من الانتفاضة ضده توفي ميلوسيفيتش بسكتة قلبية في زنزانته.
2. حياة بيبي دوك الرغدة: يُقرر الأسد أن الوقت قد حان لرحيله وينهار نظامه فيُبرم صفقة مع دولة راعية – روسيا على سبيل المثال – لتستضيفه. ومثلما وجد ديكتاتور هايتي جان كلود دوفالييه، أو المعروف باسم بيبي دوك، ملاذاً آمناً في راعيته فرنسا بعد نهاية حكمه في عام 1986، حيث عاش فيها حياة النعيم، فيمكن للأسد أن يجد نفسه في حماية ورعاية روسيا آمناً ومرتاحاً، على رغم من أنه ربما لن يستمتع بالطقس الروسي!
3. تعاسة مبارك: يوافق الأسد على نقل السلطة ويُسلمها إلى نائبٍ له ثم يُعتقل ويُمنح وعداً بمحاكمة عادلة في سوريا كجزء من عملية الانتقال. وكما وافق الدكتاتور المصري مبارك على أن يترك السلطة لنائبه في 2011 فقط لينتهي به المطاف في السجن ثم يُقدم للمحاكمة التي من المرجح أن تستمر سنوات، فمن الممكن أن يقبع الأسد في زنزانته منتظراً العدالة التي لن تأتي أبداً.
4. لوح إعدام تشاوشيسكو: يواصل الأسد قبضته على السلطة بعناد ثم تقرر نخبته القريبة، بعد توقعها انهيار النظام، أن تضحي بالدكتاتور في انقلابِ قَصْرٍ لإنقاذ نفسها. وكما أُعدم رئيس رومانيا نيكولاي تشاوشيسكو على يد شعبه في بث تلفزيوني مباشر في عام 1989 بعد عام من الانتفاضة ضده، يتم قتل الأسد على يد جنرالاته ثم تنتقل سوريا إلى فترة من عدم الاستقرار تتفشى خلالها المظاهرات المتواصلة والقبض الضعيف على السلطة من قبل النخبة القديمة. وفي النهاية يكون المتظاهرين هم من يفوزوا إن شاء الله!
5. تصفية القذافي: يواصل الأسد قبضته على السلطة مع جيشه ويصبح أكثر وحشية ويرتكب مذابح واسعة النطاق مما يُخرج الكثير من الناس إلى الشوارع ويجعل آخرين يستعينون بالسلاح لمقاومة النظام وتتصاعد الانتفاضة قبل أن تنزلق سوريا إلى حرب طائفية تنجح الثورة في نهايتها. ومثلما خضعت ديكتاتورية القذافي لانتفاضة شعبية كاسحة سينتهي حكم الأسد ببساطة على هذا النحو ويتلقى دكتاتور دمشق “عدالة الشعب” ومصير القذافي القاسي.
تلك كانت خمس طرق محتملة لرحيل الأسد فأيٍّ منها تراه الأرجح؟ أم هل لديك فكرة أخرى يمكن بها أن يترك السلطة؟
سونر چاغاپتاي هو مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن وقد استضافته شبكلة الـ “سي إن إن” مؤخراً لينشر تعليقاًت بصورة منتظمة حول التلاقي بين التاريخ والسياسة.