أفادت مراسلة “سكايز” في دمشق نقلاً عن مصادر خاصة من سجن عدرا المركزي بدمشق، أنه تم نقل الكاتب الصحافي والسجين السياسي علي العبد الله إلى السجن الانفرادي مساء أمس الثلاثاء 23 حزيران 2009، بذريعة حيازة مذياع داخل السجن.
وأضاف المصدر أن سلطات السجن تذرعت بحيازة العبد الله لمذياع داخل السجن، الأمر الذي منع بعد عصيان 2007 إضافة إلى قائمة طويلة جداً من الممنوعات داخل السجن، إلا أن المصدرأرجع السبب في ذلك إلى تصريحات العبد الله عن الانتخابات اللبنانية والإيرانية لوسائل إعلام دولية.
وعادت المصادر عينها لتفيد بإخراج علي العبد الله من سجنه الانفرادي وإعادته الى مهجع السجناء ظهر اليوم الأربعاء 24 حزيران 2009.
وكان عبد الله قد وصف من معتقله الانتخابات اللبنانية بأنها عرس ديمقراطي، ودعا السوريين إلى دراسة هذه التجربة من أجل رفع نسبة الوعي بالديمقراطية في سوريا وذلك في تصريح إلى وكالة آكي الإيطالية للأنباء.
كما اعتبر في تصريح آخر عن الانتخابات الإيرانية، أن تظاهرات الشارع الإيراني جاءت رداً شعبياً على التلاعب بالانتخابات، واتهم النظام الإيراني بتزييف الخيار السياسي للإيرانيين، ورأى أن هذه التظاهرات قد أفقدت النظام الإيراني صدقيته وأطاحت بادعاءاته.
ودعا العبد الله، الذي يقضي حكماً بالسجن سنتين ونصف في سجن عدرا قرب دمشق، السوريين إلى دراسة التجربة الانتخابية اللبنانية وقال “أدعو الشعب السوري لدراسة هذه التجربة والاعتبار بها، ومقارنتها بما يحدث في سوريا حيث انتخابات اللون الواحد المتمثل في الجبهة الوطنيةالتقدمية، وسيطرة هذه الجبهة على مقاعد البرلمان..”
وحول الانتخابات الإيرانية قال العبد الله “لقد شكلت التظاهرات الحاشدة التي خرجت من مدن إيران الرئيسية رداً شعبياً على التلاعب بالانتخابات الرئاسية الإيرانية التي قام بها النظام الإيراني في محاولة منه لتثبيت التوازن الاستراتيجي الإقليمي القائم، والذي عمل على إقامته في العقدين الأخيرين بعد أن اهتزت أركانه بهزيمة حزب الله اللبناني في الانتخابات النيابية اللبنانية الأخيرة، والتي كانت ستنهار بهزيمة التيار المحافظ في الانتخابات الرئاسية الإيرانية”.
وأضاف “إن استخفاف النظام الإيراني بإرادة المواطنين الإيرانيين وعقولهم، وتزييفه خيارهم السياسي استدعى رداً شعبياً صريحاً وسريعاً بالنزول إلى الشوارع في مظاهرات احتجاج سلمية لم تطقها عقلية النظام التطرفية فحولتها إلى احتجاجات دامية بإطلاق الرصاص على المتظاهرين وقتل وجرح العشرات، مما أفقد النظام صدقيته وأطاح بالادعاءات الأخلاقية للرئيس المنتهية ولايته، وشكل درساً لكل الأنظمة القمعية يبرر حدود القوة وحتمية فشل القمع
وسقوط أدواته، ودرساً للشعوب المضطهدة يبرز أهمية بحثها قضاياها بيدها وأهمية وحدتها في مواجهة القمع، وبالجدية والتمسك بالحقوق والتضحية من أجلها يأتي التغيير المطلوب”.
يذكر أن علي العبد الله هو أحد أعضاء إعلان دمشق المعارض، الذي يدعو إلى التغيير الوطني الديمقراطي السلمي في البلاد، الأمر الذي دفعت بالسلطات السورية إلى شن حملة اعتقالات طالت أغلبية أعضاء الإعلان، وقررت محكمة الجنايات الأولى بدمشق بتاريخ 29/10/2008 تجريم المعتقلين بجنايتي “إضعاف الشعور القومي ونقل أنباء كاذبة” ومعاقبتهم بالاعتقال المؤقت مدة سنتين ونصف السنة.
خاص سكايز
دمشق