دمشقية: “الخارجية” لم تتحرك.. ونعوّل على منظمات حقوق الانسان
المركزية- أكثر من 200 يوم مرت على توقيف رجل الاعمال اللبناني نزار زكا في ايران حيث كان يشارك بصفته الامين العام للمنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات “إجمع”، في مؤتمر دولي حول دور المرأة في التنمية المستدامة في طهران في ايلول 2015، ملبياً دعوة رسمية تلقاها من نائبة رئيس الجمهورية الايرانية لشؤون المرأة والاسرة السيدة شاهيندوخت ملاوردي. ستة أشهر ونيف مضت وأي تهمة لم توجه الى زكا الذي قرر الاضراب عن الطعام منذ 26 يوما، علّ خطوته تساهم في الضغط للسماح له بتوكيل محام للدفاع عنه، غير ان قناعة بدأت تتكوّن لدى الرجل بأن ثمة قطبة مخفية في قضيته وهو تحدث في تسجيل صوتي له في 2 نيسان الجاري عن “اختطافه” على يد “الحرس الثوري الايراني”، معربا عن تخوفه من الصاق السلطات الايرانية به تهما اعتباطية لتبرير اعتقاله او اعدامه.
اعتقله “الحرس” لتوجيه “رسالة” لنائبة الرئيس روحاني!
وفي حين ناشد زكا في رسالته الصوتية من سجن ايفين في ايران كلا من رئيس الوزراء تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ملاحقة قضيته والسعي للافراج عنه، أشار محاميه ماجد دمشقية عبر “المركزية” الى ان “الخارجية” لم تتحرك حتى اللحظة، وزكا عاجز عن مقابلة القنصل اللبناني في ايران كما انه غير قادر على توكيل محام ايراني لمتابعة ملفه، ومنذ 6 أشهر ونيف، لا تهمة موجهة اليه. وأضاف “كل ما نريده ان يتمكن نزار من ممارسة اقل حقوقه بتوكيل محام لمعرفة سبب توقيفه. ففي رأينا هو معتقل تعسفيا. لو كان موقوفا في ملف قضائي، لوجّهت تهمة اليه وتمت محاكمته، لكن ان تمر 6 أشهر بلا اي تهمة، فهذا اعتقال تعسفي“. وكشف دمشقية بأن “زكا محتجز في زنزانة يتشاركها مع مضطرب عقليا، وما نخشاه ان يتعرض للأذى على يد الاخير، الامر الذي يمكن ان يتبرّأ منه محتجزوه لاحقا”، مضيفا “موكلي في حال اضراب عن الطعام كما انه لا ينام خوفا من ان يكون الشخص الموقوف معه، وضع في هذه الزنزانة عمدا لايذائه”. واذ يوضح “اننا نحارب ونبذل معظم جهودنا حاليا لتمكن زكا من توكيل محام ايراني يكون أعلم بالقانون الايراني ليتصرف في قضيته”، لا يستبعد دمشقية ان يكون توقيفه مرتبطا بصراع الجناحين الاصلاحي والمحافظ في ايران “فنائبة الرئيس الايراني لشؤون المرأة ملاوردي قالت بنفسها ان زكا كأي شخص عادي دعي الى المؤتمر، ولو كانت عليه شبهات ما كان يجب ان يعطى تأشيرة، مشيرة الى ان توقيفه بعد المحاضرة، يشكل اساءة ورسالة لها شخصيا”. ويلفت الى ان “على من اعتقل نزار ان يصدق انه لا يحمل الجنسية الاميركية ومستحيل ان يبادَل مع اي موقوف ايراني في اميركا، فمن اوقفه ربما يأمل بصفقة تبادل لاحقا، لكن نزار يملك فقط الجنسية اللبنانية والغرين كارد الاميركية، وبالتالي واشنطن لن تبادل به لانه ليس مواطنا اميركيا”.
وعن الخطوات المستقبلية التي سيتخذها فريق زكا، قال دمشقية “اننا وجهنا مؤخرا 3 كتب: اولها لجامعة الدول العربية منذ يومين، والثاني للازهر الشريف. والثالث لاتحاد المحامين العرب. وكانت منظمة “اجمع” وجهت كتابا للامين العام للامم المتحدة بان كي مون في السابق، ونأمل ان تشكّل هذه الخطوات ضغطا وأن تحرك الملف. فنحن مضطرون للذهاب الى خارج الحدود. فحتى اليوم، وزير الخارجية لم يفعل شيئا، هو يقول انه يتابع الموضوع لكننا على الارض، لا نرى شيئا، علما ان باسيل قادر على التدخل لدى الحكومة الايرانية، أقله للطلب منها السماح لزكا وفق معاهدة فيينا برؤية القنصل اللبناني وبتوكيل محام.
هل فقدتم الامل من حل القضية لبنانيا؟ اظن ان موضوع نزار زكا لن يحل داخليا لان فيه تشعبات كثيرة. والضغط يجب ان يتم عبر منظمات حقوق الانسان، أما الحكومة ولبنان ووزارة الخارجية فتبدو عاجزة على ما يبدو، علما ان الوزير باسيل صديق نزار ويعرفه جيدا”.