اكد المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الايرانية مير حسين موسوي يوم الخميس انه لن يخضع “للتهديدات” التي يتعرض لها لسحب مطلبه بالغاء الانتخابات الرئاسية
من جهته طالب احمدي نجاد نظيره الاميركي باراك اوباما بوقف “التدخل” في الشؤون الايرانية، واصفا قادة بريطانيا وبعض الدول الاوروبية ب”المتخلفين سياسيا”.
وفي الانتظار حذر المرجع الديني الايراني المعارض آية الله العظمى حسين منتظري من امكان ان يسقط النظام اذا تواصل قمع التظاهرات السلمية الذي ادى، منذ اندلعت موجة الاحتجاجات على نتائج انتخابات 12 حزيران/يونيو، الى مقتل 17 متظاهرا على الاقل بحسب وسائل الاعلام الرسمية.
اما الاصلاحي مهدي كروبي الذي حل رابعا في الانتخابات التي طعن المرشحون الثلاثة الخاسرون فيها بنزاهتها، واتهم على غرار موسوي الحكومة يتزوير نتائجها، فتراجع عن الدعوة الى اقامة حفل تأبين لضحايا التظاهرات كان وعد بتنظيمه الخميس، بسبب عدم حصوله على ترخيص.
وبعد الاحتجاجات غير المسبوقة منذ 30 عاما التي قمعتها السلطات خلال الايام الماضية، خفت بشكل واضح شدة التظاهرات الحاشدة التي شهدتها شوارع العاصمة طهران خصوصا وجمعت مئات الاف الايرانيين بشكل شبه يومي الاسبوع الفائت.
وحال انتشار امني كثيف الاربعاء في ساحة البرلمان دون تظاهر مئات الاشخاص الذين قصدوا المكان للاحتجاج على نتائج الانتخابات، بحسب شهود.
وعلى الرغم من ان البلاد لا تزال تشهد تظاهرات متفرقة، الا ان موسوي المدعوم من المعسكر الاصلاحي اكد انه يتعرض “لضغوط تهدف الى جعله يتخلى عن طلب الغاء الانتخابات”.
واضاف موسوي على موقع “كلمة” الالكتروني التابع له انه “لن يتراجع عن حماية حقوق الشعب الايراني (…) بسبب المصالح الشخصية او الخوف من التهديدات”.
واكد ان السلطات “حدت تماما قدرته على الوصول الى الشعب”، وان “موقعي الانترنت التابعين لنا يعانيان من مشاكل جمة. تم حظر نشر صحيفة كلمة سبز (التابعة له) وتم اعتقال هيئة تحريرها. صحف (اصلاحية) اخرى تتعرض بدورها لتضييق شديد”.
واعتبر ان كم الافواه هذا خطير لانه يمنع المعارضة من التعبير عن رأيها بطريقة سلمية، محذرا من ان “كل هذا لا يساعد على تحسين المناخ العام في الامة وسيؤدي الى مزيد من العنف”.
واضاف “انا مستعد لاثبات ان مجرمي الانتخابات وقفوا الى جانب المحرضين على اعمال الشغب التي جرت مؤخرا واراقوا الدماء”، من دون ان يوضح ما اذا كان يشير الى وزارة الداخلية التي نظمت الانتخابات.
وبحسب وسائل الاعلام الصادرة الخميس فقد اعتقلت السلطات 140 استاذا جامعيا وصحافيا ومثقفا وطالبا بينهم 70 عضوا في اتحادات طالبية اسلامية التقوا موسوي الاربعاء.
واستبعدت السلطات الغاء الانتخابات مؤكدة ان حفل تنصيب الرئيس المنتخب وحكومته سيقام بين 26 تموز/يوليو و19 آب/اغسطس.
وفي حين ازدادت فيه وتيرة الانتقادات الخارجية للممارسات القمعية للنظام الايراني، طالب احمدي نجاد نظيره الاميركي باراك اوباما بوقف “تدخله” في الشؤون الداخلية الايرانية، كما ذكرت وكالة فارس للانباء.
ونقلت الوكالة عن الرئيس الفائز رسميا باغلبية 63% من الاصوات قوله مخاطبا اوباما “آمل ان تتفادوا التدخل في شؤون ايران وان تعربوا عن الاسف بشكل يمكن للشعب الايراني الاطلاع عليها”.
واكد احمدي نجاد ان اللهجة التي يستخدمها اوباما تذكر بسلفه جورج بوش وان هذا الامر يهدد بنسف اي حوار بين البلدين، اللذين يقيمان علاقات متوترة منذ 30 عاما.
وكان اوباما شدد الثلاثاء لهجته حيال طهران عبر ادانته بشدة قمع السلطات الايرانية التظاهرات السلمية واعتبارة ان شرعية فوز احمدي نجاد بولاية ثانية تثير “تساؤلات جدية”.
كذلك، وجه احمدي نجاد دفعة جديدة من الاتهامات الى عدد من القادة الاوروبيين الذين انتقدوا قمع المتظاهرين. وقال ان “حكومات بريطانيا وتلك الدول الاوروبية تديرها زمرة من المتخلفين سياسيا”.
اما آية الله العظمى منتظري، الارفع مرتبة دينيا بين المراجع الشيعية في ايران، فقال في بيان انه “اذا لم يتمكن الشعب من المطالبة بحقوقه المشروعة من خلال تظاهرات سلمية وتم قمعه فانه من المحتمل ان يؤدي تصاعد الغضب الى تدمير اسس اية حكومة مهما اشتدت قوتها”.
ودعا منتظري الايرانيين المشككين بشرعية فوز احمدي نجاد، الى مواصلة تحركهم الاحتجاجي.
وامهل مجلس صيانة الدستور، المكلف الاشراف على كل الانتخابات في ايران، نفسه حتى الاثنين للانتهاء من النظر في الطعون المقدمة، مشيرا في الوقت عينه وبوضوح الى ان هذا الامر لن يؤدي الى اعادة النظر في النتيجة النهائية للانتخابات.
ويبدو ان المحافظين منقسمون حيال شرعية الانتخابات، فرئيس بلدية العاصمة محمد باقر قاليباف، الجنرال السابق في الحرسي الثوري، اعلن ان “جزءا من الشعب يطرح تساؤلات بشأن الانتخابات وهذا الامر (…) لا يمكن ان يحل بالقوة”.
موسوي يؤكد انه لن يرضخ للتهديدات واحمدي نجاد ينتقد اوباما
النظام الايراني مليشي طائفي وليس ديمقراطي اي يستخدم العنف باسم الدين لتدمير الانسان والحضارة