أيدت قبل ايام محكمة الاستئناف بطهران الحكم الصادر من محكمة الثورة الإسلامية ضد الكاتب العربي الأهوازي يوسف عزيزي بني طُرُف وهو الحكم بالسجن لخمس سنوات بتهمة التحريض والتآمر على أمن البلاد، على خلفية أحداث وقعت في أبريل 2005 شهدتها بعض المدن الإيرانية ذات الغالبية السكانية العربية وهي المنطقة المحاذية لدولة الكويت ومحافظتي البصرة وميسان العراقيتين والمسماة بالأهواز أو الأحواز وكذلك عربستان.
لو سألت عدداً من شباب الدول العربية عما تعني له عربستان أو الأهواز لما أجابك أكثرهم بالإجابة الشافية الوافية. كما أنك لو سألت أي مراسل أو متابع للأحداث في إيران وخارجها عن سبب اعتقال يوسف عزيزي البالغ من العمر 58 سنة لما حصلت على أي جواب مقنع أو مفهوم سوى أنه مارس ما يسمى في المواثيق الدولية بـ”حق حرية التعبير” وعارض سياسات طهران المتجاهلة لمصائر الشعوب في داخل إيران وجوارها. إنه كتب قدر ما استطاع ونطق قدر ما تمكن بهدف واحد وهو الدفاع عن كرامة الإنسان العربي الأهوازي وتحسن ظروفه لكي ينهض هذا الشعب ويتقدم أسوة بكافة شعوب العالم الناهضة.
ولكن، من هم الأهوازيون وماذا يريدون؟ ما العلاقة بين الأهواز والأحواز وعربستان؟ أين تقع عربستان وما علاقتها بخوزستان؟ كيف كانت وكيف أصبحت أوضاع هذه الأرض وأهلها؟ ما العلاقة بين شعب هذه الأرض والشعوب المجاورة؟ وأين العرب كأمه في مجريات الأحداث هنا؟
فلنبدأ مما نراه الآن على أرض الواقع. نضع خريطة إيران أمامنا فنرى هنالك محافظة تسمى “خوزستان”. يقول بعضهم إن هذا الاسم آت من كلمة “خوز” بمعنى السكر، لكثرة زراعة السكر هنا. ويقول البعض الآخر إنه يعود لشعب قديم بهذا الاسم. ولكن المعلوم لنا أنه اسم أطلق على هذه المنطقة أوأعيد اطلاقه عليها حسب تعبير البعض، أو أنه عُمّم من الجزء إلى الكل في عام 1936 بقرار حكومي صدر من طهران في عهد رضا شاه العنصري بعد فترة وجيزة من اسقاط حكم الشيخ خزعل الكعبي آخر أمراء العرب لإمارة عربستان في شرق شط العرب وشمال الخليج (عام 1925).
كانت المنطقة تسمى “عربستان” أي أرض العرب، في كافة المواثيق والمستندات والكتب الإيرانية منذ العهد الصفوي (1501-1772م) حتى عام 1936. وقبل ذلك كانت المنطقة تسمى بـ”الأهواز” حسب ما وصل لنا من كتب التاريخ والسير. يقول البعض أن “الأهواز” كانت في الأصل أحوازاً و”الأحواز” هي اسم جمع لمفردة “حوز” أو “حوزة” أي منطقة معمورة محددة. يستند هؤلاء على واقع التحريف اللغوي غير المتعمد لدى الشعوب وعبر الزمن وواقع التحريف السياسي المتعمد ومنه على سبيل المثال تحريف اسم “الحويزة” إحدى المدن العربية في شرق شط العرب إلى “هويزه” ومن ثم إلى “هوزكان” في بعض المستندات الفارسية. فعلى أي حال، لم نشاهد في الكتب الموروثة والمقروءة حتى الآن اسم الإهواز إلاّ بالـ”هاء”، رغم كونها أرض عربية منذ القدم.
نرى أيضاً على الخريطة الشيء الأهم وهو أن أسماء الكثير من القرى والضواحي والأرياف ما زالت عربية رغم كل محاولات التزوير والتحريف، من المنطقة المسماة بـ”لورستان”حتى جزيرة “جسم” التي تُعرف حالياً بـ”قشم”. إن مقولة الأسماء موضوع عريض طويل، لا يسعنا هنا أن نخوضه. فبالمختصر المفيد لا بد من القول أن هنالك ثلاث محافظات في إيران تسكنها غالبية عربية وهي: خوزستان وبوشهر وهرمزكان حسب التسميات الرسمية، وهنالك عدة أسماء مدن تم تغييرها بقرار واحد – تقريباً – أصدره المجلس الثقافي و أقره مجلس وزراء رضا شاه عام 1936 وهي: المحَمَّرة (التي أصبحت: خورمشهر)، عبّادان (أصبحت: آبادان)، الخفاجية (سوسنكرد)، الفلاحية/ الدورق (شادكان)، معشور (ماهشهر)، العميدية (اميديه)، البسيتين (بستان)، ابوشهر(بوشهر)، لنجة (بندر لنكه)، وهنالك العشرات من القرى والنواحي والجزر والمواقع والشوارع التي تم استبدال اسمائها باسماء فارسية خلال السنوات أو تم تحريفها بشكل أو بآخر. فمثلاً المنطقة التي كانت تسمى بـ “سهل ميسان” أو “دست ميسان” وسميت أيضاً بـ”بني طُرُف” وهي الضفة الشرقية لشط العرب، أطلق عليها: “دشت ميشان” أي سهل الأغنام، ثم تحول هذا الإسم بعد الثورة الإسلامية إلى: “دشت آزادكان” أي سهل الأحرار. وكذلك الحال لجزيرة قيس التي أصبحت “كيش” وبلدة علوان في شمال مدينة الأهواز التي أصبح اسمها “الوان”، والحبل على الجرار.
وعلى ذكر أسماء المدن أتذكر كلام أحد الأهوازيين عند ما كنا ننظر معه إلى تقرير خبري عن اشتباكات اسرائيلية- فلسطينية، حيث قال لي: هنالك لوحات تراها تذكر أسماء المدن بثلاثة ألسن، فمثلاً ترى مكتوباً على اللوحة: القدس، جرازوليم بالإنجليزية وأورشليم بالعبرية، ولكننا في إيران العدل الإسلامي محرومون من أن نرى مثلاً (المحمرة- خورمشهر) أو (الخفاجية- سوسنكرد).
والنبذة، إنك إذا أردت أن تبحث عن المواقع التي هُدمت أو غُيرت معالمها وأسمائها في المناطق العربية داخل الحدود الإيرانية بشتى الذرائع أو بلا ذرائع، فإنك قد لا تسطيع مجرد إحصائها.
فلنترك الأسماء وحتى المعالم والمواقع، لنعود إلى الإنسان العربي الأهوازي الذي دافع عنه يوسف وأمثال يوسف وضحّوا من أجل حريته وكرامته وبل مجرد معيشته أحياناً بالغالي والنفيس وراح منهم البعض نحو أعواد المشانق وجدران الرصاص وغياهب السجون والتعذيب.
هنالك على اقل تقدير 4 ملايين نسمة وعلى أكثرها 9 ملايين إنسان عربي يسكن المحافظات الثلاثة في غرب و جنوب إيران وأهمها من حيث الثقل الديمغرافي العربي هي محافظة “خوزستان” بمركزها مدينة الأهواز التي كانت تسمى طوال قرون بـ”سوق الأهواز” أي المكان الذي يجتمع فيه سكان المدن الأهوازية لبيع بضائعهم وشراء حاجاتهم.
ليست المسألة هنا تحديد أرض للإدعاء بفصلها بحروب دامية قد تشوبها المؤامرات من كل جانب ومكان. وليس الأمر هنا تمييزاً بين العنصر العربي عن الغير لمجرد أن هذا ينطق العربية وذلك لا. إنها مسألة اضطهاد وقضية سحق وطمس لقيم إنسانية سامية في عصر تتطلع به الشعوب إلى العدل والمساواة والإزدهار والتقدم.
إن الشعب العربي الأهوازي شعب ذو جذور عريقه نابتة بأرضه منذ القدم. لقد كشف الباحثون أن “الهجرات العربية إلى جنوب إيران تزامنت مع الهجرة الآرية إلى واحات إيران، وقبل ذلك سكنت المنطقة الواقعة في جنوب غرب إيران أقوام سامية تدعى بالعيلاميين وكانت لهذه الأقوام حضارات عظيمة” (يوسف عزيزي بني طُرُف، القبائل والعشائر العربية في خوزستان، ترجمة جابر أحمد، دار الكنوز الأدبية، بيروت، ص5).
ولو فرضنا أنه باستطاعتنا ترك التاريخ وأحاديثه ونسيان الماضي بما فيه، فلننظر إلى لغة أبناء الأهواز وأسمائهم وملابسهم ومجالسهم وتقاليدهم ونظمهم الإجتماعية وآلاتهم الموسيقية وأشعارهم ورقصاتهم وصناعاتهم اليدوية وسبل عيشهم وكل ما يشكّل مكوناتهم المجتمعية، فلا نرى أي شيء يجعلنا نشك في عروبة أبناء هذا الشعب أو نرى أنهم مستعدون للتخلي عن عروبتهم. وللعلم فقط أن وجوه التشابه بين أبناء ضفتي شط العرب وجانبي ميسان تجعلك لا تفرّق بين هذا وذاك.
صحيح أن المذهب الشيعي هو المذهب الغالب خاصة في محافظة خوزستان، وهذا من العوامل الجاذبة للأهوازيين نحو طهران، إلى جانب الاختلاط المجتمعي في المدارس والمصانع والدوائر والأسواق (ولو في علاقات غير متكافئة وبفرص شديدة الاختلاف). ولكن هنالك الكثير من الأمور التي تشدهم نحو القضايا العربية وتجعلهم يتابعون الأخبار والتعليقات بشأنها. كما أنهم لا يعترفون بالفوارق المذهبية عند الحديث عن العروبة. وللأمانة يجب القول أنهم بعيدون كل البعد عن العنصرية والتفاخر الجاهلي تجاه الآخرين من الإيرانيين. ولكنهم معرضون للتمييز العنصري ولو بسياسات ناعمة.
أما بخصوص الحراك العقائدي، فلا بد من القول أنه هنالك تيارات مختلفة بين أوساط المجتمع رغم كبت الحريات في زمن الشاه باسم “رب واحد، ملك واحد، وطن واحد ولغة واحدة” وفي الوقت الراهن باسم “حزب واحد، قائد واحد، كلام واحد”. فإنك قد تجد الليبرالي والقومي واليساري والملتزم بالدين ومن معارض لولاية الفقيه وهيمنة اللغة إلى المؤيد للنظام بما فيه. إن الشعب العربي الأهوازي حاله حال الشعوب الحية الأخرى له تنوعاته وتطلعاته وتحركاته.
جدير بالذكر أيضاً أنه قد شاهدنا في السنوات التي تلت حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران (1980-1988) أي بعد هدوء الأجواء نسبياً في الأهواز، شاهدنا مراجعات كبيرة قد جرت للكشف عما “هو الأصح” في الإسلام وتاريخه. ورغم شحة المصادر للباحثين الأهوازيين سمعنا بعض رجال الدين في الأهواز يذكرون اسماء الخلفاء الراشدين بالخير وبإضافة “رضي الله عنه” بعد ذكر أسمائهم وبدأ البعض من الشباب يتركون المستحبات الشيعية لصالح الواجبات الوحدوية التقريبية إلى أن وصل الأمر لتعرضهم لأذى من قبل المتشددين المغرور بهم.
يجب القول أن العرب في إيران ليسوا فقط أولئك المتواجدين في محافظة خوزستان. فناهيك عن العشائر المبعثرة هنا وهناك من جراء الإجلاء على أيدى الملوك أو الهجرة الطوعية وما شابه، هنالك قبائل كبيرة عربية الجذور والانتماء تقطن غالبيتها في بر فارس أي محافظات فارس وبوشهر وهرمزكان حالياً، ذكر تفاصيلها الكاتب الباحث الكويتي “المهندس محمد غريب حاتم” في كتابه القيم “تاريخ عرب الّهوِلَة” الذي نشرته المكتبة الوطنية في البحرين والمؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت،عام 1997.
كيف يعيش عرب الأهواز وما هي عاداتهم وتقاليدهم؟
يعيش الأهوازيون العرب بعدة أنماط من الحياة على الأغلب، والكل مشترك في بعض المقومات والصفات والعادات والعلاقات. فبعضهم مزارعون يزرعون القمح والرز والفواكه والخضروات على ضفاف الأنهر وكذلك يربون المواشي. وهنالك أناس يسكنون الأهوار (المسنتقعات) يصيدون الاسماك والطيور ويستخدمون قصب البردي لبناء البيوت وصنع الفرش والسلال. وكذلك آخرون يركزون جهودهم على النخيل وإنتاج التمور ومحاصيلها. وهنالك العاملون في مجالات خدمية كسواقة السيارات ولكن الغالبية العظمى من العرب هم اولئك الذين يسكنون المدن وضواحيها ويعملون في بعض المصانع التي دُمر الكثير منها في زمن الحرب وهنالك البعض من سكان المدن الذين يعملون أساتذة أوأطباء أو مهندسين أويمارسون وظائف حكومية قلّ ما تشهد الرقي. أما الاسواق المركزية والمناصب الحكومية والشركات فهي تبدو حكراً على من جاؤوا من مدن أخرى، وخاصة المركزية منها.
أما اللغة السائدة، فبحماية القانون هي اللغة الفارسية المسيطرة على كافة جوانب الحياة الرسمية من كتابة العقود إلى المرافعات في المحاكم ومن الدراسة في المدارس بكافة مستوياتها وفروعها إلى برامج الإذاعات المسموعة والمرئية كرتونية كانت أو روائية، خبرية كانت أو حتى برامج صحية وتربوية . هنالك استثناء واحد وهو ما تبثه إيران باللغة العربية لخارج حدودها بألسنة محسوبة على العراق ولبنان تُصوِّر إيران الراهنة جنة وما قبلها وما سواها ناراً فحسب.
يحترم العرب كبارهم من الشيوخ والسادة الأشراف (أحفاد الرسول) والوسط المتعلم والمثقف. يجتمع أبناء العشائر العربية بكثرة عند زواج أحدهم أو وفاته لكي يشاركوا أسرته الفرح والترح ويمدوها بالنقود والبضائع لتخفيف العبئ عليها. يحضرون بكثافة في بضعة أيام من شهر محرم وكذلك من شهر رمضان في المساجد والحسينيات لتعظيم ذكرى الإمامين الحسين بن علي وأبيه علي بن أبي طالب. يحتفلون بعيد الفطر بكافة أطيافهم وأعمارهم معتبرين إياه “عيد العرب”. يحترمون أيضاً عيد الأضحى ويتذكرون فيه الموتى ويترحمون لهم بشتى السبل.
وفي موضوع المراة، رغم كل التطورات التي حصلت في أفكار الكثيرين من عرب الأهواز لكن الأجواء السائدة ما زالت غير مواتية للنساء. فالمرأة على الأغلب كما يقال هي الآخر من يأكل والآخر من يدرس والأول من يُقتل باسم الشرف وما إلى ذلك. صحيح أن انتخابات مجلس البلدية في الأهواز مثلاً شهد بروز أسماء نسائية عربية وصحيح أننا نرى في المجتمع العربي الأهوازي وجوهاً نسائية بارزة في الطب والفن والسياسة والتعليم ولكن بين الواقع وما هو حق وطموح ما زال البون شاسعاً. كان لبعض المثقفين العرب الأهوازيين وأخص بالذكر منهم القائد الشهيد بن الشهيد محمد نواصري دوراً بارزاً في تثقيف العربيات الأهوازيات وفتح المجال لتقدمهن جنباً إلى جنب النصف الآخر من المجتمع.
البطالة والجهل والإدمان هم ثلاثة جيوش مازالت تقصف المنطقة الأهوازية بشدة وبلا هوادة. فالبطالة اتت خاصة بعد اندلاع حرب الخليج الأولى (1980) حيث هربت الحكومة بأموالها وتركت مشاريعها وهرب التجار ببضائعهم وأقفلت المؤسسات ودُمرت المصانع ومنذ ذلك الحين حتى الآن لم يستعد الاقتصاد عافيته هنا ولم تنشط الموانئ وحتى المزارع والأهوار أصبحت ملغمة ومحددة بأسوار وسياج تحت مسميات وذرائع عسكرية فلا تجلب الخير لأهلها كسابق عهدهم بها.
أما الجهل فيكفيك أن تعرف أن الطفل العربي الأهوازي لا يستوعب ما يقال له في المدرسة بلغة أجنبية عليه. فيبقى حيران متأخراً محبطاً إلى أن يغادر الدراسة في مرحلة من مراحلها. فيبقى أمامه التلفزيون الفارسي (لأن الأطباق اللاقطة ممنوعة في إيران) بكرتونياته وعمائمه وحكاياته المسلية، فهو قد يتعلم منها الفارسية كلغة في أبسط مستوياتها بلا ثقافة تذكر أوتعليم مهني يساعده في شق سبيل الحياة أو حتى مجرد اتصال بالقنوات كممارسة للنشاط المجتمعي بشكلٍ ما كما نراه في أنحاء العالم المتطور.
وأما الإدمان فحدّث ولا حرج. عند ما يقال لك أن طهران هي أكبر وأضخم مدن العالم من حيث عدد المدمنين وانتشار الإدمان فعليك أن تتصور كيف يكون الحال في أرض شهدت الويلات منذ احتراق المئات من الضحايا الأبرياء في سينما ركس بمدينة عبادان قبيل انتصار الثورة الاسلامية بحريق متعمد، وحتى اندلاع واستمرار الحرب لمدة 8 سنوات والنيران تصب ليل نهار على رؤوس أبناء هذا الشعب المسالم الأعزل من الطرفين المتنازعين، إلى أن تصل بكل هذه السنوات العجاف التي تلت الحرب بلا أدنى إعمار يذكر أو مصنع يُنشأ أو جامعة تُفتح أو مشروع يُبدأ. اللهم إلاّ مشروع قصب السكر لنهب الأراضي وتمليح وتجفيف نهر قارون (أو كارون كما يسمى لدى الإيرانيين) أكبر الأنهر في إيران، ومشاريع بناء السدود المحرّفة لمياه المنطقة نحو اصفهان وكرمان (وسط إيران) وإنشاء الثكنات والمستوطنات الفارسية في آلاف الهكتارات.
هنالك لغز غامض لم يحله أحد في إيران وهو أنه كيف قضى حكم الملالي في هذه الدولة المترامية الأطراف على كل تنظيم مناوئ وبل كل من حمل منشوراً أو احتفظ بصورة أو شريط يتعارض مع الاتجاه السائد، لكنه في نفس الوقت ترك الحبل على القارب بشأن الإدمان والمدمنين؟ هل الحالة الإيرانية أسوأ مما كانت عليه الصين؟ وهل الافيون يتواجد في إيران أكثر من أفغانستان؟
لا يمكن الحديث عن عرب الأهواز وأرضهم دونما التطرق إلى النفط والغاز المتواجدين تحت أقدام هؤلاء المساكين الذين لا يرون منهما سوى الحروب والنيران والدخان الذي يملأ سماءهم ويدمر حياتهم. من جزيرة مجنون إلى بلدة عسلوية ومنهما إلى الأراضي البختيارية تمتد الأحواض الهائلة من النفط والغاز ولكنها لم تجلب السعادة وحتى أدنى الرفاهية لمن يقطن فوقها. عند ما طرح الخميني شعار توزيع أموال النفط على ابناء الشعب فرح العرب كغيرهم واستبشروا خيراً. ولكن جاءت الحرب واستمر التكالب على ثروات هذه الأرض دون أي رادع ولا حسيب ولم يتغير الوضع بعد الحرب إلاّ إلى الأسوأ اقتصادياً.
وعند ما جاء السيد محمد خاتمي تنفس العرب كغيرهم ورأوا في تياره الأمل في النقد والتعبير عن الرأي ولكن تفوه هو الآخر بتحريف المياه نحو سيرجان في محافظة كرمان واستمر في عهده مشروع قصب السكر وجاءت الرسالة التي عُرفت برسالة مكتب أبطحي (كبار موظفي ديوان الرئاسة) لتطلق رصاصة الرحمة على ذلك الأمل.
كانت الرسالة التي نُشرت في أبريل 2005 بين أوساط المجتمع الأهوازي وسببت أحداث الخامس عشر من نيسان التاريخية تشتمل على بعض القرارات الصادرة من كبار مسؤولي الأمن في إيران وهي تدور حول: تجفيف مصادر الرزق للعرب في المنطقة وتشغيل سكان المحافظات الأخرى في خوزستان ومنحهم الأرض والسكن وما إلى ذلك وإرغام المتعلمين والمثقفين من العرب بترك ديارهم بتطميع أو تهديد، وأمور أخرى في هذا المضمار.
فالآن وبعد ما حدث ليوسف عزيزي بتأييد حكمه بالسجن لخمس سنوات بتهمة التحريض والتآمر على أمن البلاد وذلك بخصوص مظاهرات لم يحضر فيها ولا قبلها في موقع الحدث ولم يصدر بيان بشأنها قبل حدوثها، فلك أيها القارئ الكريم أن تعرف مدى المعاناة وما ذا يُفعل بمن يتظاهر أو يحرض على التظاهر كما لك أن تعرف من هم الأهوازيون وما ذا يريدون.
اشكركم جزيل الشكر على هذه الحقائق الدامغةجميلة جدا هذه المقالة في نوعيتها بالتعاطي المبصر والواعي ، وجميلة ايضا هذه المقارنة حول فلسطين والاحواز ، كما ان الكاتب الموقر قد اهتم كثيرا في كل الفقرات على عروبية الارض ومضمونها ، وشعبها العروبي القومي الابي ، كما تعمد ايضا ان يبرهن الكاتب على ان الاستهداف هو استهداف القومية الفارسية للحضارة العروبية في هذه الارض التي ما يزال شعبها يتشبث بقوة بكل ارثه الحضاري العروبي ، وجميلة جدا تبيان قومية الصراع والتأكيد على عروبيتها .اذن فمن الطبيعي ان يتسلح طليعة هذا الشعب ومثقفيه بالفكر القومي العروبي الحضاري والمبطن بالجذور الاسلامية ، ولم تشر… قراءة المزيد ..
من هم الأهوازيون وماذا يريدون؟ أين عربستان على خارطة مصائر الشعوب؟
a شكرا للكاتب ، ما تناوله وهو جزء من اعشار الحقيقة فالظلم الذي يعانيه الاهوازيين لا مثيل له حتى في اسرائيل تحية للشفاف وتحية للكاتب ا
من هم الأهوازيون وماذا يريدون؟ أين عربستان على خارطة مصائر الشعوب؟
كلما قرأت موضوعا عن الاهواز لم ار الا خطابا قومجيا متخلفا يستند الى لهجة لايسمعها احد ولاتطاق من قبل احد في عصر العولمة الا ان هذا المقال يحمل روحا موضوعيا يمهد لتعاطف القاريء مع ابناء الاهواز حتى لو لم يكونوا عربا بل لأنهم بشرا ولهم قصية حق .