اعلن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ان “زيارة وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة لبيروت جاءت من باب الاهتمام السعودي الدائم بحسن سير المؤسسات الدستورية في لبنان وبالاستقرار السياسي فيه، وفي اطار محاولة فهم التموْضع الجديد لرئيس “اللقاء الديموقراطي”النائب وليد جنبلاط وحدود هذا التموضع، ومن اجل استكشاف آفاق الملف الحكومي في ضوء العامل الجديد الذي طرأ بعد موقف جنبلاط”.
وقال مكاري، في حديث الى صحيفة “الراي” الكويتة “ان سفر الرئيس المكلف سعد الحريري الى الخارج له علاقة بارتباط عائلي، لكنه طبعاً يشكل فرصة للمزيد من التفكير ودرس الوضع المستجد”، جازماً “ان الرئيس المكلف لن يعتذر وسيشكل الحكومة”، مضيفاً: “نحن مكوّن اساسي في “14 آذار” وفي تكتل “لبنان اولاً”. والرئيس المكلف واعضاء كتلة “المستقبل” وتكتل “لبنان اولاً” ثابتون في اقتناعاتهم، وهذا ما يصح ايضاً على حلفائنا، فنحن لم نرفع شعار “لبنان اولاً” ولا سرنا في خط “14 آذار” الا لاننا مقتنعون بذلك، ولسنا مستعدين لان نحيد عما نؤمن ولا ان نجبر غيرنا بما لا يريده، ولكننا نتمنى ألا يكون الوزير جنبلاط خرج في العمق وفي الجوهر عن هذه الاقتناعات وعن هذا الخط الذي دفعنا ثمنه جميعاً دماً وشهداء”.
وهل انكسرت الجرة في العلاقة بين أركان “14 آذار” ولا سيما بين الرئيس الحريري والنائب جنبلاط، وكيف قرأ كلام الاخير بعد زيارته قصر بعبدا من ان ما قاله لا يعني الخروج من “14 آذار” بل البحث عن شعارات جديدة وأنه متميّز ضمن الاطار العريض لـ “14 آذار”؟ أجاب مكاري: “هذا التأكيد يُطمئنني، وخصوصاً تأكيده أنه باق على الثوابت. ولا أعتقد أن أحداً في “14 آذار” لديه مشكلة في أن يتمايز وليد جنبلاط أو غير وليد جنبلاط، اذا كان هذا التمايز يتم من ضمن الثوابت السيادية والخطوط العريضة التي التقينا عليها جميعاً في 14 آذار 2005، والتي كانت في أساس “ثورة الأرز”، مضيفاً: “لم نقل يوماً أن “14 آذار” حزب صارم يتحدث فيه الجميع لغة واحدة، ولا مكان فيه للتمايز، بل رددنا مراراً وتكراراً أن لكل من أطراف هذا التحالف خصوصيات وتاريخاً وتطلعات مشروعة لا ينفيها أحد، ولكن الأهم أن نبقى موحدين على ما وحّد اللبنانيين تحت لواء “ثورة الأرز”، على الأقل احتراماً للشهداء، وللناس الذين نزلوا الى الساحات وصنعوا هذه الثورة”.
تابع: “لا اعتقد ان الجرّة انكسرت في “14 آذار”، لأنني مقتنع بأن هذه الجرة صلبة، وهي صلبة تحديداً بإرادة الناس وبالتضحيات التي ذكرتها. ليس بيننا فقط خبز وملح، بل بيننا دم وعرق. على كل حال، النائب جنبلاط أوضح أكثر من مرة انه لم ينضم الى “8 آذار”، بل اختار تموضعاً جديداً تحت عنوان “حالة مستقلة”، وهذا حقه السياسي. لسنا مقتنعين بخطوته، ولكن هذا لا يعني اننا صرنا على خلاف معه.”
وعن تأكيد الحريري سابقاً انه لن ينسى وقفة النائب جنبلاط مع آل الحريري في غمرة السعي لقفل هذا البيت بعد اغتيال الرئيس الشهيد، وتكرار جنبلاط بعد لقاء الرئيس سليمان انه لن يتخلى عن الرئيس المكلف، قال مكاري: “لا ننسى للنائب جنبلاط وقفته مع عائلة الرئيس الشهيد، ولا ننسى خصوصاً لجنبلاط وقفته التي كانت أحد أسس ثورة الأرز. ولا أعتقد أن المسألة هي فقط مسألة علاقة شخصية بين جنبلاط وآل الحريري، بل هي وقفة تاريخية من أجل لبنان، كانت حجر زاوية في الاستقلال الثاني. وهذا ما لا نريد أن يتخلى عنه وليد جنبلاط”.
وسئل: هل نعتبر كلام جنبلاط من قصر بعبدا اعلان عودة الى “14 آذار”، وهل انتم في وارد ملاقاة جنبلاط في “شعاراته الجديدة”؟ اجاب: “على الأقل كلامه نفي لخروجه الدراماتيكي الذي أوحى أن عقد “14 آذار” انفرط، والذي ترك انطباعاً بأن معادلة الأكثرية والأقلية تغيرت”، مضيفاً: “لقد حدد جنبلاط سقفاً لشعاراته الجديدة، وأوضح طبيعة هذه الشعارات، وهي لا تتعارض مبدئيا مع الشعارات التي التقى عليها أطراف “14 آذار”، وهذا هو الأهم. وعلى كل حال، لسنا مضطرين الى ملاقاة وليد جنبلاط في هذه الشعارات الجديدة، فهي شعاراته الخاصة، وهو أقرّ بأنها جزء من خصوصية الدروز و”الحزب التقدمي الاشتراكي”.
ورداً على سؤال آخر قال: “كنا ننتظر ان يقوم النائب جنبلاط بهذه الانعطافة. وعلى المستوى الشخصي كنت اتوقع هذا الامر، ولكن ازعجنا التوقيت وفاجأنا الاسلوب، اذ لو اراد القيام بهذه الانعطافة كان يفترض ان يفعل ذلك قبل الانتخابات، وكان يمكنه أن يقوم بها بطريقة سلسة أكثر، من دون مهاجمة حلفائه ورفاقه في “14 آذار”، ومن دون اعتماد لغة ولهجة توحيان أن ما قامت عليه “14 آذار” لم يكن صالحاً أو جيداً”، مضيفاً: “أعتقد ان رغبة النائب جنبلاط بالانعطافة موجودة منذ اكثر من عامين، وتحديداً بعد زيارته الاخيرة لواشنطن حين ترسّخ لديه اقتناع انه لن يحصل تغيير للنظام السوري. ومنذ ذلك الوقت بدأ النائب جنبلاط يفكّر في اعادة العلاقة مع السوريين لاعتبارين، الاول يتصل بحرصه على شخصه وعائلته في ضوء المخاوف التي تتملكه على هذا الصعيد، اما الاعتبار الثاني فله علاقة بالحفاظ على طائفة الموحدين الدروز الكريمة، وهو ما أكده في القصر الجمهوري حين حدد منطلقات حركته وهي معالجة رواسب أحداث 7 ايار، وخصوصيات الحزب الاشتراكي والدروز”.
وعن مصير تركيبة الـ 15 – 10 – 5 وهل موقف جنبلاط من “القصر” أعاد تصويب الأمور على هذا الصعيد؟اجاب مكاري: “أكد النائب جنبلاط بعد لقاء الرئيس سليمان أنه لم يتخل عن الرئيس المكلّف ولن يتخلى عنه من أجل الوصول الى صيغة حكومية كما تم الاتفاق عليها، وهذا ما يعني عملياً اعادة وضع عملية تأليف الحكومة على السكة التي كانت تسير عليها. وأعتقد ان الاتفاق على صيغة 15ـ10 ـ5 باق، ولكن بمعنى آخر. اذ في الواقع النائب جنبلاط لم ينتقل الى المعارضة ولا التحق بـ “8 آذار”، بل وضع نفسه في موقع قريب من رئاسة الجمهورية. ولذلك تبقى التركيبة هي 15ـ 10 ـ5 على الأرجح. اما بالنسبة الى كيفية التصويت في مجلس الوزراء مستقبلاً، فهذا ربما يكون رهناً بطبيعة الملفات المطروحة واقتناعات النائب جنبلاط ووزرائه فيها.
وسئل: هل تطلبون ضمانات مسبقاً بانه كي يبقى وزراء جنبلاط من حصة “14 آذار” اي من “كتلة الـ 15” بان يصوّت وزراؤه معكم؟ اجاب: “لم اقل هذا، ولكن جنبلاط نفسه أكد في القصر الجمهوري احترامه ارادة الناخبين الذين أفرزوا أكثرية وأقلية. وكما قلت، فان تركيبة 15 – 10 – 5 باقية في اغلب الظن، وحصة النائب جنبلاط ستكون جزءاً من الـ 15، اما موقفه السياسي من الحكومة، فمتروك له”.
مكاري لـ “الراي” الكويتية: أجزم بأن الحريري لن يعتذر والجرة لم تنكسر في “14 مارس”
لولا السلاح الذي استخدمه حزب الله لما كانت غزوات 7 ايار التي انتهت بإحتلال العاصمة حتى اليوم، وترهيب فئات واسعة من الشعب اللبناني. ولولا السلاح المشار اليه وارتباطه العضوي بسياسات نظام خارجي توسعي النزعة لما جرى توريط لبنان في حروب اقليمية مدمرة، ولما كان العالم كله يترقب حروباً في الأشهر المقبلة يتورط فيها حزب الله نيابة عن ايران الميليشية.سلاح غير شرعي ميليشيوي يمتلكه حزب طائفي