شهدت مدينة أضنة التركية أمس السبت ليلاً مقتل شرطي تركي طعناً بالسكاكين على يد مجهولين، أثناء قيامه مع دورية شرطة التدخل السريع التابعة لمديرية أمن أضنة بمحاولة قمع تظاهرة غير مرخصة نظمها أنصار حزب العمال الكوردستاني في حي ” داغلي أوغلو “، ورغم قيام السلطات بإسعافه إلى المشفى النموذجي في المدينة، إلا أن ذلك لم يفلح في إنقاذ حياته.
ويعدُّ مقتل الشرطي التركي ” فردي أوزكان ” ( 24 سنة ) هي الحالة الثانية نتيجة لأعمال العنف في غضون 24 ساعة, بعد مقتل المواطن الكوردي “صالح أوزجليك ” في عملية تفجير بأسطنبول يوم الجمعة، أثناء قيامه بحراسة أحد الأبنية في حي “غازي أوصمان باشا”، وقد أدلى والي أضنة ” إلهان آتش ” الذي قصد المشفى النموذجي بعد تلقيه نبأ مقتل الشرطي ” أوزكان ” بتصريح للصحافيين بيَّن فيه ” لو لم يحدث هذا الأمر لكان أفضل، سيما وأننا دخلنا طور حلّ المسألة، ولكننا شعبٌ اعتاد تقديم الشهداء “.
وفيما كانت مدينة أضنة في جنوب البلاد تشهد في ساعات الظهيرة من اليوم الأحد مراسم دفن الشرطي المقتول، كان نزل الشرطة التابع لمديرية الأمن في العاصمة أنقرة يشهد لقاء وزير الداخلية التركي بشير آتالاي بممثلي جمعيات عوائل الشهداء الأتراك، وذلك في إطار مهمته القاضية باستطلاع آراء القدر الأكبر من الفعاليات المجتمعية والثقافية من أجل مشروع الحكومة التركية لحل القضية الكوردية.
وقد حضر اللقاء إلى جانب الوزير آتالاي، مستشار وزارة الداخلية أوصمان غونيش، والمدير العام للأمن أوغوز كاغان كوكسال ومثَّل عوائل الشهداء الأتراك في اللقاء جمعية مانيسا لعائلات الشهداء والمحاربين والمدافعين عن الوطن، جمعية عوائل شهداء الشرطة، والعديد من الجمعيات الأخرى الممثلة لعوائل الشهداء في المدن إزمير، أضنة، قيسري، عينتاب، ريزه، سيواس، آك ساراي، واسطنبول، وقد أعقب اللقاء الذي سمح لوكالات الأنباء فقط بتصوير لقطات منه، تناول الوزير آتالاي طعام الغداء مع الحضور.
ومن المقرر أن يختتم وزير الداخلية بشير آتالاي خلال اليومين المقبلين جولة المشاورات التنسيقية هذه التي بدأها الثلاثاء الفائت، لتقوم الحكومة التركية بإصدار تقرير رسمي، توضح فيه أبرز نقاط الحلِّ للقضية الكوردية التي تم الإجماع عليها خلال المشاورات مع مؤسسات المجتمع المدني والفعاليات التركية الأخرى.