As below so above
ما يكون على الأرض يكون فى السماء
*
خصائص كوكبة الجبار :
لكوكبة الجبار خصائص كثيرة ومتفردة، غير أن الدراسة تقتصر على ماترى أنه الأهم والأوضح منها.
أ.. فهى تقع فى المنتصف بين باقى الكوكبات، بحيث يمكن منها التواصل مع جميع الكوكبات الأخرى (وعددهم 87 كوكبة) بسهولة ويسر.
ب.. وهى أقدم وأضخم الكوكبات، وبها نجوم كثيرة متلألة وبراقة، وبعض هذه النجوم أكبر من قرص الشمس بملايين المرات، كما أنه يعطى ضوءً أزهى من ضوء الشمس بقدر ما يزيد حجم هذه النجوم على حجم قرص الشمس.
ج.. كوكبة الجبار وحدها دون باقى النجوم لها روحانية وشخصانية. والروحانية فيها هى الروح ؛ ولا يقصد بالروح ما كان يقصده الأقدمون من روحانية المادة (Spirited matter)، والذى ثبت أخيراً حين توصل العلم إلى أن الذرة ليست أصغر جزء فى الكون، بل إنها تنحل إلى جسيمات (Particles) هى فى الحقيقة أصغر ما فى الكون المادى؛ وهى تبدو ذات خاصية واعية، فهى لا تتخذ فى مسارها وضعاً جامداً محدداً، لكنها تتميز بالشعورية والذاتية والتلقائية. وهى فى تصرفها، لاتبدو كمن يتأثر بالمحيط القريب منها، لكنها تتصرف على أنها تتأثر بمجال أكبر، هو مع التدارج ينتهى إلى الكون كله ويدل على أن الكون يتواصل (من الوصل) ويتجاذب (من الجذب) متداخل مترابط.
وقد عبّر المصريون القدماء عن الجزئ بأنه جوهر (Monad) فيه مادة وفيه روح، وعليه ينعكس الكون بأكمله. وقد جرى تعبير الجوهر فى علوم وفهوم الرهبان، وبين الخاصة، حتى وصل إلى الفلسفة المعاصرة. فكوكبة الجبار من ثم، وبحسبانها تختلف عن باقى الكوكبات فى أن موادها جميعاً فيها نبض ذا طبيعة روحية، بأن لها – إلى جانب خصائص المادة عموماً من نبض روحى – روحانية خاصة هى الروح، وبهذا تكون كوكبة الجبار، بين كل الكوكبات، هى الأقدم والأكبر والأضخم والأفخم والأعظم والروح.
د.. تصور الأقدمون – من المصريين، وتبعهم الأغريق والباقين – كوكبة الجبار فى هيئة رجل ضخم يمسك بيده سيفاً ودرعاً.
وقد رأى الفلكيون المصريون – وكفايتهم العلمية مؤكدة وصحيحة ومشهود لها – أن كوكبة الجبار تتشخص فى أوزير وأنه هو روح الله وكلمته الذى يمكنه أن يتكرر فى الصور والكينونة دون أن ينقص منه شئ، وذاك ما ثبت من العلوم الحديثة، والرياضيات خاصة التى تاكد منها أن اللانهائى لا يزيد ولا ينقص مهما أضيف إليه، أو أُخذ منه.
فكلمة الله وروحه، هى فى الذات الألهية، وفى كل تشخيص لها سواء كان هذا التشخيص فى كوكبة الجبار أو فى كوكبة عطارد أو فى أوزير أو فى تجسداته الأخرى التى تصل إلى السيد المسيح، وإلى الآتى، المنقذ والمخلّص والمنتظر.
هـ.. أطلق الفلكيون منذ القدم على كوكبة الجبار أنها (حيث تُولد النجوم) ففيها منطقة، هى التى توصف بسيف أوزير (Saif)، تتكون فيها النجوم حتى تولد، وتأخذ مسارها بعد ذلك.
و.. وفى كوكبة الجبار فتحتان أو بوابتان أومنفذان، يتسع أهمهما فى شهر ديسمبر وبالأحرى فى الفترة التى تسمى برج القوس.
ومن خلال هذه البوابة أو الفتحة أو المنفذ (Star gate) يكون الدخول منه إلى الكوكبة من اليسار، ويكون الخروج منها من اليمين، حيث تكون عوالم أخرى، تجانب العالم المادى رباعى الأبعاد، فترى مالا عين رأت وتسمع مالا أذن سمعت، وتكون فى حياة لم تخطر على قلب بشر.
وإسم الكوكبة – عند قدماء المصريين – ساه أو ساهو يعنى حرفياً معنى البوابة والفتحة والمنفذ. لكن الصفة تحولت إلى إسم مثلما حدث ويحدث فى بعض الأسماء بين البشر مثل عادل وفاضل وسعد وكريم.
وفى الوقت الحالى فإن الكثيرين – ومنهم الفلكيون والمنجمون – يطلقون على كوكبة الجبار إسم أوريون / أوزير (Orion \ Osir).
ز.. كوكبة الجبار، هى خزانة ومثوى وموئل كل العلوم والفنون عادة، والمعرفة المقدسة خاصة. ومنها تنتشر إلى حيث يجب فى كل الكون، أو تتنزل على الإنسان، أو ينقلها له الجبابرة.
والجبابرة هم من جاءوا من كوكبة الجبار مع أوزير (وهو الكوكبة ذاتها)، ومن تكون فيه بذرة الجبار.
ح.. وقد كان أول الجبابرة على الأرض أوزير (الذى نطق الأغريق إسمه أوذريس ثم صحّفه العرب إلى إدريس).
نجوم كوكبة الجبار :
فى كوكبة الجبار نجوم كثيرة، غير أن أكبرها وأشدها نوراً وأوضحها ضوءً أو بريقاً، 72 نجماً، ما يعنى الدراسة منها خمسة نجوم براقة وفعالة وهم :
1.. الرجْل بالعربية (وبالإنجليزية Rigle) وهو يقع فى رجل الكوكبة، عندما تُرى أو تتشكل على هيئة رَجُل.
2.. السّيْف بالعربية (وبالإنجليزية The sword) وهو يقع على الرجل اليمنى للكوكبة، حين تُرسم كرجُل.
3.. النّظم بالعربية (وبالإنجليزية System) وهى تعنى نظم اللؤلؤ.
4.. النطاق بالعربية (وبالإنجليزية Alnitak) وتعنى الحزام الذى يُتمنطق به.
5.. المنطقة بالعربية (وبالإنجليزية Mintaka).
وأسماء الثلاثة نجوم الأخيرة، هى أصلا باللغة العربية، ثم نُقلت إلى الإنجليزية بنطقها العربى. وهى أهم نجوم كوكبة الجبار، وتُشكل الحزام الأوسط منها، وخاصة حين ينظر إلى الكوكبة (فى هيئة رجل) وقد سمى العرب النجوم الثلاثة المنوه عنها ميزان الحق (Mezan AL-Haqq) بمعنى ميزان الحق والعدل، أى أن مفهوم الحق والعدل والإستقامة إنتقل على نحو ما عبر العصور حتى وصل إلى العرب فأختزلوه فى تعبير “ميزان الحق”.
وهذه النجوم الثلاثة البراقة، والتى تشير إلى الحق والعدل والإستقامة (لربة ماعت عند قدماء المصريين) هى التى تشابه وتماثل، الأهرام الثلاثة فى الجيزة. وقد كان العلماء خصوصاً، والناس عموماً، لا يعرفون ولا يفهمون معنى إبتعاد الهرم الثالث (الأصغر) إلى الشرق، بحيث لا تكون المسافات بينه وبين الهرمين الأكبر والأوسط متماثلة، إلى أن عُرفت الصلة بين الأهرام وبين نجوم حزام أوريون، فظهرت الأهرام وهى مماثلة فى كل شئ لهذه النجوم، ومنها ما بينها من مسافات.
وقد إكتشف ذلك عام 1983 روبرت بوفال، وهو مصرى من أصل بلجيكى، ولد ورُبّى ونُشئ فى الأسكندرية، وكان شديد الشغف بمصر وآثارها.
وكان إكتشافه هذا أول دلالة على إرتباط مصر بكوكبة الجبار، وأنها مرآة لهذه الكوكبة، وتماثل لها على الأرض. ذلك أن روبرت بوفال إكتشف كذلك، أن كوكبة الجبار مرسومة على أرض مصر (تراجع الصورة الخاصة بذلك).
كما تبين كذلك إرتباط معابد وآثار مصر بنجوم فى السماء (كما يظهر فى الصورة فى نهاية هذه الدراسة).
وقد قدم العلماء تفسيراً لذلك مفاده أنه توجد على الأرض مناطق ذات روحانية عالية، أْعدّت منذ إبتداء الخلق لتتواصل وتترابط معها القوى الكونية العليا، لمدها بالعلوم والفنون والآداب والأفكار، ومنها تُنشر فى كل الأنحاء وإلى من يقدرون على إلتقاطها من البشر.
كما وصل العلم على أن الشكل الهرمى هو أفضل الأشكال للإحتفاظ بالقوة الكونية ثم توزيعها على الناس والأماكن دون أن يحدث أى تشتيت أو تفريط فى القوى الكونية.
ومفاد ذلك أن هضبة الهرم هى أول وأفضل مكان تترابط وتتواصل وتتداخل فيه القوى الكونية الرفيعة مع الأماكن والمساكن التى بجوارها، ثم تنتشر منها فى هيئة أفكار ومعلومات وحقائق إلى من هو مهيؤ خِلقة وخليقة ليلتقطها، فيكون الوحى (Revelation) أو الإلهام (Inspiration) أو الفراسة (Physiognomy).
بهذا المفهوم تكون هضبة الأهرام هى الوصلة الحقيقية بين الكون (الذى يجسده ويشكله كوكبة الجبار)، أى السّرة بين الأرض والسماء، وهو ما يفسره البعض بأنه الأكثر قداسة من أى مكان آخر، فهو الذى يلتقى فيه التيار الكونى المتدفق والدائم، بمنطقة هى الأكثر جاذبية والأشد نقاء على سطح الأرض.
والذين يعرفون ذلك – فى العصر الحالى – ويقدرونه، يكونون شَعيرة لها طقوس معينة، يرون أن تأديتها وممارستها فى منطقة الأهرام، هو خير وسيلة لينهلوا مباشرة من الواقع الروحى الذى يتحقق فى المنطقة، ولا يكون فى مكان آخر قط. وإذا ما قيل بأن هؤلاء القوم هم ماسُون، فإنهم يفخرون بذلك، لأن أصل لفظ الماسونية هو البنّاءون الذين أقاموا فى القدس (أورشليم) قصراً ومعبداً لإبنة الفرعون الذى تزوجت بسليمان (الملك فى تقدير اليهودية والمسيحية، والنبى فى الإسلام). وقد تحولت الماسونية من بناء المعابد والقصور إلى أن تعمل فى بناء الضمائر والأفراد، بحيث يكون معبد الله فى قلوبهم وصدورهم، ولا يكون فى أية أبنية خارج القلوب والصدور والضمائر.