لا يعاني المواطن غير المسلم، والمسيحي واليهودي بشكل خاص، مشاكل كبيرة في العيش بسلام مع بقية مواطنيه في غالبية دول المغرب العربي، مقارنة بوضع أقرانهم في دول المشرق، على الرغم من أن وجود مسيحيي الشرق بالذات سابق لوجودهم في أي منطقة أخرى في العالم. لذا نجد أن المواطن غير المسلم في دول المغرب، بشكل عام، لا يفكر في الهجرة، كما هو حال، وربما مآل مسيحيي الشرق الذين يتملكهم يوما عن يوم الشعور بضرورة البحث عن موطن آخر، خوفا من التطرف الديني على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، على الرغم من أنهم كانوا هنا قبل المسلمين بمئات السنين!
يمكن القول بشكل عام، مع إصرار على تجاوز فترات مظلمة في تاريخ المسيحيين واليهود في دول الشرق، بأن أوضاع غير المسلمين «الأمنية بالذات»، في بلاد الإسلام بشكل عام لم تكن سيئة دائما، وخاصة في فترات التسامح والازدهار الثقافي والفني والبحث العلمي التي لم تستمر طويلا إبان حكم العباسيين. ولكن هذا الخوف تزايدت وتيرته مع بداية الصحوة الدينية الإسلامية «المباركة»، التي ترفض التعايش مع الآخر، ما لم يكن ذلك التعايش خاضعا لشروطها الدينية التي من أساسياتها تقسيم الآخر بين مسلم وذمي وكافر ومشرك وعبد وحر ورجل وامرأة وغير ذلك، وقد تسبب كل ذلك في حركة هجرة الشباب المسيحي إلى دول الغرب، وهي الهجرة التي بدأت هادئة ومتقطعة قبل ثلاثة عقود، وأصبحت أكثر وضوحا في السنوات القليلة الأخيرة، وبالذات من مصر ولبنان والعراق، وأغلب، وربما كل من هاجر من هؤلاء لا يفكر حتما بالعودة لما كان يوما، ومن آلاف السنين، البيت والوطن والأرض الطيبة! والغريب أن جهات إسلامية ومسيحية تشجع هؤلاء على الهجرة، سواء بالتهديد المباشر لأوضاع حياتهم، أو بإشاعة ما ستصبح عليه أوضاعهم في منطقتنا، إن تسلمت الأحزاب الدينية الأصولية زمام الحكم في أي دولة عربية، كل هذا مع وجود هاجس الدعوة التي تتبناها أحزاب وجهات عدة للعودة إلى نظام الخلافة الإسلامية، وكل هذه المطالبات كافية لبث الرعب في نفوس الأقليات المسيحية الشرقية، التي لم تنس ما عاناه آباؤهم وأجدادهم من ذل وتحقير على يد العثمانيين، التي يتجنب أتراك اليوم حتى التطرق إليها!
وقد يتساءل البعض عن سبب كل هذا الاهتمام بمسيحيي الشرق، والخوف على مصيرهم، وسبب الحرص على بقائهم بيننا، بالرغم من اختلافهم الكبير عن أسلوب عيش وتفكير الغالبية العظمى من سكان أي وطن عربي وشرقي، وللإجابة على ذلك، فإننا سنتجنب الدخول في متاهات التاريخ، وسنتجنب أيضا الجدال في العدد الحقيقي لمسيحيي دول الشام والعراق ومصر مثلا، قبل الغزو الإسلامي لبلادهم، أو بعد ذلك، لكي نؤكد حقهم في البقاء هنا ومعاملتهم كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، مثلهم مثل غيرهم، فهذا سيطول بحثه وربما لن ننتهي إلى نتيجة حاسمة، على الرغم من تاريخ التعايش المشترك الذي يجمع الطرفين لأكثر من 1400 عام وهو أكثر من كاف، بل سنحاول هنا أن نبين أن وجود المسيحي، وغيره من أتباع الديانات الأخرى، بيننا ضروري لصحتنا العقلية والنفسية ولتقدمنا الحضاري والثقافي، هذا إضافة إلى حقهم الطبيعي في هذه الأرض كغيرهم من المواطنين.
فلا أحد يمكن أن ينكر حقيقة أن عطاء المسيحي لوطنه في حقول الثقافة والفنون والآداب يزيد بكثير عن نسبتهم لعدد السكان الإجمالي في أي دولة عربية أو إسلامية بشكل عام.
كما أن الفضل يعود إليهم في المقام الأول في ترسيخ مفهوم الوطن والمواطنة، وبغيابهم يسهل على معادي هذا المبدأ محو هذا الشعور وإذابة الوطن في كيانات أكبر قد لا تكون مناسبة.
كما أن وجودهم بيننا، أو وجودنا بينهم، لا فرق، يجعل المجتمع أكثر تسامحا بعضه مع بعض من جهة، ومع الآخر من جهة ثانية. كما أن لغة التخاطب بوجودهم تصبح أكثر تهذيبا ورقيا، ولو كان مفتعلا في مراحله الأولى، فسرعان ما يصبح عادة وجزءا من مسار الحياة.
ووجودهم بيننا، أو العكس، يجعل من ألوان المجتمع وثقافاته أكثر تعددا وتنوعا ومن الحياة أكثر بهجة. وزيارة لقرى ومدن أقباط مصر في المنصورة، أو ضيع الموارنة في كسروان لبنان، أو مدن الأرثوذكس في وادي النصارى بسوريا، ستبين ما يعنيه هذا الكلام، فهل بإمكان أحد تخيل بكفيا أو شتورة أو بسكنتا أو صيدنايا أو معلولا أو حتى المنصورة من غير مسيحييها؟
وفوق هذا وذاك فإن المسيحيين العرب، بالإضافة إلى كل مناقبهم وإسهاماتهم الكبيرة في كل نشاط، لم تقع بينهم وبين المسلمين أي حروب حقيقية منذ انتهاء الحروب الصليبية، وحتى اليوم. كما أن الكثيرين منهم وقفوا مع صلاح الدين ضد الغزاة الصليبيين. كما ان مسيحيي لبنان ومسلميه لم تقع بينهم حرب دينية واحدة طوال أكثر من ألف عام، ولكن فجأة شعر المسيحي اللبناني والعراقي والمصري أن وجوده مهدد، بعد قتل رهبانهم وبطاركتهم وهدم كنائسهم ومنعهم حتى من ترميم القديم منها، وبعد كل ذلك ماذا يتبقى من وهج لبنان وعنفوانه وتنوعه إن رحل المسيحيون عنه؟ والأمر ذاته ينطبق على سوريا والعراق ومصر وغيرها من الدول العربية.
habibi.enta1@gmail.com
* رجل أعمال وكاتب كويتي
مشكلة الوجود المسيحي العربي اولا يا أخ احمد لم يكن بين المسلمين والمسيحيين في سوريه ولبنان (بلاد الشام )اي مشكله وهم جميعا احبابا واصحاب وانا شخصيا من حي عاش ويعيش فيه المسلمون والنصارى حتى الوقت الحاضر اصحاب واحباب. ثانيا يا اخ احمد ان الهجرة اسبابها سياسيه واقتصاديه فنحن من حينا فقط المسلمون الذين غادروا الى اميركا واوروبا اكثر من النصارى بسبب حكم البعث والفقر . ثالثا التشدد الديني من المسلمين حاليا لا يمثل كل المسلميين وهو ليس حاله عامه وفي حال رجوع الحكم الديمقراطي الى بلداننا سوف لن ترى هؤلاء المتعصبين . مع كل تحياتي لاخواننا النصارى فنحن المسلمين لم… قراءة المزيد ..
مشكلة الوجود المسيحي العربي
انت دائما محق فيما تكتب ، والواقع ان حال المسيحيين فى المنطقة العربية وبخاصة مصر يسير من سىء الى اسوأ ، وانا شخصيا شجعت ابنتى وابنى على الهجرة من المنطقة وهما الان يعيشان افضل حياة ممكنة ويستمتعان واسرهما بكل معانى الانسانية والكرامة والحرية ، والعيش الكريم دون اذلال من اؤلئك الاوباش الذين يسيرون عميانا وراء فتاويهم المضلله التى تحرضهم على كراهية كل شىء حتى انفسهم ،لا بارك الله فيهم ابدا بعدما حفزتنى حياتى المريرة بينهم على قبول الحرمان من اولادى للآبدبكل راحة ضمير .
مشكلة الوجود المسيحي العربي أغلب الأنبياء أوبالأحرى مدّعي النبوّة وبشكل عام؛ نادوا بتحريرونصرة المستضعفين والمحرومين ضد مضطهديهم، على عكس الدين الإسلامي ونبيّه الذي جاء لنصرة المضطهد “بكسر اكهاء” المسيطِر، ولنصرة تجار قريش وأغناهم بني هاشم. معرفة محمد وشعوره بالأمن والإستقرار حال دخوله تخوم الإمبراطوريه الرومانيّه، جعله يفكر بطريقة تجنِّبه وتجار بني هاشم شرّ قبائل البدو العربية التي كانت تسطوا وتسرق بضائعهم ونسائهم، حراسة هذه القوافل من قبل فرسان مأجورين كان يأكل جزءًَ كبيراًَ من أرباح تجارتهم، الحل: دولة محمديه يقودها تجّار بني هاشم تؤمن لهم السيطره على طرق القوافل التجاريه ومزيداًَ من الربح. هذا يأعزائي سرّ الإسلام ونبيه شاهراًَ سيفه… قراءة المزيد ..
مشكلة الوجود المسيحي العربي الاخ احمد صالح habibi.enta1@gmail.com * رجل ألاعمال والكاتب الكويتي…سلام تقول…في بحثك عن سرمشكلة الوجود المسيحي (العربي) اي الاعرابي الذي لم تكتشف وجوده في دول المغرب،بشكل عام، كما هو حال، وربما مآل مسيحيي الشرق الذين يتملكهم يوما عن يوم الشعور بضرورة البحث عن موطن آخر، خوفا من التطرف الديني على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، على الرغم من أنهم كانوا هنا قبل المسلمين بمئات السنين!ويعلق على قولك هذا سمير راغب: وفي “وطننا العربي” هناك محاولات دؤوبة لأسلمة كل شئ وأي شئ من مؤسسات الدولة إلى الثقافة والعلوم والسلوك العام….وارجعوا في ذلك إلى مفكرنا العظيم طارق حجي،(…) أدامه الله وإياكم… قراءة المزيد ..
مشكلة الوجود المسيحي العربي
THANK YOU VERY MUCH ,YOU ARE BRAVE MAN
مشكلة الوجود المسيحي العربي مما لا شك فيه أن عالمنا العربي بدون المسيحيين العرب، سيكون عالماً ناقصاً بمعرفتة وعلمه وثقافته وأدبه وروحه. وعلى الصعيد الإجتماعي فإن معشرالمسيحيين معشراً فيه الكثير من الطيبة والمحبة والأمانة أضف على ذلك ذوقهم الرفيع في كل الأمور. أرى من الضروري جداً أن نسأل أنفسنا كمسلمين لماذا العيش معنا نجعله على أبناء جلدتنا من المسيحيين العرب لا يطاق؟؟؟ ولماذا لا نصون حريتهم وحقوقهم وليست تلك الجقوق كأهل ذمة أو أبناء الوطن من الدرجة الثانية؟؟؟ هل لأننا لم نتعلم ان نحترم الإنسان، ولذا يصعب علينا ان نحترم حقوق الإنسان؟؟؟ أم هو الحقد الذي أعمى بصيرتنا وخرب عقولنا… قراءة المزيد ..
مشكلة الوجود المسيحي العربي
أشكرك يا أستاذ أحمد. انا اتسأل, هل هناك أمل بعد أكثر من ثلاث عقود سوداء على أبناء مصر المخلصين أى الاقباط والذين دفعوا ثمنا باهظا من أموالهم ودمائهم وكرامتهم أيضأ من أجل سلام مصر? مقالك يعطينى شئ من الأمل. بارك الله فى كتاباتك.
مشكلة الوجود المسيحي العربي
تحية طيبة
بارك الله بك سيد أحمد الصرّاف وبقلمك الشريف
مشكلة الوجود المسيحي العربي
التعصب وعدم قبول الآخر هي مشاعر قد تنامت بشكل غير مسبوق، وهي لاتنسحب فقط على المسيحيين بل على كل ماهو غير إسلامي في كل بقعة من بقاع الأرض، وكأن الإسلام في حالة تصادم دائم مع غيره من ديانات الأررض، وكأن الله حكرا على المسلمين لايعرفه غيرهم. وفي “وطننا العربي” هناك محاولات دؤوبة لأسلمة كل شئ وأي شئ من مؤسسات الدولة إلى الثقافة والعلوم والسلوك العام….وارجعوا في ذلك إلى مفكرنا العظيم طارق حجي، أدامه الله وإياكم وأمثالكم لإنقاذ أوطاننا من الوهابية المظلمة.
ٍٍسمير راغب