ليس من قبيل الصدفة أن يتعرّض لقاء “لبنانيون من أجل حرية وكرامة الشعب السوري” لحملة مسعورة من فريق 8 آذار، انكفأ بعدها المنظمون عن عقد المؤتمر في فندق “البريستول” وما يرمز له هذا الفندق تحديداً.
هؤلاء، انتظروا أكثر من أسبوع كي يجدوا مكاناً يُعبرون فيه عن تضامنهم مع الشعب السوري بوجه ما يتعرّض له من إجرام يصل إلى حدود لم تصل إليه أي دولة في العالم الحديث، من تلك الدول “الفاشية” التي تعتمد القمع سبيلاً لفرض هيبتها، أو بالأحرى لفرض وجودها، ومن خلال هذا الوجود، تثبيت هيمنتها على كل ما يتعلق بالفكر وحرية المعتقد والتعبير.
في اجتماع تلى التعدي الواضح على حرية التعبير في لبنان، كان بين المنظمين لهذا المؤتمر من دعا إلى عقد مؤتمر صحافي فوري، للإعلان عما جرى ووضع الحقيقة أمام الرأي العام كما هي. اعترضت غالبية على هذا الاقتراح. فما كان من هذا “المُقترح” إلا أن بادر إلى دعوة “المنظمين” إلى التوجه إلى ساحة سمير قصير في وسط بيروت لإعلان موقف من هناك، هذه الدعوة أتت لاعتبارين:
الأول، إيصال رسالة مفادها أن “الصالونات” أو الفنادق ليست هي المطاف الأخير حين يُقرر البعض الولوج إلى مواجهة قد تكون الأصعب في تاريخ الجمهورية، لأنها في زمن ليس فيه من منطق الحد الأدنى، ولأن المواجهة هي مع قوى تتمترس خلف سلاح غيرها لتفرض ما تريده على معادلة “الحريات” في هذا البلد.
الثاني، رمزية ساحة سمير قصير بحد ذاتها كرسالة إلى الداخل والخارج ممّن يؤمن بربيع بيروت ودمشق.
أن تتضامن مع الشعب السوري من هذه الساحة تحديداً، هو رسالة إلى كل من يعنيهم الأمر، مفادها أن لا حرية في لبنان طالما هي مفقودة في سوريا، وأن لا استقلالية لبيروت طالما ليس في دمشق الحد الأدنى من الديموقراطية.
رفضت غالبية من المنظمين للمؤتمر هذا الاقتراح. تبيّن أن لدى البعض منهم حسابات أبعد من “نضال ميداني”. لعلّ الطاولة ـ البوديوم ـ هي عنصر الجذب الأوّل والأخير، لكن من يريد التّضامن مع شعب شقيق يرتضي معاناة الأمرّين، ليس له سوى أن يُظهر الحد الأدنى من الاستعداد لتحمّل تبعات تضامنه هذا.
حصل ما حصل، ونبتت “شبه قاعة” لتحتضن اللقاء. الحضور كان مميزاً لأنه جذب مجموعة من اللبنانيين غير المنتمين حصراً إلى 14 آذار كتنظيم سياسي. فكرة “التضامن” كانت هي الجاذبة لهؤلاء بغض النظر عن الداعين لانعقاد هكذا لقاء. هذا الجذب ولّدته فكرة المشاركة في إعلاء الصوت رفضاً لما يحصل من جرائم ترتكب بحق شعب أراد تقرير مصيره بأيديه. هذه هي الفكرة الأساس، وكل متفرّع عنها، ليس له قيمة، لا بالشكل ولا بالمضمون.
النضال من أجل تثبيت مبدأ شيء، والسعي من أجل مكسب شيء آخر. غالبية من تجمّع في “مستودع” سن الفيل كما أسماه البعض، يستحقون رفع القبعة لأنهم وفي غالبيتهم، لم يضعوا نُصب أعينهم “المكسب السياسي”، بل قضية دفع الكثير من اللبنانيين ثمناً لها، حتى قبل انتقالها إلى عاصمة الأمويين.
صدر البيان، قد يكون أقل من حجم الحدث، إلّا أنه يبقى الصوت “المؤنسن” في وادي ذئاب.
ليس هذا موضع النقاش. على من شارك ومن اعترض ومن حارب عقد هكذا لقاء، أن يتمعّن بواقع مأساوي، جعل من بيروت، عاصمة الثقافة والحرية، مستودعاً لا يحتمل تضامناً إنسانياً قبل أن يكون سياسياً. إنّه “مستودع العار”، اليوم وغداً.
ayman.sharrouf@gmail.com
* كاتب لبناني
“مستودع العار”
حصار الامن السوري مدينة تلبيسة والرستن وتير معلة ومروحيات فوق مدينة تلبيسة من الساعة 5 صباحا
“مستودع العار”
في حين تتم اجتماعات الحزب الايراني في ارقى الصالات وعبر الشاشات للتنديد بالنظام البحريني على قمعه للمتظاهرين هناك فماهو الفرق بين متظاهري البحرين وسوريا وكلاهما يطالب بحريته في حين ان لا مقارنه في عدد سقوط القتلى بالرغم من استنكارنا ضد النظامين وان واحد اوالف قتيل مستنكر ومندد به من اي جهة كانت..آآهه.. فهمت الا لعنة الله على الطائفية البغيضة…والحق يجب ان تشمل اللعنه كل نظام وحزب يخون وطنه لأجل طائفته- في الحقيقة ليس لأجل طائفته- بل لأجندة خارجية يجر لها جر الشياة الى مذبحها وهو يضحك من الغباء.