تعد المقالة النقدية التي قاربنا بها الزميل الأستاذ سمير الأمير، والمنشورة بجريدة “القاهرة” المصرية بتاريخ 22/7/2008 مثالا على عفة اللسان، وسطوع البيان، ودليلا ً قويا ً علي نجاح جريدة “القاهرة” في تأسيس منظومة من التقاليد المشرفة فيما تثيره من قضايا ومعارك لا تبتغي سوى مصلحة الوطن، مؤكدة ً على المقولة الرائعة “اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية” بإيمان لا يتزعزع مفاده أن أحدا ً لا يستطيع الزعم أنه وحده مالك للحقيقة المطلقة، فالحقائق البشرية جميعها نسبية، وأما القبول بالثقافة السائدة، أو تغييرها فرهن بالتوافق الوطني العام، لكنه التوافق القابل للمراجعة وللتعديل وحتى تعديل التعديل في مراحل تالية.
تلك كانت مقدمة ضرورية، أردناها مُدخلا ً لمناقشة الأستاذ سمير حول أخطر قضية أثارها نقده لكاتب هذه
السطور، وهي قضية الهوية الثقافية لمصر، وما يستتبعها من استحقاقات اقتصادية وسياسية واجتماعية.
بيد أنني أود أن أؤجل مناقشتي لهذه القضية / الأساس ريثما أرد على فرعيات أثيرت في معرض نقد الأستاذ سمير لكتابات لي نشرت بجريدة القاهرة، وبهذا الموقع ” شفاف الشرق الأوسط ” وغيرهما من وسائط الميديا. والحق أنها فرعيات تتمحور حول القضية منهجيا ً وبنائيا ً.. منها تصوره أنني حين أحذر من “حزب الله” على خلفية أن أجندته إيرانية؛ أتناقض مع أطروحتي المنشورة بجريدة القاهرة العدد 415 والتي تقترح حذف كلمة “عميل” من قاموسنا السياسي! مع أنني قد أردت –راغبا ً– أن أرفع عن حزب الله في هذا المقال صفة العمالة، مذكّرا ً بأن كافة المطالبات السياسية قد تدعو هذه الدولة أو تلك، هذا الفصيل أو ذاك إلـى الارتباط بإحدى القوى العالمية أو الإقليمية ممن ُيعتقد أن في التحالف معها تحقيقا ً لمصلحة وطنية ما. تلك حقائق الأمور على الأرض، يأخذ بها ويمارسها عالمنا العربي، بل والعالم بأسره، بعد ما صار كوكبنا أقرب ما يكون إلى قرية كبيرة، لا سبيل فيها لعزلة أحد عن أحد. إنما حزب الله الشيعي الذي يتهم حكومته وقوى الأغلبية اللبنانية بالعمالة للغرب، والذي يبني مواقفه بالفعل تساوقا ً أيديولوجياً وسياسيا ً مع إيران الشيعية، ليجد من المثقفين العرب من يسدد عنه ديونه السياسية الثقيلة على هامش ” فاتورة” تصفية الحسابات مع الغرب الإمبريالي وتابعته إسرائيل ، بزعم أنه وحده ممثل المقاومة !، وكأن المقاومة لا تكون إلا بامتشاق الحسام، وإن أدى إلى تدمير الدولة التي تنطلق منها (غصبا ً عن الدولة) هذه المقاومة ُ ذات التوجه الأيديولوجي الواضح ! وأنه لموقف ثقافي شعبوي قابل للنقد، كما أن رأيي هذا قابل له بالمثل.
كل هذا مفهوم ومبرر، لكن غير المقبول(إلا في مجتمعات التخلف) أن يدفن الفرقاء الوطنيون الحوار بينهم حيا ً في رمال القيظ والسخام، صارخين ملوحين في وجوه بعضهم البعض بلافتات العمالة (= خيانة الوطن في قاموس العرب) ما يحرض على إشعال الحروب الأهلية، أبشع أنواع الحروب على الإطلاق.
وظيفة المثقف
ُ ثاني التفريعات في نقد الأستاذ الأمير كان اعتراضا ً على صياغة مني، في سياق دعوتي للمثقفين أن يبتعدوا عن لغة السباب وإهانة الخصوم والتحريض علي ممارسة العنف الغوغائي ضدهمّ، تلك اللغة التي قد توقعهم تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب (القادم) وكأنني – كما يقول – بهذه الدعوة معاد للحرية، فانبرى قائلا لي: أربأ بك يا فلان أن ترتدي زيا بوليسيا ً وأنت أحد مثقفينا الكبار (إ.هـ)
وبغض النظر عن تعبير الزي البوليسي الذي لا أعرف كيف طاوع سمير قلبه على استخدامه في الحوار مع رجل مثلي له تاريخه “المعتقلاتي” المعروف، فإنني أسائل محاوري عما إذا كان صوابا ً أن يحرض كاتبٌ زملاءه المثقفين على الصدام مع الدولة بدلا من الحوار معها؟! أفهم أن يطالب المثقف زملاءه بتكثيف إنتاجهم المعرفي لصالح الجموع الشعبية، وقد يزيد على هذا بأن يحضهم على الانخراط في العمل السياسي من خلال الأحزاب الشرعية، والمنظمات المدنية،المعارضة للفساد والداعمةً لجهود الإصلاح، لكني لا أتصور أن يطلـّق مثقف واع رصانته العلمية طلاقا ً بائنا ً أو رجعيا ً، كي ينزل إلى الشوارع هاتفا ً بسقوط نظام يعلم أن بديله الوحيد “الجاهز” أسوأ منه بما لا يقاس.
ثالث التفريعات التي ركز عليها نقد سمير الأمير، اعتراضه على دعوتي للمثقفين أن يمارسوا مهام وظيفتهم الأولي، ألا وهي ترسيم مصر دولة ً للثقافة، وحجته في ذلك أن مصر كانت ولا تزال عبر تاريخها
الطويل دولة منتجة للثقافة، ففيم تكون مطالبتي إذن؟!
في رؤيتي أيها الزميل العزيز أن مصر، أنتجت ثقافتها الأصيلة فقط في عصر ما قبل الأسرات، حين ترسخت في نفوس المصريين الأوائل قيم التعاون المشترك، والسماحة الدينية التي لا غش فيها، والوداعة التلقائية، والفرح البليل بنعمة الحياة، والشكر الصادق للطبيعة علي هباتها، وبالممارسة الواعية لمبدأ القبول الحضاري بالآخر المختلف ، هذا القبول الذي لولاه ما انصهرت في بوتقة واحدة السلالات ُ الأولى المولدة من الأحباش والنوبيين والليبيين والمهاجرين الساميين والأرمن،فمن هذه الثقافة البكر بزغت حضارات عظمى (بالمعنى الإنساني للكلمة وليس بالمفهوم التقني المحدود) : دير تاسا والبدا ري في الصعيد، والفيوم في مصر الوسطى، و المعادي وحلوان ومرمدة بني سلامة في الوجه البحريّ. أما ما تلى عصر ما قبل الأسرات هذا، و جراء ظهور الدولة المستبدة المهيمنة فلقد بات علي المصريين أن يستهلكوا حسب ُ ثقافة أولي الأمر فراعنة كانوا أم إغريقا ً أم رومان أم عربا ً، وما كان لهم أن يعيدوا إنتاج ثقافتهم الأصيلة، بله إبداع ثقافة جديدة بينا هم محكومون غير مخيرينً.
المستقبل هو البحر لا الصحراء
هنا نصل إلي حافة الجبل التي ركز سمير الأمير عليها معاول هدمه لكتاباتي، بتحفظه علي ما أسميته بـ ” الإنعتاق الثقافي ” تحرزا ً أن يكون ذلك بمثابة التوطئة لفقدان الهوية. وهوية مصر كما يراها سمير أشبه بالماسة ذات الأوجه المتعددة : عربية، قبطية، فرعونية…الخ. ذلك قول غير علمي، وإن ُعد شعراً “تقليدياً” ركيكا ً، لأنه يفترض الثبات فيما لا ثبات فيه، مضيفا ً إلى ذلك الثبات عناصر غريبة عنه، متغيرة بطبيعتها (وهل يمكن للمصري أن يكون فرعونيا ً وعربيا ً في آن ؟!) إن هذا التوجه التلفيقي هو تحديدا ًما أزعم أنني برهنت علي تهافته في كتابي ” البلطة والسنبلة.. إطلالة على تحولات المصريين” الذي ُنشرت فصوله تباعا ً من قبلُ بجريدة القاهرة، ومجلة تحديات ثقافية، ومجلة الثقافة الجديدة المصرية، وبموقع شفاف الشرق الأوسط وموقع تنوير وموقع الحوار المتمدن.
ويقينا ً أنا لا أدعو إلى قطيعة سياسية مع العالم العربي (هذه حماقة مؤكدة) وإنما أطالب بنقد الثقافة العربية، وبمراجعة مجمل سياسات دول هذا العالم العربي، التي تنطلق من توجهات أيديولوجية زائفة، تزعم إصرارها على الوحدة الشاملة علي أسس قومية أو دينية، بينما هي– واقعيا ً – تسعى إلى تفكيك حتى منظوماتها المحلية في سياق القمع المنظم، والموروث، لحريات شعوبها، وارصد ْ على سبيل المثال لا الحصر ما يحدث في العراق والسودان والصومال والمغرب ولبنان وحتى فلسطين المحتلة، ولا أخشى الإشارة إلى مصر أيضا ًالتي باتت تتناوشها دعاوى الأخوان الدينية ” عابرة الأوطان “، بالتوازي مع ردود أفعال قبطية، عصبية وغاضبة، وتشنجات نوبية مكتومة ومأزومة.
بالأمس حملت إلينا وسائل الإعلام نبأ عجيبا ً مفاده أن تنظيم “الصحوة” العراقي، والذي يحارب الآن متحالفا مع القوات الأمريكية بالضد على تنظيم القاعدة، وجه إنذارا ً للأمريكان بأنه سينتقل لصفوف القاعدة
إن لم ترفع مرتبات جنوده، وبالتوازي جأرت أصوات مثقفين عرب كثر ُ بالاعتراض علي مطالبة المدعي العام الدولي بمحاكمة البشير أمام المحكمة الجنائية الدولية على ما اقترفته يداه من جرائم القتل والإبادة بحق شعبه السوداني! في نفس الوقت الذي خرجت فيه الجموع الليبية هادرة مهددة الاتحاد السويسري بقطع العلاقات معه، وقطع النفط عنه، عقابا ً لسويسرا التي جرؤت على تطبيق القانون بحق نجل الزعيم الليبي، الذي ضرب خادمته!
هامش : في الحادث الأخير الشعب الليبي معذور فهو لم يسمع عن مبدأ المساواة أمام القانون، أما الحادث
الثاني فلا عذر فيه للمثقفين العرب، أولئك المتعيشين على هبات الأنظمة السياسية،متناغمين مع
قيم الصحراء المؤسسة على اقتصاديات الفيء والخراج التاريخية. وأما المثال الأول فيلفتنا
(بنموذج المرتزقة الواضح فيه) إلى الميمات الثقافية الموروثة من عصور القبائلية العربية القديمة
…….. ……… ……..
الإنعتاق الثقافي الذي أطلبه يا زميل الفكر، إنما هو دعوة للمصريين أن يبتعثوا قيمهم الأصيلة التي أشرت ُ إليها آنفا ً، وهو مالا يمكن أن يحدث ما فتئ المصريون مشدودين إلى سلاسل القيم الصحراوية الوافدة قديما ً وحديثا ً، وإلي بقايا قيود النمط الآسيوي للإنتاج الذي أفرخ دولة الاستبداد المهيمنة حين تأسست في العصر الفرعوني فكرست عند المصريين ثقافة الإذعان والقنوط. ولعلك لو اتفقت معي في أن واقع الناس لا يتغير بالإلحاح عليهم ليغيروا من أفكارهم، وإنما تتغير أفكارهم بقدر ما تتبدل أنماطهم ونماذجهم المعيشية ؛ لتفهمت – بسماحة فكرية أنت بها جدير – مغزى دعوتي لتجديد مشروع طه حسين الذي قصد إلى فتح الفضاء البحري أمام مصر لتلتقي ثقافة الحداثة الأوربية حيث المناهج العلمية في التعليم والتصنيع والابتكارات المادية والعقلية دون خشية من دعاوى تحريم أو تكفير، حيث الديمقراطية واحترام حرية التفكير والتعبير والعقيدة، وحيث الناس ثمة يجرءون علي وضع كل شئ موضع المسائلة.
وبعد، ألا ترى معي أنه من العجب العجاب أن النظام السياسي في مصر (الذي يطالب البعض بتقويضه لخطايا أفراد فيه غير منكورة) قد استبق خطوات المثقفين أنفسهم في اتجاه البحر، إلى حد قيام الرئيس مبارك، بالاشتراك مع رئيس الوزراء الفرنسي بتأسيس اتحاد المتوسط ، في إشارة لا تخطئها العين الفاحصة لقرب ” الإنعتاق ” السياسي من الهيمنة الأمريكية ؟! وإنها لانعطافة استراتيجية هامة، ربما تكون الدولة المصرية قد مهدت لها بترشيح وزير ثقافتها الفنان فاروق حسني لتولي مسئولية المنظمة العالمية للعلوم والثقافة والتربية ” اليونسكو ” باسم مصر الراغبة في التواصل مع آفاق المستقبل، ورؤى الحداثة.
فكيف يحجم بعض المثقفين عن تأييد هذه التوجهات، ما لم تكن قيم الصحراء ما زالت تشدهم إلي ماضاوية ثبت إخفاقها، إلى الحد الذي بلغ فيه العرب “بفضلها” قاع العالم؟
tahadyat_thakafya@yahoo.com
* الإسكندرية
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر إلي الأخ الفاضل الأستاذ عقيل صالح بن اسحق – موسكو لماذا تصر على ارتداء ثوب المفكر بينما أنت فنان تشكيلي كما تقول ؟! المفكر يا صديقي ، يلزمه أدوات وآليات غير متاحة لك ، فأإنت تلقي الكلام على عواهنه دون ضبط للمصطلح ، ودون تحديد للمفاهيم والماصدقات ، وأنت تلجأ للتعميم بأسلوب رواد المقاهي حين يدعون المعرفة والعلم بالشأن العام ، ومع تقديري للجهد الذي بذلته من أجل تقليل أخطاء اللغة، استجابة منك للنقد ( مما يبرهن على طيب معدنك ) إلا أنك ما زلت بعيدا ً جدا ً عن… قراءة المزيد ..
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر
اوافق تماما على ان مستقبل مصر ليس وراءها فى الصحراء بل امامها صوب البحر. والعلاقات بين الدول تبنى على المصالح المشتركة وعلى تبنى مواثيق حقوق
الانسان والعمل بالمواثيق الدولية.
واتمنى على المفكر الموسوعى الاستاذ مهدى بندق ان يستمر فى كتاباته وارجوه الا يلتفت مطلقاً لأصوات البداوة والتخلف.
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر اتابع بدقة كل ما يكتبه الاستاذ مهدي بندق وهو مهموم بواقع الثقافة في مصر ومستقبلها ويقدم رؤاها الجميلة بشمولية وتعمق كبيرين ، , وليسمح لي بأن استعير عنوان ديوانه الأخير اقلب الاسنكندرية هلى وجهها لاقترح على سيادته أن يقلب مصر على كل أوجهها ليكون ذلك هو مستقبلها فالشرق العربي دور مصر فيه كأستاذ يعلم وكذلك الجنوب الافريقي والغرب الشمال الافريقي ،اما الشمال الاروبي فدور مصر يكون كتلميذ يتعلم كل فنون العلم والثقافة الاوربية ، ومصر عندما تتطلع الى اعلى فكانها تتعرف على الله وتتمسك بالدين بوعي وعلم كبيرين ، وعندما… قراءة المزيد ..
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر أوّلَا شكرًآ للأستاذ مهدي بندق على جهوده واجتهاداته المتميّزة. ثانيًا : أتعجّب كثيرًا ممّا يحدث في مصرنا الّتي رحلت عنها منذ أكثر من عقدين، خاصّة في مجال البحث عن المستقبل !! مازلنا نطرح الأسئلة نفسها، والإجابات نفسها، والقضايا نفسها، منذ أكثر من قرن !! شعوب العالم تنطلق بسرعة الصّاروخ نحو آفاق عصر جديد، ونحن مازلنا محتارين بينَ جذورنا الفرعونيّة، وبينَ تاريخنا الغني عبر العصور المختلفة اللّاحقة !! ثالثًا : دعوة طه حسين الّتي أطلقها في كتابه « مستقبل الثّقافة في مصر » إلى تقليد كلّ ما يفعله الأوروبيّون، تبدو ساذجة… قراءة المزيد ..
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر إلي صاحب التعليق الفنان التشكيلي عقيل صالح بن اسحاق –موسكو قرأت تعليقك أكثر من مرة ، محاولا أن أفهم ماذا تريد عبثا ربما ذلك مرده إلي ركاكة التعبير اللغوي ( خواجا يتكلم ؟! ) والأخطاء النحوية والصرفية والإملائية الفاحشة بامتياز ( تلميذ في مدرسة ابتدائية يكتب في الفلسفة أو النقد الأدبي ؟! ) لكن الأسوأ هو تلك التخرصات الساذجة هجوما على دور المثقفين ، والمفروض أنك – كفنان تشكيلي – واحد منهم ، فهل أنت تهاجم نفسك ؟ تدبر يا فتى أن لكل وظيفة لا يتعداها : الجراح لا يطلب… قراءة المزيد ..
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر لقد انتهى عهد التقديس يا مثقفين. لا أجد سبب كافي لمثقفين إن يتلبسوا بمعاطف غير محسوسة-أو ملموسة- غير مادية, ويضعوا على رؤؤسهم دائرة منها يشع ضوء إلهي , هدى تقليد خاطئ , تمتعت بهي القيادات العربية والإسلامية على مر العصور , وكدا الإيقونات- فقط – في اللوحات الدينية المسيحية , وهو بلا شك مرض اجتماعي ونفسي ابدي ملازم للمجتمعات المتخلفة ,هدى المرض لم يفارقنا جميعا , حتى الرغوة العليا من يعملوا في سلك الكتابة والفكر . لا أريد إن أكون ملاك بين الشياطين, الملائكة والشياطين من صنع عقولنا, وطريقة تفكيرنا.… قراءة المزيد ..
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر إلي صاحب التعليق الأخ ثابت عيد لم يدهشني قولك أن طه حسين لم يكن صاحب مشروع ثقافي ! ولن أناقشك فيما تقول ، لسببيين ، الأول لأنني متأكد أنك لم تقرأ لطه حسين أو حتى مقالة مهدى بندق التي هي بين أيدينا الآن تفجر كل تلك المناقشات ( وبالمناسبة أدعو القراء ولا أدعوك للإطلاع على تعليق أ.د طارق حجي ، وتعليق أ. د. راندا حافظ ) وأما السبب الثاني فيتعلق بأسلوبك المستفز ، والمتعالي دون رصيد معرفي، فقولك إنك غادرت مصر من عقدين ، لتكتشف الآن فحسب أننا ما زلنا… قراءة المزيد ..
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر
I don’t know how long it has been since I read an article with such interest and concentration. lately, when I read, I drift quite often, sometimes I reread a sentence, but most of the time I let go. This article is most intelligent, elegant in language, and decent, I almost hear him whispering his opinion, rather than all the other writers who scream in our face. I read once for myself and the second time, I shared it with Ibrahim.
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر أوّلَا شكرًآ للأستاذ مهدي بندق على جهوده واجتهاداته المتميّزة. ثانيًا: أتعجّب كثيرًا ممّا يحدث في مصرنا الّتي رحلت عنها منذ أكثر من عقدين، خاصّة في مجال البحث عن المستقبل!! مازلنا نطرح الأسئلة نفسها، والإجابات نفسها، والقضايا نفسها، منذ أكثر من قرن!! شعوب العالم تنطلق بسرعة الصّاروخ نحو آفاق عصر جديد، ونحن مازلنا محتارين بينَ جذورنا الفرعونيّة، وبينَ تاريخنا الغني عبر العصور المختلفة اللّاحقة!! ثالثًا: دعوة طه حسين الّتي أطلقها في كتابه «مستقبل الثّقافة في مصر» إلى تقليد كلّ ما يفعله الأوروبيّون، تبدو ساذجة من وجهة نظر أيّ إنسان أصيل يبحث… قراءة المزيد ..
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر
الاستاذ والكاتب الفاضل/ مهدى بندق
تحية طيبة لشخصك الكريم
أود ان احييك على ما تكتبه فى جريدة القاهرة التى أحرص على متابعتها اسبوعيا، خاصة ما تكتبه فى صفحة “معارك ومواقف” وتابعت بشغف الحوار الموضوعى بينكم وبين الاستاذ /الامير، وليت كل حوارات المثقفين تكون على هذا المنوال من احترام للاخر ورد الراى بالرأى والفكر بالفكر.
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر أنا في غاية الخجل ، أضع أمام الأحبة شهادة المفكر الكبير الأستاذ الدكتور طارق حجي، مسجلا ً في الوقت نفسه شكري العميق للكاتب والمثقف الرائع صلاح عيسي، الذي أتاح لكاتب مثلي (يعيش في قرية راقودة بعيدا عن أضواء القاهرة، قاهرة المهمشين في الأطراف) أن تنتشر كتاباته وأفكاره المخلصة للوطن وللإنسان ، من مصر إلى لبنان ، وحتي زيورخ على نحو يبشر ببداية حوار عميق جاد ، أساسه تجديد مشروع طه حسين الذي خرجنا جميعا ً من جيب معطفه. كما أسجل الشكر والعرفان للصديق المفكر الحداثي الأستاذ بيار عقل وأسرة تحرير… قراءة المزيد ..
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر
انتهت مصر يا سادة..كلها قاب قوسين او ادنى وسيلتهمها الاخوان..وبعدها تتحول الى الحقبة السودانية المعتمة.. التي تعيشها جارتها.. فكل الدلائل والمؤشرات تبين ان مصر مسألة وقت وستسقط بين ايدي المتشددين ومروجي الموت..
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر كل ما يكتبه المفكر التنويري الفذ والشاعر المبدع الأستاذ / مهدي بندق هو – على الأقل – نظير كتابات طه حسين والعقاد وسلامة موسي ومحمد حسين هيكل خلال عشرينيات القرن الماضي … (وأشدد على كتابات هؤلاء إبان سني العقد الثالث من القرن العشرين ؛ لأن رياح الفاشية ضربت العالم بأسره مع بدايات الثلاثينيات وأحدثت تراجعا مهولا فى الحياة الثقافية فى عدد من الدول منها مصر). بل أعتقد أن الأستاذ / مهدي بندق أعمق وأشمل من عدد غير قليل من هؤلاء العمالقة . كما أن هؤلاء عاشوا فى مناخ ثقافي عام… قراءة المزيد ..
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر أقسم أنني بكيت بعد أن قرأت هذه المقالة المليئة بالشجن والخوف علي مستقبل هذا البلد الذي هو مستقبل أبنائنا المغلقة أمامهم أبواب الأمل ، والمفتوحة لهم فقط أبواب الوهم : أن يصبحوا نجوم كرة مثب أبو عريكة أو تريكة ! أو ممثلين من أمثال محمد سعد البلبلياتشو ومحمد هنيدي اللاعب بأردافه ، والبنات اللواتي يلبسن الحجاب والنقاب لكي يظفرن بزوج يطعنه طاعة الجارية للسيد الذكر ، يضربن لو امتنعن عنه في الفراش ، وإذا قتلها لا يعدم ! هذه الثقافة البدوية – ثقافة الصحراء – هي ما قصد إليه كاتبنا… قراءة المزيد ..
مستقبل مصر ليس وراءها في الصحراء بل أمامها صوب البحر
بهذه المقالة الرائعة يمكن لمشروع طه حسين أن يتجدد ، لاسيما أن المناخ ملائم
والوقائع التي رصدها المقال أسبحت على كل لسان ، وكل ذي عقل صار يفكر في
الوسيلة الضرورية للخروج من هذا النفق المظلم الذي تعيشه مصر . ليس مصر فقط ، بل ولبنان أيضا، وربما سوريا كذلك فيما لو تغيرت الأوضاع السياسية ،، والمسألة ليست في التبرؤ من العروبة بقدر ما هي في دفن قيم الصحراء في رمال الماضي غير الذهبي .