الرياض (رويترز) – قد ينجح اجتماع المصالحة الذي عقد هذا الاسبوع بين زعماء سوريا والسعودية في انقاذ القمة العربية التي تعقد في وقت لاحق من الشهر الحالي حتى لا تتحول الى قمة مواجهات وكشف للمستور لكن من غير المرجح ان يتمكن من انتزاع دمشق بعيدا عن القوة الاقليمية الشيعية ايران.
وجمع الملك عبد الله عاهل السعودية معا الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس المصري حسني مبارك وامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في محاولة لتوحيد الصفوف قبل القمة العربية التي تعقد في وقت لاحق في قطر.
والمحادثات التي استمرت ثلاث ساعات على مأدبة عشاء هي أول اتصال مباشر بينهم منذ القمة العربية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض عام 2007 . وفترت العلاقات منذ اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الاسبق وكان حليفا وثيقا للسعودية واتهمت بعض الفصائل اللبنانية سوريا بالتورط في الاغتيال وهو ما نفته دمشق مرارا.
وبدا الاسد مباغتا على شاشات التلفزيون العربية حين أقدم البروتوكول السعودي على خطوة غير معتادة وسمح للصحفيين السعوديين بأن ينهالوا على الرئيس السوري بالاسئلة بينما كان يستعد للصعود الى طائرته الامر الذي كشف عن وجود اشياء عالقة وراء تلك الابتسامات.
وقال بول سالم من مركز الشرق الاوسط التابع لمعهد كارنيجي في بيروت ان زيارة الاسد “مهمة جدا لكن هذا لا يعني انهم غيروا مصالحهم او مواقفهم كما لا يعني انهم لن يختلفوا.”
وأضاف “مازالت بينهم مشاكل كبيرة لكنهم يحاولون التعامل معها من خلال الدبلوماسية والتفاوض والمساومة” مشيرا الى سوريا من جانب والسعودية ومصر من جانب اخر.
وتشعر الرياض ورفاقها من المحافظين العرب الذين تربطهم علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة بالانزعاج من النفوذ المتنامي لايران في العراق ولبنان وقطاع غزة الفلسطيني من خلال تأييدها لجماعات سياسية ويتهمون سوريا بتسهيل ذلك.
وايران هي قوة اسلامية شيعية غير عربية تناهض النفوذ الغربي في المنطقة منذ قيام الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979 .
وقال دبلوماسي غربي في الرياض “فهمنا ان السوريين لم يقدموا الكثير. قال السوريون انهم يفهمون ان لايران طموحات اقليمية وانه ليس هناك الكثير الذي يمكن عمله لوقفهم.”
وأضاف “احساسي ان هذا (القمة) كان مجرد محاولة لتغطية الانقسامات قبل القمة العربية.”
وظهر على السطح بوضوح هذا الصدع في العالم العربي بين النفوذ الايراني والنفوذ الغربي في المنطقة في يناير كانون الثاني بسبب الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية (حماس) المتحالفة مع ايران والذي أوقع 1300 فلسطيني.
واستضافت قطر قمة طارئة في يناير حضرها زعماء حماس والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد. بينما رفضت مصر والسعودية الحضور وأصرتا على ان القمة الاقتصادية العربية المقررة سلفا في الكويت تكفي.
ورفضت مصر والسعودية حضور قمة عربية عقدت في دمشق عام 2008 بسبب الانقسامات.
وفي تصريحات للصحفيين في دمشق كشفت بثينة شعبان مستشارة الرئاسة السورية التي رافقت الوفد السوري الى الرياض ان دمشق لم تغير مسارها.
وقالت ان سوريا أكدت على ان دعم “الحقوق العربية” هو مفتاح العلاقات مع الدول المجاورة غير العربية. وأضافت ان القمة “خطوة على الطريق الصحيح.”
وتخشى السعودية التي ترى نفسها زعيمة التيار السني من ان تتوصل الولايات المتحدة الى اتفاق تاريخي مع طهران يعترف بايران بوصفها القوة الاقليمية في الخليج وهو ما قد يخلق خطرا محتملا على أسرة ال سعود الحاكمة في الرياض.
وقال مصطفي العاني وهو محلل يتخذ من دبي مقرا له ومقرب من صانعي القرار السعوديين ان دول الخليج تلوح لسوريا بجزرة المساعدات الاقتصادية حتى تبعدها عن التحالف مع ايران بالاضافة الى مساندة المحادثات مع اسرائيل حتى تستعيد سوريا هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 .
وقال العاني ان الاسد قد يحصل على مساعدات اقتصادية وعلى دعم في التفاوض مع اسرائيل وضمانات من الولايات المتحدة والغرب بعدم التدخل لتقويض نظامه لكنه لن يدخل في مواجهة مع الايرانيين.
ومن خلال وساطة تركية بدأت سوريا واسرائيل العام الماضي محادثات غير مباشرة يمكن ان تؤدي الى ابرام معاهدة سلام. وقادت فرنسا العام الماضي الطريق لكسر العزلة التي فرضت على سوريا كما أبدى الرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما مشاعر أقل عداء من سلفه جورج بوش تجاه دمشق وطهران.
وخفف كل هذا من موقف السعودية الذي يقول دبلوماسيون ان ما يحكمه هو موقف شخصي للملك عبد الله من الاسد طبيب العيون الذي يصغره بأربعين عاما.
ويقول العاني ان المحافظين العرب ليسوا في موقف يمكنهم من اعطاء سوريا اي تنازل فيما يتعلق بالتحقيق في مقتل الحريري الذي انتقل الى اختصاص محكمة دولية اجتمعت لاول مرة في لاهاي الشهر الجاري.
وقال ان الاسد يريد ان يتأكد من ان هذه المحاكمة لن تقوض نظامه لكن ما من احد من العرب بما في ذلك السعوديين في موقف يسمح له بانجاز هذه المهمة.
وقال دبلوماسيون ومحللون ان أحد المكاسب التي قد تحصل عليها الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة من سوريا هو الضغط بخفة على حماس حتى تخفف من موقفها في محادثات الوحدة الوطنية الفلسطينية في القاهرة وأيضا فيما يتعلق بمبادرة السلام العربية وهي خطة طرحتها السعودية أصلا لمبادلة السلام بالارض لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي.
وقال الدبلوماسي الغربي في الرياض “قد يمكنهم ممارسة مزيد من الضغوط على حماس لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية لكن في اطار المنظور الاوسع لن يتنازل السوريون عن شيء.”
من اندرو هاموند
(شارك في التغطية خالد عويس في دمشق ويارا بيومي في بيروت)
محللون: القمة السعودية لن تقطع الرباط بين سوريا وايران الإيديولوجية الآرية سبقت الثورة الإيرانية . سوف يحل هدى اليوم بلا شك في القريب العاجل , متى ترى إيران إنها جاهزة في خوض محادثات مباشرة بدون ادني شرط أو قيد مع أمريكا, وليس مع العرب و إسرائيل ” الساميين” حسب تصنيفاتها الإيديولوجية لنا, نحن جميعنا تبعية لأمريكا وليس مخيرين مثلها , هي ذات استقلالية سياسية مكشوفة منذ البداية . وأكثر حقيقة أصبح الآن , بعد خروج من البيت الأبيض بوش ( الأب والابن وروح القدس), آخر حكام أمريكا من ركع العرب والمسلمين مع بعض- إلا إيران حسب الرأي العام العربي والإسلامي… قراءة المزيد ..