يفيد استطلاع الرأي المنشور منذ يومين على “الشفاف” أن نسبة مؤيدي “داعش” بين “سنّة لبنان” تبلغ 1 بالمئة! الـ99 بالمئة الباقين من “سنّة لبنان” (وهي نسبة حقيقية وليست من نوع الـ99 بالمئة الذين كانوا يصوّتون للمقبور حافظ الأسد) ضد التطرّف بدواعشه ونصرته! المشكلة، إذاً، ليست في “الخطر التكفيري” الذي يريد الحزب الإيراني أن يخوّف اللبنانيين به، بل في اهتراء الدولة التي اخترقها الحزب الإيراني في لبنان. لولا أن الدولة وجيشها وأجهزتها الأمنية “على قد الحال”، لكانت هذه الظواهر الهامشية قد انتهت كلمح البصر! طرابلس تعاني من التسيّب المدرسي (وهذه حال “الأولاد” الذين يحلمون بالترقي الإجتماعي ليصبحوا “أمراء” لـ”النصرة” أو “داعش”…)، ومن تخلّف مرافقها، وغياب المشاريع التنموية، وليس من “التطرّف السنّي”!
الشفاف
*
ما تكاد مدينة طرابلس شمال لبنان تخرج من مأزق حتى تدخل في مأزق آخر!
فبعد ان نجحت الخطة الامنية في نزع فتيل التفجير بين جبل محسن وباب التبانة وعاد الامن الى عاصمة لبنان الثانية، ظهرت بوادر تأسيسية لتنظيم “داعش” الارهابي بقيادة المدعو أسامة منصور، ولـ”جبهة النصرة”، بقيادة المدعو شادي المولوي، حيث بدأ منصور والمولوي بجمع الانصار وتسليحهم، واحتلوا مسجد عبدالله بن سعود في محلة باب التبانة وأنشأوا مربعا امنيا قبل ان تعمد القوى الامنية الى إخلاء المسجد.
المعلومات تشير الى ان إخلاء المسجد لا يشكل حلا نهائيا لتغلغل تنظيم داعش وجبهة النصرة في مدينة طرابلس، حيث ان منصور والمولوي وانصارهما تواروا عن الانظار داخل الاحياء السكنية المكتظة بموجب اتفاق سياسي تم برعاية هيئة العلماء المسلمين، قضى بإخلاء المسجد وتفكيك المربع الامني وتسليمه للقوى الامنية اللبنانية على ان يتوارى المسلحون، وان لا يتم اعتقالهم او تعقبهم او اصدار مذكرات قضائية في حقهم.
وفي سياق متصل اشارت معلومات الى ان تنظيم “داعش” الارهابي اصدر امرا بإعدام مسؤول “جبهة النصرة” في طرابلس، شادي المولوي، والمدعو عمر ميقاتي المتهم بذبح الرقيب في الجيش اللبناني علي السيد الذي كان أسيرا لدى تنظيم “داعش” الارهابي، وتضيف ان “داعش” ابلغ “اسامة منصور” بضرورة الابتعاد عن “المولوي”، خشية تعرضه للاذى.
يشار الى ان المولوي اوقف بعد استدراجه الى مكتب الوزير محمد الصفدي لدى السلطات اللبنانية بتهمة التورط مع مواطن قطري في تمويل اسلاميين سوريين متطرفين يقاتلون في سوريا، وتدخل رئيس الوزراء حينها نجيب ميقاتي لاخلاء سبيل المولوي في 22 ايار من العام 2012، وأقله في سيارته من سجن روميه الى بيروت، حيث تولى الوزير محمد الصفدي نقل المولوي من بيروت الى طرابلس في سيارته.