الشفاف٠ خاص
بيار عقل
١- هل دخلت الثورة اليمنية مرحلة الحسم؟ أما ما زال المسار طويلاً؟ قلت في حديث بالهاتف أن ثورة اليمن تقع بين ثورة مصر وثورة ليبيا، كيف؟
الثورة الليبية أخذت نمط الكفاح المسلح إلى أن تمكن الشعب الليبي الثائر من دحر كتائب القذافي، في حين أن الثورة المصرية نجحت في إسقاط الرئيس مبارك بمجرد أن انحازت المؤسسة العسكرية الشجاعة إلى ثورة الشعب المصري.
الوضع في اليمن جاء على الوجه التالي: نصف المؤسسة العسكرية انحاز إلى ثورة الشعب والنصف الآخر بقي موال لنجل الرئيس صالح. وفي جانب الثوار لم يعلن الكفاح المسلح كما كان الحال في ليبيا ولم تحافظ الثورة على سلميتها بصورة كاملة كما كان الحال في مصر. وقد تأخر حسم الثورة في اليمن للأسباب التالية:
أولا: بسبب إصرار الشباب على أن تكون الثورة شاملة لإسقاط النظام وليس إسقاط الرئيس وأسرته فقط، الأمر الذي جعل كثير من أعضاء الحزب الحاكم وموظفي الدولة والسلك العسكري يتمترسون خلف الاسرة الحاكمة ظنا منهم أن اسقاط النظام معناه اسقاط الدولة وفقدانهم لوظائفهم وأعمالهم.
ثانيا: انقسام المؤسسة العسكرية داخل العاصمة ،الأمر الذي خلق نوعا من توازن الرعب يخشى فيه كل طرف من رد فعل الطرف الآخر في حال تفجير الوضع.
ثالثا: هيمنة النظام الحاكم على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة الأمر الذي أتاح له تشويه الثورة في أوساط بعض فئات المجتمع اليمني.
رابعاً: لجوء النظام إلى انفاق ما تبقى من أموال في خزينة الدولة لشراء الولاءات القبلية والعسكرية والشعبية وتنظيم المسيرات والمظاهرات المؤيدة له.
خامساً: لجوء النظام لرجال الدين السلفيين الذين أصدروا فتاوى تحرم الخروج على الحاكم ولو كان ظالما وتحلل قتل المتظاهرين.
سادساً: تأثير المال السعودي لدعم نظام صالح وترميمه وتجميله من أجل اعاقة نجاح الثورات العربية.
٢- المؤسسة العسكرية والسياسية الحاكمة، هل تصف لنا انقساماتها؟
عندما وصل الرئيس صالح إلى الحكم كان هناك جيش واحد محترف يشبه في تركيبته كل جيوش العالم، وكان يحتاج فقط إلى تأهيل وتطوير. وإلى جانب الجيش كان هناك كتيبة عسكرية رمزية تسمى بـ”الحرس الجمهوري”، وهي عبارة عن حرس شرف تشارك في استقبال الرؤساء وضيوف اليمن. وتدريجياً، تحولت هذه الكتيبة إلى فرقة عسكرية على النمط العراقي، ومع مرور السنوات امتدت تشكيلاتها إلى أن وصلت 41 لواء عسكري، بما في ذلك “الحرس الخاص” الذي يتولى حراسة الرئيس صالح. ومنذ عام 2000 يتولى قيادة ألوية الحرس الجمهوري النجل الأكبر للرئيس صالح العميد أحمد علي عبدالله صالح، ويكاد تعداد ألوية الحرس الجمهوري يصل إلى أكثر من نصف الجيش اليمني التقليدي الذي لم يتبق منه إلا ألوية الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء ركن علي محسن الأحمر.
وفي العشرين من مارس آذار الماضي أعلن اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع انضمامه للثورة ولحق به جميع ألوية الجيش اليمني التقليدي، باستثاء لواء واحد يتولى حراسة الإذاعة والتلفزيون ما زال مواليا للرئيس صالح.
وبما أن الفرقة الأولى مدرع لها وجود قوي داخل العاصمة حيث يقع مقر قيادتها قرب ساحة المظاهرات، فإن الصدام مع ألوية الحرس الجمهوري يصبح واردا لأن الحرس الجمهوري يحرس قصر الرئاسة وينتشر في الجبال المحيطة بالعاصمة صنعاء، ويملك صواريخ وآليات عسكرية متطورة. لكن الحرس يفتقد للروح المعنوية القتالية وللخبرة الميدانية بالمقارنة مع مدرعات علي محسن الأحمر المحترفة التي شاركت في معظم حروب اليمن.
ومن المعروف في اليمن أن اللواء علي محسن الأحمر بقواته المدرعة أنقذ الرئيس صالح من السقوط أربع مرات على الأقل في تاريخ حكمه، بل يقال أنه هو الذي اختاره للحكم وظل يحميه من وراء الستار. وينتمي اللواء علي محسن الأحمر إلى قرية الرئيس صالح واسمها قرية بيت الأحمر وهي جزء من منطقة “سنحان” التابعة لاتحاد حاشد القبلي الكبير. ولكن قرية بيت الأحمر لا علاقة لها بأسرة آل الأحمر التي ينتمي إليها شيخ قبائل حاشد صادق عبدالله الأحمر، وإنما يربط بينهما فقط التشابه في الاسم والانتماء لاتحاد قبائل حاشد. ومنذ عام 1978 كان اللواء علي محسن الأحمر هو مرشح القبيلة الحاكمة لخلافة الرئيس صالح في حال فقدانه المنصب لأي سبب، ولكن الرئيس صالح عمد منذ عام 1997 إلى تدشين قطار التوريث، وحاول مرارا اغتيال اللواء الأحمر ثم توريطه في ست حروب مع الحوثيين في شمال اليمن من أجل كسر شوكته وتدمير قواته، وكشفت وثائق وكيليكس أن صالح قدم للقوات الجوية السعودية إحداثيات لقصف مقر قيادة اللواء علي محسن على أساس أنها مقر زعيم الحوثيين لتصفيته، ولكن السعوديين تنبهوا لهذه الحيلة وأبلغوا السفير الأميركي بذلك فوجدت القصة طريقها إلى وثائق وكيليكس وكانت مثار ضجة في اليمن.
الرئيس صالح معروف في اليمن بأنه جبل على الغدر بالحلفاء قبل الخصوم، ولذلك فإنه انتهز فرصة اندلاع المظاهرات الشبابية في اليمن في منتصف فبراير الماضي، وبعد شهر فقط أصدر أوامره للواء علي محسن لسحق المظاهرات بقواته المدرعة، ولكن اللواء محسن أدرك أن الرئيس صالح بهذا الطلب يخطط لتقديمه ضحية أمام المجتمع الدولي والمجتمع المحلي، فرفض أوامر قتل الثوار الأمر الذي جعل الرئيس صالح يلجأ إلى قناصة من الحرس الجمهوري متخفين في ثياب بلاطجة، وعندما قتل هؤلاء القناصة في الثامن عشر من مارس الماضي عشرات الشباب من المتظاهرين وأصابوا المئات، أعلن الجيش اليمني التقليدي بقيادة اللواء علي محسن الأحمر انشقاقه عن نظام صالح، ولم يجرؤ صالح على عزل اللواء محسن أو حتى قطع رواتب جنوده ومخصصات فرقته خوفا من العواقب. وما زالت قوات محسن حتى الآن تمثل درعا للثوار في مواجهة حرس صالح الجمهوري الذي يسميه اليمنيون الحرس العائلي،
وهذا الانقسام أطال عمر الثورة وأخر الحسم.
٢- أنت عضو في المجلس الوطني الإنتقالي وتلعب دوراً مباشراً في الأحداث، هل يمكن أن تعطينا فكرة عن مختلف قوى الثورة اليمنية؟
– الشباب في اليمن وطلبة الجامعات هم دينامو الثورة المحرك حيث بدأوا مظاهراتهم واعتصاماتهم أمام جامعة صنعاء في ساحة سميت لاحقا “ساحة التغيير”. وبدأت تجمعهم في العاصمة بالمئات ثم بالآلاف ثم عشرات الآلاف إلى أن امتد إلى سبعة عشر محافظة ليصل حجم المظاهرات اليمنية إلى عدة ملايين من البشر يطالبون برحيل الطاغية علي عبدالله صالح.
–الجيش اليمن التقليدي أعلن دعمه للثورة وخلق توازناً لحماية الثوار ضد قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري وبلاطجة الحزب الحاكم. ولكن الجيش اليمني لم يقرر حتى الآن عسكرة الثورة وما زال ملتزما برغبة الشباب في الحفاظ على سلميتها، ولا أدري إلى متي سوف يستمر صبر الجيش على انتهاكات الحرس الجمهوري واستهدافهم للشباب بالقتل.
– الإصلاح: حزب الإصلاح أو تجمع الإصلاح هو أكبر احزاب المعارضة اليمنية المؤتلفة في إطار تحالف اللقاء المشترك الذي يضم أيضا الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري واتحاد القوى الشعبية وحزب الحق الشيعي. هذه الأحزاب هي أبرز التيارات القومية والإسلامية واليسارية، وقد لعبت دورا كبيرا في تحريك الشارع اليمني، ولكنها خذلت الثوار بقبولها للحوار مع النظام في إطار المبادرة الخليجية التي هدفت السعودية منها إلى شراء المزيد من الوقت للنظام من أجل التقاط الأنفاس عقب انضمام اللواء علي محسن للثورة.
القبائل: اتحاد قبائل حاشد الذي ينتمي إليه الرئيس أعلن تأييده للثورة اليمنية، ومعظم رموز قبيلة سنحان وقرية بيت الأحمر التي ينتمي إليها الرئيس صالح أعلنت ولاؤها للثورة الأمر الذي منع اندلاع حرب أهلية على أساس قبلي أو طائفي، ولو أن قبائل حاشد بقيت على ولائها للرئيس لكانت اليمن قد دخلت حربا أهلية لا خروج منها. ومن المفارقات أن بعض قبائل بكيل المحيطة بصنعاء والتي طالما تمردت ضد نظام الرئيس صالح استطاع نجله أحمد أن يشتري بعض شيوخها بالمال، ولكن من غير المؤمل أن يقاتلوا معه في حال اندلاع مواجهات حقيقية.
– الحوثيون:
الحركة الحوثية في شمال اليمن بدأت عام 2004 ولعبت دورا في تعرية نظام الرئيس صالح وفي كسر شوكة السعوديين بسبب شراسة مقاتليها، ولكن رغم أن الحركة الحوثية أعلنت تأييدها للثورة إلا أن الحوثيين رفضوا المشاركة في المجلس الوطني، ورفضوا نسيان صراعهم مع اللواء علي محسن، ويبدو أنهم ما زالوا يخشون من حزب الإصلاح السني أكثر من خشيتهم من الرئيس الشيعي علي عبدالله صالح، بسبب الخلاف العقدي بين الشيعة والسنة. ولا استبعد أن يكون هناك تحالف في الخفاء بين الحوثيين ونجل الرئيس صالح قائد الحرس الجمهوري لأن الرئيس صالح كان حريصا على عدم توريط نجله في حرب صعدة كي يدخر الحوثيين لصراع مستقبلي محسوب مع اللواء علي محسن. لذلك فإننا نشاهد أنصار الحوثيين في ساحات الاعتصامات في العاصمة صنعاء أكثر تشددا ضد حزب الإصلاح وفرقة اللواء علي محسن الأحمر من تشددهم نحو النظام. وربما أن نجاح توريث الحكم في اليمن واستلام أحمد علي عبدالله صالح زمام الأمور قد يخدمهم على المدى الطويل لأنه يبرر مشروعهم الصغير ويرسخ مبدأ التوريث القائمة عليه حركتهم.
– الحراك الجنوبي:
الحراك الجنوبي بدأ في 2007 ، أي بعد حركة الحوثي وقبل ثورة تونس، ولكنه لم يكن حركة تحرر يمنية شاملة بل مشروعا يقتصر على جنوب اليمن فقط ولذلك فإنه لم يلاقِ تأييدا شعبيا في الشمال، ولم يتمكن سكان الجنوب من دحر نظام الرئيس صالح في أراضيهم ولا كسب التعاطف الإقليمي والدولي، وهذا هو شأن أي مشروع جزئي لا يستمد قوته من مصالح الأمة ككل. وبدأت في الآونة الأخيرة بوادر تحالف بين الحراك الجنوبي والحوثي، واتصالات مستمرة، ولكن قادة الحراك الجنوبي اختلفوا فيما بينهم كالعادة، كما أنقسم القادة التاريخيون للجنوب في الخارج إلى ثلاثة تيارات، الأول تيار علي سالم البيض الذي يعيش في منفاه الاختياري بأوروبا، ويطالب هذا التيار بفك الارتباط نهائيا عن الشمال ولا شأن له بالثورة القائمة، والتيار الثاني هو تيار حيدر أبو بكر العطاس الذي يؤيد بذكاء اسقاط النظام في الشمال من أجل تسهيل استقلال الجنوب بعد فترة انتقالية أو وحدة فدرالية تعيد مؤسسات الجنوب ثم يعلن الاستقلال على نمط استقلال جنوب السودان. أما التيار الثالث فهو تيار وحدوي يقوده الرئيس الأسبق علي ناصر محمد ولا يرغب هذا التيار في تسليم سلاح الوحدة لعلي عبدالله صالح كي يقمع بها الثورة الشبابية، كما أنه يعتبر القضية الجنوبية قضية سياسية بالدرجة الأولى ويمكن أن تكون المدخل المناسب لحل جميع مشكلات اليمن عن طريق تبني نظام فدرالي لا مركزي يؤسس لحكم رشيد ويبني مشروعا يمنيا حضاريا في جنوب الجزيرة العربية، ويراعي الاختلاف والتعددية دون أن يؤدي ذلك إلى تقسيم البلاد، وشعار هذا التيار هو التغيير أو التشطير. أي أن تغيير النظام في صنعاء هو الشرط الأول لمنع حدوث التشطير، في حين أن بقاء النظام القائم أو الأسلوب القائم في الحكم سيؤدي لا محالة إلى إعادة تشطير البلاد حسب وجهة نظر هذا التيار.
– الليبراليون في اليمن هم أقوى التيارات وأضعفها في نفس الوقت. هم أقوياء بسبب قوة حججهم ونبل مطالبهم ولكنهم ضعفاء بسبب افتقادهم للتنظيم وهيمنة القوى الأخرى على رموزهم.
– السلفيون في اليمن مدارس متعددة وكثيرة ولكن أغلبية هذه المدارس تؤيد الطاغية علي عبدالله صالح بحكم انه ولي الأمر المنتخب في نظرهم، وتربطهم مصالح بنظامه. ولا يشارك في الثورة منهم إلا جزء بسيط من بينهم طلاب في جامعة الإيمان التي يديرها الشيخ عبدالمجيد الزنداني، وهو يحظى بشعبية في اليمن وكان يدعم نظام الرئيس صالح طوال السنوات الماضية لكنه حاليا، أعلن رفضه لنظام صالح واتخذ موقفا وسطا بين الموقف السلفي والموقف الإخواني.
المخابرات: المخابرات اليمنية لها هيئات متعددة لعل أهمها جهاز الأمن السياسي الذي يرأسه اللواء غالب مطهر القمش وينتمي لقبيلة حاشد، وهذا الجهاز لم يعلن ولاءه للثورة رسميا لكنه أصبح في حكم المنشق وعلى الأقل توقف عن إيذاء الثوار. أما الجهاز الآخر الذي أنشأة الرئيس صالح لمكافحة الإرهاب بدعم أميركي، فيرأسه مدير مكتب الرئيس صالح علي محمد الآنسي، القائم بأعمال رئيس الجمهورية في حكومة الظل الحقيقية التي تسير الأوضاع في اليمن. كما يديره إلى جانب الآنسي عمار محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس صالح، وهذا الجهاز تحول عن مهمته في مكافحة الإرهاب وأصبح متفرغا لمكافة الثوار وخطف الصحفيين وتدريب القناصة والقتلة لاصطياد المتظاهرين المؤثرين. كما أن المخابرات اليمنية ممثلة في هذا الجهاز تشارك في الثورة عن طريق اختراقها في الساحات بعناصر يثيرون النزاع والخلافات بين مكونات الثورة ويستغلون التباينات البسيطة لتكبيرها وتوسيعها.
الأمن المركزي: كثير من وحدات الأمن المركزي انضمت للثورة، ولكن معظم هذه القوات في المحافظات خارج العاصمة يلتزم الحياد خصوصا في محافظة “صعدة” التي أثبت ضباط الأمن فيها وطنيتهم بقولهم إنهم جنود للوطن وليسوا جنودا للنظام، والتزموا بحماية المواطنين ورفضوا التدخل في الشأن السياسي. أما في العاصمة صنعاء فإن رئيس أركان الأمن المركزي هو النجل الأكبر لشقيق الرئيس صالح واسمه العميد يحي محمد عبدالله صالح، ويحاول عمه وابن عمه أحمد توريطه قدر الإمكان في قتل المتظاهرين ربما لتقديمه في المستقبل كبش فداء أمام المجتمع الدولي بدلا عن أحمد لو استدعى الأمر ذلك.
٣- قيل أن هذه ثورة الشباب اليمني، فمن هم “الشباب”؟ طلاب، مثلا؟ أو…..؟ وهل تستمر “الحركة الشبابية” بعد انتصار الثورة كحركة جديدة، وتضخ دماً جديداً في حياة اليمن السياسية؟
الشباب اليمني هم عصب الثورة ومعظمهم طلاب وأساتذة الجامعات، وفئاتهم العمرية حسب تقديري للغالبية بين الثامنة عشر والخامسة والأربعين ولكن بينهم قادة بارزون في الستينات والخمسينات من أعمارهم مثل نقيب الصحفيين اليمنيين السابق عبدالباري طاهر، والنائب البرلماني أحمد سيف حاشد، ورئيس المجلس الوطني محمد سالم باسندوة. وتلعب النساء دورا كبيرا في الحركة الشبابية وثورة التغيير ومن بين الناشطات البارزات توكل كرمان وسامية الأغبري وآمال الباشا، سعادة علاية، وإيناس العوامي، وفائزة السليماني والعشرات غيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة لإيراد أسمائهن.
٤- هل لعب الإنترنيت، وفايس بوك وتويتر، دوراً مهماً في الثورة؟ وهل فرض النظام رقابة على الإنترنيت؟
بكل تأكيد: الانترنت لعب دورا كبيرا في ثورة اليمن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي رغم ان استخدام خطوط الانترنت الأرضية لم يتجاوز حتى الآن الـ2% من حجم السكان، ولكن اليمنيين يستخدمون الانترنت في الأرياف والمدن ومجالس القات عن طريق الهواتف النقالة، وينظمون أنفسهم بهذه الهواتف. ولذلك فشلت الحكومة في فرض الرقابة على الانترنت ولجأت إلى قطع الكهرباء عن السكان ولم يؤثر انقطاع الكهرباء على تصفح مواقع التواصل عن طريق الهواتف النقالة.
٥- حتى في عهد صالح، كانت هنالك حركات وصحف ومجلات ومواقع معارضة! ماذا كان دور الإعلام اليمني في الثورة؟
الإعلام المكتوب في عهد صالح كان إعلاما تعدديا، والحق يقال!
ورغم المضايقات والأحكام الجائرة إلا أن الصحافة المطبوعة تجد طريقها إلى الجمهور، ولكن المشكلة في اليمن هي في الاعلام الإذاعي والتلفزيوني الذي تهيمن عليه الحكومة لأنه يصل إلى الأرياف وإلى قطاع واسع من ملايين الأميين ويؤثر كثيرا في المجتمع بعكس الإعلام المقروء الذي يصل فقط إلى أقل من عشرين ألف شخص في عواصم المدن مجتمعة. وتمنع الحكومة اليمنية إنشاء محطات تلفزة أو إذاعات خاصة، ولكن بعض رجال الأعمال اليمنيين نجحوا في إطلاق محطات فضائية من الخارج ساندت الثورة اليمنية ولعبت دورا كبيرا في ترجيح كفة الثوار عن طريق الأقمار اللاقطة.
٦- النقطة السوداء في نظر المراقبين العرب والدوليين هو قضية المرأة في اليمن، وحتى اثناء الثورة حدث إعتداء على الكاتبة أروى عثمان وغيرها. فهل سيتغير شيء في وضع المرأة اليمنية؟
نعم أتفق معك أن الاعتداء على الكاتبة أروى عثمان على وجه التحديد كان نقطة سوداء في مسيرة الثورة اليمنية، ولهذا كانت هذه المرأة الثائرة هي الوحيدة التي تتلقى اعتذارا علنيا من الدكتور ياسين سعيد نعمان زعيم المعارضة اليمنية. كما أن معظم الثوار تضامنوا معها. وحسب المعلومات المتوفرة لدي، فإن الاعتداء عليها بالشتم والضرب جاء في اليوم التالي لخطاب الرئيس صالح عن الاختلاط بين النساء والرجال في ساحة التغيير، حيث أراد الرئيس أن يحرض المجتمع ضد النساء كي يمنعهن من التظاهر ضد النظام. وفي تحدٍ قوي من المناضلة أروى عثمان لانتقاد الاختلاط بين الثوار، مسكت بيد احد زملائها عنوة وتحركت أمام جنود الفرقة الأولى مدرع الذين كانوا قد سمعوا خطاب الرئيس في اليوم السابق، فتعرضوا لأروى بالضرب والدفع بها بعيدا عن زملائها، وأظن انهم لم يكونوا يعلمون بالمكانة والصفة التي تتمتع بها المرأة التي أمامهم، ولهذا كان هذا الخطأ الذي استغله النظام ابشع استغلال وحاول خلق شرخ بين الليبراليين والإسلاميين داخل ساحة التغيير عن طريق تضخيم حوادث أخرى مماثلة.
٦- مسألة “سلمية الثورة”، ما أصلها؟ من أين جاءت؟ الناس تنظر إلى اليمني كشخص مدني يتنقل بسلاحه، ولكن قيل أن “شباب القبائل” ينزلون للتظاهر بدون سلاح! هل هذه بداية نشوء مجتمع مدني في اليمن؟ أيضاً فكرة “السلمية” هي فكرة معادية لمبدأ “العنف” الذي روجه بن لادن والأصوليون، كيف هضم اليمنيون فكرة “السلمية” بسهولة؟ (علماً أن فكرة “السلمية” ليست رائجة في المجتمعات والإيديولوجية الإسلامية؟)
فكرة السلمية نشأت في اليمن من الحراك الجنوبي السلمي عام 2007 الذي رفض قادته، رغم اختلافهم في التفاصيل، اللجوء إلى العنف بأي حال من الأحوال. وعندما اندلعت ثورة الشباب هذا العام أصر الشباب على السلمية واجبروا الجيش المنظم للثورة أن يلتزم بالسلمية، وكان الغرض من ذلك كسب تعاطف المجتمع الدولي والاقليمي. ولكن بعد مرور ما يقارب تسعة أشهر على سلمية الثورة فإن المجتمع الدولي لا يبدو أنه قد فهم هذا المغزى ولم يضغط على صالح بما فيه الكفاية ليرحل مع أبنائه خارج البلاد، ولذلك فإن استمرار السلمية أمر مستبعد بعد الآن وسيكون الخاسر هو صالح وحلفاءه لأن السلاح يملأ بيوت اليمنيون وليس النظام وحده هو المسلح.
٧- كثيرون يتخوفون من انتصار “الإخوان” او “الإسلاميين” في اليمن بعد الثورة: هل هنالك خطر سيطرة الإخوان أي الإصلاح، وهل صحيح أن هنالك “تيارات” ضمن الإصلاح؟
من يخشى من المستقبل عليه أن يشارك في صنع المستقبل. أنا شخص ليبرالي، ولكني لا استطيع أن أتخيل نجاح ثورة في اليمن بدون “حزب الإصلاح”. و”حزب الإصلاح”، كأي تجمع سياسي، توجد داخله تيارات لعل أقواها وأكثرها اتساعا هو التيار الوسطي المعتدل الذي يقبل التعايش مع الآخرين. وهناك تيار صغير داخل الإصلاح ينادي بالخلافة الإسلامية، ويرفض الدولة المدنية، ولكن السماح لهذا التيار بقول رأيه سوف يرسخ قيم الدولة المدنية، أما قمع هذا الرأي فإنه الطريق الأول لقمع الآراء الأخرى. ولا أعتقد أن هناك حزبا أو تيارا سياسيا في اليمن يستطيع أن ينفرد بالحكم إلا في حالة واحدة وهي أن تقرر القوى الأخرى إقصاء نفسها من صنع مستقبل اليمن. الفرصة مواتية للجميع في المشاركة، ومن يرفض المشاركة في صنع المستقبل فإنما يقصي نفسه وعليه أن يتحمل تبعات إقصاء نفسه. وإذا ما شاركنا جميعا في صنع مستقبلنا وكتابة عقد اجتماعي جديد، فإن هذا العقد لن يستبعد أحداً ولن يتيح لأحد بالتفرد في مصير البلاد.
٨- هل هنالك خطر إنقسام اليمن إلى دولتين، شمال وجنوب، أو شيء آخر؟
هناك خطر أن تتفتت البلاد وتتقسم بين أمراء حرب. ولن يكون الوضع مجرد شمال وجنوب كما كان في السابق. ويمكن أن يزول هذا الخطر بتوقف الدعم الإقليمي والدولي لنظام الطاغية صالح الذي يريد أن يثبت أن الوحدة اليمنية لا تتم إلا به.
٩- ما موقف الحوثيين من الثورة؟
الحوثيون يؤيدون الثورة في الظاهر، ولكنهم يرفضون المشاركة في هيئاتها، ولا يبدو أنهم يحبذون التعايش مع من يختلفون معهم في الرأي،. وما زال شعارهم هو “الموت لأمريكا”! وكلما حصل تفجير أو هجوم من “القاعدة” عليهم
سرعان ما تعلن القاعدة مسؤوليتها عنه، في حين أنهم يكونوا قد سبقوا “القاعدة” بتحميل أمريكا المسؤولية.
الحوثيون قدموا تضحيات كبيرة في الدفاع عن أنفسهم وعن منازلهم وكرامتهم وكرامة اليمنيين ككل، ولكنهم في النهاية عجزوا عن تحويل هذه التضحيات إلى مكاسب ثورية ولجأوا إلى مغازلة نجل الرئيس لنسج تحالفٍ خفي معه ضد أهم مكون من مكونات الثورة وهو “حزب الإصلاح” السني. ويتجاهل الحوثيون هنا أن حزب الإصلاح رفض الإنجرار مع رغبة الرئيس صالح في توريط عناصر الإصلاح في الحرب ضد الحوثيين، ولهذا، انفض التحالف بين الإصلاح ونظام علي صالح، ولكن الحوثيين ذاكرتهم قصيرة على ما يبدو ويظنون أن الثورة في اليمن يمكن أن تنجح بتحالفهم مع نجل الرئيس، أو مع أصحاب المشاريع الصغيرة في جنوب البلاد.
١٠- هل تعطينا فكرة عن مواقف قطر، والسعودية، وإيران؟
قطر: موقفها رائع في دعم الثورات العربية، وأظن أن الذكاء السياسي القطري لا يفوقه أي ذكاء عربي لأن القيادة القطرية استطاعت أن تقرأ الخريطة العربية بعمق واختارت السباحة مع التيار لا ضده. وربما أن هناك دوافع اقتصادية إلى جانب الذكاء الساسي يجعل قطر تتخذ موقفا رائدا مع الثورات العربية لا ضدها، حيث أن من مصلحة قطر الاقتصادية أن تستثمر أموالها في بلدان ذات حكم رشيد. وقد جرب القطريون الاستثمار في بلد يحكمها حكام مثل اليمن، فوجدوا أنه يطالبهم بعشرين في المئة من قيمة أي مشروع، فانسحبوا. كما جربوا الاستثمار في ليبيا ولم يجدوا أبشع من إدارة القذافي لبلاده بجنون وفوضوية غير مسبوقة لا تصلح لتطمين أي مستثمر، أما النظام السوري فحدث ولا حرج! فمصلحة بشرى وآصف شوكت وماهر الأسد ورامي مخلوف فوق مصلحة الشعب السوري وفوق مصلحة المستثمرين، ولهذا من مصلحة قطر أن ترى في اليمن وسوريا وليبيا أنظمة انسانية تفيد شعوبها وتفيد المتسثمرين من خارجها لأنها بلدان خصبة والمال القطري لا يجوز أن يستثمر فقط في بلدان غربية استكملت كل فرص الاستثمار فيها.
السعودية: بدأ موقف الرياض يتضح شيئا فشيئا من الثورات العربية عندما كانت العاصمة الوحيدة التي تقبل باستقبال الهارب التونسي بن علي، ثم ابدت دعما غريبا لحسني مبارك ضد ثورة مصر وحاولت إغراء المؤسسة العسكرية المصرية بمليارات الدولارات لاتخاذ موقف ضد الثوار في ميدان التحرير. ولكن فشل السعودية في مصر جعلها ترسل الحرس الوطني إلى البحرين لقمع انتفاضة الشعب البحريني، وظنت أن ما حدث في البحرين يمكن أن يتكرر بسهولة في اليمن فساندت الرئيس صالح بالمال والسلاح وحتى بالوقود ولكنها فشلت في إفشال ثورة الشعب اليمني. وما زالت تحاول، والقيادة السعودية بذلك تسبح ضد التيار. ويبدو أن القيادة مختلفة فيما بينها ولكن الوقوف ضد الثورات العربية لن يحصن المجتمع السعودي من الثورة بل سيؤدي إلى تسارع الغليان داخل المجتمع السعودي. ولو كان هناك قيادة حكيمة وذكية في السعودية لكان النموذج القطري أفضل لها إن أرادت البقاء في الحكم .
إيران: تدعم اعلاميا الثورات العربية ولكن واقعيا تتعامل مع الطغاة أو مع أصحاب المشاريع الصغيرة.
١١- التيار الليبرالي في اليمن ماذا يمثل، ومدى علاقته بالثورة؟
هذا التيار بدأ حاليا يتفتت بين الحوثيين الذين يشتركوا مع الليبراليين في رفضهم لحزب الإصلاح، وبين أنصار نجل الرئيس الذي أغراهم بالمال واستقطب سرا وجهرا عددا كبيرا من الصحفيين وقادة الرأي الذين كانوا في السابق يتصدون لتوريث الحكم في اليمن وأصبحوا الآن يروجون له عن طريق هجومهم على آل الأحمر وعلي محسن الأحمر. وهناك جزء من الليبراليين ينتمون أصلا لحزب الاصلاح الاسلامي ويمثلون وجه الاعتدال الجميل في هذا الحزب. أما الليبراليين المستقلين فهم أفراد لا يربط بينهم سوى التناحر والحسد والبغضاء والبحث عن الشهرة للأسف.
١٢- كيف تأثر الشباب اليمني بأحداث تونس ومصر وليبيا وسوريا؟
ثورة تونس أثرت في العالم العربية بأكمله، ولكن الشيء المؤسف أن الشباب اليمني لم يدرسوا تجربة تونس ومصر جيدا، إذ أن بدء الزحف نحو القصر الرئاسي هو الطريق الأسرع للحسم، وهذا ما لم يقم به الشباب اليمني، كما أن الاستفادة من المؤسسة العسكرية أخذ مداه في تونس ومصر، في حين أن كثيرا من شباب اليمن ما زالوا حتى الآن يشككون في وطنية الجيش الموالي للثورة، ويرفضون إشراكه في حسم الصراع لصالح الثورة.
١٣- تقييمك الشخصي لعلي محسن وحميد الأحمر؟
لا أخفيك أني كنت من أشد المعارضين لعلي محسن الأحمر بصفته ركناً من أركان نظام صالح، وحامي حماه بل وصانع رئاسته. ولكن بعد أن حدد اللواء علي محسن موقفه مع الثورة اليمنية فلم يترك لي أي خيار سوى تأييد موقفه الشجاع، ومواقف جنوده. وهو بذلك يكون قد قرأ التطورات جيدا وأنقذ سمعته وصنع تاريخا مجيدا لنفسه، وخاتمة طيبة.
أما بالنسبة لرجل الأعمال حميد الأحمر فهو أول سياسي يمني ينادي بالثورة منذ سبع سنوات، وهو الذي ساند حملة مرشح الرئاسة الجنوبي فيصل بن شملان عام 2006، ورغم أني لا أعرفه شخصيا إلا أن مواقفه السياسية تستقطب اعجاب الكثيرين وتثير حنق الموالين لنجل الرئيس. ولذلك فإن الرجل يتعرض لأطول وأقوى حملة تشهير في تاريخ اليمن بدأت منذ أكثر من عشر سنوات وتأججت أكثر حاليا. وبصفتي عضواً في المجلس الوطن وبعد أن لاحظت أن الرئيس صالح ونجله يتشبثان بالسلطة بحجة أن علي محسن وحميد الأحمر قد يكونا البديل بعدهما لحكم اليمن، تقدمت باقتراح يقضي بخروج الجميع من البلاد وفوجئت بموافقة اللواء الأحمر وحميد الأحمر على الخروج من أجل اليمن في حين أصدر نجل صالح بيانا يقول فيه إنه لن يخرج ومن يجب عليه أن يخرج هم الخارجين عن الشرعية. أي أنه يعتبر نفسه الشرعية وخصومه خارجون عن الشرعية. ولهذا تأكد لي أن التشبث بالسلطة هو من أجل السلطة ليس إلا.
١٤- هل تعطينا فكرة أدق من المتداول عن محاولة اغتيال الرئيس صالح؟
حسب المعلومات المتوفرة لدي فإن الرئيس صالح اشترط على قادة المعارضة أن يأتوا إلى دار الرئاسة كي يقبل بتوقيع المبادرة الخليجية، وكان يجهز لخطّة عن طريق ابن أخيه طارق للتخلص من قادة المعارضة وقادة الحزب الحاكم في ضربة واحدة وتحميل تنظيم “القاعدة” المسؤولية. وتم تجهيز المتفجرات بعلم الرئيس وإشراف قائد حرسه العميد طارق محمد عبدالله صالح، ولكن قادة المعارضة اليمنية من خلال معرفتهم بأساليب صالح وغدره، ولجوئه للتصفيات من أجل التخلص من استحقاقات السياسة، فقد شعروا بأن هناك كميناً يدبر لهم، الأمر الذي جعلهم يختارون مكانا آخر لتوقيع المبادرة الخليجية، حيث جرى توقيعها من جانبهم في منزل رئيس المجلس الوطني الحالي “محمد سالم باسندوة”. أما صالح فقد رفض التوقيع بسبب عدم مجئ هؤلاء القادة إلى قصر الرئاسة وكان يعول على يوم الجمعة كي تكون هناك مناسبة لتأدية الصلاة مع قادة حزبه الحاكم، في حين أنه سيختلق أي عذر لعدم الحضور. وفي اليوم المحدد وبسبب عدم حضور المستهدفين الحقيقين، أصدر صالح أوامره لنجل أخيه بإبطال مفعول العملية وتم ابطال مفعول خمس عبوات من بين سبع عبوات جاهزة للتفجير داخل المسجد،
وترك طارق صالح عبوتين متعمدا للتخلص من عمه متحججا بأن ما حدث هو خطأ بشري. وبعد وقوع الحادث جرى قتل 11 حارسا من حرس الرئيس بتهمة الإهمال لأنهم لم يبطلوا مفعول المتفجرات كاملة.
هذه هي أهم فرضية متداولة. ولكن لا يمكن إزالة الغموض بصورة كاملة عن محاولة اغتيال صالح إلا في حالة واحدة فقط وهي إجراء تحقيق مستقل مع العميد طارق محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس وقائد حرسه الخاص.
لا اعتقد أن أحد داخل قصر الرئاسة يستطيع أن يدخل إلى القصر مسمارا واحد دون أن يعلم به طارق مسؤول الحماية، ولو كان في اليمن دولة وقانون لحوكم بتهمة الإهمال ونزعت منه رتبته العسكرية بسبب الفشل في حماية الرئيس. ولكني هنا لا أطالب بالتحقيق معه بتهمة الإهمال فقط ولكن لأنه المشتبه به الأول في محاولة الاغتيال لعدة أسباب.
أولا: طارق صالح يصلي دوما في كل جمعة مع الرئيس ولا يفارقه مطلقا، باستثناء تلك الجمعة حيث استأذن للذهاب إلى “سنحان” بحجة تعزية أحد أصدقائه في وفاة قريب له، وكأنه يتهرب من حضور صلاة الجمعة حفاظا على حياته.
ثانيا: بعد الانفجار بأيام نشرت الصحافة الرسمية أسماء المصابين في المسجد وظهر من بينهم أسماء أولاد طارق وأخيه يحي وتبين لاحقا أنهم غير موجودين وبالتالي فإن إضافة أسمائهم بين الجرحى كان لمجرد التمويه أن الفاعل لا يمكن أن يكون والدهم.
ثالثا بعد حادث التفجير قتل أكثر من 12 حارسا من حرس الرئيس رميا بالرصاص وجرى الادعاء انهم احترقوا داخل المسجد في حين أن جثثهم لم تبين أي حريق يشابه ما حدث للرئيس والمصابين الآخرين.
رابعا: المادة التي استخدمت في التفجير وحرق أجساد البشر لا توجد في اليمن إلا مع وحدات مكافحة الارهاب التي يقودها طارق ويحي ومحمد أولاد شقيق الرئيس محمد عبدالله صالح.
خامسا: طارق محمد عبدالله صالح رجل طموح يسعى للرئاسة ويعتبر عمه وابن عمه أحمد عقبة في طريق حكم اليمن بالطريقة التي يريدها هو، وقد استغل ثقة الرئيس الكاملة به ومرضه العصبي في التأثير عليه ولكن الرئيس لم يكن يمتثل بشكل كامل لرغبات هؤلاء الصبية فأرادوا التخلص منه لتحميل غيرهم.
سادسا: التلميحات السلطوية بأن علي محسن الأحمر أو حميد الأحمر يقفان وراء العملية، يصعب تصديقها لأن ما جرى بعد العملية يؤكد أنهما فوجئا بها، ولو كانا يعلمان بها مسبقا لجهزا خطة محددة لما بعدها باقتحام القصر واستغلال حالة الذهول التي كانت سائدة بين أهل السلطة، كما أن رد الفعل الضعيف ضدهما من قبل أولاد صالح وأولاد أخيه يؤكد ان الأولاد على علم بالمتسبب الحقيقي.
سابعا، العميد طارق صالح اختفى منذ الحادث ولم يعد يظهر ويقال أنه معتكف في قريته.
ثامنا: محاولات تحميل “القاعدة” المسؤولية باءت بالفشل لأن القاعدة في العادة تعلن عن مسؤوليتها عن أي عملية تقوم بها، وقد نفذت عملية تفجير بعد ذلك في “الجوف” ضد الحوثيين وأعلنت مسؤوليتها لاحقا عنها، في حين لم يصدر أي شئ يتعلق بتفجير دار الرئاسة اليمني.
تاسعا: من المستحيل زرع عبوات في مسجد داخل دار الرئاسة دون أن يكون هناك متواطئ داخلي.
١٥- ماذا يريد علي عبدالله صالح، الذي غيّر رأيه مراراً وتكراراً: أن يظل رئيساً، ان يورّث، ان يحمي مصالحه ويضمن عدم محاكمته؟ ماذا يريد؟
علي عبدالله صالح يريد شراء الوقت من أجل البقاء في الحكم أطول فترة ممكنة. كما أنه يريد أن يورث نجله الحكم كي يضمن عدم المحاكمة. وإذا لم يستطع، فإن الخيار الأمثل له هو “صوملة” اليمن. فالرجل لا يهمه سمعته ولا تاريخه، ولكنه شخصية سادية يتلذذ بعذاب الشعب ومعاناته، واتجاه اليمن نحو الصوملة سوف يضمن له عدم المحاكمة وعدم وجود دولة بعده تلاحقه.
١٦-
أخيراً، هل أنت متفائل بمستقبل اليمن؟ وهل ابتعد خطر “الصوملة؟
متفائل جدا ولن يسمح أحد بصوملة اليمن أو تحقيق أمنيات علي عبدالله صالح السادية
هل نصل إلى يمن أفضل؟
بكل تأكيد اليمن ستكون أفضل بدون شاويش البعث.
ماذا يحدث في اليمن؟: “بكل شفافية” مع منير الماوري
(هل نصل إلى يمن أفضل؟
بكل تأكيد اليمن ستكون أفضل بدون شاويش البعث.)
حيرتنا يا اهل اليمن هو شاويش بعثي او او وهابي ؟
نرجوا التوضيح
شكرا
ماذا يحدث في اليمن؟: “بكل شفافية” مع منير الماوري
هذا رابط مهم في نفس الموضوع(http://www.hdhod.com/%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AF%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B7%D9%85%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_a7246.html)
ماذا يحدث في اليمن؟: “بكل شفافية” مع منير الماوري
ليه أكيد ليس لبنانيا يا استاذ فاروق ؟؟؟ لبناني ابا عن جد، فاقتضى التوضيح
ماذا يحدث في اليمن؟: “بكل شفافية” مع منير الماوري
لماذا يتمسك الشمال بالوحدة؟
http://www.adenalghad.net/articles/765/%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%87%D8%A7%D8%AA/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%AA%D9%85%D8%B3%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A9.htm
ماذا يحدث في اليمن؟: “بكل شفافية” مع منير الماوري
هذا أهم حوار تاريخي ينشر في صحيفة عربية عن أوضاع اليمن على الإطلاق. شرح مبسط وتحليل عميق أزاح الغموض عن كثير من الطلاسم التي لم نكن نفهمها فشكرا لشفاف الشرق الأوسط وشكرا لبيار غانم الذي أجرى الحوار وكان ذكيا في طرح أسئلته على سياسي يمني يحظى باحترام واسع داخل بلاده ولا يحابي أحدا من مراكز القوى.
ماذا يحدث في اليمن؟: “بكل شفافية” مع منير الماوري
كم انت رائع استاذ منير الماوري
تشخيص هادئ وعقلاني جدا في كل اجاباتك
( لم يقطعوا الانترنت , لكنهم قطعوا الكهرباء, وعندما لجاء المواطن لمولدات الكهرباء الفردية عمدت السلطة الي رفع قيمة مادة البترول والديزل الي اضعاف كثيرة في القيمة,, انها حرافة حكومية ) وهنا ليس كل مواطن هو قادر على انفاق مبالغ قيمة البترول للمولد لفترة تشغيل كبيرة خاصة والانترنت بطيئ جدا جدا .
ماذا يحدث في اليمن؟: “بكل شفافية” مع منير الماوري
شكرا شفاف الشرق الاوسط وصاحبه بيار عقل( أكيد هو ليس لبناني)، فهذا اهم ما قرأته عن اليمن و ثورتها في كل ما كتب او ترجم.