بيروت – من صبحي الدبيسي: السياسة
رأى المعارض السوري والنائب السابق المستقل مأمون الحمصي ان النظام السوري يعمل على قاعدة اما الطوفان واما الخراب, وقال: نحن نريد سوق هذا النظام المجرم الى العدالة لان الشعب السوري انهكته المؤامرات منذ قدوم البعث الى الحكم.
الحمصي الذي يعتبر اول نائب سجنه الرئيس بشار الاسد الى جانب زميله النائب السابق رياض سيف بتهمة الاساءة لمؤسسات الدولة واضعاف الشعور القومي واثارة النعرات الطائفية.
اكد في حوار مع »السياسة« ان النظام في سورية يعتمد سياسة ازدواجية, فهو من جهة يطلق شعارات في وقت هو نفسه يفتقد لها, ومن جهة ثانية يطالب بمقاومة اسرائيل فيما جبهته في الجولان لا ترمي حجرا باتجاه الاراضي المحتلة.
الحمصي راى ان النظام السوري اثبت للعالم كله انه اهم مصنّع ومصدّر للارهاب والارهابيين باسماء دينية واسماء مختلفة فهو الذي موّل العصابات في العراق وفي لبنان, مذكّرا كيف كان هذا النظام يمنع الخبز عن الشعب العراقي في زمن الحصار واليوم يدعي بانه لا يستطيع ضبط الحدود امام السيارات المفخخة والارهابيين, متسائلا كيف تحولت “فتح الانتفاضة” الى منظمة تابعة لشاكر العبسي, وكيف تم تمويلها بالمال والسلاح.
الحمصي اعترف ان سلوك النظام واضح وتهديده دائما يسبق الفعل, مستذكرا جريمة اغتيال النائب وليد عيدو والهجوم على قوات “اليونيفيل” عندما كان مجلس الامن على وشك مناقشة وضع مراقبين دوليين على الحدود مع لبنان.
واوضح انه يعرف الكثير عن اللقاءات السرية التي يقوم بها النظام مع اسرائيل لدرجة انه اصبح (مانشيت) ضد اسرائيل, واصفا هذه الشماعة بالمفضوحة.
ولفت الى التناقض في المواقف واسلوب النظام الامني المعروف وتنفيذ جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بهذا التكتيك وهذه الضخامة من البراهين التي تؤكد تورطه, لان المنطق العام يقول: لا يخشى القضاء او الحساب الا المجرم.
الحمصي راى ان محاولة النظام اعادة الهيمنة على لبنان نابعة من رغبته بنهب خيرات هذا البلد, وخشيته ان يكون احد ضحايا الحرية والديمقراطية.
وتمنى على الدول العربية التعامل مع النظام السوري بنفس الاسلوب الذي تعاملوا فيه مع النظام العراقي على اثر غزوه للكويت, مطالبا المجتمع الدولي عزل هذا النظام ديبلوماسيا وسوقه الى العدالة, معتبرا ان النظام السوري حدد خياره واذا كان ثمة قرار دولي واضح وصريح باسقاطه فالوقت ليس ببعيد, لان اعطاء هذا النظام فرصة لتغيير سلوكه جناية بحق الشعوب, لان الرعب اصبح في كل بيت وكل شارع وحرام ان تدفع هذه الشعوب ضرائب ضد السياسات التامرية.
وفي موضوع تحالف المقاومة مع النظام السوري راى حمصي ان تحالف المقاومة مع نظام مستبد وديكتاتوري فاسد افقدها الكثير من هذا الرصيد.
وفيما يلي نص الحوار:
عندما قررت خوض المعترك السياسي بصفة مستقلة عن قرار النظام القائم في سورية, هل كنت تشعر ان التغيير ممكن في سياسة حزب شمولي قائم منذ اكثر من ثلاثين سنة?
بالطبع بدات بالعمل السياسي كعضو في الادارة المحلية سنة 1987 وكنا على خلاف في وجهات النظر بين الرعيل القديم وطريقة تعاطيه السياسي وبين الشباب الذين كانوا ياملون بالتغيير والاصلاح الذي كان الهم الاكبر اجراء اصلاحات على هذا النظام. وعندما رفع الرئيس حافظ الاسد عدد المستقلين من النواب الى 83 في العام 1990 كنا مجموعة من الشباب الليبراليين فقررنا خوض التجربة ايمانا منا بضرورة الاصلاح الذي لا يمكن ان يتم الا من خلال الدم الجديد القادر على التغيير.
هل كان الرئيس الاسد يعتمد سياسة الانفتاح انذاك?
كان الرئيس الاسد ونظامه يمران بأزمة, ويتعرض لانتقادات دولية لسياسة الانغلاق التي كان يتبعها, لذلك حاول ان يعطي لونا جديدا لمجلس الشعب فرفع عدد النواب المستقلين الى 83 نائبا وكنت انا ومجموعة من الزملاء من بين هؤلاء المستقلين وكنا مقتنعين اننا عن طريق الاصلاح ممكن ان نصل الى هدفنا, لكن اتضح بعد تجربة طويلة ومريرة مع هذا النظام ان تحقيق هذا الامر مستحيل. لكننا استمررنا على ثبات مواقفنا ورغبتنا في التغيير المنشود الذي يحلم به كل الشعب السوري.
يعني هل كان النظام يستخدمكم كفلكلور والادعاء بوجود تنوع في المجلس النيابي؟
هذا صحيح, هكذا كانوا ينظرون الينا, كتلوينة سياسية ضمن المجلس تابعين لنظامهم وسياستهم. حتى ان رئيس مجلس الشعب (عبد القادر قدورة) اطلق انذاك شعارا (قل كلمتك وامشي). وانا في خلال عشر سنوات كنت فيها نائبا عن دمشق قدمت اكثر من 300 مداخلة مستقلة في مواضيع عامة جرى طرحها لاول مرة في عهد حزب البعث وضمن المجلس… والنظام بهذه الطريقة استفاد من هذا الجو لدرجة ان الوفود التي كانت تزور الوطن تحضر الى المجلس وتتطلع على جو المناقشات والتباين في وجهات النظر. لكنهم عندما وصلوا الى حد استطعنا من خلاله كشف زيف سياستهم وفسادهم حتى في نهاية المطاف استفحلت الامور. ولقد اثبتت الايام ان موضوع الاصلاح صعب التحقيق لان النظام القائم يمسك بالبلد بيد من حديد ولا يقبل حتى النقاش في الامور التي يراها محقّة, فهو يعتمد سياسة (الانا) ولا تهمه مصالح الشعب فاصبح الشرخ اكبر مع هذا النظام.
متى شعرت انك مستهدف ومراقب من قبل اركان النظام وكيف كان يتم التعامل معك كنائب وممثل للشعب?
منذ دخولي مجلس الشعب وانا مختلف مع هذا النظام ولكن, ليكن معلوما لدى الجميع ان مجلس الشعب السوري ممنوع عنه الاعلام فالمناقشات والمداخلات تبقى كلها ضمن المجلس. ومنذ دخولي الى المجلس سنة 1990 احضرت القمح الفاسد الى المجلس وكانت اربع بواخر محمّلة بالقمح جرى استيراده للشعب السوري وقد تبين انه فاسد ونشرت ذلك في احدى الصحف حيث بلغت كلفة هذه البواخر اربعة بلايين ليرة سورية. وقس على ذلك من ماثر الفساد من سنة 1990 الى سنة 2001. هذه كانت سياستي وهكذا كنت اتعاطى السياسة من لحظة دخولي الى المجلس.
لماذا سجنت وكيف تم اعتقالك وكيف جرت معاملتك كنائب في السجن؟
عندما سجنت كنت نائبا وكنت الاول من حيث عدد الاصوات وزميلي النائب رياض سيف كان الثاني, ولقد حصلت انذاك على مئتين وعشرة الاف صوت. علما انني كنت محاربا من السلطة ومن النظام بالكامل. ومع ذلك فان الناس منحتني ثقتها وحصلت على المرتبة الاولى مع كل التشويه الذي رافق العملية الانتخابية.
بعد وفاة الرئيس حافظ الاسد وانتقال السلطة الى الرئيس بشّار الاسد ساد البلاد جو عام من التهويل ماذا يمكن ان يحصل بعد غياب الرئيس وعندما طرح اسم الدكتور بشّار خليفة لوالده كان لدينا امل بان يتم الاصلاح ويتم الانقاذ كونه شابا مثقفا درس في بريطانيا ومطلع على ديمقراطيات العالم فلا بد ان يحمل الكثير من معاني الانسانية. واعتقدنا في بداية الامر ان هذا الرئيس سيكون له اسلوب مغاير في طريقة الحكم عن طريق والده واسلوبه ونهجه وسلوكه. هذا كان املنا وعندما كنا نلتقي به في المركز الثقافي كنا نذكره بما يشعر به الشعب من حرمان وتوق للديمقراطية. وكان يشعرنا بانه منفتح على الحوار والاعتراف باخطاء النظام. هذه الفترة كانت فترة قصيرة سرعان ما تبخرت الاحلام والامال بعد اطلاق شعار بانه لا توجد عصا سحرية للتغيير. فشعرنا ان المسكنات بدات ولا امل بالاصلاح. فكان علينا مواجهة الامور بشكل سلمي وديمقراطي, لكن للاسف قمعنا واعتقلت وانا نائب وادخلت الى السجن.
ما هي التهمة التي وجهت اليك حتى تمّ اعتقالك وادخالك الى السجن
بتهمة الاساءة لمؤسسات الدولة واضعاف الشعور القومي واثارة النعرات الطائفية.
هل كنت تحرض الطائفة السنية على الطائفة العلوية؟
المشكلة في سورية ليست مشكلة طائفة سنّية وعلوية, المشكلة في سورية هي مشكلة عائلة حاكمة ونظام حاكم استخدم طائفة, ليثبت حكمه. بالطبع هناك كثيرون من الطائفة العلوية اساؤوا وارتكبوا اخطاء كبيرة ومثيرة. لكن هذا الموضوع معروف ومكشوف.
كيف جرت معاملتك في السجن؟
على مدى سبعة اشهر عُذبت كثيرا وذقت كل اصناف العذاب, وكانت مدة السجن 5 سنوات, سنتان كنت فيها نائبا.
كيف تمكنت من الخروج من السجن؟
سنة 2006, كان مقررا عقد مؤتمر المحامين العرب, طُلبنا شخصيا من قبل الرئيس الاسد لتقديم اعتذار من اجل الافراج عنا, فرفضنا. لكن مؤتمر المحامين العرب لم يعقد حتى اخلي سبيلنا وكنا نائبين وثلاثة مناضلين من بينهم الكاتب والمفكر حبيب عيسى والمفكر انور البني.
ماذا رايت خلف قضبان السجن؟ وكيف تصف لنا انطباعاتك داخل السجن؟
الذي اوصلنا الى السجن كان شعورنا بخراب المؤسسات ومنها المؤسسة القضائيةالتي خرجت عن نطاق عملها وتغير سلوكها.. السجناء السياسيون جرى اعتقالهم نتيجة رايهم وكل من يجاهر برايه ويقوم بواجبه تجاه وطنه كان يقمع ويدخل الى السجن. اما بالنسبة للسجن الجنائي فهو غير ظالم كما هو الحال بالنسبة لسجناء الراي. لكن دخول الامن في السلك القضائي افسد المؤسسة القضائية.. واصبح من لديه امكانية ونفوذ يسخر الحق الى جانبه.
بعد الافراج عنك الى اين ذهبت؟
بداية ذهبت الى الاردن, وفي الاردن اعتذروا عن استقبالي فقصدت بعض الدول الخليجية, امضيت فترة هناك ثم عدت الى لبنان.
لماذا استقررت في لبنان طالما انك تعرف في لبنان حلفاء كثيرين للنظام السوري, الم تخشى على حياتك؟
كل مناضل مقتنع ومؤمن برسالته, وادى هذا الواجب وهو ضمن سورية وضمن السجن. لا يهمه ما يتعرض له خارج سورية والارض التي تحمل الحرية ويحاولون قتلها بابهى اشكالها هي لبنان, لذلك قررت ان يكون هو مقري المؤقت.
مع من تتواصل في لبنان ومن تلتقي, هل تمارس العمل المعارض للنظام ام انك تحولت عن العمل السياسي؟
طبعا لست هنا بنفس الزخم من المعارضة التي كنت فيه في المجلس, لانه كان عندي امل بالاصلاح. عندما دخلت الى السجن اصبح عندي قوة ومتانة وكانت طروحاتي وبياناتي ضمن السجن اقوى مما كانت عليه خارجه. وعندما اخلي سبيلي اصبح على عاتقي واجب اكبر وامانة اغلى. فانا ليل نهار وكل ساعة اعمل على عودة الحرية لسورية وعودة سورية لمكانها الطبيعي بين الاشقاء العرب وفي العالم. بالنسبة لعلاقاتي السياسية اعترف ان الشعب اللبناني شعب طيب وعظيم, ولكن لم احاول ان ارمي ثقلي وهمي على الاخرين لان همومهم تكفيهم. وكل فترة يقدمون شهيدا للوطن, فالجو العام في لبنان ماساوي ولا احب ان اشغلهم بي في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها وطنهم. ولكن في لبنان رجال عظماء يواجهون هذه المؤامرة والحرب البشعة. على سيادة لبنان واستقلال لبنان اجلهم واحترمهم. علما ان لقاءاتي قليلة معهم. قلبي معهم وضميري معهم. كذلك كل اهتمامي الان منصب الى الداخل السوري.
هل تعتقد كما يشيع ان النظام في سورية يتمتّع بحماية دولية لدرجة ان اسرائيل لا ترغب باسقاطه لانه لم يطلق طلقة نار واحدة على حدودها طوال ثلاثين سنة في الجولان؟ وهل هناك رضى ضمني على سياسته خشية من وصول المتشددين والاخوان المسلمين الى السلطة؟
للاسف, هذا النظام اصبح واضحا للعقل وللمنطق, ازدواجية خطابه فهو يطلق الشعارات الرنانة في وقت هو نفسه يفتقد لهذه الشعارات. عندما يحث الاخرين على الجهاد والنضال والتصدي لاسرائيل, فيما جبهته في الجولان لا ترمي حجرا باتجاه اسرائيل. الشعب السوري شعب يؤمن بالسلام ويريده, لكنه لا يريد السلام ضمن الحديد والنار, يريد سلاما بين الشعوب… يريد سلاما حقيقيا. وليس سلام الصفقات المشبوهة. يريد السلام بشكل حضاري وديمقراطي, لا سلام التفريط بالحقوق, والكرامات. هذا النظام اصبح يفتقر لكل هذه الشعارات, فهو فقط يهتم بازدواجية المواقف وازدواجية التعامل. هذا النظام استولى على السلطة واستولى على خيرات الوطن, الشعب السوري اليوم يئنّ تحت الفقر وللاسف نحن كمعارضة لا نستطيع ان نخاطب المجتمع الدولي بشكل اقرب للواقع وللمنطق. حتى خطاب المعارضة يثني عليه النظام واصبحنا نقدم خدمة لهذا النظام بطريقة غير مباشرة.
من تقصد بالمعارضة, نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام والاخوان المسلمين او من هي المعارضة؟
انا من وجهة نظري كل الاخوة السوريين يحق لهم ان يكونوا معارضة. لكن في هذا الموضوع عندي وجهة نظر. يعني الذين انشقّوا عن النظام من حق الشعب السوري وحده ان يقرّر وضعهم, ولا يحق لي ان اقيم مرحلتهم, وما عليهم من حقوق وواجبات, وما هي الظروف الخاصة ضمن سورية وما لديهم من ملفات خاصة الذي يقرر ذلك هو الشعب السوري. هذا بالنسبة للمنشقين عن النظام. يعني بعد ان تعود الحياة الديمقراطية لسورية فان صندوق الاقتراع هو الذي سيقرر كل واحد دوره. واتمنى ان يكون الثقل الحقيقي للمعارضة من الداخل من الرجال الابطال الذين يقدمون التضحيات من رجالات (اعلان دمشق) ولقد شاهدنا منذ عدة ايام كيف جرى اعتقال طلاب الحرية الذين طالبوا بالحرية بواسطة الانترنت وحكم عليهم سبع سنوات. وهم طلاب جامعات, فهل يوجد بلد في العالم يحكم بالسجن على طلاب الجامعات؟
اما موضوع التيارات الدينية والاحزاب الدينية ان تتسلم الحكم فمن خلال قراءتي ومعرفتي بالداخل السوري اتصور ان هذا الامر مبالغ به, طبعا التيارات الدينية لها وجودها وماكينتها السياسية ولهم الحق بالمشاركة, ونحن ضد حكم الاعدام وضد بقاء سجناء الراي والضمير في السجون, وضد اي عمل سياسي مسلح. وهذا راي اغلبية الشعب السوري. لان طبيعة الشعب السوري بغالبيته محافظة لكنه شعب متنور ووسطي وليس ارهابيا ولا مجرما, وعندما يعود مناخ الحرية والديمقراطية الى سورية سيشعر العالم بتحول كبير في سورية. واكبر دليل على ذلك قبل وفاة الرئيس حافظ الاسد بشهر او شهرين شعرت بعض المنتديات في سورية بنوع من الحرية, فخلال شهرين ازهرت كل المنتديات في كل الاراضي السورية واقيمت الحوارات من ارقى ما يمكن ولكن عندما شعر النظام بالخطر اقفل هذه المنتديات وادخل اصحابها في السجون.
من المعروف ان النظام السوري متهم بالتدخل في الشأنين العراقي واللبناني. برايك هل هذا التدخل يتم بعلم الولايات المتحدة الاميركية, وكيف يتدخل النظام في سورية ليدعم بعض الجهات التي تؤخر قيام الدولة سواء في لبنان او في العراق? كمجموعة شاكر العبسي في لبنان او “القاعدة” التي تحارب السلطة في العراق?
هذا النظام اثبت للعالم كله من دون اي شك او اي تجنٍ انه هو اهم مصنّع ومصدّر للارهاب والارهابيين باسماء دينية واسماء مختلفة. وهو الذي يمول هذه العصابات سواء في العراق او في لبنان. هذا النظام كان في ايام الحصار يقفل حدوده مع العراق, حتى الخبز ممنوع ان يصدر الى العراق في عز محنة الشعب العراقي, وحتى الطعام والادوية لا يسمح ادخالها الى العراق. لكن في هذه الفترة لا يستطيع ضبط الامن وادخال السيارات المفخخة والانتحاريين الى العراق. هذه الاكاذيب لم يعد يتقبلها العقل.
وفي لبنان اصبح الامر واضحا كيف تحولت “فتح الانتفاضة” الى شاكر العبسي وكيف تم تمويلها بالسلاح والمال وكل التحقيقات واضحة لا يختلف عليها اثنان. واصبح سلوك النظام واضحا, حيث ان تهديده يسبق الفعل. فهو اول من بشّر ب¯”القاعدة” في لبنان وهذا ما قاله فاروق الشرع ووليد المعلّم وبشّار الاسد. برايي هذا النظام هو مشكلة للمنطقة كلها وهو خطر على السلم والامن في هذه المنطقة فاما الحديد والنار او الهيمنة على كل المنطقة. ولا يحق لاحد ان يطالب باي سجين راي في سورية فيكون رد النظام لسورية حق السيادة ولا يجوز لاحد ان يتدخل. اما رئيس النظام فيتحدث عن مصالح بلاده في المنطقة ومن حقّه التدخل في فلسطين وفي العراق وفي لبنان. لكن لا احد له حق التدخل في اصغر سبب في سورية. اصبح الجميع يشعر ان سورية اصبحت مزرعة لال الاسد.
لماذا برايك يسعى النظام السوري لاقامة صلح مع اسرائيل في وقت يتهم كل مناوئيه بالتعامل مع اسرائيل وهو ايضا مستفيد من معارضة البعض لها؟
علنا اصبح هذا الموضوع مفضوحا. ونحن نعرف الكثير عن لقاءاته السرّية, واتفاقاته السرية التي اصبحت مفضوحة. هذا النظام عبارة عن “مانشيت” ضد اسرائيل ومقاومة اسرائيل.. هذه الشماعة اصبحت مفضوحة. وهو في اثناء حرب لبنان كانت الصرخات في الكنيست الاسرائيلي والخارجية الاسرائيلية لعقد سلام مع بشّار الاسد لانه لم يسبب لاسرائيل اي احراج اثناء هذه الحرب, معتبرين ان هذا موقف ايجابي من النظام السوري تجاه اسرائيل..
لماذا تخشى سورية المحكمة الدولية, وهل تعتقد ان النظام السوري متورط باغتيال الرئيس رفيق الحريري وكل الذين استشهدوا من بعده؟
الامر اصبح واضحا تماما. التناقض في المواقف, اسلوب النظام الامني المعروف في سورية اثناء تنفيذ عملية اغتيال الرئيس الحريري بهذا التكتيك وهذه الضخامة. ما جعل الاتهام واضحا بالعقل والمنطق وتبقى الادلّة والبراهين فهي في يد المحكمة الدولية ولكن في المنطق العام لا يخشى القضاء او الحساب الا المجرم. هذا طبعا بالاضافة الى الذرائع والحجج والبراهين.
لماذا تريد سورية تدمير لبنان, وهل النظام السوري لا يريد الاعتراف بلبنان كدولة كما يعتقد بعض اللبنانيين؟
النظام السوري من وجهة نظري لا يمكن ان يقبل بعد ان كان مهيمنا على لبنان وعلى خيراته, وعلى شعبه, لانه بعقيدته ومنطقه لا يستطيع ان يتخلى عن هذا الهدف وفي نفس الوقت عنده خوف ان يكون احد ضحايا الحرية والديمقراطية التي ستعم المنطقة وقد تنال سورية نصيبا منها.
هل تعتقد ان الولايات المتحدة اخطات بالقضاء على حزب البعث في العراق وابقت على حزب البعث في سورية؟
الادارة الاميركية تعترف بانها اخطأت في العراق. ولكن في كل وقت وكل ساعة لا يمكن انهاء مشاكل المنطقة, الا بان يتصدى المجتمع الدولي باكمله والولايات المتحدة لاستئصال هذا النظام وسوقه الى العدالة. ولا يتم هذا الامر الا بالقوة, لكن خشيتنا الا يحصل دمار لهذه الدول يكفي ما تعرضت له هذه المنطقة.
هل تعتقد ان النظام السوري يصدّر الارهابيين الى العراق ولبنان
هو يصنّع ويصدّر ويموّل وهذا مثبت وواضح ولا يخفى على احد..
هل لديك معلومات حول حجم المقاتلين والارهابيين الذين يتم ادخالهم الى لبنان وادخال السلاح؟
اهم شيء مراقبة تصريحات وكلام هذا النظام الذي ليس له اية مصداقية. وكلما اشتد الامر كل ما تاكد فشل هذا النظام باساليبه الاجرامية الجهنمية في لبنان, وكلما استخدم ضغطا اكثر.. اقفال الحدود مثلا في وقت يتعرض الجيش اللبناني لاعتداء. في هذا الظرف الصعب تاتي عقوبة النظام السوري اقفال الحدود لزيادة عذابات المواطنين.. هل من المعقول افقار شعبين والمجاهرة باقفال المنفذ الاخير, وهل يقبل ذلك المنطق والعقل لو لم يكن هو الفاعل الاساسي لكل هذه الجرائم ما كان ليستخدم هذه الاساليب اللاانسانية لمعاقبة الشعب اللبناني, ويهدد باقفال المنفذ الاخير. انا هنا اتمنى على الدول العربية وعلى دول الخليج ان يتعاملوا مع هذا النظام بنفس الاسلوب الذي تعاملوا فيه مع النظام العراقي عندما اجتاح الكويت. والمجتمع الدولي يجب ان يعامل هذا النظام بيد واحدة.. وعزله ديبلوماسيا وسوقه الى العدالة لان بقاءه سوف يكلّف شعوب المنطقة دماء اكثر ولقد شاهدنا اخر الضحايا ما تعرضت له قوات “اليونيفيل” حيث سقط ستة قتلى من الكتيبة الاسبانية, الذين قطعوا الاف الكيلومترات من اجل منع الحروب والاعتداء على لبنان واستقرار الامن فيه.
هل تتهم النظام السوري بالاعتداء على “اليونيفيل”؟
من الزاوية السياسية يجب ربط كل الجرائم التي تحصل بفاعل واحد. هذه الجرائم بمنطق العقل والتحليل وسلوك هذا النظام تدل على ذلك. لان غالبية ما يحصل يسبقه انذار من النظام السوري قبل حدوثه, الاعتداء على “اليونيفيل” سبقه تهديد عندما قرّر مجلس الامن مناقشة وضع قوات دولية على الحدود السورية اللبنانية, كما لا نستطيع ان نفصل موضوع اغتيال النائب عيدو عما جرى ل¯”اليونيفيل”, لان القاتل واحد والمستفيد من هذا المناخ واحد. ان اعطاء النظام السوري وقت لتغيير سلوكه جناية بحق الشعوب. اليوم الرعب في كل بيت وكل شارع حرام ان تدفع هذه الشعوب ضرائب هذه السياسات التامرية.
لماذا برايك هذا التحالف الايراني السوري مع “حزب الله”. هل الهدف اقامة محور شيعي يمتد من ايران الى لبنان بالتنسيق مع النظام العلوي ضد المحور السعودي المصري, ام انه اتفاق مصالح مشتركة؟
لا اعتقد انه تحالف شيعي ضد محور سنّي, لكنه برنامج سياسي خطر جدا, نتمنى في لبنان بالذات ان يدرك الجميع مصلحة بلدهم لانه من الصعب جدا موضوع الالغاء والاقصاء, والاعتراف بالخطا فضيلة والتراجع الى الوطن ليس عارا, لبنان مجروح, وهو واحة ديمقراطية لا نريد دفنها. ولا نريد له الا الخير..
برايك “حزب الله” والمقاومة اخطا بالانصياع الى سورية بهذا الشكل. وهل سورية قادرة على حماية “حزب الله” في المستقبل. وكيف سيكون موقف النظام السوري اذا ما طلبت منه اسرائيل راس “حزب الله”؟
الشعب السوري كما الشعب العربي وحتى الدول الاسلامية كبير جدا. لكن للاسف المقاومة وضعت هذا الرصيد الكبير تحت تصرف نظام مستبد ديكتاتوري فاسد. عندما تكون المقاومة تعمل تحت شعار الدين والقران, ايات القران واضحة, لا يمكن ان يقوم تحالف مختلف عن كتاب الله. كل الكتب السماوية اتت رحمة للبشر وليس لعذاب البشر. هذه المقاومة للاسف بهذا التحالف افقدها الكثير الكثير من هذا الرصيد.
هل تتوقع نهاية قريبة للنظام السوري؟
النظام السوري حدد طريقه وحدد خياره وبرايي اذا كان هناك قرار دولي واضح وصريح باسقاط هذا النظام فالوقت ليس بعيدا. لكن اصول اللعبة هي ان النظام السوري رسخ في ذهن المجتمع الدولي, اما نحن او الطوفان, اما نحن او التطرف, اما نحو او الاصوليات الدينية المتطرفة فهذا الكلام بعيد عن الواقع…
ما هو دوركم كمعارضة في تسريع نهاية هذا النظام؟
اننا نقوم بواجبنا. لكن النظام يملك الغطاء والامكانيات والثروات السورية كلها بتصرفه, لكن نحن حملة رسالة وسورية شعب عظيم وبهذا الفلكلور الذي قام به اثناء الاستيلاء على السلطة كان خداع للحقيقة وخلال هذه المسرحية كانت تفرض اقصى انواع العقوبات, تفرض ضد سجناء الراي والضمير.ة
متى تتوقّع عودتك الى سورية؟
خارج سورية اؤدي واجبا مقدسا, وطني بكل شرف وامانة وطهارة واتمنى من ربي مشاهدة اليوم الذي يتمتّع الشعب السوري بالحرية والديمقراطية. هذا كل ما امله.. ونناشد كل المعارضة ان تغير خطابها وتخاطب المجتمع الدولي باسلوب اقرب للواقعية وللعقل ونزيل من عقلنا التغيير السلمي لانه اصبح من المستحيل التغيير لا يتم الا باتخاذ المجتمع الدولي استخدام القوة لاستئصال هذا النظام, لان احداث العراق ادت الى ردة فعل عند الشعب السوري قام النظام بتسويقها, اما الطوفان او الخراب والقتل نحن نريد سوق المجرم الى العدالة, لان الشعب السوري انهكته المؤامرات من حين قدوم البعث..
(نقلاً عن “السياسة” الكويتية)