منظر الشيخ نواف البشير ومن قبله المقدم حسين هرموش وقبلهما الشيخ الصياصنة والبياسي وو.. على شاشة التلفزيون السوري أو بتعبير أدق تلفزيون “العصابة” والانكسار والاحباط واضح لكل ذي بصر وبصيرة، ولم يعد في علم الغيب حجم الضغوطات الهائلة التي تعرضوا لها لكي يخرجوا على المشاهد ويقولوا ما قالوه.
ما دفعني لكتابة هذه الأسطر تعليقات هنا على الفايس بوك وخاصة بعد ظهور الشيخ نواف البشير، بعض من تلك التعليقات كانت محبطة وملئها الحسرة وقسم اخر اتسم باللامسؤولية وصار يكيل اتهامات بعيدة جدا عن اللباقة!
شخصيا تخيلت نفسي في سوريا وتم القاء القبض علي في خضم ثورتنا الرائعة هذه وخيرت بين الخروج على التلفزيون وأردد ما سيلقنونني اياه أو أتعرض للاغتصاب..
نعم يا سادة، لا تستغربوا! ومن كانت ذاكرته غربال، ليعد الى “القوقعة” فهي وثيقة حقيقية عن اجرام هذا النظام والمنظر الجنسي بين الأب وأبنائه وما نسمعه الآن عن اغتصاب وانتهاك يجري فاق التعذيب الذي مارسوه في الثمانينيات.
غدا- وحتى سقوط هذا النظام – قد تكون أنتَ أو أنتِ، ربما لا قدر الله نشاهد مروة الغميان أو رزان زيتونة أو ياسين الحاج صالح أو… ، هل تتحول تلك الايقونات التي تضئ ثورتنا في يوم وليلة الى كذا وكذا!! هل نعرف ما هي حجم الضغوطات التي يتعرض لها عامر مطر وعمر الأسعد وهنادي زلحوط والآلاف غيرهم؟؟
يجب اليوم، قبل غدا، وكما حوّل شباب الثورة كل اتهامات وروايات النظام الى طرف ونوادر وجعلوه مسخرة أمام العالم، كذلك في هذا الموضوع يجب افراغه تماما من أي قيمة. وهنا أتوجه الى التنسيقيات والهيئة العامة للثورة السورية وكذلك الى المجلس الوطني أن لا مشكلة ولا معنى بالمطلق لأي ثائر يقع في براثن عصابات النظام في أن يقول ما يقول في تلفزيون النظام السوري.
من غير المعقول أمام الضغوطات التي يتعرض لها المعتقل، أن نكون نحن ضده أيضا عونا للنظام ونسقط أعماله وتضحياته. ما يريده النظام عبر تلك المقابلات المفبركة وتحت الاكراه اسقاط الثائر في نظر عينه أولا وفي نظر المجتمع مع كل الرسائل الأخرى التي يبتغيها. يجب ألا نقبل أن نظاما مجرما وغبيا يستطيع أن يبث الفرقة بيننا.
ahmadt400@gmail.com
* كاتب سوري