أظهر الاهتمام الشعبي العربي بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وكأن الرئيس القادم الجديد سيكون رئيساً في إحدى بلاد العرب والعروبة رغم أن كافة المقاعد محجوزة ومشغولة ولاأمل في التغيير، وأظهرنا بحالة مخجلة والله، و كأننا مفجوعون ليس عندنا انتخابات ولم نر رؤساء من قبل، أو ليس لنا رؤساء ومقطوعين من شجرة.
عادةً الناس تحلل وتنظّر وتسبّ وتشتم وتقضي وتُمضي في الانتخابات الأمريكية دون حسيب أو رقيب، وهو ماليس متاحاً في انتخاباتنا المضمونة النتائج سلفاً ومعروفة النسبة مقدماً. يعني الحديث عن الانتخابات الأمريكية مضمون أنه بلا عواقب على المواطن والحديث عن الانتخابات المحلية أمر يوقعنا في المحظور، لأنه من عظائم الأمور. الغريب أن حديث العرب عن الانتخابات الأمريكية هو حديث المفجوع أو الملتاع، وحديثهم عن الحملات الانتخابية للديمقراطيين والجمهوريين وعن ماكنتهم الانتخابية وعن قادتها وطريقة عملها واستراتجيتها هو حديث العارف والمتابع. ومن ثم لاتفاجأ أن يحدثك أحدهم عن الطاقم القادم مع الرئيس القادم من وزراء وموظفين وكتبة. ولكنك ستجد بعض غرابةٍ ومفاجأةٍ عندما يسجل بعضهم اعتراضه على تعيين سام أو رام أو غيرهم ممن لم يستشيروهم بتعيينهم أو يسألوهم عنهم للتزكية.
اعتراضهم تركز هذه المرة على القادم الجديد القادم للبيت الأبيص السيد رام عمانوئيل ككبير موظفيه وأرفع منصب إداري داخله حيث يتهمونه بأن والده اشترك منذ ستين عاماً بمجزرة دير ياسين.
فلئن قلت لهم: بأننا نحن الشعب لم يستشرنا أحد لتعيين موظف بسيط من الشعب في قصر الشعب رغم أننا الشعب، ولم نسمع يوماً ما أن واحداً من الشعب له حق الاعتراض أو الامتعاض أو إبداء الرأي في تعيين موظف من الشعب رغم مايقال أنه للشعب ومن أجل الشعب ولو كان شرطياً ممن يقال عنه وأمثاله في خدمة الشعب، فمالكم ياناس ومال كبير موظفي البيت الأبيض مما لاعلاقة لكم به ولا بغيره إن كان من أولاد العم أو غيرهم أو أن له شأناً آخر. ولئن قلت لهم: بأن الجزّارين باتو كثراً جدوداً وآباء وحفدة، وحديثكم يذكرنا بمجازرنا، واهتمامكم بتعيين موظف ليس في دياركم وكأن التعيين عندكم زي الفلّ وعلى أحسن مايرام. ولئن قلت لهم: المهم أن أموركم أنتم (مظبوطة) وإن شاء الله أمورهم (عمرها ماتظبط)، فنحن وحالنا على مانحن عليه لسنا مخلّصين معاهم، فكيف إذا كانت أمورهم مضبوطة وتمام التمام. أجابوك بأن الأمر مختلف، لأنه ابن عمانوئيل وهو اليوم في أرفع منصب في إدارة أوباما.
ولئن قال لهم كبير الموظفين: استثاركم واستفزكم تعييني في هذا المنصب لأسباب أنتم ترونها وتستنكرون عليّ أن أصبح كبير موظفين، ولكن عندكم من برقبته عشرات الآلاف من ناسكم وأهليكم ومواطنيكم وجيرانكم وأشقائكم، وابنه صار رئيساً فما اعترضنا ولا اعترضتم، ولا قلنا ولا قلتم، فماذا دهاكم حتى عني تكلمتم..!!؟ قالوا: شوف ياأبوالرام لا تخبّص في الكلام ولاتعفّس، ولا تخلط الصح بالغلط، ولا الحق بالباطل، فهذي نقرة وتلك نقرة، فلا تخلط النقرات ببعضها. يعني بالقلم العريض هذي حاجة وتلك حاجة، فلا تكبّر في الكلام، ولا تخلطن عباس بدباس.
قلت لواحدٍ من المعترضين: يبدو أن ابن عمانوئيل ردّ عليكم بما أردتم إحراجه فيه، وكأنه يقول: مالكم كيف تحكمون..!!؟
فأجابني متصنعاً الهدوء وكتم الغيظ: كأنك من المدينة إياها.. وأنا أعلم ما حصل فيها، ولكن ماذا ينفع استدعاء الماضي لأمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون..!! أما عن ابنه الرئيس، فكل نفس بما كسبت رهينة، ولاتزر وازرة وزر أخرى، وصحيح أنه وأنه، وصحيح أن من حوله كذا وكذا، وصحيح أن البلد كيت وكيت، ولكنه حقيقة من البقية الباقية الرافضة الصامدة المقاومة والممانعة، ويكفيه أنه يناطح أكبر حملة صليبية في العصر الحديث بشهادة أكبر الشيوخ والفقهاء والمثقفين والمفكرين، والقادم أدهى وأمر.
قلت: أنا من بلد طيب ووطن طهور، أنا روح من تلكم البلد إياها، وعبقٌ منها بمدنها وقراها..!!
قال: كن ماشئت فأنا صامد، لا تجادل لا تعاند
وعش ماشئت فأنا صامد، لا تجادل لا تعاند
وأحبب من شئت فأنا صامد، لا تجادل لا تعاند..
مجرم قاتل أبو رام إن قتل واحداً أو عشرة، وفعله جريمة محتقرة..
قلت: بل أنا من بلاد العنترة، ومالكنا عنترة بن عنترة..
مجرمنا قامعنا يَقْتُلُ المئات..!! وإنما أفعاله مفخرة،
لماذا..!!؟ كيف..!!؟ لاتعجبوا…!!
ويقتل الآلاف ويقتل..!! ثمّ يبقى عنترة
أتعجبون يا أيها المؤمنون من كبير موظفين في بلاد الكافرين الكفرة
وتخرسون عن عظيم مسخرة
في بلاد المؤمنين البررة
سجّانها وِسِامُهُ عنترة بن عنترة
cbc@hotmailme.com
* كاتب سوري
لماذا كبير الموظفين وليس الرئيس
المافيات المخابراتيية السورية
http://www.asharqalawsat.com/2008/10/20/special/cartoon.jpg
لماذا كبير الموظفين وليس الرئيسالسيد الكاتب اقترح عليك ان تحضر معك احد المعارضين في اليمن ليشاركك النواح والبكاء واللطم ….. ياعزيزي فقط اعطني شيئا جديدا لانعرفه ويعرفه كل فرد في سوريا من صغيرها الى كبيرها ….. لماذا تحبون العويل والبكاء …. العربيه نت حافله بتعليقات النواح والتباكي من احد بقايا الاتراك العثمانيين ….. رغم التدين والتطرف الديني في سوريا فالمجتمع السوري يرفض تماما تجربة دينيه او تجربة يوتوبيه غير مضمونه ففي التجربه الدينيه الديمقراطيه ملغيه قطعا بطاعة ولي الامر والتجربة الاخرى اليوتوبيه مجرد كلام لايغني ولايخلق فرص عمل وتكافل وضمان … خففوا من النواح قليلا واطرحوا حلولا موضوعيه المواطن لايهمه… قراءة المزيد ..