أطلقت السلطات الإيرانية سراح الصحفي وناشط حقوق الإنسان عماد الدين باقي بعد ١٩ يوماً من انتهاء مدة الحكم عليه. وكان باقي قد شارك مع إضراب غير محدود عن الطعام نظّمه ١٢ سجيناً سياسياً في سجن “إيفين” بطهران إبتداء من يوم ١٨ يونيو/حزيران. وابتدأ الإضراب بعد قتل السجينين السياسيين “هدى صابر” و”هاله سحابي” داخل السجن.
وأفادت تقارير أنه، فور إطلاق سراح عماد الدين باقي، قرّر زميله “مهدي إقبال” الإنضمام إلى المضربين عن الطعام.
وكان باقي قد اعتقل في ٢٨ ديسمبر ٢٠٠٩، بعد يومٍ واحد من مظاهرات “عاشوراء” الضخمة في إيران. وكانت ذريعة الإعتقال أن إذاعة “بي بي سي الفارسية” بثّت مقابلة كان باقي قد أجراها قبل سنتين مع المرحوم آية الله منتظري، الذي يعتبره كثيرون الآب الروحي للحركة الخضراء.
وفي البداية، حكم على باقي بالسجن ٦ سنوات بتهمة “الدعاية ضد النظام”، ولكن الحكم خُفِّضَ إلى سنة واحدة لاحقا مع منعه من ممارسة الصحافة لمدة ٥ سنوات.
وقد وجّه عماد الدين باقي رسالة مفتوحة، عبر “الشفّاف”، نشرناها في السبت 11 تموز (يوليو) 2009، تضمنت طلباً إلى السيد محمد حسين فضل الله جاء فيه: “أعتقد انه من الجيد ان يقوم العلامة فضل الله بلقاء هؤلاء السادة (أي قادة حزب الله) وان يطلب منهم بان عليهم اثبات ان هذه الشائعات كاذبة من خلال التدخل والوساطة وتوجيه رسالة يطالبون فيها بإطلاق سراح السجناء، لانهم بذلك سيعززون من موقعهم ومحبتهم لدى كل الأطياف. اما اذا كان العكس فان الكره الذي ولد لن تكون له عواقب جيدة”!
وجاء في خطابه المفتوح:
اتقدم بهذا الاقتراح كوني كنت شاهدا خلال احداث حرب 33 يوما ضد حزب الله عندما كان الصمت المطلق يسيطر على الصحافة والمثقفين، واقتصرت التغطية الصحفية على عرض الاخبار فقط والناس كانوا غير مهتمين، في حين كان النظام الإيراني هو الذي يعلن فقط الدعم لحزب الله والذي يعود بالسلب عليه لانه يساهم في اتهامه بالارهاب من قبل العالم وانه عميل لايران.
لذلك قمت شخصيا بخطوة اقامة احتفال كبير باسم جمعية “الباحثين عن السلام” في “حسينية الارشاد” لاثبت انه حتى الذين يعارضون وينتقدون الحكومة في إيران هم من المدافعين عن حزب الله وان هذا الامر ليس امر رسميا. وقد شارك في هذا الاحتفال نحو 17 شخصية من الشخصيات المنتقدة للحكومة وقدموا خطابات لصالح حزب الله ، وقد تحدثت شخصيا مع ممثل حركة امل وممثل حزب الله ووجهت لهما الدعوة للمشاركة وشاركوا إلى جانب سفير فلسطين ايضا…
وعندما تحدثت مع ممثل حزب الله كانت الفرحة لا تسعه عندما شاهد ان المجتمع المدني الإيراني كسر حاجز صمته وازال اتهام تبعية حزب الله للنظام.”
وقد أعلن حزب الله، بعد أيام من نشر رسالة باقي، أنه لم يشارك في قمع مظاهرات
طهران. وجاء النفي في بيان بالفارسية! ولكن الحزب لم يأخذ يوماً موقفاً يطالب بإطلاق سراح السجناء السياسيين في إيران.
(الصورة: عماد الدين باقي مع آية الله منتظري وحسن فحص، في “قم”)