كابول (ا ف ب) – عبر الرئيس الافغاني حميد كرزاي السبت عن استيائه من تنفيذ اول عملية اميركية-روسية مشتركة لمكافحة المخدرات في بلاده قائلا انها حصلت بدون اذن من الحكومة وانتهكت السيادة الافغانية.
وقال كرزاي في بيان صادر عن مكتبه “لا يحق لاي منظمة او مؤسسة القيام بمثل هذه العمليات العسكرية داخل اراضي بلادنا بدون اذن وموافقة الحكومة الافغانية”.
واضاف الرئيس الافغاني في بيانه ان “افغانستان تدين هذا العمل الذي قام به حلف شمال الاطلسي وتذكر بان هذه العمليات الاحادية الجانب تشكل انتهاكا واضحا لسيادة افغانستان وللقوانين الدولية”.
وحذر كرزاي من انه سيكون هناك “رد فعل” من كابول في حال تكرار مثل هذا النوع من العمليات. وجاء في البيان الرئاسي ايضا ان كرزاي امر وزارتي الدفاع والداخلية بالتحقيق في العملية التي حصلت في وقت متاخر الخميس في ولاية ننغرهار شرق افغانستان وان تطلعاه على نتائجه بحلول مساء السبت.
واوضح ممثل جهاز مكافحة المخدرات الروسي في كابول الكسي ميلوفانوف لوكالة فرانس برس ان المعلومات التي قدمت للرئيس كرزاي حول العملية “كانت مضللة”. وقال “انها عملية قامت بها وزارة الداخلية الافغانية وليس نحن”.
واضاف “لقد تصرفنا فقط بصفة مستشارين بموجب الاتفاق بين الحكومتين الروسية والافغانية حول وجود مستشارين خلال عملية لمكافحة المخدرات”.
وكان الروس والاميركيون قاموا للمرة الاولى بعملية مشتركة لمكافحة المخدرات في افغانستان كما اعلن الجمعة رئيس الجهاز الروسي لمكافحة المخدرات فيكتور ايفانوف موضحا ان موسكو ترغب في تكثيف مثل هذا النوع من الاعمال ونشر متخصصين في المكان.
واتاح التدخل اتلاف 932 كلغ من الهيرويين و156 كلغ من الافيون تصل قيمتها الى 250 مليون دولار بحسب ما نقلت وكالات الانباء الروسية عن ايفانوف.
وقال ايفانوف ان اربعة عناصر من جهاز مكافحة المخدرات الروسي وقوات خاصة اميركية وعناصر من وزارة الداخلية الافغانية شاركوا في العملية التي تطلبت ثلاثة اشهر من التحضير. واوضح ايفانوف “كان مركزا كبيرا جدا للاتجار بالمخدرات يقع على بعد خمسة كيلومترات من الحدود الافغانية-الباكستانية”.
واكد من جهة اخرى ان روسيا مستعدة لتدريب اجهزة مكافحة المخدرات الافغانية. واضاف “لكن هذه المسالة لم تحسم، انها بحاجة لموافقة السلطات الافغانية”.
وغالبا ما تندد موسكو بتنامي تجارة المخدرات انطلاقا من افغانستان وتعزو ذلك بشكل خاص الى تراخي القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في هذا البلد، معتبرة ان ذلك يؤدي الى ارتفاع كميات المخدرات التي تصل الى روسيا عبر آسيا الوسطى.
وقام ايفانوف الاسبوع الماضي بزيارة الى واشنطن لبحث التعاون في مجال مكافحة تهريب المخدرات واعتبر ان الولايات المتحدة لا تقوم بتدمير مختبرات الهيرويين وملاحقة مزراعي الخشخاش.
وتقول سلطات ضبط المخدرات الروسية ان 30 الف روسي قضوا في العام 2009 جراء تعاطي الهيرويين الافغاني. وتعارض روسيا فكرة ارسال قوات روسية الى افغانستان بسبب هزيمتها العسكرية الكبرى في هذا البلد في 1989 بعد عقد من التواجد فيه.
ومن المرتقب ان يزور الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن روسيا الاسبوع المقبل لاجراء محادثات حول تعميق التعاون مع روسيا في افغانستان كما اعلن الناطق باسمه.
وقال الناطق جيمس اباثوراي ان راسموسن يعتزم لقاء الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في 5 تشرين الثاني/نوفمبر لمعرفة ما اذا يمكن للطرفين ان “يمضيا قدما” في طلب قدمه حلف شمال الاطلسي لموسكو لتقديم حوالى 20 مروحية للقوات الافغانية.
وتنتج افغانستان حوالى 90% من الانتاج العالمي للافيون. وانتجت البلاد 3600 طن من الافيون هذه السنة، اي بتراجع حوالى 50% مقارنة مع انتاج 2009 بحسب تقديرات منظمة الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في نهاية ايلول/سبتمبر، لكنه اشار الى ان قيمة الافيون ارتفعت بنسبة 38%.
وقدر تقرير صادر عن هذا المكتب بان تجارة الافيون شكلت 5% من اجمالي الناتج الداخلي الافغاني هذه السنة. ويعتقد ان حركة طالبان التي تخوض تمردا منذ تسع سنوات تقريبا، تؤمن القسم الاكبر من تمويلها من تجارة المخدرات.