يستعد كاتب فرنسي مثير للجدل لوضع كتاب عن منطقة الخليج العربي بدعم من.. إيران!
الكاتب هو ”بيار بِيان”، الذي سبق له أن نشر كتاباً حول قطر لم يحقّق الآمال التي علّقها عليه كاتبه ولم يلقّ رواجاً في المكتبات.
في هذه الأثناء، وبعد شهرين فقط من صدور كتابه عن قطر (الذي ركّز فيه على ، الرئيس الفرنسي السابق نيقولا ساركوزي أكثر منه على قطر)، قام الكاتب ”بيار بيان”، وعمره الآن ٧٦ عاماً بفتح جبهة على بلد إفريقي هذه المرة هو.. الغابون. علماً أنه سبق له، قبل سنوات طويلة، أن قام بمحاولة لزعزعة استقرار دولة الغابون في ظل رئيسها الراحل ”عمر بونغو”.
ويعاود ”بيار بِيان” الكرّة الآن، ولكن ضد الرئيس الجديد ”علي بونغو” الذي تربطه علاقات وثيقة بالعالم العربي (خصوصاً الكويت، وقطر، والسعودية، والإمارات)، وهذا عدا علاقاته الوثيقة بأوروبا وبالإدارة الأميركية التي تعتبره واحداً من أفضل عارفي السياسات الإفريقية وشخصية مؤثرة في مكافحة الإرهاب.
وتستضيف الغابون، منذ سنوات عديدة، جالية عربية كبيرة، لبنانية خصوصاً، تلعب دورا ًبارزاً في اقتصاد البلاد، وتقيم علاقات وثيقة مع السلطة الغابونية.
وفي كتاب بعنوان ”القضايا الإفريقية الجديدة” استند ”بيار بيان” إلى روايات لمعارضين معروفين لتحرير ما اعتبرته مجلة ”جون أفريك” كتاباً ”لم يكن يجدر به كتابته”! أبرز ما في الكتاب مزاعم بأن “علي بونغو” ليس “غابونيا” بل هو “بيافري” (نسبة إلى “بيافرا” بالكونغو) وأنه إبن الرئيس عمر بونغو “بالتبنّي”، مما يجعله غير مؤهل لرئاسة جمهورية الغابون. وقد كذّبت هذه المزاعم شقيقات علي بونغو.
الجديد هذه المرة هو أن الدولة الغابونية رفعت دعوى قضائية لتضيف ”قضية ضمن القضية”!
وتقول السلطات الغابونية، استناداً إلى مراسلات نشر قسماً منها موقع “ميديا بار” الفرنسي، أن الوسيط اللبناني ”زياد تقي الدين” (الملاحق من القضاء الفرنسي في قضايا ”كراتشي” و”التمويلات الليبية”) اقترح على الغابون ”تفاهماً” للحؤول دون صدور كتاب ”بيار باين” ينص على أن تدفع سلطات الغابون لشركة تابعة له مبلغ ١٠ مليون و١٥٠ ألف أورو يتم سدادها في سويسرا!
وقد حصل موقع ”ميديا بار” الفرنسي المشهور على ملفّ ”القضية” التي تطال ”زياد تقي الدين” ونشر تفاصيل ”التفاهم” الذي اقترحه هذا الأخير على سلطات الغابون! وردّاً على سؤال صحفي للكاتب ”بيار بيان” حول علاقته بعرض ”زياد تقي الدين”، أجاب ”إذا صار هذا الموضوع علنياً، فسوف يتسبب لي بضرر كبير”! وأضاف أنه “غير معني بالـ١٠ مليون أورو”! والملفت للنظر هو أن ”زياد تقي الدين” كان أحد أبرز ”مخبري” الكاتب ”بيار بيان” في كتابٍ سابق له!
وتأتي هذه ”القضية” الجديدة، ودور “زياد تقي الدين” فيها، لتذكّر بأن الأوساط الصحفية، والوسط الديبلوماسي، وأجهزة الإستخبارات كانت دائماً تتخذ موقفاً “متحفّظاً” من “تحقيقات” الكاتب!
مثلاً، بعد العملية الإرهابية التي أدت لإسقاط طائرة ”أو تي آ” الفرنسية، من نوع ”دي سي ١٠” فوق إفريقيا في ١٩ سبتمبر ١٩٨٩، وضع ”بيار بيان” كتابين يهدفان إلى تبرئة القذافي من تهمة إسقاط الطائرة.
وكان ”بيان” في حينه على صلة بـ”أحمد قذاف الدم”، المبعوث الخاص لإبن عمه معمر القذافي. ولكن الشخص الذي فتح أبواب ليبيا لـ”بيار بيان” كان ”رولان دوما”، وزير خارجية فرنسا الأسبق، ومحامي الدولة الليبية. وبناءً على نصائح ”رولان دوما” و”أحمد قذاف الدم”، تم توجيه دعوة للكاتب المثير للجدل لزيارة طرابلس. كما نظمت السلطات الليبية له، بناءً على طلبه،رحلتين إلى إفريقيا الوسطى والنيجر لـ”الحصول على معلومات” حول قضية الطائرة. ولمساعدته في ”تحقيقاته”، كلفت سلطات القذافي عضواً في ”اللجان الثورية” هو ”علي الساحلي”، الذي شغل منصب القائم بالأعمال الليبي في باريس قبل أن يصبح سفيراً لليبيا في إفريقيا الوسطى. كما لعب دوراً في تسهيل تحقيقاته مسؤول الأمن الليبي ”عبدالله السنوسي” (الذي يقبع في سجن ليبي حالياً”) المتهم بلعب دور ”لوجستي” في إسقاط الطائرة الفرنسية.
وبناءً على شهادات الشخصيات الإفريقية التي التقاها ”بيار بيان”، فقد خلص إلى أن أجهزة الأمن الليبية ”بريئة” من العملية الإرهابية، التي ”فبركتها أجهزة الأمن الفرنسية والقضاة الذين تعينهم السلطة”! وكان كتابه بعنوان ”الرحلة يو تي آ ٧٧٢: تحقيق مضاد حول عملية إرهابية منسوبة للقذافي”، وقد صدر عن منشورات “ستوك” في باريس.
وقد أكّد ”أحمد قذاف الدم” لعدة مصادر عربية أن ”بيار بيان” تلقى اقتراح ”دعم مالي” لتحقيقاته. ولكن ”بيان” يؤكد أنه رفض العروض المالية الليبية…!!
والمشكلة هي أن كل التحقيقات الدولية اللاحقة أثبتت مسؤولية ليبيا عن العملية الإرهابية المروّعة، وذلك إلى درجة أن ”مؤسسة سيف الإسلام القذافي” اقترحت دفع تعويضات مالية لأهالي الضحايا المدنيين.
لعل أحد أوجه الغرابة أن الكاتب ”بيار بيان” يؤيد، اليوم، ”معارضاً” للرئيس الغابوني سبق له أن كان وزير خارجية بلاده ورئيسا ًللإتحاد الإفريقي، هو ”جان بينغ”. وكان ”بينغ” في آخر كتبه قد أعرب عن أسفه لأن قوات ”التحالف” (فرنسا، الولايات المتحدة، بريطانيا، والدول العربية) قامت بإسقاط نظام معمّر القذافي!
بذلك تكتمل ”الدائرة” في نظر الكثير من الصحفيين، ومعهم عدد من الديبلوماسيين ومن الأجهزة الغربية والعربية!
عرض زياد تقي الدين: ١٠ مليون أورو لمنع صدور كتاب!
يقول الناطق بلسان الرئاسة الغابونية أن تقي الدين وشريكه السنغالي٠الفرنسي ”فارا مبو” قالوا له “لقد ساعدنا بيار بيان في الماضي، وهو لا يستطيع أن يرفض لنا طلباً”!
وقد نشر موقع ”ميديا بار” نص ”الإتفاق” الذي عرضه زياد تقي الدين على السلطات الغابونية لمنع صدور كتاب ”بيار بيان”. وأبرز ما فيه:
المادة الأولى: يقبل الفريق الأول (شركة ”هليو غروب”، التي يملكها زياد تقي الدين) المهمة الموكلة إليه والتي تتمثّل في عدم صدور الكتاب المعني.
المادة الثانية: مقابل هذه المهمة، يوافق الفريق الثاني بصورة نهائية وجازمة على مكافأة الفريق الأول بمبلغ مقطوع قدره ١٠ مليون و١٥٠ ألف أورو”.
وينص الإتفاق على دفع المبلغ لحساب شركة ”هليوس بناما إس آ” رقم 305.9493 في بنك ”جوليوس باير” في جنيف.
ولكن الغابونيين رفضوا الدفع، ورفقوا دعوى ”تشهير” على الكاتب ”بيار بيان” أمام محكمة التمييز الباريسية.
كتاب ”بيار بِيان” ضد الغابون: زياد تقي الدين طلب ١٠ مليون أورو لمنع نشره!
Eaux troubles ou eaux d’évacuation sanitaire? Dans quoi surnagent des Takieddine, Péan, Dumas et autres matières de même provenance.