لا يتوقف عقل “داعش” عن ابتداع الجديد. فبعد حملات لتحجيب كل شيء، ابتداء بنساء “دير الزور” وتحجيب الصغيرات، صار الحجاب موضة وهوسا داعشيا بامتياز منتهاه ان يحجّب كل ما يقع تحت يده حتى لو كان “مانيكان” في واجهة عرض او بقرة في حظيرة! بعد حملات التحجيب هذه، وما هي سوى حملات لتحجيم الانثى من كل نوع سواء كان بشريا او حيوانيا او بلاستيكيا، وصل الامر لإعلان “داعش” قراراً قبل ما يقرب الشهرين يجبر الرجال على الحجاب لكن حجابا من نوع آخر حجاب يخرس السنتهم عن النطق بالحقيقة…
هكذا جاء دور المعارضين والنشطاء المعادين لداعش ينالوا شيئاً من ارهابها. ففي بدعة جديدة، اصدرت “داعش” قائمتها الاولى باسماء “مرتدين وعملاء” ومن ضمنهم علمانيون وديمقراطيون ومحاربون اعلاميون لداعش…
قائمة سوداء باسماء “المرتدّين”:
فقبل ما يقرب الشهرين أصدرت الهيئة الشرعية التابعة لولاية الرقة في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قائمة بأسماء من وصفتهم بالمرتدين والعملاء والمحاربين لمشروع إقامة دولة الخلافة الإسلامية وأميرها البغدادي في سوريا.
وأوضح المكتب الإعلامي في مجلس محافظة حلب الحرة إن اللائحة شملت أكثر من 70 شخصية سورية معارضة معظمهم خارج سورية. أما الناطق باسم “داعش” الذي يلقّب بالجزراوي فقد قال: “إن هؤلاء المرتدين جندتهم أجهزة الاستخبارات العالمية والإقليمية بمهمة نشر الشائعات والأكاذيب والأخبار التحريضية التي توقع الفتن بين أبناء الدولة والمجاهدين وتعمل على تشويه صورة المجاهدين ورجال الدولة الإسلامية وأمرائها، وإن المرتدين ثبت تورطهم بالعمل مع “الصحوات” ومع أجهزة إقليمية ودولية تبنت إسقاط الخلافة الإسلامية واستبدالها بأنظمة علمانية كافرة تابعة للغرب ولمن يتبنون فكر ديمقراطية الكفر والإلحاد. و أوضح إن الهيئة الشرعية في ولاية الرقة لا تحكم إلا بما أنزل الله في القرآن الكريم، وإن المرتد حكمه الشرعي هو القصاص بحد السيف.”
اسماء بعض الموضوعين على القائمة السوداء لداعش:
من أبرز هذه الشخصيات بحسب المكتب الإعلامي في مجلس محافظة حلب الحرة: (رضوان زيادة، ياسين الحاج صالح، محمد خليل، فضل الشقفة، عمار القربي، لمى الأتاسي، محمد حبش، أيهم الحسين، أمين عيسو، أحمد زكريا، محمد عودات، عمر إدلبي، عبدالحنان ولي، آزاد جمعة، رامي عطار، ميساء آقبيق، خولة يوسف، أحمد معاذ الخطيب، كامل البورديني، جوان سعدون، محمود المطر، خالد عبو، خليل حم سورك، محمد الحاج صالح، رباب البوطي، جوان معمو، عمار جلو، محمد صبحي، براء عقيل، كمال اللبواني، أنوار العمر، ملهم الحسني، ابراهيم حماد، عماد غليون، نوشين ابراهيم، فراس الحاج صالح، سمير المتيني، ابراهيم الحاج علي، محمد منصور، زكريا تأمر، عمر كوش، عبدالوهاب بدرخان، شادية محمد، عبدالرحمن مطر، أنس العلي، كمال الطويل، وليد النبواني، أنس البيانوني، ناصر النقري، محمد العويد، عمر العظم، أحمد نقاش، اسماعيل خليل حسن …. وغيرهم).
وفيما لاحظ البعض ان هناك اسماء كثيرة من قائمة داعش السوداء مطلوبة لأجهزة الامن وتجري محاولات مستمرة لاعتقالها كما هي حال الدكتور رضوان زيادة التي كادت ان تسلمه السلطات اليمينة مؤخرا للنظام السوري بعد ان اوقفته في مطار صنعاء بحجة كونه مطلوبا للامن السوري، فهناك اسماء أخرى لعبت وتعلب ادوارا غير نظيفة في التحريض الطائفي ضد العلويين، كما محمد منصور. وبعضها مشكوك في دوره وخلفياته وعلاقاته كما هو حال ناصر النقري الذي سطع نجمه فجأة في وسائل اعلام المعارضة وكان يحضر سرا لعقد مؤتمر لمعارضين علويين اكتشفت مراميه الشخصية منه، ومحاولته التشويش على المعارضين العلويين واتهامهم باتهامات مغرضة كما اكتشفت عمليات النصب التي قام بها على بعض المعارضين السوريين في استانبول.
ردود الموضوعين على القائمة السوداء:
من جهتهم فقد كانت ردود افعال النشطاء والمعارضين التي وردت اسماءهم في قائمة داعش متفاوته مابين اللامبالاة والحذر والسخرية بحسب موقع ومكان تواجد كل منهم،
الناشط نهاد البدر الذي وضعت داعش 20 مليون ليرة سورية لمن يقدم معلومات عنه قال “بدأت العمل باسم مستعار ضد تنظيم الدولة بعد خطف الاعلاميين والنشطاء في الرقة، وبعد الممارسات الجائرة لـ”داعش”، واستطعت اختراق التنظيم عبر اشخاص ثقة داخلهم، وبدأت انشر عنهم وأفضح قادتهم ممن انضموا للتنظيم من الشخصيات التي لها حضورها الاجتماعي في الرقة، وثقلها العشائري حيث اشترى التنظيم بعض تلك الشخصيات، ومنهم ابو لقمان والي الرقة، وبدأت نشر الصور والوثائق”.
واتهم البدر داعش بالتعامل مع المخابرات الايرانية وقال “الكل يعرف ان المطبخ الخلفي لداعش هو المخابرات الايرانية، كل الممارسات تدل على ذلك من حضورهم اول مرة الى الرقة بعد تحرير ابوغريب وهو تحرير كاذب”.
اما الناشط مروان علي قال لموقع كردي ان هذه الظاهرة المحمية من قوى داخلية وخارجية تريد سرقة ثورة الشعب السوري. واضاف ان الشعب السوري الذي تحمل “السكود” والبراميل المتفجرة يستطيع ان يحمي ثورته من عصابة من شذاذا الآفاق.
الناشط “وليد النبواني” الوارد اسمه على اللائحة، وهو مقيم في الخليج منذ سنوات، قال لإحدى محطات التلفزة: “لا آخذ الأمر على محمل الجد، ولكن علينا الحذر من الغدر فيمكن أن تكون هذه القوائم مشتركة بين أمن النظام السوري وداعش.. ويكون هناك تصفيات جسدية بحقهم من قبل النظام أو داعش.. ومن هنا علينا توخي الحذر بالتعامل، والحرص على المتابعة لإسقاط النظام والتطرف.”
مطلوبين لداعش وللمخابرات السورية معاً:
ليس الغريب كما اسلفنا ان معظم المطلوبين لداعش مطلوبون للمخابرات السورية، وهذه ليست المرة الاولى التي تتوافق فيها داعش مع اجراءات يتخذها النظام السوري. فكثير من توجهاتها العسكرية على الارض تنسجم مع توجهات النظام ومخططاته كما يقول ناشطون ومحللون. لكن نشطاء ومعارضين يرجّحون ان وضع هذه اللائحة هدفه ترهيب الاسماء التي وردت فيها، لكن في نفس الوقت فورود بعض الاسماء المغمورة يقدم لها خدمة تلميع صورتها في وسائل الاعلام وفي صفوف المعارضة بحيث يمكن ان تتاجر لاختراق المعارضة اكثر او لابتزاز خصومهم المعارضين؟
قوائم “داعش” السوداء
ههههههههههههه مقال جميل
لكنه فضيحة لداعش وبشار الاسد