قال عضو كتلة “المستقبل” النائب نهاد المشنوق إن قوى “14 آذار” ستدعو في أول اجتماع موسع لها الدولة للإعتراف بالإئتلاف الوطني السوري المعارض، مشيراً إلى أنه يجب ألا نبقى كلبنانيين في آخر التاريخ والزمان، فهناك 140 دولة اعترفت بهذا الإئتلاف.
مسألة الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري، تثير جدلا في قوى 14 آذار، حيث تتنازع هذه القوى تيارات عدة بين متحفظ ومتحمس ورافض لدس انف لبنان في الازمة السورية.
مصادر في قوى 14 آذار، قالت إن منسق الامانة العامة، الدكتور فارس سعيد، ومنذ اندلاع الثورة السورية، كان طالب بانخراط فاعل لقوى 14 آذار في الثورة السورية، مشيرا في اكثر من اجتماع عام ومجلس خاص، الى ان وقوف قوى 14 آذار على الحياد، في ما يتعلق بالشأن السوري سوف يجعل من اللبنانيين متفرجين في مرحلة ما بعد الاسد، وليس شركاء في النصر. ويخص النائب السابق سعيد المسيحيين بلوم محدد مشيرا الى ان عليهم مسؤولية مضاعفة ليتقدموا داعمي الثورة السورية: لانهم هم من أكثر من عانوا تهميشا وتهشيما من النظام الاسدي، من جهة، ولان مستقبل لبنان والمنطقة في ضوء الربيع العربي لا يحتمل انصاف الشركاء في المرحلة المقبلة.
المستقبل دعم إنساني والكتائب ضد!
صرخة “سعيد”، لم تلق صداها في اروقة الامانة العامة، ولا في صفوف احزاب قوى 14 آذار. فالاحزاب المسيحية تقف عند مقولة “عند تغيير الدول احفظ راسك”، في حين ينفرد حزب الكتائب بانتهاج سياسة النأي بالنفس الكاملة عن ما يجري في سوريا.
حتى تيار المستقبل، تضيف المصادر، أصيب بالارتباك في بداية اندلاع الثورة السورية، الى ان أطل الرئيس سعد الحريري مبكرا، ليسبق غيره من القيادات والزعماء العرب في الجهر بدعم الثورة. الا ان هذا الجهر لم يرق الى مستوى الانخراط الفعلي في مجريات الثورة السورية، وبقى مقتصرا على بيانات تصدر من حين الى آخر، سواء من كتلة نواب المستقبل او من الرئيس الحريري، الى ان كشف النائب عقاب صقر مؤخرا جانبا من المفاوضات التي يجريها لاطلاق سراح اللبنانيين المخطوفين في اعزاز، ليتبين ان كل ما يثار عن دعم الثورة السورية من المستقبل ليس الا مبادلة المخطوفين بمساعدات إنسانية.
اليوم، تضيف المصادر، وبعد ان كشف النائب المشنوق، عن ان هناك نية للإعتراف بالائتلاف الوطني السوري المعارض في اول اجتماع موسع لقوى 14 آذار، أصبحت هذه القوى أمام امتحان صدقيتها، في الوقوف الى جانب الربيع العربي من جهة، ومع تطلعات جماهيرها من جهة ثانية. خصوصا ان جمهور ثورة الارز لم ينتظر قياداته ليبادر الى الانخراط مع الثوار السوريين مقدِّما للاجئين من جهة التسهيلات والمساعدات الممكنة، وللثوار ملاذات آمنة ومستشفيات وما امكنه من تسهيلات لوجستية.
المصادر تشير الى ان قوى 14 آذار امام امتحان جدي عندما يطرح امامها مسألة الاعتراف بالائتلاف السوري قبل إنتصار الثورة في سوريا، وليس بعده.