في ذكرى 13 تشرين وفرار العماد عون بثياب النوم من قصر بعبدا الرئاسي تحت ضربات الجيش السوري، يقيم الجنرال عون وتياره كل عام إحتفالا بالمناسبة، ارادوه هذا العام على طريق القصر الرئاسي في بعبدا في استعادة عاطفية لمرحلة نشوء ما يسمى “التيار العوني” حين كان عون مقيما في قصر بعبدا كرئيس لحكومة انتقالية مبتورة مهمتها، حصراً، تأمين إنتخاب رئيس للجمهورية .
هذا العام وقف الجنرال على مقربة من القصر الرئاسي واستهل خطابه بـ”يا شعب لبنان العظيم”، ولكن هذه المرة لاسباب مختلفة!
فالجنرال اراد، بحضوره الشخصي، تأكيد شرعية صهره جبران باسيل على رأس التيار، قبل ان يُحال صهره الثاني شامل روكز الى التقاعد يوم الخميس المقبل.
وإذا كان لافتا ان الذين احتشدوا على طريق بعبدا رفعوا صور عون والعميد روكز، فإن اكثر ما لفت الانتباه ان احدا لم يرفع صورة لرئيس التيار جبران باسيل.
وعلى جري عادته وزع عون اتهاماته شمالا ويمينا. لا بد وان الحيرة ستنتاب المستمع لخطابه الاخير، خصوصا عندما يلجأ الى تجهيل المقصود. فقد استخدم عبارة “الحرب الكونية على العونية”، ولكن لا حرب كونية في لبنان، ولم يجتمع قادة العالم لبحث خطر تيار عون الوجودي على الكرة الارضية ولا على مجرة درب التبان! فهم لم يجتمعوا حتى لمواجهة داعش، ولم نسمع انهم اجتمعوا لاتخاذ قرار بالحرب على “العونية”.
يلجأ عون في خطاباته الى تحويل مطالبه الشخصية، سواء بتوزير صهر او بترقية الآخر، الى مطالب عامة مرتبطة بالوضع العام في البلاد، والمنطقة والعالم! وإلا كيف يمكن فهم خطابه الاخير في ذكرى هروبه من القصر الرئاسي الذي حوّله الى إنتصار وهمي قائلاً “ستدفعون الثمن”!
من يقصد الجنرال عون بتعتبر “يدفعون”، من هم هؤلاء؟ هل هم الذين اخرجوه بثياب النوم من القصر قبل 25 عاما؟ بالطبع لا، لانه زار دمشق وتصالح معهم، وإذا لم يكن الذين سيدفعون الثمن نظام بشار الاسد فمن هم إذا؟
هل يقصد الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟
ام أنه يقصد الرئيس نبيه بري والزعيم وليد جنبلاط؟
ام انه يقصد حزب الله؟
ام النائب سليمان فرنجيه؟
ام الحزب السوري القومي؟
ام الحزب الشيوعي؟.
فهؤلاء كانوا ايضا من ضمن الطبقة السياسية التي لا بد وان الجنرال يقصدها بتهديده بأ”دفع الثمن”.
ولكن كيف يستطيع ان يميز الجنرال بين حزب الله وبري وجنبلاط وفرنجيه، والقوميين والشيوعيين، ويحيّدهم في خطابه عن المحاسبة ويحصرها بـ”تيار المستقبل”؟.
وهل كان تيار المستقبل شريكا لنظام الوصاية الامني اللبناني السوري دون سواه ممن سيخضعهم جنرال الديماغوجيا للحساب؟ وقد اظهرت المحاكمات في “لاهاي” ان الرئيس الشهيد وتياره ذاقا الامرّين من هذا النظام قبل الاستشهاد وبعده.
فماذا يريد الجنرال فعلا؟
وهكذا في خطابه الاخير يقول :” ب13 تشرين فرضت علينا القوة امر واقع ولكن مقاومتنا حفظت حقنا ولهذا الامر عدنا وراسنا مرفوع ورفعنا راس لبنان معنا”.
وهنا ايضا يجـّهل الجنرال الفاعل الذي يقف وراء القوة! أي قوة فرضت عليك الامر الواقع الذي هو الخسارة والهرب.
إنها قوة الجيش السوري يا جنرال، ولو كنت تملك الجرأة والوضوح لكنت حدّدتها إسما وفعلا.
ويضيف: “وفي ذلك اليوم كان الكثير منهم يصرخون “اصلبوه اصلبوه”!
هنا ايضا يترك الجنرال الباب مفتوحا لكل مستمع لتحديد هوية “الكثير منهم”! هل يقصد الكثير من العالم الذي قرر شن “حرب كونية على العونية” ام الكثير من بين القادة اللبنانيين، الذين قالوا “اصلبوه”، ولكن لمن قال هؤلاء “اصلبوه”؟.
وحسب المقام الحالي لا بد وان الجنرال يوجه الاتهام لتيار المستقبل متناسيا ان الوزير ايلي حبيقه كان اول الواصلين الى القصر الرئاسي لانقاذ زوجة الجنرال وبناته وما تبقى من ضباط وجنود تركهم الجنرال في ساحة القتال.
فهل كان الوزير حبيقه من بين هؤلاء الذين طالبوا بصلبه وكان اول الواصلين الى بعبدا؟
يدرك الجنرال عون جيدا ان الجنرال اميل لحود كان يقيم في الشمال وكان قائدا للجيش اللبناني ايضا وان جنودا لبنانيين بإمرة الجنرال لحود شاركوا في عملية الصلب فهل يجرؤ على تسميته مثلا؟
ويضيف الجنرال قي خطابه: “ولا ننسى ان هذه الارض ارتوت بكثير من الدماء للعسكريين الذي استشهدوا عليها ومعهم مدنيين ومسعفين ورجال واطفال…. نلتقي كل سنة حتى نكرمهم لانه يومها لم يكن لاحد الشجاعة ان يكرمهم ولا لديه الجراة ان يعترف بهم، ولاجل ذلك اول عمل قمت به عندما عدت الى لبنان ذهبت الى ضريح الجندي المجهول ووضعت اكليل وصليت وعادت كل الذكريات الاليمة بذلك النهار التعيس”.
لا ينس الجنرال عون هنا مسألة استشهاد عشرات العسكريين في المواجهة مع الجيش السوري في عملية 13 تشرين. ولكن لماذا لم يذكر الجنرال العسكريين المفقودين الذين اختطفهم جيش الاسد؟ فلم يأتِ على ذكرهم لا من قريب ولا من بعيد، وهو قال بعد عودته المظفرة من زيارة جلاده في دمشق “ان لا موقوفين في سوريا”، وأسدل على الستار على قضيتهم!…
ويضيف:” كثر افتكروا ان لبنان ب13 تشرين انه دفن وقالوا اننا اصبحنا جثة سياسية”.
مجددا من هم هؤلاء الكثر يا جنرال ومن هم هؤلاء الذين “قالوا”؟.
والمصيبة الكبرى في خطاب عون حين يقول: “الاشكالية الكبيرة ان كل الذين حكموا لبنان بعد 13 تشرين بقوا هم انفسهم ولا زالوا حتى اليوم متحكمين برقاب العباد والبلاد، تغير الوصي ولكن لا زالوا هم انفسهم ولم يتغيروا ولا زالوا حتى اليوم متحكمين برقاب البلاد والعباد والبارودة تقلب من كتف الى كتف وانتهوا الاكتاف لقلبة جديدة واكيد هذه لاول مرة في التاريخ يخرج المحتل ويبقى في الحكم من كان يزحف امامه ايام الاحتلال”.
ويضيف “الطبقة السياسية التي حكمت البلد 25 سنة وتحكمت بكل شيء فيه هي المسؤولة عن الانهيار الذي حصل بوطننا الجريح. جوّعوا اهله وهجّروهم ولا زالوا يهجروهم بكل اصقاع العالم حتى ياخذوا الارض خالية من دون خلو”.
في الحقيقة قمة الديماغوجية: من حكم لبنان يا جنرال منذ 25 عاما، وعن أي وصاية تتحدث؟.
الوصاية كانت سورية، وأسفرت عن اغتيال رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري حسب قولك عندما كنت في باريس.
تغيّرَ الوصي صحيح يا جنرال، اخذ حليفًك حسن نصرالله مهمة الوصي، بدلا من السوري، وذلك في الثامن من آذار من العام 2005، حين اعلن نصرالله وصايته. هل نفهم ان المستقبل والحريرية السياسية تعمل لدى حزب الله اليوم وحسن نصرالله؟.
الم يكفكِ يا جنرال كل القادة الذين اغتيلوا غدرا في شوراع بيروت، فعن اي وصاية تتحدث؟.
اما حكاية قلب البارودة من كتف لكتف، فأنت آخر من يسأل.
الم تنقل البارودة من محاربة سوريا الى مصالحتها ومهادنتها؟،
الم تنقل البارودة من تحميل حزب الله مسؤولية انهيار الدولة الى ورقة التفاهم معه؟
الم تنقل البارودة من تحميل “القوات اللبنانية” مسؤولية كل ما حل بالمسيحيين ولبنان الى “ورقة النوايا”؟.
الم تُقِم احتفالا بميلادك في “بيت الوسط”؟.
الم تتخلى عن الكتاب البرتقالي؟
الم تتخل عن كتاب “الابراء المستحيل”.
اما التعميم يا جنرال وجعل 25 سنة من الحكم في عهدة فريق سياسي واحد، ففيه الكثير من استغباء عقل جمهور العونيين قبل سواهم.
الم تشارك مع تيارك في انتخابات العام 2005؟
الم تشارك في الحكومات التي اعقبت؟.
الم تعد من “الدوحة” رافعا شعار النصر باستعادة حقوق المسيحيين؟.
حكمتَ بعشرة وزراء منفردا مع حلفائك، فماذا أصلحت واين غيرت؟.
وتضيف يا جنرال: “يمكن كرمال ذلك هم يعملوا المستحيل حتى يمنعوا هذا الصوت من اجل ان يصل ولكن صوت الشعب من صوت الله ولا احد باستطاعته ان يوقفه”.
من جديد، من هم هؤلاء يا جنرال الذين يعملون المستحيل؟.
وتضيف: “مجموعة تعتمد السياسة الكيدية بتعرقل المشاريع التمنموية مثل الكهرباء والمياه والنفط ويوزعوا العتمة عليكم بدل ان يوزعوا النور ويبتزوا اموالكم بمولدات كهرباء ويتقاسموا اموالها وارباحهم مع النافذين”.
كنا نتمنى ان تسمي هذه المجموعة التي تعتمد السياسة الكيدية. الم يبشر اللبنانيين صهرك وزير الطاقة وكل الطاقات بـ”اربع وعشرين ساعة تغذية”، وكان وزيرا لثلاث سنوات متتالية وتم صرف الاعتمادات له؟ فإذا كان اعجز من ان يؤمن الطاقة بثلاث سنوات بحكومة معه فيها تسعة وزراء عونيين فلن يستطيع لا اليوم ولا بعد الف سنة.
من تحمل مسؤولية عدم توفر المياه يا جنرال، وصهرك خطط لاقامة سدود لم تر النور؟
هل تيار المستقبل الذي كان خارج الحكم عرقل مشاريع صهرك؟.
وتقول :” احب ان اطمئن الجميع ان التلاعب بالقوانيين سوف يدفعوا ثمنه والتلاعب بالاستحقاقات سوف يضعهم بموقع الاتهام وسوف يفضح عمالتهم للخارج وارتهانهم لقرارتهم على حساب استقلال لبنان وسيادته خصوصا هؤلاء الذين يقاتلون بسيف غيرهم ونطمئنهم ان هذا السيف سوف ينكسر”.
جنرال عون، انت قلت انك تعطل البلد وسبق ان عطلته ستة اشهر لتوزير صهرك جبران باسيل، مع انك اشترطت عدم توزير الخاسرين في الانتخابات النيابية وأصريت على توزيره خاسرا في الانتخابات.
عن اي قوانين تتحدث يا جنرال وانت قائد سابق للجيش وتعرف ان لا قانون يجيز ترقية عميد ماروني الى رتبة لواء؟.
اما في شأن الربيع العربي قد يكون هذا هو الموقف الوحيد الذي إنسجمت فيه مع افكارك المشوشة، فتقول: “ومثل ما قال قداسة البابا انها ليست حرب اديان وانما هي حرب بين الخير والشر. وللاسف بعض اللبنانيين وان كانوا قلة لا زالوا يدعمون الشر مثل ما دعموا من كم سنة اسرائيل بحربها على لبنان بالموقف”.
ولكن انت تصل الى حد اتهام لبنانيين بالعمالة لاسرائيل والتعاون معها فهذا مردود اليك ولحلفائك! فالعميد كرم عوني بامتياز، ومدان بالتعامل مع الاسرائيليين بامتياز، وكل العملاء وشبكات العمالة خرجت من صفوف حلفائك، فمعيب ان تستثمر في هذا الملف الذي لم يثبت إدانة أي من أخصامك فيه، فالإدانة في صفوفك وفي صفوف حلفائك دون سواهم.
khawana. nsito el za7f el souri bhal yom al aswad? wala kelmeh 3an al majezer al souryyeh? mabsoutine bi poutine? 3ayb 3aleykon! Awn ma7a ychoufa lal kirsi! w iza 2a3ad 3aleya, ra7 te7re2lo tizo w yeftas ! yijikon el chitan ya